#1
|
||||
|
||||
![]() الإسلام عمل ومعاملة المسلم متعبد في المسجد والشارع والبيت، ولا فرق بين كونه راكعا لله أو بائعا أو شاريا أو محسنا للناس أو متصدقا على الفقراء والمحتاجين، فهو في كل هؤلاء يعبد الله عبادة مجزيا بها كما تجزيه الصلاة "فالدين المعاملة" كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم . فالعبادة في الإسلام تربط الفرد بخالقه بمقدار ما يكون قد ارتبط بالمجتمع والبيئة المحيطة به. فهذا من صميم المعاملات الاجتماعية والاقتصادية في الإسلام، فهي عبادات ومعاملات كأنما التنظيم الاجتماعي للإسلام يهتم بسلوك الفرد وسيره المتناسق مع الجماعة باعتبارهما وجهي عملة واحدة في الحياة. فالمتتبع للقرآن الكريم يفهم من خلاله كيف رسم الموقف الاجتماعي للفرد في الإسلام، فقد اقترنت عبادة الله كمفهوم شامل بالوقف الايجابي نحو المجتمع، يبتدئ بالأسرة أصلا وفرعا وقرابة، وباليتامى والمساكين والجار ذي الجنب والقربى والآخرين الذين لا يشاركون المسلم عقيدته، ثم تتسع الدائرة لتشمل الإحسان لأولئك الذين نعايشهم الحياة ونزاملهم السفر، فهؤلاء الصاحب بالجنب ممن لا قرابة ولا جوار. وكذلك المجتاز في البلد والسائح فيه فهو ابن السبيل وهو أحق بالرعاية ومد يد العون إليه. والإحسان بما نعرفه يشمل كل موقف يستحسنه المجتمع ما كان منه إخلاصا في العمل وتعاونا بين الناس أو تواصلا ومساعدة بالمال للذي به حاجة إليه في كل الأوقات ومختلف الأماكن. ونجد في آيات القرآن الكريم كذلك انتقادا للأنانية والانطوائية واستنكر من ينادي بها، فهذه بخل وشح من الإنسان، إلا أنه إذا كان ذلك شرا فالرياء والتفاخر شر أكبر، فالقرآن يحارب كل هذه المظاهر المقيتة وهي ليست من الإسلام في شيء. والموقف الايجابي من المجتمع الإسلامي هو توضيب كل الطاقات الاجتماعية في التحول إلى الإنتاج ونبذ الاعتماد على الغير في كسب لقمة العيش، لذا حث الإسلام في كثير من المواقف على استغلال كل الموارد البشرية والاقتصادية في تنمية المجتمع، قال تعالى في سورة الملك ![]() |
العلامات المرجعية |
|
|