أول عملية زرع وجه في العالم

[د. رغد]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هذا موضوع وجدته في منتدي و احضرته لكم
نسأل الله ان يستفيد منه الجميع و لا تنسونا من الدعاء

بسم الله الرحمن الرحيم

نجح طاقم من الجراحين الفرنسيين في إجراء أول عملية زرع وجه جزئي لامرأة وهي من مدينة فالانسين في شمال فرنسا . و تم خلال الجراحة نقل أنسجة و عضلات و أوردة و شرايين من متبرع في حالة وفاة دماغية إلى الجزء الأسفل من وجه المريضة.
و كانت المرأة و عمرها 38 عاماً – و التي أصرت على عدم الكشف عن هويتها في البداية – قد أصيبت بتشوهات بالجزء الأسفل من وجهها عندما حاول كلب العائلة إيقاظها عقب تناولها جرعة دوائية زائدة في محاولة منها للانتحار فجذبها بأنيابه من وجهها و بذلك فقدت أنفها و شفتيها و ذقنها.
و تقول ابنة المرأة و عمرها 17 عاماً أن الكلب نجح بطريقة ما في إيقاظها و أنها كانت – نوعاً ما – محظوظة لنجاحه برغم ما سببه لها من تشوهات و قد قامت السلطات في وقت لاحق بقتل الكلب رغماً عن إرادة العائلة .
و قد أجرى العملية فريق برئاسة البروفيسور برنارد ديفوشيل و البروفيسور جان ميشال دوبرنارد الذي سبق له أن أجرى أول عملية ناجحة لزرع يدين و ساعدين لمصاب آخر منذ خمس سنوات و قال المستشفى في بيان طبي إن المرأة تشوهت بشكل كبير عندما هاجمها الكلب في مايو من العام الماضي و لم تكن قادرة على الكلام أو تناول الطعام بسهولة منذ الحادث . و خضعت المريضة الفرنسية لاستشارات مكثفة قبل العملية التي يعتقد أنها استمرت خمس عشرة ساعة تقريباً و عندما استيقظت المريضة بعد أربع و عشرين ساعة كانت كلمة " شكراً لكم " هي أول ما نطقت به .
و شدد الأطباء على أن السيدة لن تشبه المتبرع كما أنها لن تبقى بنفس الشكل الذي كانت عليه من قبل و بدلاً من ذلك سيكون لها وجه هجيني .
و تكمن صعوبة العملية في أنها تتضمن زرع أنسجة عديدة في وقت واحد و بما يفوق كثيراً بقية عمليات نقل الأعضاء المعروفة كالقلب و الكلى و الكبد و غيرها فقد تطلبت عملية زراعة الوجه الجزئية هذه نقل جلد و عضلات و وصل الكثير من الأوردة و الشرايين و الأعصاب الدقيقة التي يجب أن يتيح وصلها للمريضة تحريك قسمات وجهها للتعبير عن انفعالاتها و أداء وظائف أجزاء الوجه المختلفة .
و قد سادت مخاوف من جسامة المضاعفات المناعية في هذه الحالة فالمرضى الذين يخضعون لعمليات زراعة أعضاء يتوجب عليهم تناول عقاقير خاصة لتثبيط المقاومة المناعية في أجسادهم و لأن التكوين المناعي للوجه أكثر تعقيداً من أعضاء أخرى كالكليتين و الرئتين مثلاً فإن المضاعفات المحتملة يمكن أن تكون أكثر .
و في معرض الاعتراضات قال أحد مستشاري لجنة الأخلاق الاستشارية الفرنسية الوطنية إن فريق الجراحة قد انتهك نصيحة اللجنة بأن يلجأ أولا إلى عملية إعادة التشكيل الوجهي التقليدية بدلاً من القفز إلى عملية زرع الوجه . غير أن كارولين كامبي المديرة العامة للوكالة التي تعمل في إطار وزارة الصحة الفرنسية و التي تقوم بتنسيق عمليات الجراحة قالت إن الجراحة العادية لم تكن ممكنة في حالة المريضة تلك .
و لم يكن الإحجام عن إجراء عمليات زرع الوجه من قبل إلا تحسباً للمخاوف الأخلاقية و التأثير النفسي على المريض الذي يختلف مظهره بعد العملية .
من جانب آخر ناقشت الجمعية البريطانية لجراحي التجميل تلك الجراحة الدقيقة التي يمكن أن تمنح المرضى الذين شوهت وجوههم بسبب الحرائق و الأورام السرطانية و الحوادث جلداً و أنفاً و ذقناً و شفاهاً و أذنين من متبرعين ماتوا و أثير أن الجراحين ربما يواجهون متاعب في العثور على عدد كاف من المتبرعين و قال كبير الجراحين إن مسحاً أجراه شمل أطباء و ممرضات و أشخاصاً عاديين أظهر أن الغالبية تقبل عملية زرع الوجه إلا أن القليل منهم أبدى استعداده للتبرع بأعضائه بعد الوفاة .
و قال أيضاً إن إحدى التقنيات الممكنة تتمثل في نقل غلاف دهني يشمل الجلد و الأوعية الدموية إلى عظام المرضى مما يسهم في الحفاظ على الملامح الخاصة بهم . و لكن التقنية الأخرى الأكثر تعقيداً تتمثل في نقل العظام التحتية أيضاً و هو ما يجعل المريض يكتسب في النهاية ملامح المتبرع

http://www.alwasatnews.com/2295/news/read/29008/1.html