هل تعامل FilGoal.com مع تصريحات حنفي بمهنية؟

[M I D O]

على الرغم من تأييد أغلب مستخدمي وقراء الموقع للأسلوب الذي اتبعه FilGoal.com في تناول تصريحات هشام حنفي، فإن آخرين غاضبون لأسباب مختلفة تدور جميعها في فلك "خرق القواعد المهنية" أو "عدم الالتزام بأعراف وتقاليد الصحافة".

وبعدما كانت الاتهامات الموجهة للموقع في الساعات الـ24 التي أعقبت النشر تتركز على أن الخبر ليس صحيحا وأنه "مفبرك" – وهي الاتهامات التي نسفها التسجيل الصوتي الذي اضطر FilGoal.com لنشره بعد نفي اللاعب – واجه الموقع اتهامات جديدة.

وتراوحت الاتهامات التي امتلأت بها منتديات المواقع الرياضية المختلفة ومنها FilGoal.com نفسه بين "استدراج اللاعب إلى الإدلاء بهذه التصريحات" و"تحويل دردشة بين صديقين إلى مادة صحفية" و"تسجيل حوار من دون علم صاحبه".

وبدلا من الاهتمام بصحة هذه التصريحات من عدمها أو محاولة كشف مزيد من التفاصيل حول هذه الكارثة الأخلاقية والرياضية، تركز الحديث عن مدى شرعية نشر التسجيل، الذي وصفه الصحفي الشهير محمد شبانة في قناة "دريم" بأنه الفيصل في مصداقية FilGoal.com التي باتت على المحك.

وقال عدد من خبراء الصحافة الرياضية في مصر إن مهنية المنهج الذي اتبعه FilGoal.com من عدمها ترتكز في الإجابة عن سؤالين أساسيين ... الأول: هل كانت هذه التصريحات في إطار حديث صحفي أم دردشة ليست للنشر؟ والثاني: هل كان اللاعب على علم بتسجيل الحوار أم لا؟

الإجابة على السؤال الأول لا تحتاج إلى جهد كبير وإنما لمجرد متابعة جملتين قالهما اللاعب: الأولى في الثواني الـ35 الأولى من المقابلة التي نشرها الموقع والثانية في مداخلته التليفونية مع قناة المحور تعليقا على الخبر.

الجملة الأولى يقول فيها اللاعب لهاني العوضي مراسل FilGoal.com في الإسكندرية "لازم الناس تفهم الحقيقة" .. وهو ما يعني أنه كان على علم بنشر تصريحاته التي ستجعل الناس تدرك حقيقة ما يحدث داخل الفريق.

أما الثانية، فجاءت على لسان اللاعب في برنامج 90 دقيقة حينما قال: "تحدثت مع صحفي في حوار عن عدم مشاركتي وعن تدهور النادي" ... وتبدو هذه العبارة دليلا دامغا على معرفة حنفي بأن تصريحاته هي حوار صحفي للنشر.

ويقول د.علاء صادق الناقد الرياضي في أخبار اليوم ومقدم البرامج الشهير إن في حالة معرفة اللاعب بأن هذه التصريحات للنشر وأنها مسجلة، فعليه تحمل مسؤولية ما قاله.

وأضاف صادق لـFilGoal.com "لا لوم على المراسل أو على الموقع في نشر هذه التصريحات ... لأن الصحفي دوره هو أن يكون ناقلا للخبر".

وتابع "إذا كنت مسؤولا عن قرار نشر خبر مماثل، ومعي من الأدلة ما يثبت صدور هذه التصريحات عن صاحبها، كنت سأنشرها على الفور" .
المستكاوي إذن، ماذا عن إجابة السؤال الثاني؟

يؤكد العوضي أن اللاعب كان على علم تام بأن هذا الحديث التليفوني مسجل وأنه معد للنشر.

وأضاف "قد ينكر اللاعب فيما بعد علمه بتسجيل هذا الحديث، ولكن ألم ينكر من قبل أنه قال هذه التصريحات من الأساس واتضح فيما بعد أنه أدلى بها بالفعل؟"

وشدد العوضي على أنه لم يكن ينوي نشر هذا التسجيل ولكن إنكار اللاعب دفعه لذلك حفاظا على مصداقية الموقع وعلى سمعته كصحفي.

وأكد الناقد الرياضي الكبير حسن المستكاوي ما قاله صادق من أن الفيصل هو معرفة اللاعب بأن حديثه للنشر وعلمه بالتسجيل.

وقال المستكاوي لـFilGoal.com "إذا كان يعلم بأن حواره مسجل وسينشر، فإن الموقع لم يتجاوز أي من قواعد العمل الصحفي ... أما إذا لم يكن يعلم، فإن الموقع يكون مخطئا".

ولكن المستكاوي أشار إلى أنه كان سيتخذ قرارا بعدم النشر إذا كان مسؤولا عن تحرير هذا الخبر.

وأوضح "في بعض الأحيان، أضحي بالسبق الصحفي مفضلا عدم إلحاق الضرر بالمصدر ... كان لدي حديثا مسجلا تقول فيه شخصية رياضية شهيرة إنها تكره جميع الصحفيين المصريين ولكنني فضلت عدم نشره، حتى لا أذبحه".

إلا أنه عاد وشدد على أن FilGoal.com تعامل مع القضية باحترافية تظهر في أسلوب تغطية معظم أخباره.

ومع الانتقال من أروقة الصحافة المصرية إلى رحاب وكالات الأنباء العالمية، لم يختلف التقييم كثيرا لأداء الموقع في هذه القضية.

يقول أحمد ماهر مراسل وكالة رويترز للأنباء، والذي استمع إلى التسجيل المنشور على الموقع، إن FilGoal.com اتخذ القرار السليم حيال هذا الحديث.

وتُعرف رويترز بأنها وكالة الأنباء الأولى في العالم، وبأن لديها قواعد أخلاقية صارمة في شأن نشر أي من أنباءها.

وأضاف ماهر "يبدو واضحا من حديث اللاعب أنه كان على علم بأنه حوار للنشر وإلا ما كان طالب الصحفي بكشف الحقائق أمام الناس".

وأكد أن نشر التسجيل بعد نفي اللاعب كان ضروريا لأن كثيرا من اللاعبين يميلون إلى نفي أحاديث أدلوا بها بالفعل كما أن الجمهور عادة ما يصدق المشاهير أكثر من الصحفيين وهو ما يتضح في عبارة "كلام جرايد" التي يرددها الناس على أي خبر لا يصدقونه.

وقال إنه إذا أجرى يوما مقابلة مماثلة ولديه تسجيل يثبت صحتها فإنه لن يتردد في نشرها "لأن هدفي البحث عن مصلحة القراء وليس عن مصلحة المصدر"