|
ركن العائلة منتدى يهتم بكل ما يخص الأسرة ( زوج - زوجة - أبناء ) |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
أنت مرآة طفلك
أنت مرآة طفلك 5/21/2009 9:58:13 PM عمر إبراهيم عزيزي المربي أنت مرآة طفلك...بمعنى أنك لو نظرت لنفسك في المرآة لرأيت طفلك... وبالتأكيد لو نظر طفلك في المرآة لرآك... كما أنك أيضًا لو نظرت إلى وجه طفلك العدواني لوجدت في وجهه صورتك... فالطفل العدواني إذن ابن العدواني! وصدقت الحكمة التي قالت: (من شابه أباه فما ظلم)!! الطفل صفحة بيضاء، أنت تنقش مفرداتها بيديك؛ لأن الطفل في مراحل عمره الأولى لا يتقن إلا التقليد والتقمص... ولذلك يمكن أن يكون التقليد من أسباب العدوان عند الأطفال، فهو عندما يرى والده يعتدي ويضرب ويصرخ ويؤذي، ينقش منه بصورة تلقائية؛ إمَّا لأنه يريد أن يثبت ذاته من خلال تقمص شخصية والده، أو أنه يقوم بهذا السلوك تعويضًا عن إيذاء والده له، وهو بالطبع لن يستطيع أن يفرغ هذا العدوان في وجه والده، فيبحث عمن هو أضعف منه ليسقيه جرعة العدوان المريرة. الطفل العدواني ابن الأب العدواني!! لقد ثبت بالإحصائيات أن الأطفال الأكثر تقمصًا لشخصية الآباء أظهروا نسبة من العدوان في أثناء اللعب بالدمى، كما ثبت أن تأثير الأب في النزعة العدوانية عند الأطفال هو أكثر من تأثير الأم. والطفل الذي يواجه العدوان والقسوة من الآباء، لكنه يجدهم أقوياء، فلا يستطيع أن يرد، يلجأ إلى البحث عن ضحية خارج المنزل أو داخله ويمارس عليها عدوانه. وهناك أسر يسيطر عليها السلوك العدواني، وينتقل هذا السلوك من جيل إلى جيل، فسلوك الآباء العدواني يجعل حياة الأسرة مدرسة للعدوانية، هؤلاء الكبار تربوا عندما كانوا أطفالًا على أيدي آبائهم بالقسوة الاستبدادية ومن دون رحمة، والأطفال مثل آبائهم يكررون النموذج ويحملونه معهم إلى المدرسة وفي الملعب ويمارسونه طوال حياتهم. هؤلاء الآباء ليس بالضرورة أن يكونوا أشرارًا أو لا يتمنون الخير لأطفالهم؛ إنما يكررون النموذج الأبوي الذي شكلهم به آباؤهم عند طفولتهم فينشأ أطفالهم ضمن هذا النموذج من العنف. العقاب البدني وعدوانية الأطفال!! بالتأكيد سمعت عن الأب الذي يربط طفله في سريره كما تربط الدابة وينهال عليه بالسوط!! أو عن الطفل الذي كواه والده بالنار في يديه لأنه لم يسمع ولم يطع!! أو عن الأب الذي صفع طفله على وجهه بقوة لأنه أيقظه من النوم!! عزيزي المربي: (يعتبر توقيع العقاب على الأبناء بصورة متكررة من الأسباب الهامة التي تدفعهم للتنفيس عن انفعالات الغضب والقيام بالعدوان عندما يكونون بعيدين عن نظر الآباء. وكل ما يحقر من شأن الطفل أو يجرح كرامته وكبريائه باللفظ أو بالفعل قد يحطم من شخصيته ولا يعاونه على النمو السليم ويؤدي إلى العدوان, ومثال ذلك: إذا مكن الأب ابنه الأصغر من أن يضرب أخاه الأكبر أو يهينه بشكل أو بآخر لأنه سبق أن اعتدى عليه أو نعت الطفل بما لا يجب من النعوت يدفع الطفل الأكبر إلى العدوان. وكذلك السخرية من الطفل بأي صورة من الصور (شكله قدراته) يؤدي ذلك إلى الشعور بالنقص أو العجز والدونية مما قد يجعل منه إما متمردًا أو عدوانيًا أو سلبيًا. وكذا التهديد بأشياء خرافية مثل العفريت أو الغول فإن ذلك يثير الرعب المدمر لدى الطفل. وأيضًا القيام بحبس الطفل في حجرته حتى يحسن التصرف, فتكون النتيجة أن تصبح حجرته سجنًا بالنسبة له) [علم نفس الطفولة ومشكلاتها, د.أحلام حسن محمود ود.أحمد شعبان محمد] عزيزي المربي.. (إن الأب الذي يقسو على طفله، ويضربه كي يخضعه لطاعته من دون إقناع، لا يربي فيه الاتجاهات العدوانية فحسب بل يشجعه على أنماط من السلوك الخاطئ، والمعلم الذي يبتعد عن شعور تلامذته وأفكارهم، ويهددهم في الامتحانات، لا يخلق فيهم شعور الكراهية والتنافس البغيض والحقد والحسد فحسب، بل يدفعهم دفعًا إلى التفكير العدواني) [فن تربية الأولاد في الإسلام, محمد سعيد مرسي]. كما أن الصفعة وغيرها من أساليب العقاب البدني الشائعة في مجتمعنا لا تكون مؤلمة بقدر ما تكون وسيلة للإخضاع والإذلال، والطفل الذي يتعود الصفعة يرفع يده فوق وجهه كلما تعرض لأي تهديد، ويستعمل هذا العقاب وسيلة لتأكيد سلطة الآباء أو المعلمين، وفرض الخضوع القسري لهم، والطاعة التي تنتج عن هذا الأسلوب التأديبي لا تكون نتيجة الحب والاحترام بقدر ما تكون نتيجة الخوف، ولهذا الأسلوب آثار عميقة في تكوين شخصية الفرد؛ ومن هذه الآثار ينشأ الطفل على عدم الصراحة والصدق، واعتياده التمويه في سلوكه الاجتماعي، أو أن يحمل شخصية مزدوجة، كما أنها تجعل سلوك الطفل يأخذ الطابع العدواني. وهل معنى ذلك أن نتوقف عن عقاب الطفل تمامًا؟ بالتأكيد لا.. هذا لا يعني أن لا يعاقب الآباء أطفالهم؛ بل إن السلوك الذي يُعاقب عليه الطفل يؤدي إلى عدم تكراره، والسلوك الذي يُكافأ عليه يتكرر عند الطفل، ولكن يجب عدم المبالغة في العقاب أو الثواب، كذلك علينا أن ننتقي أسلوب العقاب الملائم المبني على التفاهم، ولا يشترط أن يكون العقاب البدني هو أسلوب العقاب الوحيد، بل إنَّ آخر الدواء الكي!! مع الانضباط التام بالضوابط الشرعية التي أرساها شرعنا الحنيف في مسألة العقاب البدني للطفل، من كونه ضربًا غير مبرح، وترفعه عن الانتقام والتنفيس عن الغضب، بل هو للتربية وتعليم الخطأ، ولا يكون إلا بعد استنفاذ جميع الوسائل التربوية الأخرى، من نصح وإرشاد، وموعظة بليغة حسنة. البيئة الأسرية تنمي العدوان وتشير البحوث التي أجريت في مجتمعات مختلفة إلى أن هناك بيئات أسرية خاصة تنمي السلوك العدواني في الناشئ, وقد أجريت في أحد البحوث مقابلات مع 400 من الأمهات لأطفال في عمر خمس سنوات وظهر منها أن عدوان الطفل يرتبط بالقسوة التي يمارسها الآباء في العقاب, وظهر كذلك أن عدم التوافق بين الأبوين والقصور في الرعاية التي تقدم للطفل يكون من العوامل التي وراء الظاهرة. وفي بحث آخر تم دراسة عينة تضم 26 حالة تقع أعمار الأفراد فيها بين 14-17 عامًا لحالات يتصف سلوك الأفراد بالعدوان مقابل 26 حالة أخرى من نفس الفئة العمرية لأفراد غير عدوانيين, وروعي أن تقارب الفئتين في نسبة الذكاء وفي الخلفية الاجتماعية والاقتصادية والحي السكني, وتمت مقابلة الأمهات لكل من الحالات كما تمت مقابلة الآباء وأفراد الحالات كل على حدة, وقد وجد أن آباء أفراد الفئة التي يتصف سلوكها بالعدوان كانوا أكثر استخدامًا للعقوبات البدنية, وكانت أسر هذه الفئة تعاني من فقدان التوافق الأسري بين الآباء والأمهات, وكان الآباء لا يكترثون بالأبناء بل كانوا أكثر ميلًا لرفضهم وعدم الاعتراف بهم . فهناك اتفاق بين نتائج البحوث التي أجريت على الأطفال في أعمال مختلفة تدل على أن السلوك العدواني لدى الأبناء يكون عادة نتيجة للمعاملة القاسية والجفاف الذي يلقاه الأبناء من الآباء ويكون نتيجة لعدم الوفاق بين الزوجين. ولوحظ كذلك أن أطفال الطبقات الدنيا في المجتمع يكونون أكثر عدوانًا من أطفال الطبقة المتوسطة, لأن الذكور الذين يقومون بدور النموذج بالنسبة للطفل في الطبقات الدنيا يكونون أكثر عدوانًا وخاصة في استخدام للسلوك العضلي والقوة الجسدية في ممارسة العدوان أو في قمعه. [مستفاد تربية الطفل النفسية في الإسلام, سيما راتب عدنان]. التدليل الزائد عن الحد لدرجة التشجيع على الخطأ: وكما أن المبالغة في العقاب تكون في أكثر الأحيان سببًا في العدوانية؛ فإنه على النقيض أيضًا المبالغة في التدليل تكون سببًا في بعض الأحيان في عدوانية الطفل. ونعني بالمبالغة في التدليل: أن نشجع الطفل على تحقيق معظم رغباته كما يريد هو، وعدم توجيهه وعدم كفه عن ممارسة بعض السلوكيات الغير مقبولة سواء دينيًا أو خلقيًا أو اجتماعيًا والتساهل معه في ذلك. فعندما تصطحب الأم الطفل معها مثلًا إلى منزل الجيران أو الأقارب ويخرب الطفل أشياء الآخرين ويكسرها لا توبخه أو تزجره بل تضحك له وتحميه من ضرر الآخرين، كذلك الحال عندما يشتم أو يتعارك مع أحد الأطفال تحميه ولا توبخه على ذلك السلوك بل توافقه عليه . وقد يتجه الوالدين أو أحدهما إلى اتباع هذا الأسلوب مع الطفل إمَّا لأنه طفلهما الوحيد أو لأنه ولد بين أكثر من بنت أو العكس، أو لأن الأب قاسي فتشعر الأم تجاه الطفل بالعطف الزائد فتدلـله وتحاول أن تعوضه عما فقده, أو لأن الأم أو الأب تربيا بنفس الطريقة فيطبقان ذلك على أبنائهما . (ولاشك أن لتلك المعاملة مع الطفل آثار على شخصيته، ودائمًا خير الأمور الوسط لا إفراط ولا تفريط, وكما يقولون الشيء إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده, فمن نتائج تلك المعاملة أن الطفل ينشأ لا يعتمد على نفسه غير قادر على تحمل المسئولية بحاجة لمساندة الآخرين ومعونتهم، كما يتعود الطفل على أن يأخذ دائمًا ولا يعطي وان على الآخرين أن يلبوا طلباته وان لم يفعلوا ذلك يغضب ويعتقد أنهم أعداء له ويكون شديد الحساسية وكثير البكاء وعندما يكبر تحدث له مشاكل عدم التكيف مع البيئة الخارجية (المجتمع) فينشأ وهو يريد أن يلبي له الجميع مطالبه يثور ويغضب عندما ينتقد على سلوك ما ويعتقد الكمال في كل تصرفاته وانه منزه عن الخطأ) [تربية الطفل النفسية في الإسلام, سيما راتب عدنان]. وبالتالي فهو يوجه سلوكياته العدوانية لكل من يعارضه أو يفكر أن يخالفه أو يرد له طلب حتى ولو كان هذا الشخص هو أباه أو أمه. وأخيرًا علمه الطيبة بدلًا من العدوان (إن طفلك يكتسب جل خبرته ومعلوماته في الطيبة وحسن الخلق من مراقبة سلوكك أنت, كيف كنت في الآونة الأخيرة؟ ما هي القدوة التي جسدتها له؟ إن كنت تريد أن يكون ابنك طيبًا في كل مرة تكونان فيها سويًا يجب أن تبدي سلوكًا طيبًا هناك العديد من الفرص اليومية مثل:إعداد البسكويت لأفراد العائلة, أو التحدث بحساسية وحب عن الآخرين بشكل دائم, بعدما تمارس هذا السلوك الطيب يجب أن تحرص على إخبار ابنك بمدى ما يشعرك به ذلك من سعادة. إن رؤيتك للطيبة والممارسات الطيبة الدمثة من خلال الأعمال والأفعال اليومية, وتركيزك على مدى كيفية تأثير هذا السلوك الطيب على نفسك وإشعارك بالسعادة, سوف يجعل ابنك أكثر ميلًا إلى الاقتداء بك, وكما يقول المثل القديم: إن الطفل يتعلم مما يعايشه, فإنها بالفعل مقولة صادقة إلى حد كبير) [لا تعاملني بهذا الأسلوب, د. ميشيلي بوربا] المصادر: 1.علم نفس الطفولة ومشكلاتها, د.أحلام حسن محمود ود.أحمد شعبان محمد 2.فن تربية الأولاد في الإسلام, محمد سعيد مرسي 3.تربية الطفل النفسية في الإسلام, سيما راتب عدنان 4.لا تعاملني بهذا الأسلوب, د. ميشيلي بوربا منقووول
__________________
لا تظلمن إذا كنـت مقتدرا فالظلــم ترجع عقباه إلى الندم تنام عينك والمظلـوم منتبـه يدعو عليك وعيـــن الله لم تنم |
#2
|
||||
|
||||
على فكرة
ليس في كل الأحوال يكون الأب أو الأم مرآة طفله اقول هذا من واقع المآسي التي نراها أمامنا كل لحظة
__________________
|
#3
|
||||
|
||||
|
#4
|
|||
|
|||
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لاهميه الطفولة عنى بها الاسلام منذ اللحظة الأولى لتكوين الأسرة السوية: فيدعو المصطفى صلى الله عليه وسلم لاختيار الزوجة الصالحة لان حياة التدين تؤدى الى الثقة بالنفس وعدم التوتر العصبى الذى ينعكس اثره على حياة الطفل ( تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس) ... البخارى كما يدعو الى حماية الطفل مما يؤثر على مشاعره بين رفاقه فيدعو لاختيار اسم منسب مثلا : ( إنكم تدعون يوم القيامة باسمائكم وبأسماء آبائكم فاحسنوا أسماءكم) .... أبو داود وقد رأى صلى الله عليه وسلم صبية يتسابقون فجرى معهم ليثير فيهم التنافس فى مجالات النشاط المختلفة وليدربهم على ملاقاة الاعداء وكان يلقى الصبى فى الطريق فيركبه ناقته شفقة به وبرا وغرسا لنوازع الرحمة فى قلبه وكان يسلم على الصبية اذا لقيهم فى الطريق صلى الله عليه وسلم ايناسا لهم وتنشئة لهم على الخلق القويم وايضا سيدتى من مظاهر اهتمام الاسلام بالطفولة دعوة عمر الفاروق رضى الله تعالى عنه ( علموا اولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل) وتتجلى مظاهر الاهتمام فى ان يعدل عمر رضى الله عنه احد قوانين الدولة عندما طلب من المراة ان تسكت رضيعها الذى هو مستمر فى البكاء فلما اخبرته بان بكاؤه هذا بسبب فطامه قبل اوان الفطام وبان الذى دفعها الى ذلك هو الرغبة فى الحصول على معاشه من بيت المال لان ذلك كان شرطا للحصول على المعاش ( الفطام كان سببا للحصول على المعاش) امر امير المؤمنين ان يعدل القانون فورا وان يكون المعاش منذ الميلاد وليس منذ الفطام الا فلتهتدى بارشادات القرآن الكريم وسنه المصطفى كما ينبغى ان نعتنى بالجسم والعقل وجميع سمات الشخصية تلك هى الامانه التى يدعو الاسلام الى حفظها ورعايتها حتى يشب قويا هذه هى مبادىء الاسلام سيدتى وليست مبادىء فرويد وداروين وهل وسكنر وغيرهم من أعلام الشرك والالحاد دام الجميع بكل خير وشكرا لموضوعك الراقى والمميز كما تعودنا من حضرتك بارك الله فيكى ولا أسكت الله لكى حسا أستاذتنا وأختنا الغالية فى أمـــان الله
__________________
معلم نفسه ومؤدبها أحق بالإجلال من معلم الناس ومؤدبهم من أقوال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب
رضى الله تعالى عنه |
#5
|
||||
|
||||
جزاكم الله كل خير
موضوع قيم جداً جداً جداً جداً ماشاء الله شكرا للناس اللي بتشارك بالمشاركات الجميلة دى
__________________
استعيدي نفسي مني
إنني قدْ تُُــهتُ فـــىّ .. إنْ جَرحَتُكْ .... إعْفِ عنى واهْرَبي مني ... إلىّ ! |
#6
|
|||
|
|||
بارك الله فيك
|
#7
|
|||
|
|||
إن إثـابــة المـحـسـن عـلى إحـسـانه،وعقاب المسيء على إساءته مبدأ إسلامي أصيل لقوله تعالى: ((هـَـلْ جَـزَاءُ الإحْسَانِ إلاَّ الإحْسَانُ)) [ الرحمن:60] ، وقوله جل من قائل : ((وجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا)) [ الشورى:40].
أنواع الثواب : عندما نحاول أن نغرس العادات الطيبة لابد من مكافأة الطفل على إحسانه للقيام بعمل بما يثبت في نفسه جانباً من الارتياح الوجداني. وقد قدر السـلـف أهـمـيـة ترغيب الأبناء وثوابهم عند حسن استجابتهم ومن ذلك ما رواه النضر بن الحارث قال:سمعت إبراهيم بن أدهم يقول،قال لي أبي:»يا بني اطلب الحديث، فـكـلـمـا سـمـعـت حـديـثـاً وحفـظـتـه فلك درهم . فطلبت الحديث على هذا« والـثـواب قـد يكـون مـاديـاً ملموساً كإعطاء الطفل لعبة ، أو حلوى أو نقوداً أو ... وقد يكـون معنوياً يفرح له كالمدح والابتسام ، والاعتزاز بالطفل لعمله الطيب أمام الناس . إلا أن عـدم الغلو في المدح أدب إسلامي ، فلا يكثر المربي من عبارات الاستحسان حتى لا يدخـل الغرور في نفس الطفل . كما أنه لا يجعل الثواب المادي هو الأساس، لـمـا لـذلك مـن أثـر سيئ على نفسية الطفل مستقبلاً ، وإنما يوازي بين الثواب المادي والثواب المعنوي. العقاب وأنواعه : إن التربية لا تعني الشدة والضرب والتحقير ، كما يظن الكثير ، وإنما هي مساعدة الناشئ للوصول إلى أقصى كمال ممكن ... هذا وإن ديننا الحنيف رفع التكليف عن الصغار، ووجه إلى العقاب كوسيلة مساعدة للمربي ليعالج حالة معينة قد لا تصلح إلا بالعقاب الـمـنـاسـب الـرادع، وذلـك بـعـد سـن التمييز كما يبدو من الحديث النبوي الشريف: مــروا أولادكـم بالصلاة ، وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر« ونستشف من هذا الحديث الشريف أن الضرب من أجــل تعويد الطفل الصلاة لا يصح قبل سن العاشرة ، ويحسن أن يكون التأديب بغير الضرب قـبـل هـذه الـسـن . وأمـا نـوعـيـة العقاب فليس من الضروري إحداث الألم فيه ، فالتوبيخ العادي الخفيف ، ولهجة الصوت القاسية مثلاً يحدثان عند الطفل حسن التربية نفس التأثير الذي يحدثه العقاب الجسمـي الشديد عند من عود على ذلك . وكلما ازداد العقاب قل تأثيره على الطفل ، بل ربما يـؤدي إلـى الـعـصـيـان وعدم الاستقـرار . فالعقـاب يجب أن يتناسب مع العمر ، إذ ليس من العدل عقاب الطـفـل فـي السنة الأولـى أو الـثانية من عمره ، فتقطيب الوجه يكفي مع هذه السن ، إذ أن الطفل لا يدرك معنى العـقـاب بعد . وفي السنة الثالثة قد تؤخذ بعض ألعاب الطفل لقاء ما أتى من عمل شاذ. ولا يصح بحال أن يكـون العقـاب سخرية وتشهيراً أو تنابزاً بالألـقـاب ، كما قال تعالى : ((يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خـَيْراً مِّنْهُمْ ولا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ ولا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ ولا تَنَابَزُوا بِالأَلْـقَـابِ)) [ الحجرات:11] أين هذا التأديب الرباني ممن ينادون أبناءهم : يا أعور ، يا أعرج ، فيمتهنون كرامتهم .. أو يعيرونهم فيجرئونهم على الباطل بندائهم : يا كذاب ... يا لص . وفي ضرب المربين للصبيان : حدد فقهاؤنا حدوداً لا يجوز للمربي تـجـاوزهـا إذ يلـزمه أن يتقـي في ضربه الوجه ومكان المقاتل لما ورد في صحيح مسلم أن الرسول -صلى الله عـلـيـه وسلـم- قال : »إذا ضرب أحدكم فليتق الوجه« . وينبغي أن يكون الضرب مفرقاً لا مجموعاً فـي محـل واحـد ، والمهم أن يكون ثباتاً في المبدأ ومساواة بين الأولاد وعدلاً بينهم ، لأن العقوبة الظالمة لا تـجـلـب إلا الضرر . كما وأن الخطأ الذي يحدث للمرة الأولى يحسن أن يخفف فيه العقاب ، إلا إن كــان الخطأ فادحاً فلا مانع من استخدام العقاب الأشد حتى لا يستهين الطفل بالذنب. وإذا وقع العقاب من أحد الأبوين ، فالواجب أن يوافقه الآخر ، وإلا فلا فائدة من العقاب ، مع إشعار الطفل بأن العقاب ليس للتشفي وإنما لمصلحته ، وإن شعور الطفل بخلاف ذلك قد يحدث انحرافاً معيناً في نفسه ، وهو أن يتعمد إثارة والديه ، ليستمتع بمنظر هياجهما وثورتهما عليه. ويحس بالارتياح الداخلي ، لأنه وهو الصغير استطاع أن يثير أولئك الكبار ويزعجهم .. وعندئذ تكون الخسارة مزدوجة العقوبة أدت غرضها في الإصلاح ، وزاد في نفس الطفل انحراف جديد هو تحقيق الذات عن طريق غير سوي . ونود أن نؤكد على أن العقاب يجب أن يتلو الذنب مباشرة وألا يكون من الخفة بحيث لا يجدي ، أو من الشدة بحيث يشعر بالظلم أو يجرح الكبرياء. ويتضح أن الأطفال المنبسطين يضاعفون جهودهم عقب اللوم في حين أن المنطوين يضطرب إنتاجهم عقب اللوم . ومطرد التعلم (أي النبيه المجتهد) يحفزه الثناء أكثر من النقد والمربي بحسن حكمته يضع الأمر في نصابه عادة. أيهما أفضل الثواب أم العقاب ؟ إن نتائج التجريب على الحيوان توضح أن كلاً من الثواب والعقاب يؤدي إلى زيادة في التعليم .. ولكن الدراسات الإنسانية توصي بضرورة الاهتمام بقضية الثواب والاستحسان، وتركز على الثواب لعدة أسباب منها : الأثر الانفعالي السيئ الذي يصاحب العقاب ، أما الاستحسان ففيه توجيه بناء لطبيعة السلوك المرغوب فيه أكثر من مجرد معلومات سلبية عن الأشياء التي يجب أن يتجنبها. وقد ندد ابن خلدون في استعمال الشدة في التربية فقال : »من كان مَرباه بالعسف والقهر من المتعلمين أو المماليك أو الخدم ، سطا به إلى القهر ، وضيق كل النفس في انبساطها وذهب بنشاطها ودعا إلى الكسل ، وحمله إلى الكذب خوفاً من انبساط الأيدي بالقهر عليه، وعلمه المكر والخديعة. ومن كلام سحنون الفقيه في وصية لمعلم ابنه : »لا تؤدبه إلا بالمدح ولطيف الكلام ، وليس هو ممن يؤدب بالضرب أو التعنيف« ولعل أجدى الطرق التي ينبغي اتباعها مع الصغار هي ما ذهب إليه بن مسكويه في الموازنة بين الثواب والعقاب يقول في ذلك : »ليمدح الطفل بكل ما يظهر من خلق جميل وفعل حسن ويكرم عليه ، وإن خالف في بعض الأوقات لا يوبخ ولا يكاشف بل يتغافل عنه المربي ... ولا سيما إن ستر الصبي مخالفته ... فإن عاد فليوبخ سراً ، ويعظم عنده ما أتاه ويحذر من معاودته .. فإنك إن عودته التوبيخ والمكاشفة حملته على الوقاحة....« فالعقاب ليس الوسيلة المجدية ، إنه قد يؤدي إلى كف الطفل عن العمل المعيب ، لكن لن يؤدي إلى حبه للخير المطلوب . ومن ثم سيعاود الطفل ما منعه عن إثبات ذاته ، وإغضاب الآخرين، فضلاً عن أنه يعوده البلادة والوقاحة . فالترغيب عموماً أفضل من الترهيب ، والاعتدال هو الميزان. تربية الأطفال في رحاب الإسلام محمد الناصرالثواب والعقاب المصدر هنا
__________________
|
#8
|
||||
|
||||
جزاكم الله خيرا جميعا على المرور الكريم
والتعليقات الهامة شكرا جزيلا لإثراء الموضوع أستاذنا الفاضل أستاذ جمال أستاذنا الفاضل أستاذ أبو إسراء
__________________
لا تظلمن إذا كنـت مقتدرا فالظلــم ترجع عقباه إلى الندم تنام عينك والمظلـوم منتبـه يدعو عليك وعيـــن الله لم تنم |
#9
|
||||
|
||||
جزاك الله خير
__________________
الحمدلله |
#10
|
||||
|
||||
جزانا و إياكم شكرا لمروركم الطيب
__________________
لا تظلمن إذا كنـت مقتدرا فالظلــم ترجع عقباه إلى الندم تنام عينك والمظلـوم منتبـه يدعو عليك وعيـــن الله لم تنم |
#11
|
|||
|
|||
فى اطفال كتير بتكون الطيبة او العنفوانية طبيعة يولدون بها
بس ده ميمنعش ان الاطفال بتقلد كل اللى حواليهم وغالبا الحاجات الغلط فكل المسئولية بتقع على الوالدين انهم ميعرضوش اولادهم لمواقف ممكن تغير من سلوكياتهم
__________________
الكلمات التى لا تصدر عن القلب لا تستطيع ان تمس القلب
|
#12
|
||||
|
||||
جزاكم الله خيرا وجعلة الله فى ميزان حسناتكم ان شاء الله
__________________
محمد على (أبو زياد) ..... معلم رياضيات ثانوى
محافظة قنــــــــــــــــا ..... ادارة قنــــــا التعليمية |
العلامات المرجعية |
|
|