اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > القسم الإداري > أرشيف المنتدى

أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل

 
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 11-11-2008, 06:21 PM
بوحامد بوحامد غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2008
المشاركات: 4
معدل تقييم المستوى: 0
بوحامد is on a distinguished road
افتراضي دراسة نص

البيان للجاحظ

قال بعضُ جهابذة الألفاظِ ونُقَّادِ المعاني‏:‏ المعاني القائمة في صدور النّاسالمتصوَّرَة في أذهانهم والمتخلِّجة في نفوسهم والمتَّصِلة بخواطرهم والحادثة عنفِكَرهم مستورةٌ خفيّة وبعيدةٌ وحشية محجوبةٌ مكنونة وموجودةٌ في معنَى معدومةٍ لايعرف الإنسانُ ضميرَ صاحِبه ولا حاجة أخيه وخليطِه ولا معنَى شريكِهِ والمعاونِ لهعلى أموره وعلى مالا يبلغه من حاجات نفسه إلاّ بغيره وإنما يُحيي تلك المعانيَذكرُهم لها وإخبارُهم عنها واستعمالُهم إيّاها وهذه الخصالُ هي التي تقرّبها منالفهم وتُجَلِّيها للعقْل وتجعل الخفيَّ منها ظاهراً والغائبَ شاهداً والبعيدَقريباً وهي التي تلخِّص الملتبِس وتحلُّ المنعقد وتجعل المهمَل مقيَّداً والمقيَّدمطلقاً والمجهولَ معروفاً والوشيَّ مألوفاً والغُفْل موسوماً والموسومَ معلوماًوعلى قَدر وُضوح الدَّلالة وصوابِ الإشارة وحسن الاختصار ودِقّةِ المَدْخَل يكونإظهارُ المعنى وكلّما كانت الدَّلالة أوضَحَ وأفْصَح وكانت الإشارةُ أبيَنَ وأنْوَركان أنفَعَ وأنْجَع والِدَّلالة الظاهرةُ على المعنى الخفيِّ هو البيانُ الذيسمِعْتَ اللَّه عزّ وجلّ يمدحُه ويدعو إليه ويحثُّ عليه بذلك نَطَقَ القُرآنُ وبذلكتفاخَرَت العَرب وتفاضَلَتْ أصنافُ العَجَم والبيان اسمٌ جامعٌ لكلِّ شيءٍ كشَفَ لكقِناعَ المعنى وهتكَ الحِجَاب دونَ الضمير حتّى يُفْضِيَ السّامعُ إلى حقيقتهويَهجُم على محصولِهِ كائناً ما كان ذلك البيانُ ومن أيِّ جنسٍ كان الدّليل لأنّمَدَارَ الأمرِ والغايةَ التي إليها يجرِي القائل والسّامع إنَّما هو الفَهْمُوالإفهام فبأيِّ شيءٍ بلغْتَ الإفهامَ وأوضَحْتَ عن المعنى فذلك هو البيانُ في ذلكالموضع .
وأحسنُ الكلام ما كان قليلهُ يُغْنيك عن كثيرة ومعناه في ظاهر لفظِه وكان اللُّهعزّ وجلَّ قد ألبسَه من الجَلالة وغَشّاه من نُور الحكمة على حَسَب نيّة صاحبهوتقوَى قائِله فإذا كان المعنى شريفاً واللفظُ بليغاً وكان صحيح الطبع بعيداً منالاستكراه ومنزَّهاً عن الاختلالِ مصوناً عن التكلُّف صنَعَ في القُلوب صنيعَالغَيث في التُّربة الكريمة ومتى فَصَلت الكلمةُ على هذه الشّرِيطة ونفذَتْ منقائلها على هذه الصِّفة أصَحبَها اللَّهُ من التوفيق ومَنَحَها من التأييد ما لايمتنع معه من تعظيمها صدورُ الجبابرة ولا يذهَل عن فهمها معه عقولُ الجَهَلة
المطلوب دراسة هذا النص أدبيا وبلاغيا .
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 06:43 PM.