|
#1
|
||||
|
||||
![]()
الأزهر هو قلعة الإسلام وحماه على مر التاريخ وهذه حقيقة لأن التاريخ لا يجامل أحدا بل هي وقائع حدثت وما غيّر مجري التاريخ منها كانت شعلته الأولى من الأزهر , فإذا نحن لم نهتم بأمر المسلمين فمن غيرنا يحمل همومهم وعبء نصرتهم .
نعترف بأن الكثير من الأزهرية قد تاه وسط ملهيات الحياة وغلبه النعاس ولكننا على ثقة من أنها فترة الظلام قبل شروق الشمس ,فكأننا نري الأزهرية وقد خرجوا ينهضون بكل نواحي الحياة وليس الدين فقط. فالآن ونحن في هذا الزمان لا يحتاج المسلمون لشيء أكثر من حاجتهم للعلم , العلم الذي يبني بلادهم .. يبني تجارتها وصناعتها وزراعتها وجيشها فإذا أردنا حقا النهضة فلننهض بالعلم وكذلك الأخلاق ننهض بديننا وأخلاقه السمحة , فالطامة الكبرى التي وقع فيها المسلمون هي أن بعض علماءهم لا يستخدمون علمهم لنصرة هذا الدين فما فائدة العلم إذا ! فهو لمثل هؤلاء نقمة لا نعمة سيسألون عنه يوم الدين. كثير منا لا يشعر بمعنى أنه أزهري .. الأزهر هو العلم والدين والأخلاق بل هو أمل الأمة بأسرها .. وهذه ليست مجرد كلمات أو شعارات مللنا سماعها بل حقيقة نسيناها أو فلنقل تناسيناها وأصبحنا لا نعمل بها فاختفت ونقول اختفت ولكنها لم تمت لأنها إن ماتت فقد مات الإسلام والإسلام لم ولن يموت بل هو باق بوعد من الله فهو خير من يوفي بالوعد جل في علاه. ألم تشعروا بهذه النعمة يوما ما يا أبناء الأزهر ؟! نعمة كونكم من أبناء الأزهر .. كونكم حفظة كتاب الله وقراءه تقرءونه بسهولة ويسر وغيركم يتتعتع فيه فإننا نري كثيرا مِن مَن هم في سن العشرين ولا يقدرون علي مجرد قراءة القرآن بل نجدهم يقرءونه خجلا وحزنا وتحسرا علي السنين التي ضاعت من عمرهم ولم يتعلموا فيها شيئا من القرآن فالحمد لله علي نعمة القرآن والحمد لله علي نعمة الأزهر. عجبا لكم كيف لم تستشعروا هذه النعمة عند مشاهدتكم لبرامج الفتاوى فنجد من يسأل عن كيفية الغسل أو الوضوء أو الصلاة ويسألون عن أشياء تعتبر عندنا من الأساسيات التي حفظناها ووعيناها منذ صغرنا وهم قد وصلوا إلي سن الأربعين وزيادة ولا زالوا يسألون عنها !
__________________
![]() العلم النافع .. صدقة جارية |
#2
|
||||
|
||||
![]()
بناء الأزهر
الأزهر هو المؤسسة الدينية العلمية الإسلامية العالمية الأكبر في العالم و يوجد في القاهرة جمهورية مصر العربية . يسجل التاريخ أن الأزهر أنشئ في أول عهد الدولة الفاطمية بمصر جامعا باسم (جامع القاهرة الذي سمي الأزهر فيما بعد) حيث أرسى حجر أساسه في الرابع والعشرين من جمادى الأول 359هجريا\970م و استغرق بناؤه قرابة السنتين ، و صلى فيه الخليفة المعز لدين الله الفاطمي ثاني خلفاء الدولة الفاطمية صلاة الجمعة الأولى من شهر رمضان سنة361 هجريا\972م ، إيذانا باعتماده الجامع الرسمي للدولة الجديدة ، ومقر لنشر الدين و العلم في حلقات الدروس التي انتظمت فيه و بدأها القاضي أبو حنيفة بن محمد القيرواني قاضى الخليفة المعز لدين الله، و تولى التدريس أبناء هذا القاضي من بعده و غيرهم، إلي جانب دراسة علوم أخرى في الدين واللغة و القراءات والمنطق والفلك
__________________
![]() العلم النافع .. صدقة جارية |
#3
|
||||
|
||||
![]()
الأزهر كجامعة :
و لم يلبث الأزهر الشريف أن أصبح جامعة علوم، يتلقى فيه طلاب العلم مختلف المعارف والفنون: ففي سنة 378هجريا\988م أشار البعض على الخليفة العزيز بالله بتحويل الأزهر الشريف إلى جامعة تدرس فيها العلوم الدينية و العقلية حرصاً على جذب طلاب العلم إليه من كافة الأقطار و قد سمى بالجامع الأزهر نسبة إلي السيدة فاطمة الزهراء الذي ينتسب إليها الفاطميون و قد حرص الخلفاء الفاطميون على تزويد الجامع الأزهر بالكثير من الكتب و المراجع حتى يتيسر للطلاب الوافدين عليه الإطلاع عليها ، كما حرصوا على تخصيص موارد الإنفاق عليه ، فوقفوا عليه الأوقاف ، وحذا حذوهم كثير من العظماء و الأثرياء من أهل الخير من مختلف الدول ، فأنفقوا على فرشه وإنارته و تنظيفه و إمداده بالماء، و على رواتب الخطباء و المشرفين و الأئمة و الطلاب من مختلف .المذاهب الفقهية
__________________
![]() العلم النافع .. صدقة جارية |
#4
|
||||
|
||||
![]()
الأدوار السياسية للأزهر :
لقد قام الأزهر الشريف ,منذ فجر تاريخه, بأدوار سياسية و ثقافية و روحية خالدة ،ليس في تاريخ مصر فحسب بل في تاريخ الأمة الإسلامية و العربية على مر العصور فقد كان للأزهر دور سياسي مجيد على مر تاريخه دفع فيه الظلم و الجور و أقر العدل و نشر الأمان ،فكان ملاذاً لعامة الشعب يهرعون إليه في الأزمات ملتمسين من علمائه الإرشاد والتوجيه فيجدون لديهم مواطن الأمان وتفريج الكربات وحل الأزمات و عندما غزا الفرنسيون مصر بقيادة نابليون بونابرت عام1798 م أشعل علماء الأزهر الثورة ضدهم فانبعث من داخل الأزهر الشريف ثورة القاهرة الأولى و الثانية ، حتى كان للشعب ما أراد بقيادة علمائه ، و رحل الفرنسيون عن مصر . و كذلك قام الشعب المصري العظيم بقيادة علماء الأزهر بصد الحملة الإنجليزية على مصر سنة 1807م المعروفة باسم حملة فر يزر و واصلوا جهادهم ضد الاحتلال الإنجليزي حتى تمام الجلاء و من فوق منبر الأزهر الشريف أعلن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الجهاد المقدس ضد جيوش الطغاة المعتدين عام 1956م فيما عرف بالعدوان الثلاثي على مصر ، فكانت صيحة مدوية في أسماع العالمين ، و انتفض الشعب المصري يجاهد المعتدين حتى تمام الانسحاب و هكذا كان موقف الأزهر الشريف و علمائه من الحياة العامة و السياسية جهاداً في سبيل الله و في سبيل الوطن و دفعا للظلم و العدوان ، ولا غرو فالإسلام دين و دولة
__________________
![]() العلم النافع .. صدقة جارية |
#5
|
||||
|
||||
![]()
الدور العلمي للأزهر :
كما كان للأزهر أيضاً دور علمي و ثقافي عظيم بث شعاع المعرفة في شتى أقطار العالم ، وحفظ اللغة العربية والثقافة الإسلامية في عصور التدهور والانحطاط ، وإبان سيادة الاستعمار الغربي على الأقطار العربية و لم يقتصر دور الأزهر العلمي والثقافي على العلوم الدينية و اللغوية _كما يظن الكثيرون_ ولكن كان الأزهر يستمد ثقافته من ثقافة الإسلام ، التي لا تفرق بين شتى العلوم و المعارف التي تخدم البشرية في شتى المجالات ، كما أوضح الشارع الحكيم ، و لهذا كان علماء الأزهر يدرسون جميع أنواع العلوم و الفنون ، فكان منهم الفقيه و الطبيب و المهندس و الكيميائي و الجغرافي و الرحالة ...الخ. و لهذا حينما بدأت النهضة العلمية في مستهل العصر الحديث لم تجد لها منبعاً إلا في رحاب الأزهر الشريف ، فكان معظم المبعوثين إلى أوروبا من رجاله النابهين ، من أمثال رفاعة الطهطاوى وغيره . كما كانت الدولة كلما أنشأت عدداً من المدارس العليا المتخصصة في شتى العلوم اختارت لها النابغين من أبناء الأزهر
__________________
![]() العلم النافع .. صدقة جارية |
#6
|
||||
|
||||
![]()
الاستعمار و الأزهر:
و على الرغم من ذلك استطاع الاستعمار ، أن يمد يده الطويلة ويعمل أساليبه الملتوية ، أن يعوق حركة الأزهر في النمو و الازدهار ، فشن حروباً عنيفة ضد مريدي الإصلاح و التجديد فتقلصت علوم الأزهر - لفترة ما - لتقتصر على العلوم الدينية و اللغوية . ثم علت صيحات بعض المصلحين من أمثال رفاعة الطهطاوى و جمال الدين الأفغاني و محمد عبده و غيرهم ، حتى قامت ثورة يوليو1952 فأزالت العقبات في طريق تطوير الأزهر الشريف ليكون منارة علم و إشعاع في كل مناحي و فنون الحياة ، و صدر القانون رقم103 لسنة1961 م بشأن إعادة تنظيم الأزهر و الهيئات التي يشملها و بهذا عادت للأزهر مكانته و عاد إليه دوره في نشر الثقافة الإسلامية و العربية و جميع فروع المعرفة
__________________
![]() العلم النافع .. صدقة جارية |
![]() |
العلامات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|