#1
|
||||
|
||||
![]()
القنابل العنقودية ـ شبح يؤرق سكان جنوب لبنان
![]() تدخل اليوم حيز التنفيذ اتفاقية حظر القنابل العنقودية التي وقعت عليها 107 دول ليس من بينها تلك الأكبر انتاجاً واستخداماً لهذه الأسلحة المسؤولة عن قتل وتشويه الآلاف من المدنيين أثناء وبعد الحروب كما هو الحال في جنوب لبنان للمرة الأولى منذ حوالي أربع سنوات سيتمكن المزارع اللبناني نمر مصطفى من جني ثمار الزيتون على أرضه، إذ أنه لم يكن قادراً على الوصول إلى مزرعته منذ عام 2006 بعد اكتشاف عدد من القنابل العنقودية مدفونة في حقله. وكانت مجموعة دولية لتطهير الألغام والمتفجرات قد انتهت حديثاً من تنظيف مزرعة مصطفى من القنابل. ويشكل حصاد الزيتون مصدراً ثانوياً مهماً للدخل بالنسبة لنمر مصطفى الذي يعمل مديراً لمدرسة قريته الصغيرة. في الأيام الأخيرة من حربها مع حزب الله عام 2006 ألقت إسرائيل بما لا يقل عن أربعة ملايين قنبلة عنقودية لا يزال نحو ربعها مدفوناً دون أن ينفجر في الأراضي اللبنانية. وشكلت قرية يحمور التي يسكن فيها نمر مصطفى مسرحاً لأعنف المعارك التي دارت بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، إذ لا تزال بعض جدران المنازل والشوارع الجانبية تحمل آثار تلك المعارك حتى اليوم، رغم عمليات إعادة الإعمار. أما مشكلة القنابل العنقودية غير المنفجرة فلا تزال تعكر صفو القرية الوادعة. ![]() ولا يزال حوالي 80 بالمائة من الأراضي الزراعية في يحمور غير آمنة، إذ أن الفرق المحلية والدولية لتطهير الألغام لم تصل إليها بعد، بينما يتخوف الأهالي من العثور على تلك القنابل في أي مكان يمكن أن يتخيله المرء. حول ذلك يقول محمد الشيخ من مركز تطهير الألغام التابع للجيش اللبناني إن إسرائيل استخدمت ذخائر يصل عمرها إلى 35 عاماً، مما يعني أن عدداً كبيراً منها قد لا يكون صالحاً ولا ينفجر. ويقدر الشيخ أن حوالي 44 كيلومتراً مربعاً من جنوب لبنان تحتوي على ذخائر لم تنفجر بعد مصدرها الجيش الإسرائيلي، مضيفاً: "لقد تمكنا من تطهير نصف هذه المساحة، ففي بعض المناطق تصل نسبة القنابل غير المنفجرة إلى 100 بالمائة مما تم إلقاؤه. نحن في حالة استعداد دائم، فكلما طالت مدة بقاء هذه القنابل مدفونة، ازدادت حساسيتها وخطورتها. كما أن مكانها يتغير باستمرار بفعل الأمطار والسيول الجارفة." التعايش مع الخطر ![]() وتتكون القنبلة العنقودية من عبوة تحمل عدداً كبيراً من القنابل الصغيرة التي تنفصل عن العبوة في الجو وتتوزع على مساحة شاسعة لتغطية أكبر منطقة ممكنة. ويتم استخدام هذه القنابل عادة لمهاجمة أهداف متعددة، ويعتبر معدل فشلها كبيراً. وتشير اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى أن معدل الفشل هذا يخلف وراءه إرثاً طويل الأجل من الأخطار، إذ كانت هذه القنابل سبباً في مقتل وجرح آلاف المدنيين سواء كانوا رجالا أو نساء أو أطفالا عند ملامستهم للذخائر الصغيرة التي لم تنفجر. حملة التطهير مهددة بالتوقف ![]() دول رئيسية لم تنضم للمعاهدة وبالرغم من وقوع القنابل العنقودية ضمن نطاق القانون الدولي، إلا أنه لا يوجد حظر صريح لاستخدامها. وكانت حكومة النرويج قد أطلقت في العام 2007 مبادرة العهد الدولي حول الذخائر العنقودية، والذي وقعته ما يزيد عن 107 دول خلال اجتماع في العاصمة الأيرلندية دبلن عام 2008. وبحلول الأول من أغسطس/ آب تصبح هذه الوثيقة، التي تحظر استخدام أو تصنيع أو نقل أو تخزين الذخيرة العنقودية، جزءاً من القانون الدولي، وذلك بعد استيفائها شرط الاعتماد من قبل أكثر 30 دولة. لكن بعض الدول الرئيسية سواء في استخدام أو تصنيع هذه الذخيرة لم تنضم للمعاهدة مثل الولايات المتحدة والصين وروسيا وإسرائيل. |
العلامات المرجعية |
|
|