|
أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() ذِكْرَى سُقُوطِ الخِلاَفَةِ الإِسْلاَمِيَّة (وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ، وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) . ( تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ، فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ، ثم يكون ملكا عاضا ، فيكون ما شاء الله أن يكون ثم يرفعه الله إذا شاء أن يرفعه ، ثم يكون ملكا جبريا ، فيكون ما شاء الله أن يكون ثم يرفعـه إذا شاء أن يرفعه ، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم سكت ) رواه أحمد وغيره . كان يوم 3 مارس 1924م الموافق السابع والعشرين من شهر رجب لسنة 1342هـ، ذكرى سقوط الخلافة الإسلاميّة ذلك الحدث الأخطـر في الإسلام وحياة المسلمين ، بعد أن اتصلت حلقاتها ثلاثة عشر قرنا ونصف القرن ، وكانت الخلافة هي الحضْن الذي يلمّ شمـل المسلمين ، ويجمعهم في أقدس رابطة تحُيط بهم من وراءهم ، وهي رابطة الإسلام والإيمان ، وكانت هـي القلعة التي تحميهم وتحمي شريعتهم ، كما كانـت هـي اللواء الذي يلتفّون حوله إذا دهمتهم الأخطار ، ، وأعظم وأهـم ماكانت ظلالها الوافرة تلقيه على أمّتنا أمران : أحدهما : الإبقاء على الهويّـة التي تميّـز أمّتنـا ، بمكوّناتها الثلاث : الجامع والإنتماء الملِّييْن لا الوطنييْن ، والشريعة الإسلامية الحاكمة والدولة القائمة على الشريعة المستمدة سلطتها منها ، والنظام السياسي المنبثق من الإسلام ، ، الإبقاء على هذه الهويّة حيّة وقّادة في نفوس المسلمين . ، الثاني : أنها كانت رمز القوّة الضاربة المستعلية بالإسلام ، ومظهـر الشوكة الغالبة المعزّة للدين ، فكانت الأمّة تعتـزّ بأساطيل الجهاد التي تحمي الملّة الإسلامية، والشعوب المحمّدية ، وتبقي حدودها مهابة الجانب . ، وكان الخليفة رمـزا شرعيا يربط بين الهوية ، والنظام السياسي ، ربطا وثيقا ، بكلّ ما يعطيه هذا الربط من آثار عظيمة على الأمّة . ولهذا فقد نزل سقوط الخلافة على الأمة الإسلامية نزول الصاعقة ، فلاجـرم عبَّر شوقي عمّا في نفسه ، من هوْل هذه الحدث الجلل ، بهذه الأبيات التي سارت بها الركبانوهي صدمةٌ أي صدمةٍ وفاجعةٌ أي فاجعةٍ، وصدق في ذلك قول شوقي أمير الشعراء .. ضَجَّتْ عليكِ مـآذنٌ ومنابرٌ *** وبَكتْ عليـكِ ممالـكٌ ونـَواحِ الهـندُ والهــةٌ ومصرُ حـزينة ٌ *** تَبْكي عليكِ بمَدمَـعٍ سَحّاحِ والشّامُ تسْألُ والعِراقُ وفَارسٌ *** أَمَحَـا من الأرضِ الخلافـةَ ماحِ؟ وكانت مصـر ـ بعد تركيا ـ قلب الأمّة ، ومنبرها الثقافي ، وثقلها السياسي ، فدخلت قوات الإحتلال البريطاني إثر سقوط الخلافة ،وبعدما أعلنت بريطانيا زوال سيادة تركيا على مصر بتاريخ 18 ديسمبر 1914م ، وأطلقـت الجيوش البريطانية الأحكام العرفية ، ووضعت الصحف تحت الرقابة ، وكممت الأفواه ، ثم أتسع الخطـر وانتشـر إلى أصقاع الإسـلام ، وشرع الغرب في إعلان حرب مفتوحة على الحضارة الإسلامية منذ ذلك الحين ، إلى يومنـا هذا . وانتشر السخط الممزوج بالحزن والأسى والألم ، في نفوس الأمّـة ، فلأوَّل مرة في تاريخها يستمد سلطان في بلاد الإسلام ولايته من سلطة نصرانية ، بعدما كان يستمدها من الخليفة ، إذْ قبل سلطان مصر حسين كامل منصبه من القائم بأعمال الوكالة البريطانية ، بعد أن كان الخديويون يرتقون العرش بفرمان سلطاني يحمله مندوب خاص من خليفة المسلمين . ثم زاد السخط والغضب بين المسلمين عامّة ، و المصريين خاصّة ، بعـدما اتخـذ البريطانيون مصـر مركزا للقواعد الشرقية ، لإدارة الهجمات على الخلافة الإسلامية ، وتحطيـم الأمّة ، وتمزيق حضارتها ، وجعلوا القاهرة مركز الأنشطة الجاسوسية . وقُمع هذا الغضب بالحديد والنار ، ثـمّ سَخَّـرت بريطانيا ـ كما تفعل أمريكا هذه الأيام ـ لتمرير غزوها الصليبي الغازي لبلاد الإسلام سخـرت إمكانيات بلاد الإسلام نفسها ، وثرواتـه ، وجهود أبناءه ، وأقلام وعقول المرتزقة منهم ، وحتى فتاوى علماء الشريعة المنافقين ، وذلك لإنجاح مخططها الصليبي ، فوقع العالم الإسلامي ـ ولأوّل مرة في تاريخ بهذه الصورة الشاملة ـ تحت إحتلال نصراني صليبي غربي ، يملك من وسائل المكر ، ومُكْنة التخطيط ، وأسباب القوة ، ما تزول به الجبال الرواسي ، وكان يعمل بكلّ ما أُوتي من قوّة لتحقيق ثلاثة أهداف خطيرة : تعطيل الشريعة الحاكمة ، وتغييب الثقافة الإسلامية الموجّهة للمجتمع ، واستبدال التغريب بهمـا. وأخطره : التغريب السياسي ، الذي أحلّ مفهوم الدولة العلمانيـّة ، محلّ الدولة الشرعية ، والنظام السياسي اللاّديني ، محلّ النظام السياسي الإسلامي ، حيث جعل في صميم هذه النظام السياسي اللاّديني ، أنّ الدعوة إلى إعادة الخلافة ، يناقض كيان الدولة العلمانية نفسها ، فكانت هذه الدعـوة الراشدة لعودة الخلافة ، من أعظم الجرائم السياسية في الدساتير العربية !! ثم التغريب الإجتماعي ، والأخلاقي ..إلخ الهدف الثاني :تقطيع أوصال الأمة وتمزيق رابطتها الإسلامية الجامعة. الهدف الثالث :تجريدها من أسباب القوة العسكرية ، والإقتصادية . وقـد نجح في مخططه إلى مدى بعيـد ، وزاد أن إستطاع أن يزرع في وسط العالم الإسلامي أشـدّ الناس عدواةً للإسلام اليهود ، في كيان صهيوني غاصب ، فتحالف معه ، وحماه ، ووظفّـه لضمان بقاء العالم الإسلامي في حالة إنشغال داخلي عن نهضته الكبرى . هذا ولازالت الأمّـة تعيش التداعيات الخطيرة لسقوط الخلافة ، فكلّ ما يصيبها اليوم من مصائب وبلايا ، هـو من آثار تلك التداعيات . غير أنّه وبعد أن انطلقت جذوة الجهاد الإسلامي الذي جعل أعظم أهدافه إعادة نظام الخلافة الإسلامية ، وبارك الله في هذا الجهاد حتى ملأ الأرض من خيراته وبركاته ، وأقبل الله تعالى بقلوب الرجال إليه ، وجمع روح الأمّة عليه ، فتمكنت في أرض الإسلام جذوره ، واضطرم في الشعوب الإسلامية اضطرام النار شعوره ، انبثق ضوء الأمـل من جديد ، وعاد إلى الأمّـة التفاؤل بالنصر المشيد ، وتطلعت إلى عودة مجدها بقيادة أئمـة العلم والجهاد ، الواثقين بنصر الله تعالى ، المؤمنين بصدق وعده ، السائرين في طريق الرشاد والسداد. وقريبا بإذن الله تعالى ، ترى حضارتنا نفسها وقد اجتمعت فيها من أسباب القوة أعظمها وأسناها ، وارتقت مراقيَ العزَّة إلى أعلاها ، وعادت تقتدي أخراها بأولاها . ونسأل الله تعالى أن يرينا عودة الخلافة الإسلامية ، واجتماع الملَّة المحمدية ، أمّة واحدة حاكمة بشريعتها الخالدة ، قابضة على صولجان الجهاد بعزم المؤمنين ، قائمة على هداية الأمة ببصيرة المستبصرين ، بعـزّ عزيز ، أو بذلّ ذليل آمين ،
__________________
اللهم انك عفو كريم تحب العفو فاعفو عنا
|
العلامات المرجعية |
|
|