|
الأدب العربي قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباء قديمًا وحديثًا |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]()
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه قصتي مع عالم الجن , حدثت هذه القصة وأنا علي أعتاب الثانوية العامة أي منذ 6سنوات تقريبا فلنبدأ .... كنت في أجازة الصف الثالث الإعدادي أي كما ذكرت علي أعتاب الثانوية العامة وأنا أسكن في قرية من قرى الريف المصري التي كانت وقتها حديثة العهد بالكهرباء ليست الكهرباء أي أن القرية كانت تعيش على أضواء لمبات الكيروسين ولكن أقصد كهرباء الشوارع المعلقة على أعمدة تحمل مصابيح ولم يكن ذلك الشارع الذي يطل عليه الباب الخلفي لمنزلي قد وصلت إليه تلك الأعمدة وقتها لذا فقد كان غارقا في ظلمة حالكة إلا في مسافات متقطعة نادرة حيث يخرج احد الأهالي مصباحا أمام بيته كان في ذلك الشارع بيتا قالوا عنه أنه مسكون فهو دائما مغلق أغلقه أصحابه ثم هاجروا كان بيتا من الطراز القديم المبني بالطوب اللبن وشباك وحيد لا يتجاوز عرضه العشرين سنتيمترا وطوله الأربعين تم وضع الأخشاب على جدرانه ثم غطي بالحطب ... لا داعي لوصف البيت أكثر من هذا . وكعادتي حين ينتهي الموسم الدراسي ويبدأ الصيف يبدأ داء النوم الملازم لي طوال أيام الدراسة يفارقني فأسهر حتى أذان الفجر فأذهب للصلاة ثم أعود فأنام . كنت أمضي سهرتي أمام التليفزيون أو في قراءة أحد أعداد سلسلة رجل المستحيل أو ملف المستقبل للكاتب الدكتور نبيل فاروق ثم كانت تلك الليلة ........ كنت جالسا أمام التلفاز أتابع بعض الأفلام المحفوظة أو المعروف نهايتها مسبقا في ملل حين باغتتني تلك الكهرباء بانقطاعها في الساعة الثالثة إلا قليلا ولم أجد ما أفعله سوي أن أُشعل لمبات الكيروسين في المنزل ثم أدخل لأحاول أن أنام فلن أجد ما أفعله ... ولما عجزت عن النوم طرأت في رأسي فكرة أن أذهب إلي المسجد فمن المؤكد أني سأجد أمام المسجد هناك وقد أشعل مساعده أضواء المسجد بكهرباء المولد الاحتياطي فأجلس إلا جواره فأقرأ بعض آيات القرآن حتى يحين الفجر فأصلي ثم أعود للنوم وبالفعل وضعتها موضع التنفيذ ... كان الشارع مظلما تماما بعد انقطاع التيار الكهربي وفي تلك الليلة من أواخر الشهر العربي إذ لم يكن هناك قمرا فكان الظلام حالكا ولكني كشخص اعتاد الظلام فلم أكن خائفا ولم أكن أعلم ما ينتظرني في ذلك البيت المهجور حين اقتربت منه وأصبحت على بعد عشرة أمتار كما أتذكر رأيت عينان خضراوان تلمعان في ذلك الظلام الدامس وتطل من شباك هذا البيت الموصوف مسبقا ... ما كان هذا ليخفيني فأنا من ذلك الطراز الذي إذا أمن بشئ فمن العسير أن تقنعه بما يخالف ذلك وكنت قد أمنت بأن الإنسان قادر علي تسخير كل شئ أمامه حتى الجن فقد كان يحكي لي جدي عن مغامراته مع هذا العالم الذي صوره لي بالمثير فطالما ما كان يؤكد لي أنه علي علاقة بإحداهن " ربنا يجعل كلامنا خفيف عليهم " كما كانت تردد والدتي دائما وكانت هي من تقود حماره إلي الحقل وتساعده إذ كان جدي لا يحلو له الذهاب إلى حقله إلا ليلا لذا فقد قلت في نفسي أنها قطة سوداء تطل من الشباك والتعمت عيناها الخضراوان في ذلك الظلام الدامس ولم ألاحظ في هذا الظلام أن الشباك كان مغلقا أساسا وأن تلك العينان لم تكونا لقطة أبدا ولكني واصلت السير في طريقي ولم يدب الخوف في قلبي بعد ولكن كنت كلما اقتربت ألاحظ أن تلك العينان تنظران إلي نظرة لم تكن لتحملها عينا قطة أبدا وبدأ الخوف يلتهمني شيئا فشيئا ومحاولة منى لإبعاد الخوف تجاهلت نظراتها ونظرت إلي السماء المليئة بالنجوم وكأني أود أن أحصيها إلا أنني حين وصلت أمام هذا البيت وبالتحديد في مقابل الشباك قررت أن أنظر لأؤكد لنفسي أن العينان تحملنهما قطة وهنا فقط لاحظت أن الشباك مغلق وأن .... قبل أن أتم تفكيري أو قبل أن أستوعب معني هذا أنفتح الشباك واصطدم بالجدران ليصنع دويا اعتقدت أنه سيوقظ أهل القرية كلها ولكنه لم يفعل وبرزت يد حمراء نعم فقط يدا حمراء لها لون الدم القاتم لا يظهر خلفها أي جسد أو أي ذراع وامتدت نحوي .............. هنا فقط انطلقت صرخة من فمي أو من أعمق أعماقي ليرتج لها الشارع كله ولكن يبدو أن تأثيرها وصداها لم يكن إلا علي فقط أو أن أهل الشارع قد ماتوا أو أنهم اعتادوا سماع مثل هذه الصرخات حتى إنها لم تعد تثيرهم وتحولت أقدامي إلا مجرد آلة للعدو دون أي مشاعر سوي الخوف والفزع ولم أكن أجرؤ لأنظر خلفي فقد كنت أتوقع أن تلك اليد تطاردني ولكن..... اصطدمت قدمي بشئ ما على الأرض فسقطت على وجهي وهنا فقط وبدافع الخوف الذي كان يملؤني استدرت لأواجه هذا الشئ الذي يطاردني ثم كانت المفاجأة فلم يكن هناك خلفي أي شئ ولكن لم أقتنع أو يهدأ قلبي ويكف عن الضربات السريعة التي تخيلت معها أنه سيقفز من صدري ولم تكف أقدامي عن التخبط وسريعا نهضت غير أبه بإصاباتي بل ولم أشعر بها أيضا لأستكمل عدوي من جديد ولم أتوقف إلا حين وصلت إلى المسجد وهنا فقط تغلبت الآلام على الخوف لأشعر بآلامي وقد لاحظ هذا الشيخ - إمام المسجد – بعدما رأي الدماء تسيل من جبهتي وقدمي واصفرار وجهي فأخذني وغسل لي جراحي ثم ربطها لا أذكر كيف وأشار إلى أن أتوضأ فتوضأت وأخذني فأجلسني وسألني ماذا حدث فلم أقل له سوي أني أتيت من ذلك الشارع فاكتفي وكـأنه فهم كل ما حدث فأراح رأسي على رجليه ثم ربت على كتفي بيده بعدها لم أشعر بشئ إلا به يوقظني للصلاة وقد رفع الأذان ...... أطلت عليكم وأنا أعرف أن البعض سيقابل هذا الموضوع بعدم التصديق لهذا وضعته في قالب أدبي حتي لا تخرجوا منه بلا شئ وعلى العموم هو ده اللي حصل
__________________
![]() |
العلامات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|