إلى كل أصحاب أوهام الثورة المضادة وحملات أنا آسف يا ريس

[عاشق البلانكو الابيض]

أيها القاعدون.

أيها القاعدون..فى ليل أويتم فيه إلى ................ تحت لحاف يدفئكم من البرد القارص وكان آخرون يبيتون فى العراء من أجل حريتكم ، فى أصيل يوم كنتم تغطون فيه فى قليلولتكم وكانت دماء الآخرين تسقى التراب من أجل كرامتكم.
أيها القاعدون قد صمتم حتى مل الصمت منكم ،وذقتم الذل أصنافاً وأشكالاً فلم تطلبوا إلا مزيداً ،أما هم فقد بقيت لديهم كرامة أخرجتهم من جحور المهانة التى حشروا فيها معكم إلى آفاق الحرية ،خرجوا يكسرون جدار الصمت ويواجهون مارد الخوف ويفتحون للنار صدورهم العارية ،وأنتم تحت أفرشتكم ترتعدون حتى أمنوا لكم الشارع بدمائهم.
أيها القاعدون..ماذا فعلتم بعد أن نشروا فوقكم قبة الحرية وأصبحت الكلمات تخرج حرة من أفواهكم ،ماذا فعلتم بعد أن دفع الثوار ثمن حرياتكم من دمائهم ، ماذا فعلتم بعد أن يُتم ابناء الشهداء أو ثٌكلت أمهاتهم..بعد أن ضاعت حياتهم فى سبيل حياتكم.
أيها القاعدون لقد فعلتم إحدى أمرين :
إما أنكم خرجتم بعد أن عرفتم أن الشهداء ذهبوا وأخذوا الخوف معهم ،فتجرأتم لأول مرة فى أعماركم وخيل لكم أنهم قد جلبوا كنزاً وأردتم ان تقتسموا معهم مغنم غير موجود إلا فى خيالات أطماعكم.
أو خرجتم تلعنونهم وتقولون نريد السفاح الذى قتلهم كى يحكمنا ،وأن هذه الحرية ليست لنا فنحن نعشق الاستعباد.
أيها القاعدون..لقد قدم لكم هؤلاء الحرية ودفعوا ثمنها نيابة عنكم فلم تغرموا شيئاً ، وستنعمون بها دون الشهداء الذين سقطوا من أجلها ، فلو كنتم تعشقون العبودية فمازالت هناك ديكتاتوريات فى هذا العالم لم تزل بعد ،هناك فى كوبا وزيمبابوى والصين وكوريا الشمالية وسوريا وغيرها أنظمة قمعية تلائمكم وتعشق خزيكم وتريد أن تستبدل بعض ذوى الكرامة من شعبها بعشاق مذلة من أمثالكم.
أيها القاعدون يا من سكتم عن حقوقكم هلعاً ورعباً ،إذا كنتم تظنون أننا نتقاسم أسلاب معركة ، وأن الثوار ينعمون بمغانم ستفوتكم إن لم تخرجوا تطالبون بحظكم فيها ،فاعلموا أنّا قد غنمنا وطناً حراً لنا ولكم ، وأنّا لا نريد منه بل نريد له ، نريد أن نبنيه ونعيد له كل ما سلب منه على مرأى مسمع من عار تواطؤكم الصامت ،فإن لم تكن من شيمكم البناء ولا تريدون إلا أن تنعموا مما لم تصنعه أيديكم..إذا كانت أخلاقكم كالغربان الذين يقتاتون على أجساد الشهداء ، فانضموا إلى عصابات اللصوص الذين يسرقون فى غياب الأمن فذلك أليق لكم.
أيها القاعدون المتفلسفون والمتهكمون والمنظرون لخراب قادم والمخوفون من أوهام ثورة مضادة تريدون أن تبثوا الرعب بها فى النفوس ، إنهم ملايين صنعوا الثورة ولكى يُجابهوا بثورة مضادة عليكم أن تحشدو لهم ملايين مثلهم يضادونهم ويناهضون ثورتهم ساعتها سيشهد لكم العالم بأن هذه ثورة مضادة وأن ثورتنا فى خطر ، لكننا سنظل أعيناً يقظة مفتوحة على حماية الثورة ولن نكل من الزود عنها حتى نسلمها إلى حكومة ديموقراطية.
أيها القاعدون المتنطعون والمتهمون الثوار بأنهم أهل فوضى ،اعلموا أن هؤلاء هم أحرص أهل الأرض على وطننا لأنهم الآن قد صنعوا عهده الجديد بأيديهم وهم أحرص الناس على مكتسبات ما صنعوه ،هم أحرص الناس على استقرار هذا الوطن ، فبدون أمانه تصبح منجزات ثورتهم فى خطر ، وهم لن يتهاونوا فى ذلك.
أيها القاعدون..يا من كنتم صامتون..ثم بعد أن كسر الثوار حاجز الخوف وتحملوا المغارم وحدهم صرختم ضدهم ،أسمعونا الآن صوت صمتكم الذى ألفتمونه وأتركونا نأتى لكم بحريتكم حتى أفرشتكم وإلا فدعونا وارحلوا مع السفاح الذى ارتضيتمونه ولم نرتضيه وشيدوا معه إمبراطورية الذل ، وانعموا باستعباده لكم.