
مصيبتهم لم تكن فقط مصرع ابنهم إبراهيم أحمد إبراهيم المدرس الأزهري في المواجهات الدائرة بين القوات الحكومية اليمنية والحوثيين.
ولكن العائلة تعيش ماسأة أخري لانقطاع الاتصال بينها وبين الشقيق الأكبر للمدرس الذي ترك الأسرة للعمل بالعراق منذ13 عاما باي ذنب يقتل والدي ونحرم منه ونعيش وأشقائي الأربعة ايتام بين معترك امواج الحياة دون عائل ودون مدر دخل ونحن جميعا في مراحل التعليم المختلفة.. بهذه الكلمات بدأت الأبنة الكبري للشهيد ميادة إبراهيم21 سنة طالبة بمعهد خاص للكمبيوتر والدموع تنهمر من عينيها قائلة ولدت انا وجميع اخوتي باليمن وعشت هناك20 عاما حتي حصلت علي الثانوية من مدرسة الشهيد محمد حسن مناع وقد قام والدي ببيع ذهب والدتي حتي يتم سفري أنا وشقيقي خالد20 سنة لاستكمال تعليمنا في مصر حيث التحقنا بمعهد خاص للكمبيوتر بمدينة طهطا بمصاريف شهرية120 جنيها للاثنين.. وأضافت ان والدي كان ينوي منذ التسعينيات العودة لمصر والاستقرار بالقرب من العائلة خاصة وان الحياة في اليمن صعبة. وقالت انها عرفت بخبر وفاته من عمها مختار الذي يقيم وشقيقها معه بمنزل العائلة بمنطقة الشيخ عواجة بمدينة طهطا.
وعاد شقيقها خالد20 سنة الطالب معها بنفس المعهد ليلتقط خيط الحديث قائلا: نحن5 أشقاء اربعة أولاد ذكور وبنت, وقد عدت وشقيقتي الوحيدة والكبري منذ نحو عام بعد حصولنا علي الثانوية العامة لاستكمال دراستنا في مصر بينما ظل والدي ووالدتي وباقي أشقائي أحمد17 سنة وعلاء الدين13 سنة ومجدالدين7 سنوات في اليمن.
وقال الأبن أحمد إبراهيم17 سنة طالب بالثانوي أنه يشك ان والده تعرض للتصفية الجسدية من قبل الحوثيين حيث طلب منه الحوثيون عندما كان يعمل خطيبا بمسجد قرية احماء ولد مسعود توجيه انتقادات حادة للحكومة اليمينة في الخطب ورفض الاستجابة لهم قائلا أن باطن الأرض أشرف لي من ظهرها علي أن اقول كلام ملقن لي.. وواصل ان والدة كان يفكر في العودة نهائيا من اليمن منذ عدة سنوات ولكن ارتفاع تكاليف السفر كان يؤجل العودة منذ عام إلي آخر واضاف ومازال يتحدث باللهجة اليمنية ان الأسرة كانت تقيم في منزل هبة من أهالي قرية احماء الطلح لايحق لنا التصرف فيه بالبيع خاصة الاسعار هناك خيالية وراتب والدي لايتعدي150 دولار شهريا وطالب بتدخل السفارة المصرية لدي الحكومة اليمنية لتعويض الأسرة بشكل مناسب لمساعدتها في مواجهة اعباء الحياة واستكمال دراسته وأخوية وطلب من السيد محسن النعماني محافظ سوهاج مساعدة الاسرة بتوفير شقة نظرا لضيق المسكن الذين يعيشون فيه مع عميه وهو عبارة عن حجرتين بمنزل قديم ومتهالك.
وقالت ام خالد زوجة الشهيد إبراهيم أحمد إبراهيم40 سنة ربة منزل وهي في حالة مرضية وكانت عائدة لتوها من عيادة أحد الأطباء بلهجة يمنية لقد عشت21 عاما مع زوجي في اليمن منذ زواجنا وكان مثالا للزوج الوفي والمخلص وانجبت منه أولادي الخمسة هنا وكانت حياتنا هادئة ومستقرة حتي فوجئنا بالجيران يبلغوننا بالحادث الشنيع الذي راح ضحيته زوجي بعدما ابلغهم بذلك مسعف من أهل القرية حيث كان في طريقة من محافظة صعدة الي صنعاء العاصمة لتجديد الاقامة للاسرة داخل سيارة وان الحادث وقع بمنطقة الجوف اليمنية التي تشهد أشتباكات دامية بين قوات الحكومة اليمنية والحوثيين وذلك في الخامس من ديسمبر الماضي وتم نقل الجثمان الي مستشفي الكويت بصنعاء وأضافت ان تقرير الطب الشرعي أثبت إنه تعرض لاطلاق رصاص علي الجهة الأمامية للصدر من مسافة قريبة وانها لم تستطع رؤية الجثمان رغم التوجه للمستشفي بعد10 أيام من وفاته بسبب الاشتباكات الدائرة بعد تعاطف أهل المنطقة معها والسفر لصنعاء عبر طريق وعر لمدة يوم كامل وحتي عودة الجثمان لمصر ودفنه لم تستطع مشاهدته وطالبت الزوجة بمتابعة السفارة المصرية التحقيق في وفاة زوجها بالتنسيق مع الحكومة اليمنية والقصاص من القتلة حيث ان دم المصريين ليس رخيصا. أما شقيقه مختار أحمد إبراهيم57 سنة موظف بشركة مياه الشرب والصرف الصحي فقال ان الأسرة قليلة الحظ في السفر حيث بدأ شقيقه إبراهيم54 سنة حياته مدرسا بمعهد ازهري بمركز در السلام بسوهاج تم نقل الي معهد سندنهور بمركز بلبيس بالشرقية ومن هناك خرج اعارة لليمن لمدة4 سنوات وقد عاد بعد عام من الاعارة حيث تزوج واصطحب زوجته إلي هناك ولم يعد لعمله بالازهر بعد انتهاء مدة الاعارة فتم فصله وبقي هناك اكثر من21 عاما حتي وفاته دون عودة لمصر وأضاف أن ماسأة وفاة إبراهيم ليست الوحيدة في حياة الأسرة حيث تعيش ماسأة آخري حيث سافر الشقيق الأكبر السيد( مهندس زراعي) الي العراق عام1983 ثم عاد عام1985 ومكث مع أسرته التي تقيم في منزل أخر شهرا ثم عاد للعراق مرة أخري ومنذ ذلك الوقت لم يعد لمصر وانقطعت أخباره تماما.
http://www.ahram.org.eg/33/2010/01/02/29/1879.aspx