#1
|
|||
|
|||
![]()
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فقد تأملت في صلاتنا وحال كثير من المصلين؛ فوجدت رابطة وثيقة بين تضييع الصلاة بكل معانيها وبين حال الأمة وما تحياه من أزمة، بل أزمات: اجتماعية، وأخلاقية، وهزيمة نفسية، وحربية.. إلخ. وكذلك حال الفرد في صلاته مرتبط بصلاح حاله وسلوكه؛ فكلما أحسن المرء في صلاته حسن حاله وسلوكه، والعكس بالعكس. وقد تتساءل: وكيف ذلك؟! أقول لك: إن الصلاة منهج حياة.. إن الصلاة أعلى مراتب العبودية. الصلاة الخاشعة سبب لفلاح العباد في الدنيا والآخرة: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ . الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ) (المؤمنون:1-2)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (الصَّلاَةُ خَيْرُ مَوْضُوعٍ فَمَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَسْتَكْثِرَ فَلْيَسْتَكْثِرَ) (رواه أحمد والطبراني، وحسنه الألباني)، وقال: (والصَّلاةُ نُورٌ) (رواه مسلم)، نور للعبد في الدنيا والآخرة. تعال معي نمر على معاني الصلاة مرورًا سريعًا. إن وقوف العبد بين يدي ربه مستسلمًا متطهرًا متوجهًا بقلبه وبدنه إلى ربه يدخل الصلاة مكبرًا لربه: الله أكبر.. فالله أكبر من كل شيء، وأمره أكبر من أمر كل شيء، ثم يفتتح الصلاة بالاعتراف بالذنب وطلب المغفرة: (اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنْ خَطَايَايَ كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الأَبْيَضُ مِنْ الدَّنَسِ اللَّهُمَّ اغْسِلْنِي مِنْ خَطَايَايَ بِالثَّلْجِ وَالْمَاءِ وَالْبَرَدِ) (متفق عليه). تُرى: لو عقل العبد هذه المعاني.. هل تراه بعد ذلك يتعمد ذنبًا ويصر عليه؟! ثم يستعيذ بالله من الشيطان، ثم يقرأ الفاتحة التي هي "أم القرآن"؛ لجمعها معاني الإيمان والتوحيد مِن حمد الله والثناء عليه، وتمجيده، وإفراده بالعبادة والاستعانة, والإقرار باليوم الآخر، مالك يوم الدين، ويسأل ربه الهداية والهداية فقط؛ الهداية لطريق الأنبياء والمؤمنين، وأن يجنبه طريق المغضوب عليهم والضالين مِن: اليهود، والنصارى، ومَن شابههم. ثم بعد قراءته يكبر راكعًا منحنيًا لربه قائلاً: "سبحان ربي العظيم".. ألا يجب على العبد أن يفهم هذا التمجيد لله، وهذا الركوع والخضوع ببدنه، والتعظيم بلسانه أن ربه العظيم يحب أن يخضع عبده له في كل شيء، وألا يقدم هواه ورأيه وعقله على ما شرعه لعباده؟! عجبًا لمن يصلي ثم يخرج بعد ذلك من صلاته يقر بغير شرع الله، ويحرص على مخالفة أمر الله.. ! هذا لم يُصلِّ حقًا! تأمل الرفع من الركوع بالحمد والثناء لله وحده.. (اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ مِلْءُ السَّمَاوَاتِ وَمِلْءُ الأَرْضِ وَمِلْءُ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ أَهْلَ الثَّنَاءِ وَالْمَجْدِ لا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ وَلا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ وَلا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ) (متفق عليه). ثم يخر ساجدًا لله.. لله قد وضع أشرف ما فيه وأشرف ما له أنفه، وجبهته في الأرض لله تذللاً وخضوعًا واستكانة وفقرًا، قائلاً: سبحان ربي الأعلى -لو بذل للمسلم الأموال الطائلة على أن يسجد لغير الله لأبى- السجود فيه علاج للنفس البشرية مِن الكبر والعجب والخيلاء، يتعلم فيه العبد التواضع لله والانكسار الذي يستلزم التواضع والإحسان لعباده. ثم هو في صلاته يشهد لمحمد -صلى الله عليه وسلم- بالرسالة، ويصلي ويسلم عليه، هذه الصلاة وتلك المعاني الرائعة التي فيها هي التي تنهى عن الفحشاء والمنكر (وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ) (العنكبوت:45). وبقدر نقص المصلي عن إدراك هذه المعاني بقدر نقص النهي عن الفحشاء والمنكر، إذن العيب في أداء العبد وفهمه، وليس في الصلاة. إذن الصلاة فيها: كمال العبودية. فيها: الثناء على الله بأسمائه وصفاته. فيها: البراء من الكفر وأهله. فيها: الاعتراف بالذنب. فيها: التوكل والتواضع. فيها: التبرؤ من الحول والقوة إلا بالله. فيها: الاتباع لرسول الله. فيها: الخضوع والانقياد، والاستسلام والتذلل لله -سبحانه-. فيها: الشهادة لمحمد بالرسالة -صلى الله عليه وسلم-. أليس ذلك منهج حياة للمسلم بأن يعلم بأن له ربًا وإلهًا يملك الكون ويدبره؟! لو عقل العبد هذه المعاني في صلاته؛ لخرج منها بشكل آخر ونور جديد، وخضع لربه في سائر حياته، وما تجرأ على نصوص الوحي بالإبطال والمخالفة الصريحة تارة، والتعطيل والتحريف تارة؛ فالصلاة منهج حياة لإصلاح العبد عقائديًا، وروحيًا، وسلوكيًا، وأخلاقيًا، ومنهجيًا. نسأل الله أن يجعلنا من مقيمي الصلاة. |
#2
|
||||
|
||||
![]()
بارك الله فيك اخى الكريمانك اتيت بالحل لجميع مشاكل المسلمين فى مشارق الارض ومغاربهافلو ادى كل منا الصلاة كما امرنا الله ورسوله لانصلح حال الامة
|
#3
|
|||
|
|||
![]() اقتباس:
شكراااا علي مرورك اخونا الاستاد سعيد وكلامك الطيب ![]() ![]() ![]() ![]() |
#4
|
|||
|
|||
![]()
خَشَعَ يَخْشَعُ خُشُوعاً و اخْتَشَعَ و تَخَشَّعَ رمى ببصره نحو الأَرض وغَضَّه وخَفَضَ صَوته. وقوم خُشَّع: مُتَخَشِّعُون. و خَشَع بصرُه: انكسر، ولا يقال اخْتَشَع؛ قال ذو الرمة ::
تَجَلَّى السُّرى عن كلِّ خِرْقٍ كأَنه *** صَفِيحةُ سَيْفٍ، طَرْفُه غيرُ خاشِع و اخْتَشَعَ إِذا طأْطأْ صَدْرَه وتواضع، وقيل: الخُشوع قريب من الخُضوع إِلا أَنَّ الخُضوع في البدن، وهو الإِقْرار بالاستِخْذاء، و الخُشوعَ في البَدَن والصوْت والبصر كقوله تعالى: { خاشعةً أَبصارهُم}؛ {و خَشَعَتِ الأَصواتُ للرحمن}، .. "ـ (4) كلام بن منظور في لسان العرب |
#5
|
|||
|
|||
![]()
كلام القرطبى عن الخشوع
الخاشعون جمع خاشع وهو المتواضع ، والخشوع هيئة في النفس يظهر منها في الجوارح سكون وتواضع وقال قتادة :" الخشوع في القلب ، وهو الخوف وغض البصر في الصلاة . قال الزجاج: الخاشع الذي يرى أثر الذل والخشوع عليه كخشوع الدار بعد الإقواء هذا هو الأصل . قال النابغة : رماد ككحل العين لأيا أبينه *** ونؤي كجذم الحوض أثلم خاشع . __________ |
#6
|
|||
|
|||
![]()
ال ابن منظور في لسان العرب :
" الصلاة : الركوع والسجود . والصلاة : الدعاء و الاستغفار . والصلاة من الله تعالى : الرحمة ، وصلاة الله على رسوله : رحمته له وحسن الثناء عليه . والصلوات : معناها الترحم . والأصل في الصلاة اللزوم ، والصلاة لزوم ما فرض الله تعالى ،والصلاة من أعظم الفَرض الذي أُمر بلزومه(...* |
#7
|
|||
|
|||
![]() اقتباس:
كلام كبير يااخ حماده جزاك الله خيراااااااااا |
#8
|
|||
|
|||
![]()
بارك الله فيك وجعله فى ميزان حسانتك
اللهم اصلح حالنا وحال المسلمين جميعا ويهدنا الى الصراط المستقيم |
#9
|
|||
|
|||
![]()
وبعد اذنك ممكن انسخ كلامك وانشره فى مكان تانى لينتفع به اكبر قدر ممكن من الناس وجزاك الله عنا كل خير
|
#10
|
|||
|
|||
![]() اقتباس:
وبارك الله فيك ولو اردت زيادة فعليك بموقع انا السلفي والطريق الي الله وفرسان السنه ففيه كل الخير |
#11
|
||||
|
||||
![]()
بارك الله فيك اخي الكريم
ايه الحلاوة دي يارب الناس كلها تتعامل مع الصلاة من خلال هذا الكلام الجميل ده |
#12
|
||||
|
||||
![]() في ظل هذه الحياة وماديتها الطاغية على المسلم أن يقف مع نفسه ويراجع حاله مع ربه؛ حتى لا ينسيه الشيطان ذكر ربه فيكون من الهالكين. وهذه دعوة للوقوف مع النفس يعرض فيها كل منا نفسه على هذه الأسئلة. ويجيب عليها بصدق بينه وبين نفسه. فإن كانت إجابته "نعم" فهو على خير فليحمد الله تعالى وليزدد مما هو فيه، وإن كانت الإجابة "أحيانا" فقد أوشك على الخطر فليحذر أن يقع فيه، وإن كانت الإجابة "لا" فهو على خطر فليأخذ نفسه بالحزم قبل أن يصبح في عداد الضائعين المنسيين: السؤال 1 هل لك ورد قرآني ثابت تحافظ عليه؟ 2 هل تحرص على معرفة معاني ما تقرأ من آيات لتعيها؟ 3 هل تدمع عيناك في أثناء التلاوة رغبة ورهبة؟ 4 هل تحرص على الأذكار المأثورات؟ 5 هل لك ورد من الذكر والاستغفار؟ 6 هل تذكر أنك ذكرت الله خاليا ففاضت عيناك؟ 7 هل تذكر أنك أقدمت على معصية فذكرت الله فأقلعت عنها؟ 8 هل لك نصيب من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وخاصة يوم الجمعة؟ 9 هل تستغفر الله كل يوم من ذنوبك؟ 10 هل أصابتك مصيبة فقلت "إنا لله وإنا إليه راجعون"؟ هل تتذكر هذا الدعاء إذا خفت على نفسك الرياء "اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك شيئا أعلمه، وأستغفرك لما لا أعلمه"؟11 12 هل تسعى لتزويد غرسك في الجنة بالإكثار من قول: "سبحان الله العظيم وبحمده"؟13 هل تحرص على أن تقول بعد الوضوء: "أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله"؟14 هل تحرص على الجلوس بعد صلاة الفجر في جماعة تذكر الله حتى شروق الشمس؟15 هل تتذكر إخوانك المؤمنين في ذكرك فتستغفر لهم معك؟أخي الحبيب لا تحرم نفسك من أطيب ما في هذه الدنيا. وليس فيها أطيب من ذكر الله تعالى. واحذر أن يطلع الله عليك فيكتبك في عداد من نسوا الله فنسيهم. |
#13
|
||||
|
||||
![]() اقتباس:
فعلا...................... كتائب الشهداء جزاك الله خيرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا |
![]() |
العلامات المرجعية |
|
|