|
حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() ![]() و جاءت سكرة الموت بالحق الموت الحمد لله المبدئ المعيد المحيى المميت الفعال لما يريد القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير. وأشهد ان لا اله الا الله سبق بالآجال علمه و نفذت فيها إرادته و ان محمداً رسول الله الذى كانت حياته المثل الاعلى فى مكارم الاخلاق و جلائل الاعمال اللهم صلى عليه و على آله و صحبه الذين ايقنوا بالموت فعملوا ، و خافوا الحساب فأمنوا العذاب .......أما بعد قال الله تعالى : (( تبارك الذى بيده الملك وهو على كل شئ قدير * الذى خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا و هو العزيز الغفور ))الملك 1*2 ![]() لا مفر من الموت إن أكبر واعظ هو الموت الذى قدره الله على خلقه وكتبه على عباده وانفرد جل شأنه بالبقاء و الدوام فما من مخلوق مهما امتد أجله و طال عمره إلا و هو نازل به و خاضع لسلطانه . قال تعالى : (( كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون )) العنكبوت 57 فالموت حتم لا محيص عنه ، و لا مفر منه ، يصل إلينا فى بطون
الأودية و على رءوس الجبال و فوق الهواء وتحت الماء و فى الحصون المنيعة قال تعالى : (( أينما تكونوا يدرككم الموت و لو كنتم فى بروج مشيدة )) ولن ينجو من الموت أحد ابداً مهما كان قوى اوذو نفوذ و لو نجا أحد من الموت فأين عاد و ثمود وفرعون ذو الأوتاد ؟؟؟؟ أين الأكاسرة و القياصرة ؟؟؟؟ أين الجبابرة و الصناديد ؟؟؟؟ فالموت لا يخشى أحداً و لا يبقى على أحد ينتزع الطفل من حضن أمه ، و يهجم على الشاب الفتىّ ،و الفارس القوى ، و الشيخ الهرم و الشيخة الفانية . ![]() أسرار الموت الموت على وضوح شأنه و ظهور آثاره سر من الاسرار التى حيرت الالباب و أذهلت العقول فأنت ترى الشاب الممتلئ صحة و عافية قوى البنية سليم البدن فى لحظة يسيرة قد أصبح جثة هامدة و صار جسماً بلا حراك به فذهب ذلك الشاب و تلاشت تلك القوة و تعطلت حواسه و خرس لسانه و قد يكون هذا الشاب عالماً أو جاهلاً ، صالحاً أو فاسداً ، طائع لله أو عاصى ، و لكن هيهات ان يمنع ذلك ان يقبض إذا أنقضى عمره و حضر أجله قال تعالى: (( فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة و لا يستقدمون )) النحل 61 ![]() ما أقرب الموت ! ما أقرب الموت ! كل يوم يقترب الموت منا و نحن نقترب منه ، و ليس بيننا و بينه الا أن يبلغ الكتاب أجلة فإذا نحن فى عداد الاموات ، فما الاعمار فى الحقيقة الا مصباح يضئ ثم ينطفئ بلا أنذار أو تحذير . فالموت كلمه ترتج لها القلوب و تقشعر منها الجلود و ما ذكر فى قوم الا ملكتهم الخشية و أخذتهم العبرة و أحسوا بالتفريط و شعروا بالتقصير فندموا على ما مضى و أنابوا إلى ربهم . أما نسيان الموت هو الضلال المبين و هو البلاء العظيم ، فما نسى الموت أحد ألا طغى و ما غفل عنه إنسان ألا غوى . عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ![]() رواه الترمذى وقال حديث حسن ![]() الموت الفجأه موت المفاجئ اصبح كثيراً هذه الأيام فهو من علامات يوم القيامه و هو من أكثر العبر و المواعظ التى يمكن أن تؤثر فينا ، و تذكرنا بسنوات العمر التى تمر سريعاً من بين أيدينا و نحن فى لهو و لعب بعيداً عن ذكر الله و بعيداً عن طاعته وأعمارنا تجرى و نحن لا نعرف متى يأتى اليوم الذى نموت فيه؟؟؟ لا نعرف ما هى الخاتمة التى سوف نموت عليها ؟؟؟ هل هى خاتمة حسنه أم خاتمة سوء؟؟ ********************************* سوء الخاتمة وكم رأينا من أخواناً واخواتاً لنا كانوا معنا فى نفس الدرب درب الإيمان و درب الله و كانوا من الطائعين الصالحين و فجأة غرتهم الدنيا و فتنهم شبابهم و مالهم و حادوا عن طاعة الله و الامتثال لأوامره و ساءت أحوالهم مع الله و جاءهم الذى ينزل على الأنسان بدون أذن أو أنذار ألا و هو الموت و قبضوا وهم على معصية و هذا ينذر بسوء الخاتمة . ********************************** حسن الخاتمة وكم رأينا أخواناً و أخواتاً كانوا عاصين لله حادين عن درب الله و غير أخذين بأوامره ، و لكن هداهم الله و منّ عليهم بالرجوع أليه قبل فوات الأوان ، و رجعوا ألى الله و تابوا التوبة النصوحة التى لا رجوع فيها و جاءهم الموت فجأة و ماتوا وهم على طاعه لله و لرسوله رغم ما مضى من حياتهم كانوا يعشون فى ضلال و لكنهم تابوا و صدقوا فى توبتهم قبل الموت و ختم لهم ربهم بحسن الخاتمة . من أقوال سلفنا الصالح و السلف الصالح كانوا لنا أسوة حسنه فقد كانوا يكثرون من ذكر الموت فكان هذا يساعدهم على الجد فى طاعة الله و البعد عن سخطه استعداداً للموت و ما بعد الموت . فعن ابن عمر رضى الله عنهما قال : أخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم بمنكبى فقال : (( كن فى الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل )) رواه البخارى وكان ابن عمر رضى الله عنهما يقول : (( إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح ، و إذا أصبحت فلا تنتظر المساء، و خذ من صحتك لمرضك و من حياتك لموتك )) قال سعيد ابن الجبير : الدنيا متاع الغرور إن ألهتك عن طلب الآخرة ، فأما إذا دعتك إلى طلب رضوان الله فنعم المتاع و نعم الوسيلة . قال لقمان لأبنه : يا بنى إنك قد أستدبرت النيا من يوم نزلتها و استقبلت الآخرة ، فأنت إلى دار تقترب منها أقرب من دار تتباعدها . و قيل لأبن ادهم : بم وجدت لزهد فى الدنيا ؟ قال : بثلاثة أشياء : رأيت القبر موحشاً و ليس معى مؤنس و رأيت الطريق طويلاً و ليس معى زاد ، و رأيت الجبار قاضياً و ليس معى حجة و لا من يدافع عنى . الاستعداد للموت علينا جميعاً الاستعداد للموت بالأعمال الصالحة و بطاعة الله و رسوله فنحن لا نعلم متى ينزل علينا الموت فالموت يأتى فجأة فيجب أن نستعد و نعمل و نجتهد فى طاعة الله و نعمل دائماً لآخرتنا ، فأن الغفلة قد أستحوذت علينا فى هذة الأيام و أشتغلنا بحطام الدنيا من جمع للأموال و البحث عن السلطة و الجاه و أرضاء الشهوات حتى نسينا الموت و أهوال يوم القيامة و غرنا بالله الغرور . فاتقوا الله ربكم و أعلموا أن الدنيا غرارة غرور ما فيها ، فانية فان ما عليها ، فاعملوا للحياة الباقية و اعلموا أنكم ميتون و أنكم على رب العزة ستعرضون ، و الانسان العاقل الرشيد عليه أن يتحرز بطاعة الله عن مساخطه و يتدارك أمرة قبل أن ينزل عليه سلطان الموت فلا تقبل منه توبه و لاينفع له عمل . منقــــــــــــول
__________________
قال تعالى :(مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا)صدق الله العظيم ![]() |
العلامات المرجعية |
|
|