جامعة حلوان

[محمد الضوء]

د‏.‏ محمود الطيب رئيس جامعة حلوان الجديد
خلافات أساتذة الجامعات تثير الحزن‏!‏
بابي مفتوح للجميع‏..‏
وبالحوار وحده نصل بجامعة حلوان لمكانتها اللائقة

حوار‏:‏ أحمد فرغلي

شهدت جامعة حلوان خلال الشهور القليلة الماضية عدة معارك ساخنة‏,‏ بعضها دار داخل أروقة الحرم الجامعي بعدة كليات‏..‏ وبعضها الآخر انتقل إلي ساحات القنوات الفضائية لتصبح خلافات أساتذة الجامعة لأول مرة علنية‏..‏ يتبادل فيها الاساتذة والعمداء ورؤساء الجامعات الاتهامات‏..‏ هذا ما كشفت عنه الواقعة الشهيرة لكلية حقوق حلوان والتي إنتهت باقالة عميد الكلية وتغيير رئيس الجامعة‏!!‏

ربما تكون هذه القلاقل وغيرها سببا قدريا ليجيء الدكتور محمود الطيب رئيسا لجامعة حلوان ليصبح الرئيس العاشر لها بعد أن كان ينعم بالهدوء والدفء بين جامعته ــ عين شمس ــ التي تخرج فيها وقضي فيها عمره حتي أصبح نائبا للرئيس فيها‏.‏

الدكتور الطيب في هذا الحوار يتحدث حول جامعة حلوان وما شهدته من أحداث مؤكدا ضرورة الحوار والتقارب بين أبناء الجامعة غير عابيء بصوت المعارضة الذي علا في الآونة الأخيرة‏..‏ بل مرحب بكل من يختلف معه في الرأي بشرط الالتزام بالموضوعية وتطبيق القانون‏.‏
‏
*‏ د‏.‏ محمود الطيب‏..‏ دعني أسألك في البداية‏:‏ ألم تسيطر عليك المخاوف عندما عرض عليك تولي رئاسة جامعة حلوان‏..‏ خاصة إنها اشتهرت علي الفضائيات بالفضائح وتبادل بعض أساتذتها الاتهامات؟‏!‏
‏**‏ إطلاقا‏..‏ لست خائفا وليس لدي أي قلق لكنني كنت حزينا أن أري خلافا بين الزملاء أعضاء هيئات التدريس يصل الي درجة تبادل الاتهامات وينتقل الي صفحات الجرائد وعلي شاشات الفضائيات‏..‏ فنحن كاعضاء هيئات تدريس يجب أن يحكمنا أولا وأخيرا البيت الجامعي وأن نتحاور جميعا من أجل حل كل المشكلات التي تواجه عملنا وذلك لأننا فئة تملك من البناء المؤسس ما يمكنها من حل جميع المشكلات بهدوء ايضا نحن لدينا مجالس أقسام بالكليات المختلفة وهذه الأقسام تعقد اجتماعاتها ولدينا اجتماعات للكليات وأخيرا مجلس الجامعة‏,‏ وهنا أعتقد أن أي مشكلة يمكن أن تحل بالحوار ثم الحوار وليس هناك بديل آخر‏.‏
‏
*‏ ألم تنزعج من كون الجامعة ــ أي جامعة ــ تشهد هذه الحالة الحادة من الخلاف والفضائح وربما الفساد أيضا؟‏!‏
‏**‏ أتمني ألا نخوض في تفاصيل ما حدث بكلية حقوق حلوان فالأمر متروك برمته لجهات التحقيق فهي الوحيدة القادرة علي الكشف الحقيقية والوصول إلي نتيجة عادلة‏,‏ والأهم من ذلك الآن أن نقترب من بعضنا البعض ونتكلم وتستمع للرأي والرأي الآخر وأنا شخصيا بابي مفتوح لكل زملائي أعضاء هيئات التدريس وكذلك أبنائي الدارسين‏,‏ لكن كل ما أرجوه من كل من لديه مطلب أن يكون موضوعيا في مطلبه حتي نتمكن من تحقيق أهدافنا بشكل عادل وقانوني‏.‏
‏
*‏ هل من الممكن أن تسمح باعادة عميد الحقوق الذي دخل في مواجهة مع رئيس الجامعة السابق؟
‏**‏ الجميع زملاء لهم كل التقدير والاحترام والمكانة العلمية وأنا بطبعي متفائل لأنه بالمنطق والعدل يمكن فعل كل شيء ونحن علي أتم استعداد لتطبيق أي نتيجة ينتهي إليها التحقيق‏.‏
‏
*‏ هل تعتقد أنه عندما تظهر أجنحه معارضة ــ للنظم التعليمية والإدارية بالكليات فهذا نذير خطر علي التعليم الجامعي؟‏!‏
‏**‏ إذا كانت المعارضة مستنيرة وهادفة وتسعي لخدمة العملية التعليمية فلا أظن أن هناك خوفا لكن إذا كانت المسألة تتعلق بعناد أو رغبة في فرض رأي فهذا شيء آخر‏.‏
‏
*‏ وما رأيك في نظام درجات الرأفة الذي فجر الأزمات في العديد من كليات الجامعة ومنها الحقوق والتجارة؟
‏**‏ نظام درجات الرأفة معمول به للطلاب في جميع الجامعات وهناك برتوكولات ثابته في هذا الأمر والهدف منه مساعدة الطلاب في حالة صعوبة الامتحانات‏..‏ فيتم مثلا رفع الطالب الضعيف في مادة ما إلي درجة مقبول فربما يكون بحاجة إلي درجتين وربما هذه المساعدة تعمل علي إنجاح الطالب في العام الدراسي‏.‏
‏
*‏ وما رأيك في قضية الأستاذ الذي نجح في تعيين كل المعيدين من أقاربه وأبناء قريته في إحدي الكليات؟‏!‏
‏**‏ إذا ثبت لدينا أي تصرف غير قانوني فلن يمر الأمر مرور الكرام‏,‏ لكن إذا كانت الأمور قانونية وسليمة فقد انتهي الموضوع‏..‏ أما الكلام المتكرر كثيرا حول تعيين أبناء الأساتذة والأقارب والمحاباة وغير ذلك فهذا الكلام به نوع من المبالغة إلي حد ما في جميع الجامعات المصرية‏.‏
والدليل البسيط علي ذلك أنني لدي ثلاثة أبناء وتخرجوا في جامعة عين شمس وبرغم أنني كنت نائبا لرئيس الجامعة ومن قبل ذلك استاذا وبرغم أنهم من خريجي الجامعة إلا أن أولادي بعيدون تماما عن الجامعة بل ان أحدهم حصل علي الدكتوراة ويعمل طبيبا وحاله أفضل مني ومن الكثيرين من الاساتذة‏..‏ مع العلم أن لدي ثلاثة أشقاء أساتذة في الكلية‏.‏
‏
*‏ بعيدا عن مشكلات جامعة حلوان هل أنت مع خصخصة التعليم الجامعي؟‏!‏
‏**‏ اذا كنت تقصد بكلمة خصخصة هنا أن تتخلي الدولة عن دورها في دعم امكانات الجامعات وغير ذلك فهذا غير وارد علي الاطلاق وهو ما أكد عليه الدكتور هاني هلال وزير التعليم العالي وكذلك السيد رئيس الجمهورية‏,‏ لكن كون الجامعة تتوسع في دعم بعض الأنشطة التعليمية مثل التعليم الالكتروني والتعليم عن بعد وكذلك التوسع في الجامعات الخاصة فهذا لا يعني أن الدولة تتخلي عن دورها‏.‏
‏
*‏ بعد أن توليت المسئولية في واحدة من الجامعات المصرية العريقة هل تتصور أن يستعيد التعليم الجامعي مكانته خاصة أن هناك مزاعم منها أن الجامعات الآن تخرج أجيالا من أنصاف المتعلمين؟‏!‏
‏**‏ نحن نبذل جهودا كبيرة بهدف تحقيق الجودة التعليمية وهناك برامج مهمة جدا للنهوض بالتعليم الجامعي وقد كنت نائبا لرئيس جامعة عين شمس لمدة أربع سنوات وكنا نطبق مشروع الاعتماد والجودة الذي يتضمن برامج ذات توصيف جيد وأساليب تعليم تعتمد علي المشاركة والمهارة في الاتصال‏,‏ وفي جامعة حلوان لدينا كليتان اجتازتا هذا المشروع هما الصيدلة وهندسة المطرية‏,‏ وهناك كليات أخري تقدمت للمشروع مثل الاقتصاد المنزلي والخدمة الاجتماعية والهندسة والفنون التطبيقية والفنون الجميلة‏.‏
‏
*‏ هل أنت مع المظاهرات في الحرم الجامعي؟
‏**‏ أنا مع بذل كل الجهود وعمل جميع الأنشطة لنشر الثقافة العلمية والسياسية خلق أجيال مستنيرة ثقافيا واجتماعيا لكنني ضد الممارسات السياسية والحزبية داخل الحرم الجامعي‏..‏ لأن هذا الحرم له قدسيته ومكانته ودوره في التعليم والتنوير‏.‏
‏
*‏ هل يظل باب مكتبك مفتوحا لجميع الطلاب والأساتذة أم أنها فترة بداية تولي المنصب وتلقي التهاني؟‏!‏
‏**‏ لم ولن يغلق مكتبي أبدا وسوف يظل مفتوحا أمام جميع الزملاء والأبناء وكذلك مكاتب نواب رئيس الجامعة لأن هدفنا الأساسي أن نقترب من بعضنا ونتحاور أكثر وأكثر‏.‏
‏
*‏ هل انتهيت من قراءة الملفات الشائكة في جامعة حلوان؟‏!‏
‏**‏ مازلنا ندرس كل الملفات وسوف نعمل علي بذل أقصي جهد ممكن بهدف وضع جامعة حلوان في مكانة متقدمة تليق بتاريخ كلياتها العريق فالجامعة برغم أنها تأسست عام‏1975‏ فإنها تضم كليات كبري وقديمة مثل كلية الفنون التي مضي عليها أكثر من مائة عام‏.‏
‏
*‏ يتردد أن المعيدين والمدرسين ببعض كليات الجامعة يستقلون أحدث موديلات السيارات من وراء الدروس الخصوصية التي انتشرت جدا في جامعة حلوان؟‏!‏
‏**‏ بدت علي وجهه علامات الامتعاض وقال‏:‏ الدروس الخصوصية في مصر الآن هي آفة كبري يجب أن تحارب بشتي الطرق وهي تتنافي مع الجودة ولذلك فالطريق الاول لنجاح التعليم يجب أن نسلكه من محاربة الدروس الخصوصية‏,‏ وأعتقد أن النظم الحديثة مثل التعليم الإليكتروني‏,‏ والتعليم عن بعد سوف تقلل من فرص الاعتماد علي الدروس الخصوصية‏.‏
‏
*‏ وما هي حلولك المتوقعة لمشكلة الكتاب الجامعي؟
‏**‏ نحن نحاول بشكل جاد أن نضع نظاما يتحكم في الكتاب الجامعي وهناك مشاورات لوضع اتفاق يحفظ كرامة عضو هيئة التدريس ولا يضار فيه الطالب وذلك من خلال تنويع مصادر المعرفة مع التأكيد علي مصلحة الطالب وقيمة الكتاب وهناك اقتراح علي سبيل المثال ـ بالغاء الكتاب واستبداله بمراجع‏.‏
‏
*‏ هناك كلام كثير حول تخريج طلاب ليس لهم علاقة بسوق العمل‏..‏ فهل لديكم تفكير آخر؟‏!‏
‏**‏ أولا نحن سوف نأخذ بكل أسباب الجودة في جميع كليات الجامعة ونعمل جادين للوصول إلي الاعتماد‏,‏ ثانيا نحن لدينا فرص لعمل شراكة حقيقية مع رجال الصناعة والتجارة ومعظم الكليات مثل الفنون والهندسة وأقسام الغزل لديهم برامج مشتركة مع بعض الجهات وهناك نقاش كبير حول احتياجات هذه المصانع وتلك الشركات ونوعية الخريج وأسلوب تعليمه وأعتقد أن الخريج الآن لم يعد تقليديا فالكمبيوتر واللغات أصبحت أمورا أساسية لدرجة أن بعض المصانع تطلب عمالا متمكنين من اللغات والكمبيوتر لأن دوائر التحكم الالكتروني بالعديد من المصانع لا يمكن أن يعمل عليها إلا شخص متعلم تعليما جيدا‏.‏

مصدر الخبر
الاهرام
http://www.ahram.org.eg/Index.asp?Cu....htm&DID=10078