|
أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]()
فى بلد مثل مصر، تعود الناس على استخدام «الفلاتر» ليس فقط فى السيارات، إنما أيضا فى البيوت، فوضعوا فلتراً على ماسورة المياه لتخرج لهم مياه شرب خالية من الشوائب والأتربة وتصلح للاستخدام الآدمى.
ويبدو أن نظامنا السياسى أخذ هذا الفلتر ووضعه بالمقلوب، ليمنع كل ما هو صحى ومفيد للناس، ويدخل كل ما هو فاسد وملىء بالشوائب. والحقيقة أنه فى كل النظم السياسية فى العالم هناك «فلاتر» للصعود فى السلم السياسى والمهنى، فالنظم غير الديمقراطية تضع فلاتر لا تسمح بصعود المعارضين، ومازالت هناك نظم سياسية تستخدم فلاتر أكثر انغلاقا من نظيرتها المصرية، ولكن عمرنا ما رأينا نظماً تستخدم هذه الفلاتر المقلوبة خارج المجال السياسى إلا فى مصر حين امتدت لتشمل كل جوانب الحياة من مؤسسات عامة وجامعات وإعلام وإدارة. نعم، هناك جيوش جرارة صعدت فى السلم الإدارى والوظيفى لهذا البلد ولا نعرف من أين جاءوا وأى فلتر سمح لهم بالترقى، وعبر أى معايير مقلوبة صاروا هم نخبة هذا البلد، رغم وجود آلاف الكفاءات الذين ليست لهم علاقة بالسياسة ولا المعارضة، استُبعِدوا بضراوة لصالح مهرجين وفاسدين ومعدومى الكفاءة. وقد سبق وانتقدنا قناة «الجزيرة» حين اعتبرناها تتعمد أن يكون كثير من ضيوف مصر «مسخرة» يقولون كلاما «أهبل ومسف»، ودائما ما يكون صوتهم عالياً ليخفوا غياب المضمون، إلى أن شاءت الأقدار وشاهدت فى أول أيام شهر رمضان المبارك، وهروبا مما تقدمه قنواتنا الفضائية الخاصة، برنامج «ساعة حرة» على قناة «الحرة»، وكان فيه شيخ من كبار قيادات الأزهر، مع رئيس الوقف السنى العراقى، ورجل دين شيعى من النجف، وكان حديث شيخنا سيئا بدرجة محبطة ومخجلة معا، فهل يصدق أن يقول تعليقا على قيام الدعاة الجدد بالفتوى فى الحلال والحرام: إنه يجب أن نقول لهم «كخ» و«لا يا شاطر منك له»، هذه عينة من الكلام الذى قاله على الهواء مع ضيوف عرب تحدثوا بلغة محترمة تليق بمقام رجال الدين، وبدت نظرات السخرية واضحة فى أعينهم حين كان يتكلم «الشيخ المصرى» الذى نسى معنى أن يكون عالما من الأزهر. وطالما أن لدينا حَكَماً نسى أنه يحكم بلداً بحجم مصر فلا نحزن أن يكون محافظونا وقادة مؤسساتنا العامة ووزراؤنا بهذا المستوى، حتى الأذكياء منهم فإن الفلتر السحرى كفيل بتحويل مواهبهم وكفاءتهم إلى فهلوة ونفاق ولعب بالبيضة والحجر. لو تابع أحد برنامج الصحفى السعودى داوود الشريان «واجه الصحافة» على قناة «العربية»، واستمع لخطاب أساتذة الجامعات والصحفيين والكتاب ورجال الدين السعوديين، سيعرف معنى ما نقوله، فرغم أن هامش الحرية السياسية فى بلد مثل السعودية أقل بكثير من مصر، والتحديث فيها بدأ بعد مصر بمائة وخمسين عاما، فإن لغة هؤلاء الضيوف أكثر احتراما ومهنية من كثير من نظرائهم المصريين، وتلك كارثة حقيقية أن تصبح كوادر مصر «الرائدة» فى ذيل القائمة العربية بعد أن قلب «فلترنا» كل المعايير التى عرفناها من قبل. http://www.almasry-alyoum.com/articl...4&IssueID=1863 |
العلامات المرجعية |
|
|