|
أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() ديكتاتورية الأقلية فى مصر http://www.elbashayer.com/news-133436.html محمد أبوراشد المرصفى كاتب مصرى _________________________ هناك حملة مستعرة منذ الأستفتاء ولم تخمد حتى الآن ولا يراد لها أن تخمد. سلكت فيه النخبة الإعلامية والسياسية طريق الهجوم الكاسح على جميع الإتجاهات الإسلاميين وإشتعلت حرب الإشاعات عليها لحصرها فى زاوية الدفاع عن النفس. وإتخذوا من تسجيل للشيخ محمد حسين يعقوب الذى يحتفل فيه بنتائج الإستفتاء بكلمات عفوية على طريقة المصريين مشعل لهذه الحملة. فإنتشرت كلماته فى الصحف وبرامج التوك شو كإنتشار النار فى الهشيم. وتطايرت الإتهامات على الإسلاميين حتى أصبحت كلماته ككرة اللهب التى لابد للجميع أن يتبرأ منها. بل إنهم نجحوا فى جرجرة الإسلاميين لردود أفعال تراوحت بين النقد الخفيف والتجريح إلى التبرأ وإتهام الشيخ. وكانت النتيجة هى إرهاب فكرى ممنهج وصل لدرجة حرمت الإسلاميين والقوى الوطنية المؤيدة للتعديلات من الإحتفال المشروع بالإنتصار فى أول عرس ديمقراطى . وأجبروا الجميع أن يعيشون معهم أحزانهم ومخاوفهم الوهمية من الإندفاع بمصر نحو مايسمى بالدولة الدينية. المشكلة ان هذه النخبة لاترى ولاتعترف أبدا بالإستفزاز الحاصل من جانبها لكل التيارات الإسلامية وخصوصا رجل الشارع المتدين أو المتعاطف مع الدين بطبيعته. وكانت نتيجة حملاتهم دفع الأزهرالمتحفظ دائما لإتخاذ موقف "متطرف" فى عرفهم بالتحذير من المساس بالمادة الثانية.وإكتملت الصورة المستفزة بتحالف فج بين القوى العلمانية والكنيسة الرسمية الذى كان أكبر دافع لتمترس جميع القوى الإسلامية لدعم التصويت بالموافقة على التعديلات الدستورية. موقف الكنيسة من الإستفتاء : الكنيسة هى مؤسسة دينية لها هيكل تنظيمى تراتبى. ومن المعروف أن البابا شنودة لايسمح أبدا لكائن من كان أن يصدر عنه رأى مخالف للكنيسة أو مختلف عن رأيه شخصيا .وبتحليل التسجيلات الموثقة لشخصيتان دينيتان معتبرتان فى الكنيسة. أولهما الأنبا روفائيل الذى يشغل المرتبة الثانية بعد مرتبة البابا مباشرة له تسجيلان مختلفان أحدهما من محاضرة بعد القداس والأخرى من مقابلة واقفا فى إجتماع ما .نلخص ماجاء فى كلمتى الأنبا روفائيل فيما يلى: · كان السؤال عن موقف الكنيسة من الإستفتاء فأجاب أن "مايصحش نقولكم إعملوا كذا لكن الوقت مقصر" ثم إستفاض فى الإجابة. إذا هذا موقف رسمى من الكنيسة يعبر عنه الأنبا روفائييل · إستطرد فى شرح كيف أن التعديلات ستقود لدولة إسلامية وأنها فى صالح الإخوان · حث الجميع على الخروج والتصويت بالرفض ولم يستثنى الكفيف وحتى المجنون · أما التى ليست مفاجأة فهى قوله فى التسجيل الآخر "أنا هأخوفهم وأقولهم وأقول من يعرف أن يعمل حسنة ولايعمل فذلك خطية" (من الذى يخوف بالنار ويعد بالجنة) أما كلام القس عبدالمسيح بسيط الذى ينظر للكنيسة فى الإعلام فأضاف إلى منطق الأنبا روفائيل: · أطلق إشاعة توزيع الإخوان المسلمين لمواد تموينية على المسيحين وغيرهم للتصويت بنعم · أوضح أن التعديلات مفصلة مخصوص على الإخوان المسلمين · التعديلات الدستورية "مش فى مصلحة البلد خصوصا الأقباط" · "هتلاقوا خانتين خانة خضراء وأخرى سوداء" مطلوب التأشير على الخانة السوداء · "كلنا نخرج حتى الحوامل" يقصد المسيحيات طبعا خلاصة موقف الكنيسة من خلال كلام الرجلين:للا · موقف كنسى رسمى واضح لا لبس فيه من أعلى رتبة كنسية بعد البابا شنودة والمنظرالرسمى للكنيسة · الحشد الطائفى الممنهج للمسيحين الذى لم يستثنى حتى المجانين والحوامل المسيحيين بطبيعة الحال · توجيه الرأى العام المسيحى بإختزال التعديلات فى كونها لمصلحة للإخوان و تكرس للدولة الإسلامية · أما الطامة الكبرى فالكنيسة هى من قالت بتأثيم من يقول نعم "من يعرف أن يعمل حسنة ولايعمل فذلك خطية" · الكنيسة هى صاحبة إشاعة المواد التموينية لإفزاع المسيحين والإعلام موقف الإسلاميين: ليس للمسلمين خصوصا السنة مؤسسة رسمية أوغير رسمية تتكلم بإسمهم وتملى عليهم مايجب أن يفعلوه.وأقوال الدعاة والعلماء هى إجتهدات فردية وكل مسلم يستمع لحجة العالم أو الداعية ثم يفاضل فيما بينها ويأخذ قراره الذى يمليه عليه ضميره الدينى. أما المؤسسات الدينية الإسلامية الرسمية أى الأزهر ودار الإفتاء فقد تبارتا فى عدم إعلان موقف رسمى من التصويت. وأما التهم فقد كانت جاهزة للإسلاميين بدون دليل يرقى إلى مانشر على لسان ممثلى الكنيسة: · إستغلال الدين للتصويت بنعم بالتخويف من النار والوعيد بالجنة: لم يثبت بدليل قاطع على أى أحد أو جهة إسلامية معتبرة بالترغيب والترهيب للتصويت بنعم على الإستفتاء. الحالة الوحيدة المسجلة والتى تم التبرأ منها فى حينها هى القول أن الإدلاء بنعم واجب شرعى.وقد رد جميع الإسلاميين بتخطيأ هذه المقولة . ومن باب الجدل هذا إجتهاد مشروع من باب مالايتم الواجب إلا به فهو واجب .خصوصا أن هناك مخاوف مشروعة من إلغاء المادة الثانية · كلمة الشيخ يعقوب: كانت بعد ظهور نتيجة الإستفتاء وقد أوضح الشيخ بنفسه أنها كانت كلمة عفوية للإحتفال بفرحة النتيجة. وأنه لايقصد مغادرة أحد البلد. هذه تعبيرات عفوية معروفة لدى المصريين .قد تم تجاهل كلامه المعتبر عن قبول الإسلاميين لشرعية صندوق الإنتخاب ومن لاتعجبه قواعد اللعبة الجديدة وم قاله يشمل الإسلاميين أيضا "عليه أن يختار البلد الذى يحب أن يعيش فيه" وهو تعبير مصرى دارج. أما تعبير غزوة الصناديق فمثل أن يقال المعركة الإنتخابية. فهل هى معركة يتم تجهيز الجيوش والأسلحة مثلا ولكن يظهر أن النخبة السياسية والإعلامية تكيل بمكيالين و"تفتش عن القذه التى فى عين الإسلاميين و تتناسى الخشبه التى فى عين الكنيسة". فتحسست الخطر المزعوم فى كلام الشيخ وتجاهلت موقف وكلام رجال الكنيسة الرسمى. لكن المتأمل لهذه الحملة يرى أن المقصود منها إرهاب الدعاة والإسلاميين وثنيهم عن التعبير عن أرائهم خصوصا فى المراحل الإنتخابية التالية. ومن نافلة القول أن الإسلاميين لا يعترفون بفصل الدين عن السياسة. وإنعدام المؤسسة الإسلامية الجامعة ينفى تهمة خداع الناس بالدين لإنه ببساطة بمجرد صدور تصريح من هنا أو من هناك تجد التركيز الإعلامى الشديد وعشرات من رجالات الأزهر وغيره يتبارون ويزايدون على الفكرة وصاحبها. أما المؤسسة الكنسية التى من المفترض حسب قانونها هى أن تشغل نفسها بما لله وتدع أمور قيصر لقيصر فتعبرعن رأيها بصورة فجة وعلنية لا لبس فيها برفض الموافقة على التعديلات الدستورية وحشد وترهيب الناس للتصويت برفض التعديلات. ومازالت الكنيسة كما عهدنا فى ظل النظام السابق تحتل منصب المتحدث الرسمى بإسم المسيحين فى مجال السياسة والعمل العام . ومع ذلك لاتلفت هذه المواقف النخبة الإعلامية او السياسية بل على العكس تجد تهافت المثقفين والإعلاميين على إسترضائها وغض النظر عن أخطائها. وقد فصل الأستاذ فهمى هويدى فى مقال له عن العلمانيين الذين ما إن يخرجون من كنيسة إلا ليدخلوا أخرى. بل و تتباهى هذه النخبة بعلاقتها بالكنيسة وتتبرأ أى تبرأ من شبهة التعامل مع الإسلاميين. ومن المفارقات أن المؤسسة الكنسية لم تخفى يوما دعمها للرئيس المخلوع و توريث الإبن ودعمه بكل ما أوتيت من قوة حتى آخر يوم. ولم نسمع إلى اليوم أى ندم أو إعتذار. بل العكس هو الصحيح فقد إستغلت الكنيسة الثورة ورغبة الحكومة لإسترضاء كافة القوى للفوز بمطالب فئوية ضيقة كالإفراج عن قس أدين بالتزوير بحكم قضائى نهائى.وإستغلت حالة الفراغ الأمنى فقامت بتوسعات غير قانونية لأديرة وكنائس مختلفة وعندما تصدى لها الجيش قابلته بالعداء وإدعاء الشهادة و أقامت الدنيا ولم تقعدها وإتهمت الجيش بالتحالف مع الإخوان و وهى تهمة جديدة فى الحياة السياسية المصرية. إن أكبر حاضنة لتفريخ التوتر الطائفى هى المحاباة لطائفة معينة بدعوى الإضطهاد وممارسة الضغط بدعوى مراعاة الآخر أو مايسمى بديكتاتورية الأقلية. إن تنزيل الكنيسة والمسيحيين منزلة إستثنائية فى الحياة السياسية والإعلام المصرى تجعلنا نقارن بينها وبين مكانة الطائفة اليهودية فى الإعلام والسياسة الغربية. والعقلاء من المسيحيين قبل المسلمين يعلمون أن هذا أكبر ضرر على المسيحين ومستقبل التعايش السلمى مع المسلمين . وإستمرار هذه السياسة تمثل إستفزازا عاليا يولد غضب مكتوم يسرى فى الوعى المصرى ويتم تداوله فى أحاديث خفية . والحل فى رأى أن نكون على قدر الجو الديمقراطى الجديد ونفتح هذه القضايا للنقاش الصريح بدون حساسيات حتى يتسنى لنا تجنبها فى المستقبل وإلا ستتحول كل إنتخابات قادمة إلى منافسة طائفية معلوم مقدما من الرابح ومن الخسران فيها.
__________________
|
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية (Tags) |
مصر, الاقليه, دكتاتورية |
|
|