اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > قصر الثقافة > إبداعات ونقاشات هادفة

إبداعات ونقاشات هادفة قسم يختص بما تخطه أيدي الأعضاء من شعر ونثر ورأي الخ...

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 31-05-2010, 06:47 PM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,413
معدل تقييم المستوى: 18
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي المهمة المستحيلة

طراخ .. طيخ ..
طيخ .. طراخ ..
هكذا أنهى يوسف ابن أختي امتحانات (شهادة !) الصف الثالث الابتدائي بعد جدل حميم حول المذاكرة و الإلتزام و الجدية في أداء الإمتحانات .
إفراج (ليوسف) و قبله مصطفى ، أخوه الأصغر ، (طبعاً هذا يعني سجن يومي في فض شجاراتهما) ، على أي ، أختي تستحق بعض الراحة حتى لا تفقد صوابها .

(قلب الموضوع ، زعابيب خلاف و رياح شقاق حتى يبلغ السيل الربى ، و الربى نواحي واطئة جداً و السيل عنيف)

بعد عاصفة من البكاء و الزعيق و محاولة تأديبهما قررت أن عقابهما هو حرمان الصحبة و إعادتهما إلى أمهما مع وكل أمر التأديب لوالديهما .

أفاجىء بعاصفة أكبر من البكاء .
يتأثران جداً بموقفي هذا ، فيقرران إغلاق زر السخف و احترام وجودي بينهما ، اضغط زر الطاعة .
حقاً ، لا أعرف لماذا يؤدبهما إعراضي عنهما على هذا النحو . فللأولاد في بيتهما حجرة جميلة و بها ألعاب من اختيارهما .
لازال بهما من البراءة ما يجعل البقاء مع خالتو أكثر دفئاً و تواءماً مع احتياجات نفس هي للطفولة و البراءة أقرب منها للإجرام .
طبعاً يوسف يعترض على قرار الصعود لبيته بلوعة كعادته :
_ ظلم مبين . لا أحد يسمعني في المدرسة أو البيت .
له حق فالمناهج الدراسية طويلة تشغل المدرس عن الطلاب .
أما البيت فلا وقت فيه لشيء .
و كالعادة تصالحنا جميعاً بلعب بنك الحظ سوياً (يوسف يعشق النقود و السلطة و لديه سلسلة مفاتيح بها ما يقرب من خمسين مفتاح للبيت و الجراج و البوابات و السرداب و السطح و شقق الجميع و الغرف...الخ و مضى زمن طويل ونحن نحضر يوسف بلحمه الذي بدون شحم كلما احتجنا لمفتاح فيفتح لنا ثم يستعيد المفتاح ثانية و قد تنازل عن بعضها بصعوبة شديدة عندما انتقلنا للسكنى فيه).
يرهقني مدى الضغط الذي فوق رأسيهما . و يدمي قلبي كيف تكيفا معه بالشد ، يترصدان لبعضهما و لي و يتصيدان الأخطاء .
يصبغ السوء كل ما يقع بينهما . يتداولان ألفاظاً ما عهدناها في بيتنا ، لا ، لا يرضي الله عن هذا الكلام .
لا والله ، ما هكذا تربوا في بيتهم أو بيوت الأقارب و الأصحاب .
دخيل هذا الطبع ، ليس الأصل .
يغيب عن مدرستهم طاقم إشراف الدور . يختلف الأولاد في المدرسة فلا يحكم بينهم عاقل ، يتركون لأهوائهم و قوتهم البدنية يحلون خلافاتهم بأيديهم و ألسنتهم . تتغير الطباع ، تصبغها الخشونة و الجرأة مهما صغرت أعمارهم .

تالياً ، أخذت العائلة للتسوق في مركز تجاري كبير به ألعاب كثيرة يحبها الأولاد ، عسى أن يفرج هذا عنهم قليل مما هم فيه .

طوال المشوار و مصطفى يلهج بحبي ، يغني بصوت مرتفع : أحبك .
و ما أدراكم ، ما صوت مصطفى ، صداع و انعدام تركيز أثناء القيادة ، كل ما هنالك أن لا أحد بوسعه أن يصمد أمام فيض الحب الغامر .
يوسف الآن ودود و ذكي و يحب مساعدة الجميع. لعبا طويلاً حتى علت بشرتيهما ورود الحيوية .
توقف والدي لشراء السمك فحملت مصطفى ليتفرج على الاستكوزا و الجمبري و سمك القرش و السبيط و الجندوفلي و تحدثنا طويلاً عن تلك الأشياء: أسماؤها و أين تعيش...الخ.
اتسعت عيناه دهشة لرؤيتها أول مرة فالمأكولات البحرية هي آخر ما نشتهيه أو نشتريه. و قد غمرهما جدو بالطيبات لكل واحد منهما اثنان من كل شئ: عصير و شيكولاته و جاتوه و شيبسي و قد أكلا ذلك قبل أن ادفع ثمنه فشهيتهما عجيبة و بالذات مصطفى. و حين عدنا للبيت تعشيا للمرة الثالثة أو الرابعة!

المساء يحضر معه تعب كل عصب يحويني بينما هما يصرخان : لم نلعب بعد!
انصرف عنهما لمشاهدة مسلسل طبي أمريكي فيجلسان للمشاهدة معي :
قسم الطوارئ يستقبل ضحايا الحوادث . ينتهي المسلسل و قد تشبعا تماماً .
طبعاً لعبتهما التالية هي :
مستشفى الطوارىء (أكثر مما أنا فيه !)
يقلدان موقفاً أثار اهتمامهما في المسلسل و يأخذان في تمثيله. قام يوسف بتركيب عدة قطع بلاستيكية و ألصقها لتماثل كيس دم متصل بأنبوبة بحقنة لنقل دم للمصاب كما استولى على سماعة طبيب من جدو "والدي" (والدي طبيب متقاعد) ليستخدمها في اللعبة.
و إذ انقطعت الكهرباء فقد حان وقت لعبة عنكبوت الظلام المخيف (أنا طبعاً) الذي يدغدغ بأذرعه المتعددة ظهريهما حين لا يتوقعانه، لكنهما قبضا علي و قيدا يداي و أنقذني منهما عودة الكهرباء و الساعة التي دقت الثامنة فاستدعتهما أمهما للنوم.

مصطفى لا يريد الصعود و اختبئ تحت الطاولة حيث حجمه الصغير لا يسمح لأحد بالوصول إليه . حسناً ، يكفي لعب و الله .
_ مصطفى لنلعب لعبة الصاروخ .
جاء إلي فأخذت أبرمج الصاروخ "مصطفى" بأصابعي بالضغط على أزرار وهمية موجودة على صدره مما دغدغه و أضحكه . صعد مصطفى على منصة الصواريخ ( أنا طبعاً مع مراعاة أن المنصة لا تحمل أوزاناً أكثر من 22 كيلو _ وزن مصطفى لمتاعب في فقرات الظهر)
العد التنازلي ...
انطلاق
حين نلعب هذه اللعبة فإنني أحمله و أجري به و نهاجم يوسف و نقع عليه و نأخذ في دغدغته حتى يضحك (لو كان مزاجه رايق و إلا فسيتهمنا في قرف بالتخلف) أما اليوم فقد انطلق الصاروخ عائداً إلى أمه .
رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 07:29 AM.