|
أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]()
أرجو من الأخوة الأفاضل ونحن ندرس الأمثال والحكم - مع العلم بأنها شبه ملغية هذا العام - إلا إن المثل الذي يقول ( شايل عبد القادر) مشهور بين أوساط الناس ، فنرجو من أهل العلم أن يبينوا مضرب ومورد هذا المثل .
ومن هو عبد القادر؟ وخاصة هذا السؤال الأخير |
#2
|
||||
|
||||
![]()
يحكى أنه في قديم الزمان ، وفي سالف العصر والأوان * ، كان يعيش أخوان شقيقان ، أكبرهما ( عبدالله ) الذي كان لا يكل ولا يمل من العمل والاجتهاد ، وأصغرهما ( عبد القادر ) الذي كان ، على العكس من شقيقه ، كسولاً بليدًا ..
ونتيجة لذلك ، كان من الطبيعي أن يكون ( عبد الله ) سعيدًا ، و ( عبد القادر) تعيسًا بقدر سعادة أخيه ، فذهب الأخيرإلى الأول ، يشكو له ـ كعادة الكسالى جميعًا ـ سوء بخته ونحس طالعه ، فضحك ( عبد الله ) الذي كان يعرف أخاه جيدًا ، وقال له : " يا أخي ، ما دمت تتحدث عن الحظ ، فاعلم أن حظي يحب العمل والكد والتعب ، ولذلك فهو يساعدني في كل شيء ، من عزق الأرض إلى حصد النبات .. أما حظك ، فيبدو أنه كسول ، نائم في مكان ما ، تحت شجرة ما ، في أرض ما ، يحلم بالطعام والشراب والنكات " فحدق ( عبد القادر ) في وجه أخيه ، وقال :" هل تتكلم الجد ؟ " رد ( عبد الله ) ، آخذًا أخيه على قدر عقله : " طبعًا ، كل حظ يشبه صاحبه يا أخي ، فابحث عن حظك ، وستراه مثلك ، يفضل النوم والكسل على شهد العسل ! " ولما سمع ( عبد القادر ) ـ الذي لم يكن يفهم المزاح ـ هذا الكلام ، قرر أن يبحث عن حظه النائم ، ليجبره على الاستيقاظ ، وتغيير حياته من الشقاء والنكد ، إلى الهناءة والسعد ، فانطلق يقطع الصحاري والجبال باحثًا عن حظه ، إلى أن فوجئ يومًا بسبع مهول يخرج عليه ، صائحًا : ** " من أنت ؟ وإلى أين تظن نفسك ذاهبًا ؟ أجب بسرعة وإلا التهمتك ! " فأجابه ( عبد القادر ) ، بكلمات مرتجفة ، أنه ذاهب ليبحث عن حظه الضائع . وعلى عكس ما توقع ( عبد القادر ) تمامًا ، انهار الأسد باكيًا *** ، وأخذ ينهنه شاكيًا : " أرجوك ، إن وجدت حظك ، فاسأله نيابة عني عن سر آلام بطني ، فكل ما آكله يؤلمها حتى الفئران ، ولذلك فأنا دائمًا جوعان ! " فوعده ( عبد القادر ) بمساعدته ، ليتركه الأسد يكمل طريقه .. وسار ( عبد القادر ) طويلاً ، حتىوصل إلى حقل يكاد يخلو من النبات ، وهناك وجد شيخًا وعجوزًا وفتاة جميلة يبكون من الحزن ، فلما حياهم ، وسألهم عن أمرهم ، أجابوه : " لقد خدعنا من باع لنا هذا الحقل ، الذي حاولنا زرعه لأعوام من دون جدوى ، ولا ندرى السر وراء ذلك " فأخبرهم ( عبد القادر ) أنه ذاهب ليبحث عن حظه ، ووعدهم بأنه إذا وجده ، سيسأله عن حظهم الضائع بدوره ! وواصل ( عبد القادر ) مسيرته ، حتى وصل إلى أسوار مدينة جميلة ، حدائقها غناء ، وجداولها جارية ، وبناياتها عالية ، وبينما هو يتأملها ، فوجئ بمجموعة من الحراس المسلحين تنقض عليه ، ليكبلوه ، ويسوقوه إلى قصر ملكهم . ولما دخل ( عبد القادر ) على الملك ، ووجده مبتسما ، ذهب ما ألم به من الوجل ، وأجابه عندما سأله عن سر تجواله ، بأنه يبحث عن حظه الضائع ****. فقال الملك : " أريدك أن تسأل حظك ، عندما تجده ، عن سر تعاستي رغم جمال مدينتي ، وحب رعيتي ، وعدالة حكومتي " فوعده ( عبد القادر ) بذلك ، وأكمل مسيرته الطويلة ، إلى أن جاء اليوم الذي وقعت فيه عيناه على ( حظه ) نائمًا تحت شجرة وارفة الظلال ***** وقف ( عبد القادر ) يتأمل حظه ، كان شبحًا كالخيال عار إلا من ثياب كالأسمال ، شعره ملبد كشعر قرد لا يستحم ؛ ثم تقدم منه ليوقظه ، قائلاً : " هيا أيها التعس ، لقد حان أوان العمل ! ... عسى أن يكون هناك أمل في أن يغير كل منا الآخر .... قم بسرعة ! .... إن حظ أخي يخدمه ويجلب له السعادة ، وأنت تانم هنا كالطوبة ، لأعيش أنا في تعاسة ... قم وإلا ألهبت ظهرك بالعصا ! " وأخذ يلكزه ويهزه ، حتى قام حظه متململا متثائبا يفرك عينيه في كسل ، ونظر إليه في تبرم ، قائلاً : " ولم أتعبت نفسك يا ( عبد القادر ) ؟ لم تتسكع في الدنيا شرقًا وغربًا ، ليهزأ بك الجميع ؟ تعبك لا فائدة منه ... فالحظ لا يحب إلا المجتهدين الكادحين ، وما كان عليك أيها الكسول إلا أن تجلس تحت شجرة مثلي وتنام ! " فلما سمع ( عبد القادر ) هذا الكلام ، غضب وثار ، وهاج وماج ، وهجم عليه يريد أن يخنقه ، لكن ( الحظ ) كان قويًا ، فلوى ذراعه ، وأجلسه ليقول له : " اهدأ ... فلا فائدة من كل هذا ... وقل لى : ماذا رأيت في طريقك ؟ ومن قابلت ؟ فقد نجد لك حلاً فيما تريده مني . " فحكى له ( عبد القادر ) كل ما مر به في رحلته الطويلة ، و( الحظ ) يستمع إليه ، فلما انتهى ، قال له : " من الواضح أن قد قطعت مسافة كبيرة ، وملأت قلوب البعض بالأمل .. يبدو أنك لست سيئًا إلى هذا الحد ، وأن فيك بعض الجوانب الطيبة التي قد تساعد على تغيير حالك .. سأخبرك بما تقول لمن قابلتهم ، وسوف تجد حظًا جميلاً ، لا يناله الكثيرون في طريق عودتك ، لكن الحصول عليه يعتمد عليك وعلى ذكائك ، فانتبه ولا تضيعه كما ضيعت وقتي ووقتك في تلك الرحلة التي لم يكن لها أي داع ، فاسمع ! " وأخبره ( الحظ ) بما لديه ، وما إن انتهى ، حتى تثاءب ، وتمدد تحت الشجرة الظليلة ليواصل نومه ، وحاول ( عبد القادر ) أن يوقظه ليستفهم منه أكثر ، لكن جهوده ، هذه المرة ، ذهبت أدراج الرياح . وعاد ( عبد القادر ) أدراجه ، حتى وصل إلى المدينة الجميلة التي يحكمها الملك الحزين ، فلما قاده الحرس إليه ، واستفهم منه الملك عن سر تعاسته ، قال ( عبد القادر ) : " لقد كشف لي حظي يا مولاي عن سر تعاستك ، وأنت وحدك من تستطيع تغيير حالك ؛ إنك تعيش حياة غير حياتك ، حارما نفسك في سبيل أن تظل الملك الشجاع المهاب المحارب ، وأنت يا مولاي أرق من ذلك وأجمل ، لأنك لست رجلا ، بل فتاة جميلة رقيقة ! " ابتسم الملك ، ونزع تاجه ، لتتهدل جدائل شعره ... أقصد شعرها ! ..وسط شهقات الجميع . وقالت الملكة ( عرفنا أنها أنثى الآن ) : " الحق معك يا ( عبد القادر ) ، ولأنك أول من عرف سري ، فلتكن زوجي وملك مملكتي . " وذهل ( عبد القادر ) ، ولم يتصور نفسه يحيا وسط هذا النعيم ، وكاد يعطي ردًا فوريًا بالموافقة ، لكنه تذكر ما قاله له ( حظه ) ، من أنه سيجد حظًا كثيرًا في طريق عودته ، فرفض العرض ، وأصر على مواصلة طريق رجوعه . واستمر ( عبد القادر ) في دربه ، إلى أن قابل الشيخ والعجوز ، وابنتهما الفتاة الجميلة ، فلما رأوه ، واستفهموا منه عن سر جدب حقلهم ، قال ( عبد القادر ) : " إن أحد الملوك القدامى قد دفن في ارضكم أربعين جرة ، كل منها مملوءة بالذهب والجواهر ، خوفًا من أعدائه ؛ فعليكم أن تخرجوها ، لتصبحوا في غاية الثراء ، وتصبح أرضكم غاية في العطاء والنماء . " فلما فعلوا ما قاله ، ووجدوا الأربعين جرة ، طلب منه الشيخ والعجوز البقاء معهم ، والزواج بابنتهما الجميلة ، والحصول على نصف هذا الكنز .. وكاد ( عبد القادر ) أن يوافق ، لكنه تذكر ، مرة أخرى ، كلام حظه ، وأصر على استكمال طريق عودته ، حتى يجد الحظ الكثير الذي أنبأه به ( حظه ) . وقفل ( عبد القادر ) راجعًا ، واستمر في السير حتى استبد به التعب ، دون أن يجد حظًا ولا غيره ، فجلس ليستريح تحت شجرة ، فسمع صوتًا مزمجرًا يصيح به : " أهلاً يا ( عبد القادر ) ... ماذا قال لك حظك عني ؟ وهل جئتني بالدواء ؟ " التفت ( عبد القادر ) إلى مصدر الصوت ، فوجد الأسد الذي قابله أول مرة ، فارتعش رعبًا ، لكنه أجابه : " لم أحضر أي دواء ، لكن حظي أنبأني بعلاج لما أصابك من داء : عليك أن تلتهم مخ رجل شديد الغباء ! " فتبرم الأسد ، وقال له : " وأين أجد مثل هذا الرجل ؟ عليك أن تساعدني في البحث عنه ، فاحكِ لي عمن قابلتهم في طريقك ، فقد أجد بينهم من يشفيني . " فاعترض ( عبد القادر ) ، لأنه كان يريد مواصلة طريقه للحصول على الحظ الذي ينتظره ، لكن زمجرو الأسد جعلته يمتثل ، فحكى له عن كل شيء ، ولما انتهى ، لمعت عينا السبع ، وزمجر : " يا لك من غبي يا ( عبد القادر ) ! لقد خلفت كل الحظ وراءك ، وأنا لو بحثت في الدنيا كلها فلن أجد من يمتلك مثل غبائك ، فاستعد ! إن آلامي تزداد وتملكني الداء ... وليس هناك ما يشفيني إلا مخ يحتوي كل هذا الغباء ! " وهجم عليه ، فأكله لساعته ، لتنتهي تلك الأسطورة نهاية مأسوية ..
__________________
إن الذي ملأاللغات محاسنًا جعل الجمال وسره في الضاد |
#3
|
||||
|
||||
![]()
جزاك الله خيرا
__________________
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() تحيــــاتي وتقــديري للجمــــيع ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() <CENTER></CENTER><CENTER></CENTER> |
#4
|
||||
|
||||
![]()
بارك الله فيك أخي ا/ عماد عبد الستار ، وزادك تشريفا وإجلالا
|
العلامات المرجعية |
|
|