|
الأدب العربي قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباء قديمًا وحديثًا |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]()
من أمراض القلوب
سوء الظن احترس من سوء الظن 1- يدمر علاقاتك بالناس : سوء الظن كالقنبلة التي تنفجر فتدمر كل جميل في الوجود ، لا تعترف بزرع أو زهر أو بستان , أو طائر وديع أو حيوان أليف أو إنسان رحيم . سوء الظن كاللغم إذا انفجر ، يخدعك باختفائه ، وتصدم بإهلاكه , حين لا يكون إعتبار لصغير أو كبير ، لإمرأة أو رجل ، لشيخ أو شاب . سوء الظن القنبلة أو اللغم ، هو الذي يدمر العلاقات بين الأفراد ، ويفجر الصلات بين المجتمع ، ويفكك الروابط بين العائلات ، ويجفف العواطف بين الناس ، يقول تعالي : ( قل أعوذ برب الناس ، ملك الناس ، إله الناس ، من شر الوسواس الخناس ، الذي يوسوس في صدور الناس ، من الجنة والناس ) سورة الناس 2- يدمر علاقاتك بأسرتك : الحنان والدفء الأسري ، جو من أجمل أجواء الوجود ، فالحب الأسري يرفرف في جنبات البيوت ، لا تسمع إلا الكلمة الطيبة المشجعة الدافعة ، ولا ترى إلا البسمة الحانية الدافئة , ولا تشعر إلا بالبهجة المنشطة الباعثة للحياة ، ولا تحس إلا باللمسة العاطفة الرائقة , التي تهز الوجدان والكيان ، ولا تبصر إلا بقلب يخفق من أخلاق عالية كريمة . كل هذه الأجواء سرعان ما يسري السمّ القاتل في جنباتها ، حينما يسيطر سوء الظن علي النفوس ، وتمتلأ به الصدور ، وتفسد به القلوب . فكم من زوجة عانت من زوجها ! وكم من زوج تألم من زوجته ! وكم من أبناء ضاقوا بآبائهم ! وكم من آباء تحسروا علي أبنائهم ! وهل تستمر علاقات أسرية ، تقوم علي المعاناة والألم والضيق والحسرة ؟ 3- يدمر علاقاتك بالمجتمع : وهذه دائرة أوسع ولكنها ترجمة لحياتك اليومية ، فأصدقاؤك هم حياتك ، فلماذا تقتل هذه الحياة بسوء الظن بهم ؟! وزملاؤك في العمل هم جزء من حياتك اليومية , فلماذا تصيبها بالشلل حينما يكون التعامل معهم بسوء الظن ؟! وجيرانك هم سرّ من أسرار حياتك , فلماذا تخنقها بيدك حين تتعايش معهم بسوء الظن ؟! 4- تأمل هذه الصورة القرآنية : يقول تعالى : ( همّاز مشّاء بنميم مناع للخير معتد أثيم ) لقد تأملت هذه الصورة القرآنية في مظاهرها ، وتعمقت فيما رسمه الله من أشكال هذه الصورة , في السلوك مع الناس والمجتمع والأسر . فقد تجمعت فيها عدة مظاهر : - تلفيق الأكاذيب - تزوير الأخبار - تضييع الحقوق - صد عن الحق - ظلم الآخرين فتساءلت في نفسي : ما سبب سوء الظن الذي أتي بهذه النتائج المسيئة في المجتمعات ؟ إذا كان سوء الظن ، قد أتى بكل هذه المظاهر والأشكال ، فلا بد أن يكون سببه هو مرض عضال من الأمراض المستعصية ، التي لا علاج لها بسهولة ، فأدركت علي الفور : ( أنه الهوى ) ففي شدة حادثة الإفك في المجتمع النبوي ، تأتي الآيات من السماء تؤكد على السبب الذي دفعهم لسوء الظن ، فيقول تعالى ![]() وفي مجتمعاتنا كم من حادثات يجمعها الإفك ، ويحركها الهوي ، ويصنعها سوء الظن ، وإليك هذه المشاهد التي نعيشها ونراها ويلمسها المتأملون : - مجالس القيل و القال والخوض فيما لا يفيد وقد قال الحكماء في ذلك : عدم الخوض في كلام لا ينبني عليه عمل فإنه من التكلف الذي نهينا عنه شرعاً . والعجيب أن هذه المجالس قد يقدمها أصحابها باسم التربية أو التوظيف أو ترقية بعض الأشخاص , أو لدواعي الأمن ، فقد تتعدد المبررات وسوء الظن واحد . - انتقال الحديث دون وعي أو تثبت ، وهذا مشهد آخر يعكر الأجواء الصافية ، ويكدر الأوقات الحالمة , ويزهق القلوب الطاهرة ، فما الذي يجعل الانسان ينقل كلاما عن الآخرين دون وعي به ، أو تحقق منه ، أو تثبت له ؟!! ألا تتفق معي في أنه سوء الظن المنطلق من هوى النفس !! - فإذا سألت عن الأدلة ، كان القول الجاهز : ( قالوا لنا ، أو سمعنا به ، أو صل الينا ، أو جاءنا من ثقة ) - لقد قيل لأحد السلف حينما سأل : وما دليك ؟ فقال : جاءني من ثقة فرد عليه : الثقة لا يبلغ . فما إذن الداعي وما الدافع ، لهذا القول الجاهز ، ولا يقدم دليلا واحداً لإثبات ما يقول أو يخبر به ؟ إنه سوء الظن الذي صنعه الهوى في النفس ؟! 5- أعراض وعلاج فإن سأل سائل كريم عن أعراض سوء الظن ، قلنا له هو ما تراه من أقوال وأفعال تفضح المرضى ، وإن أظهروا عافيتهم وابتعادهم عن سوء الظن . تراها في : - التجسس - كشف العورات - الاتهامات الظالمة - الأحوال المضطربة - البخل والحرص - الكذب والجبن يقول تعالى : ( يا أيها الذين أمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ) لماذا يأمرنا الله تعالى باجتناب الكثير من الظن ؟ حتي نمنع القليل ، فهل أدركنا هذا المعنى ؟ وهل تأملنا النتيجة حينما نجتنب الكثير فنمنع القليل ، من أجل أن يختفي سوء الظن بيننا ، وحتي ندرك أن الله يعالجنا وهو أعلم بنا ، ( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ) . ولذلك شدد النبي صلى الله عليه وسلم ، وحذر الحبيب أحبابه وأصحابه من سوء الظن فقال : ( اياكم والظن , فإن الظن أكذب الحديث ) ولكي تختفي هذه الأعراض ، أوضح الله لنا العلاج ، في أكمل صورة ، وأيسر سلوك ، فقال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ) منقول . |
#2
|
||||
|
||||
![]()
__________________
|
#3
|
|||
|
|||
![]()
جزاكم الله خيراً على المرور .
|
![]() |
العلامات المرجعية |
|
|