|
حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() في يوم الأحزاب :
حيث تأهبت قوى الكفر على المدينة المنورة و أحاطت بها إحاطة السوار بالمعصم ، تعالت أصوات المنافقين تقول : {{ ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا }} و تقول : {{ يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا }} و تقول : ( إن محمدا يعدنا كنوز كسرى و قيصر , و أحدنا لا يستطيع أن يذهب لحاجته ) . هذا الموقف المنهزم أمام الأمر الواقع والنظر فقط إلى الجانب المظلم من الأحداث تعبيرا ينم على بغض الإسلام . هذا الموقف يقابله موقف آخر مختلف تماما : قال تعالى : {{ و لما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله و صدق الله ورسوله و ما زادهم إلا إيمانا وتسليما }} . إنه موقف الأمل الواثق بوعد الله و بوعد رسوله ، ويعلم صاحب هذا الموقف علم اليقين أن اشتداد الظلام يعني قرب الصباح . هذاالذي حدث يتكرر في أيامنا هذه دون تعديل يذكر . فأمام زخرف الحضارة الغربية وانتصاراتها العلمية والعسكرية وإغراقها للعالم بألوان وأنماط من النظريات والدراسات والأراجيف والبضائع والسلع والوسائل المعينة على الفساد يشعر الكثيرون أن صيحات الإصلاح ما هي إلا صرخة في واد سحيق أو نفخة في رماد لا جدوى منها ! حيث رأينا الشح المطاع والهوى المتبع وإعجاب المرء بنفسه .. ولا أحد من أولي الألباب ينكر أن اعتزال الأمر والنهي والدعوة والفتوى بغير علم حق على من لا يحسنها ، ممن لا يفهم مقاصد الشرع فهما صحيحا ، أو لا يفهم الواقع الذي يواجهه وكيف يتعامل معه . ومن جهة أخرى يعلم الكثيرون ممن تحصنوا بالعلم الشرعي والدعوة إلى الله أن العصر يشهد استجابة لله ولرسوله لا يمكن معها القول بعمومية (( إعجاب كل ذي رأي برأيه )) أو القول بأن الحال قد صار إلى أن يدعو الإنسان إلى الله فلا يجد من يطيعه وتذهب فئة أخرى – وهذا هو الأخطر – إلى ضرورة مسايرة الأمر الواقع ، ومراعاة الظروف المتجددة عند إصدار الأحكام الشرعية ، ومن ثم تصدر أحكامها متأثرة بالواقع المنحرف والحضارة الغربية المهيمنة . ولا يعوزها أن تبرر مسلكها بأن (( الفتوى تتغير بتغير الزمان والمكان )) وتستشهد لذلك بأن (( الإمام الشافعي )) فقد غير كثيرا من آرائه الفقهية بعد ذهابه إلى مصر ... ولذلك صار يقال : مذهبه الجديد ومذهبه القديم . إن الشافعي رحمه الله وغيره من العلماء المعتبرين تتغير بعض آرائه الفقهية كلما اطلع على علم جديد ولم يكن حصل له من قبل وفي تلك العصور كان بكل بلد شيوخ يختصون به لا يظفر بعلمهم إلا من رحل إليهم . المهم أنه على مذهب أسرى الواقع المر لا معنى عندهم ولا إعتبار لتحريم الفائدة الربوية في وقت أصبح اقتصاد العالم فيه يقوم على الربا على حد فهمهم القاصر.. ولذلك قرأنا في الصحف فتاوى لعدد منهم بإباحة فوائد الإيداع وشهادات الاستثمار وغيرها . وعلى مذهب هؤلاء المنهزمين لا معنى للتمسك بالتفاصيل الواردة في النصوص الشرعية والمنظمة لشؤون المرأة في ملبسها وهيئتها وحجابها وعلاقتها بالرجال وطبيعة عملها .. إذ كيف نظل متمسكين بهذه (( القشور )) – على حد زعمهم– في وقت غزت المرأة فيه الفضاء وأثبتت قدرتها على مجال السياسة والحكم والإدارة والعلم وسائر ميادين الحياة وأصبحت تنافس الرجل رأسا برأس لا معنى على مذهب هؤلاء المنهزمين للتمسك بالسلوك الإسلامي الشخصي في المظهر واللباس وأسلوب التعامل والأخذ والعطاء ، لأن هذا يحرجنا أمام الشعوب الأخرى !! وعندهم : لا مانع من استيراد الأنظمة والقوانين الغربية أو الشرقية لتنظيم شؤون الحياة كلها ما دمنا نجد لها تخريجا من قول بعض الفقهاء المسلمين حتى لو كان تخريجا شاذا مخالفا لإجماع . وما يقال في القضايا يقال في : التمثيل ، الغناء و الموسيقى ، البيوع المحرمة ومولاة الكافرين و موادتهم قولا وفعلاً … ولا يبعد أن يأتي يوم تنشر فيه فتاوى بتسويغ العلاقات المحرمة بين الجنسين اعتمادا على (( نكاح المتعة )) لان تلك العلاقات أصبحت (( واقعا )) .. لا مناص من الاعتراف بها في الدول الشرقية والغربية .. وهنا يصدق على هؤلاء قول القائل : …. وخذ ... من كل مسألة بقول إمام . أوقول القائل " إنسبها لعالم واطلع سالم "... |
العلامات المرجعية |
|
|