الغدر بأوائل الأزهر

[المستشار الفنى]

الغدر بأوائل خريجي الأزهر



الاحد 19 يونيه 2011 9:40:01 م

معتصم راشد

التقيت بهم بطريق الصدفة , كنت أغادر واحدة من جلسات حوار الوفاق القومى , فأستوقفنى هذا العدد الهائل من خيرة شباب مصر , أنهم أوائل جامعة الأزهر الشريف !! الذين يفترشون الأرض .

هالنى ما سمعت منهم !! إستشهدوا بمسئولين حاليين , وتحدوا أن تكون معلوماتهم خاطئة , ورئيس مجلس الوزراء لا يستمع إليهم فى حين أن سكان شارع القصر العينى إستمع إلى طلباتهم وتعاطف معهم .

أوائل جامعة الأزهر الشريف فى الشارع يطالبون بحقهم الطبيعى , بعد ثورة 25 يناير , يطالبون بالتعيين , والجامعة ترفض !! بل وأن فضيلة الأمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف رفض تعيينهم وهو رئيساً للجامعة !!

هنا , أشير إلى أن الدرجات التى سيتم التعيين عليها متوفرة , إلا أن الجامعة تقول أنها ليست فى حاجة لتعيين معيدين , إستناداً لمعايير علمية تتعلق بنسبة أعضاء هيئة التدريس منسوبة لعدد الطلاب . وهنا يلزم أن أشير إلى أن الدراسات لا تستند لأى معلومات صحيحة , بل أعدت بحرفية لتثبيت صحة إدعاءات الجامعة العريقة , وأصبحت الجامعة خصماً وحكماً فى آن واحد !!

وفى الوقت الذى ترفض فيه الجامعة تعيين الأوائل تقوم بتعيين واحداً من الذين لا علاقة له بالأوائل من قريب أو بعيد !! بالله أى منطق هذا ؟!
ما يحدث يحتاج وقفة من خلال لجنة ( محايدة ) , والبداية أن نستمع لرأى ( الأوائل ) الذين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء فى وقت تخيلوا فيه أن ثورة 25 يناير قد قامت لترد لهم حقوقهم المسلوبة .

أما فضيلة الأمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف , فله منا كل التقدير والاحترام كرمز , إلا إننى أتسآل عن الجهة التى رشحته لتولى هذا المنصب ؟ وهل تناسينا مواقف فضيلته أبان تولية رئاسة جامعة الأزهر ؟ وهل تناسينا ما فعله بالطلاب الذين أيدوا حق النضال الوطنى الفلسطينى ؟ وهل تناسينا رفضه قبول بعضاً من الطلاب فى المدينة الجامعية إستجابة لتقارير جهاز مباحث أمن الدولة المنحل . وإن كنت لازلت أرى أن الذى حدث مجرد تغيير وإحلال للافته المسمى !! الضباط هم ذات الضباط والمخبرين هم ذات المخبرين !! ونتحدث عن التغيير !!

سادتى ..

أناشدكم أن تضموا صوتكم لصوتى لنناشد رئيس مجلس الوزراء , بإعتباره الوزير السياسى المنوط به شئون الأزهر الشريف أن يضع حلاً ( ثورياً ) لمشكلة أوائل الأزهر الشريف , ولنطالبه بالشفافية المطلقة فى التعامل مع هذه الأزمة , خاصةً مع وجود درجات تسمح بالتعيين لهؤلاء الأوائل . ولنطالب بإحالة كل من يثبت تلاعبه وتدليسه فى هذه القضية , لأن الذى يتلاعب ويدلس داخل محراب العلم , يجب أن يجتز منه فوراً , لأنه لا يؤتمن على مصائر الطلاب وبالتالى فهو خائن لتراب هذا الوطن .

إذا كان هذا حال جامعة الأزهر الشريف , فنحن نطلب رئيس مجلس الوزراء أن ينفض التراب عنها ليضع الأمور فى نصابها الصحيح ولتعود جامعة الأزهر الشريف كسابق عهدها منارة الثقافة والعلوم فى أنحاء المعمورة .

فى إعتقادى أننا مطالبون ـ اليوم ـ بحل إشكالية أوائل جامعة الأزهر الشريف , قبل أن نقيم الإحتفالات ونهلل لجامعة ( أحمد زويل ) !! والتى سبق وأن أوضحت رأيى فيها فى مقال سابق .

نحن نعانى من أزمة ضمائر , وما أحوجنا اليوم للعلاج النفسى فى مواقع كثيرة , ولتكن البداية إصلاح جامعة الأزهر الشريف ومحاسبة كل من يثبت تورطه فى هذه الفضيحة , التى ترقى لمستوى الجريمة لأنها تتعلق بمستقبل أجيال نعدها للمستقبل .

إنها دعوة , أرجو أن تجد صدى لدى رئيس مجلس الوزراء الوزير السياسى المسئول عن الأزهر الشريف , ولا مانع من حشد الكاميرات لتصوير إتخاذ قرار الإصلاح وإعادة الحقوق لأصحابها .

معتصم راشد

الرابط / http://www.elbashayer.com/news-142880.html