العاصفة .. وانقسام العاطفة

[أحمـدنجـم]

العاصفة

الريحُ عصفت بالموانئِ كلِّها

شقتْ سكونَ الصامتينَ

حملتْ شجونَ المتعبينَ بجوفِها

بصدرِها مضطرمٌ حريقْ

تشعُ ألسنةَ اللهبْ

يجري الصغيرُ مع العجوزِ المضطربْ

كلُّ المنازلِ قد علاها نحيبُها

والريحُ عصفتْ بالموانئِ كلِّها

كانت سفينتُنا رستْ

والنوارسُ حَلَّقَتْ

والشمسُ في البحرِ ارتمتْ

كان الشفقُ .. في حمرةِ الياقوتِ..

يُسْدِلُ ثوبَهُ ..

ترتديهُ سماؤنا

ظِلٌّ له في بحرِنا

ما كنتُ عالماً الزَّمانَ ممزقاً ..

ثوبَ الكمالِ بحيِّنَا

قدْ كنتُ مرتقبَ القمرْ

والحبيبَ المنتظرْ

قدْ كنتُ أحلمُ بالقرارِ من السفرْ

فإذا السماءُ والمطرْ

تبكي السيولَ عيونُها

والريحُ عصفتْ بالموانئِ كلِّها

قد كانَ موعدُنا هنا .. في المساء ..

التاسعة

اعتدت أن آتي هنا قبل اللقاءِ بساعتينْ..

كان الرصيفُ بجانبين

عن يميني قاربٌ

عن شمالي مُخْتلَجْ

والشمسُ نجم هاربٌ

والقلبُ مني يختلجْ

والبحرُ يرتقبُ اللقاءَ يضمنا

حتى يباركَ والسماءَ طريقَنا

والسفنُ في دفئِ المرافئِ حولنا

فإذا ببحرِ غرامِنا ..

موجٌ عنيفْ ..

تنهالُ أرصفةُ المرافئِ

تنطفئُ نيرانُ المدافئِ

ينشقُّ الرصيفُ ..... وحلمُنا

عائمين

والريح تجذبُنا

عائمين

كلُّ المنائرِ أُطْفِئتْ أنوارُها

والريحُ عصفتْ .. بالموانئِ .. كلِّها