17-04-2011, 07:50 PM
|
 |
عضو ممتاز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2010
المشاركات: 298
معدل تقييم المستوى: 16
|
|
مراحل حياتـنا الخمسة
مرحلة حياة الذرّ ... وهي المرحلة الأولى : هي حياة النفس بلا جسد أو روح , حياة يصعب علينا تصوّر كيفيتها , وفي هذه المرحلة خُلقت النفوس البشرية دفعة واحدة , وفيها شهدنا على أنفسنا خلق ذريتنا من ظهور بني آدم , وعندما سألنا الخالق "ألست بربكم؟" , نطقنا وقلنا ” بلى” , وشهدت الملائكة على شهادتنا ! في هذه المرحلة خُلقت نفوسنا البشرية جميعها بما في ذلك تلك النفوس التي لم تأتي إلى حياة الأرض حتى الآن , أعني بذلك أحفاد أبنائنا وأحفاد أحفادهم , جميع نفوسهم البشرية مخلوقة وتنتظر مجيئها وهبوطها إلى حياة الأرض , إنّ أسرار وطبيعة حياة الذرّ غير معروفة لدينا وتعتبر في عالم الغيب ولكنها مؤكدة في القرآن الكريم في الآية التالية : "وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ , , أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَآ أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ ”" (172-173) الأعراف حيث صفّت جميع الملائكة لتشهد علينا خلق نفوسنا البشرية عندما أخذ الله عزّ وجلّ ذرية بني آدم من ظهورهم وأشهدنا على أنفسنا بالسؤال : ألست بربكم؟ ونطقنا وأجبنا بلى , ثم قالت الملائكة شهدنا عليكم يا بني آدم هذا الإجابة بإعترافكم بأن الله ربكم وعليكم ألاّ تقولوا يوم القيامة عندما تعودوا من زيارتكم للأرض أنّكم كنتم غافلين عن ربوبية الله وأنه هو خالقكم وبارئكم.
مرحلة حياة الرّحْم ... وهي المرحلة الثانية من حياتنا وهي أقصر مرحلة نمُرُّ بها وفيها يتم تحضيرنا للإنتقال من حياة الذرّ إلى حياة الأرض , لقد كانت طبيعة هذه الحياة مجهولة في السابق ولكن مع تطور العلم والتصوير المجهري تمكن الإنسان من مشاهدة لقطات حية مُذهلة من مراحل هذه الحياة التي جميعنا مررنا بها وسيمرُّ جميع من سيهبط إلى الأرض من حياة الذرّ من أحفادنا وأحفاد أحفادنا وهي مذكورة مرات عديدة في القرآن الكريم : " هُوَ الذي خَلقكُم مِن ترَاب ثمَّ مِن نـُطفة ثمَّ مِن عَلقة ثمَّ يُخرجُكم طفلا " (67) غافر خلال هذه المرحلة تـُنفخ الروح في جسد الجنين وترسل النفس إليه . نحن لا نتذكر شيئاً من هذه المرحلة رغم أنها حقاً كانت! يجب أن نتفكر جيداً في قدرة الله سُبحانه في خلقنا في هذه المرحلة والتي تمكنّا من مشاهدتها بأعيُننا , كي نعلم علم اليقين بعظمة الخالق وقدرته !
مرحلة حياة الأرض ... وهي من أهم وأخطر المراحل التي نمرُّ بها , لأننا سنحاسب على جميع أعمالنا التي نقوم بها , السنين التي نعيشها في هذه المرحلة محدودة ولا تتجاوز في الغالب السبعين سنة , ويتركزعملنا بكثرة في فترة الشباب بين سن العشرين وسن الخمسين , أي حوالي ثلاثين سنة فقط من حياتنا في المرحلة الثالثة! وإذا طرحنا من هذه السنين فترة النوم التي لا نـُحاسب عليها, فسيبقى لنا فقط عشرين سنة للعمل الحقيقي. سنكون الخاسرين حقاً لو لم نستغل هذه الفترة القصيرة من حياتنا في عمل كل ما يُمكن أن يزيد من رصيد حسناتنا في حياة الآخرة , الحياة الوحيدة التي سنتذوق فيها إن شاء الله طعم السعادة الحقيقي والدائم! " كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ " (185) آل عمران يجب أن نعلم خلال حياتنا في هذه المرحلة أن الأرض وجميع ما تحتويه لا يُمكن أن تـُشبع رغبات النفس البشرية الغير محدودة , حتى لو امتلكت النفس البشرية كنوز الأرض جميعها , فلن تهدأ ولن ترتاح لأنها تعلم أن الجسد الذي ترتديه يتعب ويمرض ويهرم ويتآكل مع مرور الزمن , مما يعني أن الموت قادم لا محال! لن تهدأ النفس البشرية على هذه الأرض إلا إذا إمتلكت جميع أسباب السعادة المادية بالمال الوفير غير المُنقطع والصحة والراحة الدائمة للجسد والشباب المتجدد للجسد بدون أيّ هرم أو موت, حياة يستحيل أن تتواجد على كوكب الأرض الزائل !!
مرحلة حياة البرزخ ... وهي المرحلة الرابعة من حياتنا وفيها يتم تحضيرنا للإنتقال من حياة الأرض إلى حياة الآخرة , لا يندثر من الإنسان عند موته سوى جسده المادي الذي يعود إلى تراب , الأصل الذي خـُلق منه جسد الإنسان, أمّا الروح التي نـُفخت من الله فتعود إلى الملكوت الأعلى , ولا يتبقى من الإنسان سوى النفس التي كانت تشعر وتدرك والتي تنتقل بموت الجسد إلى المرحلة الرابعة من حياتها " حَتَّى إِذَا جَآءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ , لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَآئِلُهَا وَمِن وَرَآئِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ " (99-100) المؤمنون مرحلة حياة البرزخ وهي المرحلة الوسيطة بين دار الدنيا ودار الآخرة , هي مرحلة العلم اليقين والتي لا يُمكن فيها العمل , اليقين بأن حياة الدنيا ما كانت الإ دارٌ للعمل!
مرحلة حياة الآخرة ... وهي المرحلة الأخيرة والدائمة من حياتنا , حياة أبدية إما حياة النعيم في الجنّة أو حياة الجحيم في النّار لو شاهدنا بأعيننا نار جهنّم عين اليقين لما فكرنا يوماً أن نعصي أمراً من أوامر الخالق ولو شاهدنا جزءاً بسيطاً من نعيم أهل الجنة لأصبحت الدنيا في أعيننا تافهة لا تستحق قلقنا وخوفنا من تركها بموت الجسد الفاني الذي يبلى مع مرور الوقت ... وفيها يتم تحضيرنا للإنتقال من حياة الأرض إلى حياة الآخرة , لا يندثر من الإنسان عند موته سوى جسده المادي الذي يعود إلى تراب , الأصل الذي خـُلق منه جسد الإنسان, أمّا الروح التي نـُفخت من الله فتعود إلى الملكوت الأعلى , ولا يتبقى من الإنسان سوى النفس التي كانت تشعر وتدرك والتي تنتقل بموت الجسد إلى المرحلة الرابعة من حياتها " وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ " (77) القصص يجب أن يكون أكبر همنا ونحن في حياة الدنيا الزائلة أن ندخل الجنة ونتمتع بنعيمها الدائم وأن ننقذ أنفسنا من عذاب جهنّم !
|
العرض الشجري
