#1
|
||||
|
||||
![]()
كثرة الشكوى من آفات اللسان ..... اللهم اهدنا و إياكم
د. عمر عبدالكافي آفة خطيرة تعصف بكثير منا وهي كثرة الشكوى، تجلس مع أي إنسان رجلاً كان أم امرأة صغيراً كان أم كبيراً وتقول له كيف حالك يا فلان وإذا به سبحان الله وكأنه ينتظر السؤال، الزوج يشكو من زوجته، والزوجة تشكو من زوجها وأولادها، والأبناء يشكون من عدم فهم الآباء لهم، وعدم تفرغ الأب للجلوس معهم، والأم تشكو أن الرجل مقصر في كذا وكذا والبنت لا تذاكر دروسها ولا تحترم أمها ولا تجل أباها إلى غير هذا.وإذا سألت صاحب العمل كيف حالك يقول: والله يا أخي العمال متعبين والموظفين لا يتقون الله رب العالمين، وكذلك الحال إذا سألت من يعمل عنده عن رئيسه أو مديره في العمل، سبحان الله! الكل يشكوا من الكل.وإن لم يجد الإنسان ما يشكوا منه ربما يشكوا من الطقس ومن الجو، هذا يوم شديد الحرارة، هذا يوم شديد الرطوبة، وكأن للأسف الشديد الشكوى صارت ملازمه لكثير منا، لماذا تكثر الشكوى؟ لأن الرضى عندما يتبخر من قلب العبد، البديل أن تحل الشكوى محله، يعني إذا تبخر الرضى وقل، قلت جرعة الرضى وقل الشعور بالرضى في قلب الإنسان المسلم، كثرت شكواه، يعني الإنسان لما يستقرأ التاريخ ويرى كيف كان صحابة الحبيب صلى الله عليه وسلم والتابعون وتابع التابعين رضوان الله عليهم جميعا، ما كان أحد منهم يشكوا إلا إلى الله سبحانه وتعالى، لماذا اختفت الشكوى من ألسنتهم ولماذا ابتلينا نحن بهذه الكارثة أو بهذه الآفة؟ ........ أولاً: المسلم لو فقه حقيقة الرضى لتبخرت الشكوى من عنده، وتلاشت الشكوى من فوق لسانه، يعني العبد عندما يفقه قضية الرضى يرضى بأمرين: · يرضى بما يأمره الله به. · ويرضى بما يقدره ربه عليه.
__________________
الأستاذ / مكرم النبراوي مدرس اللغة الإنجليزية |
العلامات المرجعية |
|
|