#1
|
|||
|
|||
![]()
«قف للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا» هذا القول المأثور الذي حفظناه عن ظهر قلب منذ نعومة أظافرنا وكنا ننظر للمعلم علي أنه رسول بما تعنيه الكلمة.. لانه يحمل أنبل وأعظم أمانة وهي العلم الطريق إلي التقدم والرقي وبناء الشعوب والأوطان ويجب أن نكون متيقنين أنه اذا كان المعلم في بلدنا في مكانته
التي يستحقها والتي يجب أن نوفرها لها ضمنا تقدم مصرنا.. تقدم بلدنا الذي هو الآن علي المحك ولكن من ينظر إلي حال معلمي بلدي بتعقل.. وما وصلوا إليه من ترد في الحال.. وفي المستوي التعليمي.. وتلك الرواتب المخزية التي يحصلون عليها.. والتي تدفعهم بدون أدني شك إلي مد أيديهم إلي تلاميذهم وطلب الحسنة والمعونة منهم، ذلك في صورة الدروس الخصوصية، تلك الآفة التي أبتُليت بها مصر ذلك بفضل إنجازات العهد البائد.. فعندما نعلم أن راتب رسول العلم لا يصل إلي 500 جنيه الا نصاب بالجنون.. كيف هذا؟ ولماذا لا ننتبه إلي أن هذا مدمر ليس للمدرسين ولكن لأبنائنا لبلدنا لمستقبلنا.. فإذا فسد المعلم فسدت أجيال بأكملها، وكلنا نعلم حال مدارسنا وصل إلي أين ويجب ألا نضع رؤوسنا في الرمال فالطلبة الآن هم الذين يسيطرون علي معلميهم وهم أصحاب الكلمة العليا.. لأنهم أصحاب الأموال التي تضخ في جيوب المدرسين فكيف يمكن أن نحلم بمستقبل أفضل لمصر في هذا المناخ.. ونحن مقدمون كل عام دراسي جديد لماذا لا نفكر من الآن ولو مجرد تفكير في حل مشكلة رواتب المدرسين؟ ولماذا ندفعهم دفعاً إلي الاحتجاج ومد اليد ووضع الجداول من الآن للدروس الخصوصية.. والتربيط مع التلاميذ وشراء الود حتي يضمن كل منهم عددا لا بأس به من الزبائن يدرون عليه قدراً من الأموال كي يستطيع أن يحيا حياة كريمة بين أبناء المجتمع.. كي يستطيع أن ينفق علي بيته وأولاده وهو له ألف عذر في ذلك لأن حكوماتنا المتعاقبة علي مر السنوات الطويلة الماضية كانت تنظر إلي المعلمين علي أنهم موظفين من الدرجة الثانية بل الثالثة.. فظلوا يعانون ويتظلمون ويقدمون شكاواهم إلي كل باب وكل مسئول ولكن كل المدرسون علي حالهم حتي بعد تطبيق الكادر الذي سئمنا الكلام والكتابة عنه عقب اختبارات مهينة لهم.. وبعد كل ذلك لم يتحسن حالهم.. ولم تتعد رواتبهم ثمن ثلاثة كيلو من اللحوم.. وما زالوا يعانون ويتألمون.. وحتي عقب الثورة التي غيرت نظاما فاسدا ولكنها لم تغير سياسة الدولة حتي الان عقب ما يقرب من ثمانية أشهر.. لم نسمع أو نقرأ.. حتي مجرد وعود بتحسين رواتب هؤلاء .. فكيف لنا أن نحلم كآباء وآمهات بمستقبل تعليمي راق لأولادنا.. وكيف نجرأ أن نلوم هؤلاء المعلمين علي مساومة ابنائنا لاعطائهم هذا الدواء وهو الدروس الخصوصية التي لا بديل عنها.. فهم مضطرون ونحن أيضاً مضطرون.. هم يسعون إلي تحسين أوضاعهم وهذا حقهم ونحن نحلم بمستقبل باهر لفلذات أكبادنا فنتمني علي حكومة الدكتور شرف وعلي الوزير الانسان أحمد جمال الدين أن يتفرغا ولو قليلا ويبحثا أحوال المعلمين وفوراً.. وأن يحاولا بقدر الإمكان رفع معاناتهم وتخفيف آلامهم ووضع حد لأنينهم حتي لا نفاجأ مع بداية العام باعتصامات واحتجاجات وامتناع عن العمل والخاسر في النهاية هو مستقبل مصر عقول مصر أرجوكم تحركوا الان حتي لا نكون كعادتنا دائما لا نتحرك إلا بعد فوات الأوان.
__________________
![]() |
العلامات المرجعية |
|
|