اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > حي على الفلاح

حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-01-2011, 02:56 PM
Specialist hossam Specialist hossam غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
العمر: 36
المشاركات: 1,933
معدل تقييم المستوى: 16
Specialist hossam is on a distinguished road
افتراضي العقيدة الصحيحة

إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا
من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله - صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً
أما بعد
فإن الدعوة السلفية
هى المتمسكة بالكتاب والسنة على فهم السلف الصالح
ودعاتها يأخذون علمهم عن أئمة الدعوة السلفية
فى كل عصر
ويتتلمذون على أيدي العلماء الربانيين
وكل دعوة لم تقم على هذا الأساس
فهى دعوة منحرفة عن طريق الحق والصواب بقدر ما تركت.



تعريف السلفية

لغة

قال ابن منظور
"والسلف من تقدمك من آبائك وذوى قرابتك الذين هم فوقك فى السن والفضل

ومنه قول الرسول صلى الله عليه وسلم لابنته فاطمة الزهراء رضى الله عنها
" فإنه نعم السلف أنا لك " رواه مسلم.

اصطلاحاً

قال القلشانى


السلف الصالح، وهو الصدر الأول الراسخون فى العلم،
المهتدون بهدي النبى صلى الله عليه وسلم،
الحافظون لسنته، اختارهم الله تعالى لصحبة نبيه، وانتخبهم لإقامة دينه،
ورضيهم أئمة للأمة، وجاهدوا فى سبيل الله حق جهاده،
وأفرغوا فى نصح الأمة ونفعهم، وبذلوا فى مرضاة الله أنفسهم.
قال تعالى: { وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْه} (التوبة:الآية100)

وقال السمعاني (ت 562) في الأنساب (3/273)

"السلفي؛ بفتح السين واللام وفي آخرها فاء
هذه النسبة إلى السلف، وانتحال مذاهبهم على ما سعمت منهم "

وقال الإمام الذهبي قال في ترجمة:
الحافظ أحمد بن محمد المعروف بـ أبي طاهر السلفي:
"السلفي بفتحتين وهو من كان على مذهب السلف"
سير أعلام النبلاء (21/6



الانتساب إلى السلف





الانتساب إلى السلف فخر وأي فخر وشرف ناهيك به من شرف،
فلفظ السلفية أو السلفي لا يطلق عند علماء السنة والجماعة إلا على سبيل المدح.

والسلفية رسم شرعي أصيل يرادف
{أهل السنة والجماعة}
و {أهل السنة }
و{أهل الجماعة} ،
و{أهل الأثر}
و {أهل الحديث}
و {الفرقة الناجية}
و{الطائفة المنصورة}
و{أهل الاتباع}.

قال الإمام الذهبي :"فالذي يحتاج إليه الحافظ أن يكون تقيا ذكيا نحويا لغويا زكيا حييا سلفيا"
السير (13/380)وقد حكى الإجماع على على صحة الانتساب إلى السلف:


شيخ الإسلام ابن تيميه ـ رحمه الله ـ في الفتاوى : (1/149) في رده على قول العز بن عبدالسلام :".. والآخر يتستر بمذهب السلف":
( ولا عيب على من أظهر مذهب السلف وانتسب إليه واعتزى إليه،
بل يجب قبول ذلك منه بالاتفاق؛فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقاً، فإن كان موافقاً له باطناً وظاهراً،فهو بمنزلة المؤمن الذي هو على الحق باطناً وظاهراً،
وإن كان موافقاً له في الظاهر فقط دون الباطن فهو بمنزلة المنافق ،فتقبل منه علانيته وتوكل سريرته إلى الله،فإنا لم نؤمر أن ننقب عن قلوب الناس ولا نشق بطونهم).

وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة رقم {1361} {1/165} :
س: ما هي السلفية وما رأيكم فيها ؟

ج :السلفية نسبة إلى السلف
والسلف هم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأئمة الهدى من أهل القرون الثلاثة الأولى {رضي الله عنهم}الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخير في قوله:{خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يجئ أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته}رواه الإمام أحمد في مسنده والبخاري ومسلم،والسلفيون جمع سلفي نسبة إلى السلف،
وقد تقدم معناه
وهم الذين ساروا على منهاج السلف من اتباع الكتاب والسنة
والدعوة إليهما والعمل بهما فكانوا بذلك أهل السنة والجماعة.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم".

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء

عضو:عبدالله بن قعود، رحمه الله
عضو:عبدالله بن غديان، حفظه الله
نائب رئيس اللجنة:عبدالرزاق عفيفي، رحمه الله
الرئيس:عبدالعزيز بن باز رحمه الله


ويقول محدث العصر الإمام الألباني - رحمه الله

هناك من مدعي العلم من ينكر هذه النسبة زاعماً أن لا أصل لها! فيقول:{لايجوز للمسلم أن يقول : أنا سلفي وكأنه يقول :
{لا يجوز أن يقول مسلم: أنا متبع للسلف الصالح فيما كانوا عليه من عقيدة وعبادة وسلوك} .

لا شك أن مثل هذا الإنكار ـ لو كان يعنيه ـ يلزم منه التبرؤ من الإسلام الصحيح الذي كان عليه سلفنا الصالح،وعلى رأسهم النبي صلى الله عليه وسلم

كما يشير الحديث المتواتر الذي في الصحيحين وغيرهما عنه صلى الله عليه وسلم
"خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم"

فلا يجوز لمسلم أن يتبرأ من الانتساب إلى السلف الصالح ، بينما لو تبرأ من أية نسبة أخرى لم يمكن لأحد من أهل العلم أن ينسبه إلى كفر أو فسوق



والذي ينكر هذه التسمية نفسه، ترى ألا ينتسب إلى مذهب من المذاهب ؟! سواء أكان هذا المذهب متعلقاً بالعقيدة أو بالفقه ؟


فهو إما أن يكون أشعرياً أو ماتريدياً، وإما أن يكون من أهل الحديث أو حنفياً أو شافعياً أو مالكياً أو حنبلياً؛

مما يدخل في مسمى أهل السنة والجماعة،

مع أن الذي ينتسب إلى المذهب الأشعري أو المذاهب الأربعة،

فهو ينتسب إلى أشخاص غير معصومين بلا شك،

وإن كان منهم العلماء الذين يصيبون،


فليت شعري هلا أنكر مثل هذه الانتسابات إلى الأفراد غير المعصومين ؟


وأما الذي ينتسب إلى السلف الصالح، فإنه ينتسب إلى العصمة ـ على وجه العموم

وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم من علامات الفرقة الناجية

أنها تتمسك بما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه أصحابه .

فمن تمسك به كان يقيناً على هدى من ربه ...ولا شك أن التسمية الواضحة الجلية المميزة البينة هي أن نقول :


أنا مسلم على الكتاب والسنة وعلى منهج سلفنا الصالح،وهي أن تقول باختصار : {أنا سلفي}

"

.
[مجلة الأصالة العدد التاسع ص 86 ـ87 ]



السلفية مع العلم والعلماء



قال ابن القيم رحمه الله عن العلماء:"
هم فقهاء الإسلام، ومن دارت الفتيا على أقوالهم بين الأنام خصوا باستنباط الأحكام، وعنوا بضبط قواعد الحلال من الحرام"

ومما يعرف به العالم شهادة مشايخه له بالعلم،
فقد دأب علماء المسلمين من سلف هذه الأمة، ومن تبعهم بإحسان على توريث علومهم لتلامذتهم،الذين يتبؤون من بعدهم منازلهم، وتصبح لهم الريادة والإمامة فى الأمة،ولا يتصدر هؤلاء التلاميذ حتى يروا إقرار مشايخهم لهم بالعلم،
وإذنهم لهم بالتصدر والافتاء والتدريس
فهؤلاء يؤخذ عنهم العلم والتلقى، فلا يجدى الأخذ عن الكتب فقط،
بل الاقتصار فى التلقي على الأخذ من الكتب بلية من البلايا، وكذا اجتماع الشباب والطلبة على التدارس دون أخذ عن شيخ.والسلفيون يحبون علماءهم

ويجلونهم ويتأدبون معهم ويدافعون عنهم ويحسنون الظن بهم ويأخذون عنهم،وينشرون محامدهم، إلا أنهم بشر غير ممصومين،بل يجوز عليهم فى الجملة الخطأ والنسيان إلا أن ذلك لا ينقص من أقدارهم، ولا يُسوِّغ ترك الأخذ عنهم.


السلفية والفتوى



اقتداءً بالصحابة الكرام – رضى الله عنهم -
فقد كانوا يتدافعون الفتيا، لعلمهم بخطر القول على الله بغير علم
فهم يتورعون عنها، إيثاراً للسلامة، وخوفاً من القول على الله بغير علم.



السلفية والاجتهاد


الاجتهاد نعمة من نعم الله على المسلمين، وتسهيل لهم لتبيين الحكم الشرعي فى مسائل عصرية لم تر فيها نص لا من كتاب ولا من سنة، فيحكم العالم باجتهاده فى هذه المسألة

"باب الاجتهاد و سيبقى مفتوحاً لمن يسره الله له
لقوله صلى الله عليه وسلم:
" إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها "

الحديث صحيح أخرجه أبو داود والحاكم والبيهقي.


السلفية والتقليد






إن مذهب إمام من أئمة السلف أو قولاً له، لا يعد ديناً للأمة، ولا مذهباً لها
إلا أن يقوم عليه دليل من الكتاب و السنة أو إجماع متيقن.

قال ابن القيم – رحمه الله :" لا تجوز الفتوى بالتقليد لأنه ليس بعلم،
والفتوى بغير علم حرام،
ولا خلاف بين الناس أن التقليد ليس بعلم،
وأن المقلد لا يطلق عليه اسم عالم
" .


السلفية والأخلاق



هم أحسن الناس أخلاقاً وأكثرهم حلماً وسماحة وتواضعاً،
وأحرصهم دعوة إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال من طلاقة الوجه،
وإفشاء السلام، وإطعام الطعام، وكظم الغيظ، وكف الأذى عن الناس واحتماله منهم، والايثار والسعي فى قضاء الحاجات،

وبذل الجاه في الشفاعات، والتلطف بالفقراء، والتحبب إلى الجيران والأقرباء، والرفق بالطلبة واعانتهم وبرهم، وبر الوالدين والعلماء، وخفض الجناح لهما
قال تعالى: { وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ } (القلم:4) وقال صلى الله عليه وسلم: " أثقل شئ فى الميزان الخلق الحسن " صحيح رواه الإمام أحمد.



السلفية والأخبار




انطلاقاً من قوله تعالى:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} (الحجرات:6)
بخلاف الذين يسارعون فى إطلاق الأحكام،ويتهافتون على إلصاق التهم بالأبرياء، فيفسقون،
ويبدعون ويكفرون بالتهمة والظنة من غير برهان أو بينة.


السلفية والتكفير



السلفيون لا يمنعون التكفير بإطلاق، ولا يكفرون بكل ذنب، ولم يقولوا: إن تكفير المعين غير ممكن، ولم يقولوا بالتكفير بالعموم دون تحقق شروط التكفير، وانتفاء موانعه
فى حق المعين، ولم يتوقفوا فى إثبات وصف الإسلام لمن كان ظاهره التزام الإسلام،
ومن أتى بمكفر واجتمعت فيه الشروط، وانتفت فى حقه الموانع فإنهم لا يجبنون ولا يتميعون، ولا يتحرجون من تكفيره ".

السلفية وولاة الأمور




السلفيون
تمسكوا بالحق،وتعاملوا مع ولاة الأمور على وفق ما جاء في نصوص الشرع. بالسمع والطاعة، في المنشط والمكره، وفي العسر واليسر، وعلى أثرة عليهم
ما لم يؤمروا بمعصية إذ لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق،
وإنما تكون الطاعة بالمعروف.

كما أنهم يدينون بالنصيحة لولاة الأمور،
ويتعاونون معهم على البر والتقوى وإن كانوا فجاراً.

ولذلك فهم يرون إقامة الجمع والجماعات والأعياد معهم،
ويرون أن الجهاد ماض إلى قيام الساعة مع كل بر وفاجر،
ثم إنهم لا ينزعون يداً من طاعة، ولا ينازعون الأمر أهله،
كما أنهم لا يدينون بالخروج على أئمة الجور – فضلاً عن أئمة العدل –
إلا إذا رأوا كفراً بواحاً عندهم فيه من الله برهان،
وكان لديهم قوة ومنعة، ولم يترتب على الخروج مفسدة أعظم.

ثم إنهم أبعد الناس عن المدح الكاذب والإطراء القاتل الذى يورث الإعجاب بالنفس،
كما أنهم لا يرون المداهنة فى الدين، ولا يخافون فى الله لومة لائم.



السلفية والولاء والبراء



فهم يوالون على الدين،
فلا ينتصرون لأنفسهم، ولا يغضبون لها،
وإنما ولاؤهم لله ورسوله والمؤمنين،
وبراؤهم لله، ومواقفهم ثابتة لا تتبدل ولا تتغير.
قال تعالى: { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا } (المائدة:الآية55)

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله



"
وليس لأحد أن ينصب للأمة شخصاً يدعو إلى طريقته،

ويوالي ويعادي عليها،

غير النبى صلى الله عليه وسلم،

ولا ينصب لهم كلاما يوالي عليه ويعادي، غير كلام الله ورسوله،

وما اجتمعت عليه الأمة،

بل هذا من فعل أهل البدع الذين ينصبون لها شخصاً أو كلاماً

يفرقون به بين الأمة، يوالون به على ذلك الكلام أو تلك النسبة ويعادون"


ولا يحتاج المسلمون إلى عقد يكتب، أو وثيقة تختم، أو منهج يقرر فيه هذا المبدأ غير الكتاب والسنة.


فليس العمل الإسلامي

شركة أو مؤسسة أو جمعية أو لجنة ينتظر الناس الإذن بالدخول فيها، أو الموافقة عليهم أن يكونوا من مستخدميها،

فلا حاجة إلى بطاقة عضوية، أو انتساب أو ولاء لهذه الأسماء والشعارات واليافطات.


وليس لمسلم

أن يوالي على طائفة أو تجمع، أو يعادي عليها، أو يرى أن الحق ما جاء عن طائفته، والباطل في غيرها.



السلفية والبدع




السلفيون أسلم الناس وقوعاً فى البدع، ولا تكون فيهم الشركيات، أما المعاصى والكبائر فقد يقع فيها طوائف من السفليين،إلا أن هذه الأمور عندهم قليلة بالنسبة إلى غيرهم.وقد تجد من يخطئ في مسألة ما، أو يرتكب معصية من المعاصى، فهذا لا يطلق عليه مبتدعاً، بل عاصياً أو فاسقاً،وإذا وقع إنسان ببدعة، أو تلبس فيها، إما عن جهل أو تأويل، فهذا وقع فى بدعة، ولا نطلق عليه مبتدعاً.

أما من ابتدع فى دين الله عن عمد، وأقيمت عليه الحجة، وأزيلت عنه الشبهة،
وأصرّ عليها، وغلب عليه البدع
،
فهذا من أهل البدع.



قال الشيخ صالح الفوزان – حفظه الله
"
إذا أخطأ المخطئ عن تأويل،
لأن التأويل شبهة تدرأ عنه الحكم بأنه مبتدع،
ولأنه ظن أن تأويله سائغ، أو قلد من ظن أنه على حق،
فهذا يقال فى حقه أنه أخطأ، أو خالف، لا يقال: إنه مبتدع.

وهجر المبتدع لا يكون مشروعاً إلا لمقصدين:-

1. إما لتأديب المبتدع وزجر مثله عن فعله

2. وإما لخشية حصول الضرر والفتنة بمجالسته


قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
"وإن كان لا المهجور ولا غيره يرتدع بذلك،
بل يزيد الشر، والهاجر ضعيف بحيث يكون مفسدة ذلك راجحة على مصلحته، لم يشرع الهجر،
بل يكون التأليف لبعض الناس أنفع من الهجر،
ولهذا كان النبى صلى الله عليه وسلم يتألف قوماً ويهجر آخرين".


السلفية والحزبية





يرى السلفيون أن الحزبية داء عظيم، وشر مستطير، ووبال وبيل على أصحابه فى الدنيا والآخرة، والحزبية فرقت المجتمع الواحد، بل الأسرة الواحدة، وهى من أفعال المشركين، قال تعالى محذراً منها:


{ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} (الروم 31 :32 )

وقال تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} (الأنعام:159)

فهذه الفرق والأحزاب الموجودة على الساحة اليوم لا يقرها دين الإسلام،
بل ينهى عنها أشد النهى، وهى من كيد شياطين الجن والإنس لهذه الأمة، والأصل الاجتماع على عقيدة التوحيد، وعلى منهج الإسلام جماعة واحدة، و أمة واحدة ،
قال تعالى:
{ إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ} (الانبياء:92)
وقال تعالى: { وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا} (آل عمران:الآية103).

يقول الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله




"
إنَّ إنشاء أي حزب في الإسلام يخالفه بأمر كلي أو بجزئيات لا يجوز،
ويترتب عليه عدم جواز الانتماء إليه، ولنعتزل تلك الفرق كلها،
وعليه فلا يجوز الانصهار مع راية أخرى تخالف راية التوحيد بأي وجهٍ كان من وسيلة أو غايـة.
ومعاذ الله أن تكون الدعوة على سنن الإسلام مِظَلَّة يدخل تحتها أي من أهل البدع والأهواء،
فيُغَض النَّظر عن بدعهم وأهوائهم على حساب الدعوة
"
[حكم الانتماء 153] .

السلفية والعمل السرى




الدعوة السفلية، لا تعرف السرية،
بل هى دعوة واضحة فوق الأرض فى وضح النهار،
ولا تعرف السراديب السرية،
وهى دعوة لجميع الناس للسير على الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة،
فعنوانها المساجد،ودروسها فى المساجد أمام الناس، وللناس جميعاً،
فنحن فى مجتمع مسلم، وإن كان فيه بعض المنكرات والمعاصى،
لكن هذه لا تخرجه من الإسلام، حتى نرجع إلى العصر المكي.

فالتنظيم السرى هوالذى جر علينا الويلات، وجعل الفجوة تتسع بين الحكام وبين الدعاة والمصلحين، مما أتاح الفرصة للمنحرفين أن يتقربوا إلى الفئة الحاكمة ليصلوا إلى مآربهم ومقاصدهم، بل هو الذى جعل الحكومات والأمن يتوجهون بأنظارهم تجاه الدعاة بنظرة الخوف والحذر من انقلاب ما.


فعن عبد الله بن عمر – رضى الله عنهما –
قال: "جاء رجل إلى النبى صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أوصني.
قال:
"
اعبد الله ولا تشرك به شيئاً، وأقم الصلاة…
وعليك بالعلانية وإياك والسر
"

رواه ابن أبى عاصم فى السنة بإسناد جيد.

وقال عمر بن عبد العزيز – رحمه الله:
"إذا رأيت قوماً يتناجون فى دينهم بشيء دون العامة فاعلم أنهم على تأسيس ضلالة"
رواه أحمد فى الزهد.

السلفية والبيعة





لقد وردت فى البيعة آيات وأحاديث كثيرة، ولكن المتفق عليه أن البيعة المشار إليها
فى الأحاديث هى البيعة الجامعة،وهى لا تكون إلا للامام المسلم، والممكن فى الأرض الذى يقيم الخلافة الإسلامية على نفس منهاج النبوة المباركة،
وهذه تتم بعد استشارة جمهور المسلمين، واختيار أهل الحل والعقد.
أما البيعات والعهود والمواثيق التى تؤخذ من الشباب فهى غير شرعية.

قال الإمام القرطبي – رحمه الله:
"فأما إقامة إمامين أو ثلاثة فى عصر واحد وبلد واحد فلا يجوز إجماعاً"
فكل جماعة الآن لها إمام، و ما أكثر الجماعات، وما أكثر الأئمة.


السلفية والعمل الجماعي




السلفيون
من دعاة العمل الجماعي – بمفهومه الشرعي
- أما العمل الجماعي الحزبي-
فهذا مرفوض جملة وتفصيلا،
فالمفهوم الشرعي للعمل الجماعي
هو التعاون على البر والتقوى، فلا حرج لو قامت جماعة متخصصة فى التوحيد، وأخرى فى الحديث، وثالثة فى الفقه، ورابعة فى التفسير،...،...،
والكل يدعو فى تخصصه لكن بشرط أن تكون هذه الجماعات
تحت إمام واحد إن وجد،
وأن تكون على عقيدة صحيحة ومنهج سليم،
عقيدة ومنهج السلف الصالح،
وهذا ركن من أركان العمل، والسعي نحو التمكين،
ولا يمكن بحال من الأحوال التنازل عنه.


السلفية والجهاد





فمن أصول الدعوة السلفية أن الجهاد ماض إلى قيام الساعة مع الأمراء أبراراً كانوا أم فجاراً،
لذلك فنفوسهم تتعشق الجهاد، وقلوبهم تهفو إلى الشهادة فى سبيل الله، لعلمهم بفضل الجهاد،ففى الجهاد يكون الدين كله لله،
وبالجهاد يرفع الظلم، ويحق الحق،ويحال دون الفساد، وفيه التمكين فى الأرض، والحفاظ على عز المسلمين،كما أن فيه إذلال أعداء الله وإرهابهم، وكف أذاهم،
كما أن فيه تمحيصاً للمؤمنين ومحقاً للكافرين،ولكن لا بد الأخذ بأسبابه وشروطه وفقهه،لا تحكمنا العواطف والحماسات الفارغة التى أدت بالمسلمين إلى الهاوية.

قال ابن القيم – رحمه الله:
" تا لله ما عدا عليك العدو إلا بعد أن تولى عنك الولي، فلا تظن أن الشيطان غلب، ولكن الحافظ أعرض ".


السلفية والحكم بالشهادة على المعين



عن عمر - رضى الله عنه - أنه خطب فقال: "
تقولون فى مغازيكم فلان شهيد،
و مات فلان شهيداً، ولعله قد يكون أوقر راحلته، ألا تقولوا ذلكم،
ولكن قولوا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
:
من مات فى سبيل الله أو قتل فهو شهيد )) رواه أحمد و حسنه ابن حجر.قال العلامة ابن عثيمين – رحمه الله:
"
لا يجوز لنا أن نشهد لشخص بعينه أنه شهيد،حتى لو قتل مظلوماً، أو قتل وهو يدافع عن الحق،
فإنه لا يجوز أن نقول: فلان شهيد،
لأن قولك عن فلان شهيد يعتبر شهادة سوف تسأل عنها يوم القيامة،
سوف يقال لك: هل عندك علم أنه قتل شهيداً،

ولهذا قال النبى صلى الله عليه وسلم:
"ما من مكلوم يكلم فى سبيل الله – والله أعلم بمن يكلم فى سبيله – إلا جاء يوم القيامة وكلمه يثعب دماً،اللون لون الدم، والريح ريح المسك" رواه البخاري

فتأمل قوله: "والله أعلم بمن يكلم فى سبيله"

قال ابن حجر – رحمه الله:

"
لأن الشهادة بالشئ لا تكون إلا عن علم به،
وشرط كون الإنسان شهيداً: أن يقاتل لتكون كلمة الله هى العليا،
وهى نية باطنة لا سبيل إلى العلم بها
"

فالأصل فى ذلك الاستثناء، أن تقول إن شاء الله يكون شهيداً، أو نحسبه عند الله شهيداً.

السلفية والعمل السياسي




السلفيون مع السياسة الشرعية التى تعنى:
الاحاطة بالأحكام السلطانية، ومعرفة حقوق الراعي والرعية،
وتقويم الحقائق بالموازين الشرعية،

إذن فهي رعاية شؤون الأمة الإسلامية بما لا يخالف الكتاب الكريم والسنة النبوية،
فأهم الأوليات:
مسائل التوحيد والإيمان، فالعقيدة أول واجب وآخر واجب.
فهذه هى السياسة بمعناها الإسلامي النقي التى ترعى شؤون الأمة الربانية،
أما السياسة العصرية التى تعني
القدرة على المراوغة والمناورة واللف والدوران فى المحاورة والكذب ونقض العهود والمواثيق،

فهذه قرين النفاق، لأنها تمييع للعقيدة، وقتل للشعور الإيمانى،
وحل لرابطة الولاء والبراء وخديعة لعامة المسلمين،

هذا الذى ينكره السلفيون ويحذرون منه،
ونبرأ إلى الله من أغلالها وشرها،
فهى بريد الخداع، وسُلم الذين يعبدون الله على حرف
.

السلفية والمظاهرات والاغتيالات





هذه ليست من الدين فى شئ،
بل استوردناها من بلاد الكفر، وزدنا عليها إشعال إطارات السيارات التى تسبب الأمراض،
وتخريب المؤسسات التعليمية والاقتصادية والمرافق العامة.

والمظاهرات أول نواة الخروج على الحكام الذى نتج عنه سفك الدماء، وهتك الأعراض، التسلط على السنة وأهلها، وتعطيل دور المساجد من العلم والتعليم والإصلاح،
حتى أصبحت وكراً لدعاة المظاهرات والاغتيالات
وهذا مصدره التهييج السياسي،
وهناك أصابع خفية داخلية أو خارجية
تحاول بث مثل هذه الأمور لإفساد المجتمعات الإسلامية،
فهم ينكرون المناهج الانقلابية الثورية التى يكون وقودها المسلمين،
وتتأخر الدعوة بسببها سنوات كثيرات.

ومع ذلك كله،
فإن السلفيين لا ينكرون على العاملين ضرورة التغيير،
و لكنهم
ينكرون عليهم مناهجهم فى التغيير التى لا تسمن ولا تغنى من جوع،
التى منها المظاهرات والاغتيالات.


السلفية والحكم بغير ما أنزل الله





تحكيم شرع الله واجب على كل فرد مسلم،

كما أنه واجب على الحاكم المسلم الذى ولاه الله أمر الأمة الإسلامية
وذلك بأن يحكم فيهم شرع الله فى كل شأن من شؤون الحياة صغيرها وكبيرها،
ومن ظن أن آيات الحكم خاصة بالحكام فقط، فقد أخطأ،
فهى آيات عامة تشمل الحكام وغيرهم.
والذين يسعون إلى إقامة حكم الله فى رأس الهرم، قبل إقامته فى قاعدته
– وذلك عن طريق القوة والسلاح والعنف –
إنما يخادعون أنفسهم ويخادعون الناس،
فثبات الناس على العقيدة هو الأصل، ثم يأتى بعد ذلك مكملاته التى منها تحكيم شرع الله وللأسف الشديد هناك من حدثاء الأسنان
من يتسرع فى إطلاق الأحكام بالكفر على الحكام
دون استفصال من الحاكم على ما فصَّل فيه العلماء


قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله:





"والإنسان متى حلل الحرام المجمع عليه، أو حرم الحلال المجمع عليه، أو بدل الشرع المجمع عليه،
كان كافراً مرتداً، باتفاق الفقهاء،
وفى مثل هذا نزل قوله على أحد القولين { وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ } (المائدة:الآية44)
أى هو المستحل للحكم بغير ما أنزل الله" .


وقال ابن القيم – رحمه الله:

"والصحيح أن الحكم بغير ما أنزل الله يتناول الكفرين:
الأصغر والأكبر بحسب حال الحاكم،
فإنه إن اعتقد وجوب الحكم بما أنزل الله فى هذه الواقعة، وعدل عنه عصياناً مع اعترافه بأنه مستحق للعقوبة،
فهذا كفر أصغر،
وإن اعتقد أنه غير واجب، وأنه مخير فيه، مع تيقنه أنه حكم الله،
فهذا كفر أكبر،
وان جهله أو أخطأه
فهذا مخطئ له حكم المخطئيين".

غفرالله للكاتب والناقل والقاريء
والعامل بما فيها
............

وأخيـــــرا لقد تم اغلاق هذا الموضوع فى قسم حى على الفلاح

هل العلماء بالاعلى

هم سلفيون جدد؟

ومن هم السلفيون الجدد

حقيقة لا اعلم عن هذه الفرقة شيئا


__________________
قالوا كذبا : دعوة رجعية -- معزولة عن قرنها العشرين
الناس تنظر للأمام ، فما لهم -- يدعوننا لنعود قبل قرون؟
رجعية أنّا نغارُ لديننا -- و نقوم بالمفروض و المسنون!
رجعية أن الرسول زعيمنا -- لسنا الذيول لـ "مارْكسٍ" و " لِنين" !
رجعية أن يَحْكُمَ الإسلامُ في -- شعبٍ يرى الإسلامَ أعظم دين !
أوَليس شرعُ الله ، شرعُ محمدٍ ------ أولى بنا من شرْعِ نابليون؟!
يا رب إن تكُ هذه رجعيةً ------ فاحشُرْنِ رجعياً بيومِ الدين !
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 16-05-2011, 03:37 PM
السيد2000 السيد2000 غير متواجد حالياً
عضو ممتاز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 296
معدل تقييم المستوى: 16
السيد2000 is on a distinguished road
افتراضي

قال ابن القيم رحمه الله عن العلماء:"
هم فقهاء الإسلام، ومن دارت الفتيا على أقوالهم بين الأنام خصوا باستنباط الأحكام، وعنوا بضبط قواعد الحلال من الحرام
"

ومما يعرف به العالم شهادة مشايخه له بالعلم،
فقد دأب علماء المسلمين من سلف هذه الأمة، ومن تبعهم بإحسان على توريث علومهم لتلامذتهم،الذين يتبؤون من بعدهم منازلهم، وتصبح لهم الريادة والإمامة فى الأمة،ولا يتصدر هؤلاء التلاميذ حتى يروا إقرار مشايخهم لهم بالعلم،
وإذنهم لهم بالتصدر والافتاء والتدريس
فهؤلاء يؤخذ عنهم العلم والتلقى، فلا يجدى الأخذ عن الكتب فقط،
بل الاقتصار فى التلقي على الأخذ من الكتب بلية من البلايا، وكذا اجتماع الشباب والطلبة على التدارس دون أخذ عن شيخ.
والسلفيون
يحبون علماءهم

ويجلونهم ويتأدبون معهم ويدافعون عنهم ويحسنون الظن بهم ويأخذون عنهم،وينشرون محامدهم، إلا أنهم بشر غير ممصومين،بل يجوز عليهم فى الجملة الخطأ والنسيان إلا أن ذلك لا ينقص من أقدارهم، ولا يُسوِّغ ترك الأخذ عنهم.

السلفية والفتوى

ويقول محدث العصر الإمام الألباني - رحمه الله

ليتك تذكر لي بعضا من مشايخ محدث العصرونبذة عن تاريخه العلمي حتى نقتدي به في تحصيل العلم- بارك الله فيك



هل اقتصر علماء السلف على من استشهدت بارائهم (الالبانى- ابن القيم - ابن باز - ابن تيمية ) ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هل انحصر مذهب السلف في مجموعة من العلماء الذين ذكرتهم فقط واين هؤلاء من الامام مالك والامام ابوحنيفة والشافعي والامام احمد اليس هؤلاء لا يستحقوا ان نطلق عليهم علماء السلف ؟؟؟؟؟؟ فما لكم كيف تحكمون
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 16-05-2011, 04:30 PM
Specialist hossam Specialist hossam غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
العمر: 36
المشاركات: 1,933
معدل تقييم المستوى: 16
Specialist hossam is on a distinguished road
افتراضي



السلفية والفتوى
ويقول محدث العصر الإمام الألباني - رحمه الله

ليتك تذكر لي بعضا من مشايخ محدث العصرونبذة عن تاريخه العلمي حتى نقتدي به في تحصيل العلم- بارك الله فيك



هل اقتصر علماء السلف على من استشهدت بارائهم (الالبانى- ابن القيم - ابن باز - ابن تيمية ) ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هل انحصر مذهب السلف في مجموعة من العلماء الذين ذكرتهم فقط واين هؤلاء من الامام مالك والامام ابوحنيفة والشافعي والامام احمد اليس هؤلاء لا يستحقوا ان نطلق عليهم علماء السلف ؟؟؟؟؟؟ فما لكم كيف تحكمون
[/quote]



كل عالم يسير بمنج القرآن والسنة بفهم سلف الأمة فهو سلفى

والفقهاء الاربعة من علماء السلف

أما بخصوص الألبانى

نبذة مختصرة عن سيرة الشيخ الألباني -رحمه الله-
العلامة الشيخ

العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني أحد أبرز العلماء المسلمين في العصر الحديث، ويعتبر الشيخ الألباني من علماء الحديث البارزين المتفردين في علم الجرح والتعديل، والشيخ الألباني حجة في مصطلح الحديث وقال عنه العلماء المحدثون إنه أعاد عصر ابن حجر العسقلاني والحافظ بن كثير وغيرهم من علماء الجرح والتعديل.

مولده ونشأته

* ولد الشيخ محمد ناصر الدين بن الحاج نوح الألباني عام 1333 ه الموافق 1914 م في مدينة أشقودرة عاصمة دولة ألبانيا - حينئذ - عن أسرة فقيرة متدينة يغلب عليها الطابع العلمي، فكان والده مرجعاً للناس يعلمهم و يرشدهم.

* هاجر صاحب الترجمة بصحبة والده إلى دمشق الشام للإقامة الدائمة فيها بعد أن انحرف أحمد زاغو (ملك ألبانيا) ببلاده نحو الحضارة الغربية العلمانية.

* أتم العلامة الألباني دراسته الإبتدائية في مدرسة الإسعاف الخيري في دمشق بتفوق.

* نظراً لرأي والده الخاص في المدارس النظامية من الناحية الدينية، فقد قرر عدم إكمال الدراسة النظامية ووضع له منهجاً علمياً مركزاً قام من خلاله بتعليمه القرآن الكريم، و التجويد، و النحو و الصرف، و فقه المذهب الحنفي، و قد ختم الألباني على يد والده حفظ القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم، كما درس على الشيخ سعيد البرهاني مراقي الفلاح في الفقه الحنفي و بعض كتب اللغة و البلاغة، هذا في الوقت الذي حرص فيه على حضور دروس و ندوات العلامه بهجة البيطار.

* أخذ عن أبيه مهنة إصلاح الساعات فأجادها حتى صار من أصحاب الشهره فيها، و أخذ يتكسب رزقه منها، وقد وفرت له هذه المهنه وقتاً جيداً للمطالعة و الدراسة، و هيأت له هجرته للشام معرفة باللغة العربية و الاطلاع على العلوم الشرعية من مصادرها الأصلية.

تعلمه الحديث

توجهه إلى علم الحديث و اهتمامه به :

على الرغم من توجيه والد الألباني المنهجي له بتقليد المذهب الحنفي و تحذيره الشديد من الاشتغال بعلم الحديث، فقد أخذ الألباني بالتوجه نحو علم الحديث و علومه، فتعلم الحديث في نحو العشرين من عمره متأثراً بأبحاث مجلة المنار التي كان يصدرها الشيخ محمد رشيد رضا (رحمه الله) و كان أول عمل حديثي قام به هو نسخ كتاب "المغني عن حمل الأسفار في تخريج ما في الإحياء من الأخبار" للحافظ العراقي (رحمه الله) مع التعليق عليه.

كان ذلك العمل فاتحة خير كبير على الشيخ الألباني حيث أصبح الاهتمام بالحديث و علومه شغله الشاغل، فأصبح معروفاً بذلك في الأوساط العلمية بدمشق، حتى إن إدارة المكتبة الظاهرية بدمشق خصصت غرفة خاصة له ليقوم فيها بأبحاثه العلمية المفيدة، بالإضافة إلى منحه نسخة من مفتاح المكتبة حيث يدخلها وقت ما شاء، أما عن التأليف و التصنيف، فقد ابتدأهما في العقد الثاني من عمره، و كان أول مؤلفاته الفقهية المبنية على معرفة الدليل و الفقه المقارن كتاب "تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد" و هو مطبوع مراراً، و من أوائل تخاريجه الحديثية المنهجية أيضاً كتاب "الروض النضير في ترتيب و تخريج معجم الطبراني الصغير" و لا يزال مخطوطاً.

كان لإشتغال الشيخ الألباني بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أثره البالغ في التوجه السلفي للشيخ، و قد زاد تشبثه و ثباته على هذا المنهج مطالعته لكتب شيخ الإسلام ابن تيميه و تلميذه ابن القيم و غيرهما من أعلام المدرسة السلفية.

حمل الشيخ الألباني راية الدعوة إلى التوحيد و السنة في سوريا حيث زار الكثير من مشايخ دمشق و جرت بينه و بينهم مناقشات حول مسائل التوحيد و الإتباع و التعصب المذهبي و البدع، فلقي الشيخ لذلك المعارضة الشديدة من كثير من متعصبي المذاهب و مشايخ الصوفية و الخرافيين و المبتدعة، فكانوا يثيرون عليه العامة و الغوغاء و يشيعون عنه بأنه "وهابي ضال" و يحذرون الناس منه، هذا في الوقت الذي وافقه على دعوته أفاضل العلماء المعروفين بالعلم و الدين في دمشق، و الذين حضوه على الاستمرار قدماً في دعوته و منهم، العلامة بهجت البيطار، الشيخ عبد الفتاح الإمام رئيس جمعية الشبان المسلمين في سوريا، الشيخ توفيق البزرة، و غيرهم من أهل الفضل و الصلاح (رحمهم الله).

نشاط الشيخ الألباني الدعوي

نشط الشيخ في دعوته من خلال:

أ) دروسه العلمية التي كان يعقدها مرتين كل أسبوع حيث يحضرها طلبة العلم و بعض أساتذة الجامعات و من الكتب التي كان يدرسها في حلقات علمية:

- فتح المجيد لعبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب.

- الروضة الندية شرح الدرر البهية للشوكاني شرح صديق حسن خان.

- أصول الفقه لعبد الوهاب خلاف.

- الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث لابن كثير شرح احمد شاكر.

- منهاج الإسلام في الحكم لمحمد أسد.

- فقه السنه لسيد سابق.

ب) رحلاته الشهريه المنتظمة التي بدأت بأسبوع واحد من كل شهر ثم زادت مدتها حيث كان يقوم فيها بزيارة المحافظات السورية المختلفه، بالإضافة إلى بعض المناطق في المملكة الأردنية قبل استقراره فيها مؤخراً، هذا الأمر دفع بعض المناوئين لدعوة الألباني إلى الوشاية به عند الحاكم مما أدى إلى سجنه.

صبره على الأذى ... و هجرته

في أوائل 1960م كان الشيخ يقع تحت مرصد الحكومة السوريه، مع العلم أنه كان بعيداً عن السياسة، و قد سبب ذلك نوعاً من الإعاقة له. فقد تعرض للإعتقال مرتين، الأولى كانت قبل 67 حيث اعتقل لمدة شهر في قلعة دمشق وهي نفس القلعة التي اعتقل فيها شيخ الاسلام (ابن تيمية)، وعندما قامت حرب 67 رأت الحكومة أن تفرج عن جميع المعتقلين السياسيين.

لكن بعدما اشتدت الحرب عاد الشيخ إلى المعتقل مرة ثانية، و لكن هذه المرة ليس في سجن القلعة، بل في سجن الحسكة شمال شرق دمشق، و قد قضى فيه الشيخ ثمانية أشهر، و خلال هذه الفترة حقق مختصر صحيح مسلم للحافظ المنذري و اجتمع مع شخصيات كبيرة في المعتقل.

أعماله وانجازاته

لقد كان للشيخ جهود علمية و خدمات عديدة منها:

1) كان شيخنا -رحمه الله- يحضر ندوات العلامة الشيخ محمد بهجت البيطار -رحمه الله- مع بعض أساتذة المجمع العلمي بدمشق، منهم عز الدين التنوحي - رحمه الله- إذ كانوا يقرؤن "الحماسة" لأبي تمام.

2) اختارته كلية الشريعة في جامعة دمشق ليقوم بتخريج أحاديث البيوع الخاصة بموسوعة الفقه الإسلامي، التي عزمت الجامعة على إصدارها عام 1955 م.

3) اختير عضواً في لجنة الحديث، التي شكلت في عهد الوحدة بين مصر و سوريا، للإشراف على نشر كتب السنة و تحقيقها.

4) طلبت إليه الجامعة السلفية في بنارس "الهند" أن يتولى مشيخة الحديث، فاعتذر عن ذلك لصعوبة اصطحاب الأهل و الأولاد بسبب الحرب بين الهند و باكستان آنذاك.

5) طلب إليه معالي وزير المعارف في المملكة العربية السعودية الشيخ حسن بن عبدالله آل الشيخ عام 1388 ه ، أن يتولى الإشراف على قسم الدراسات الإسلامية العليا في جامعة مكة، وقد حالت الظروف دون تحقيق ذلك.

6) اختير عضواً للمجلس الأعلى للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة من عام 1395 ه إلى 1398 ه.

7) لبى دعوة من اتحاد الطلبة المسلمين في أسبانيا، و ألقى محاضرة مهمة طبعت فيما بعد بعنوان "الحديث حجة بنفسه في العقائد و الأحكام" .

8) زار قطر و ألقى فيها محاضرة بعنوان "منزلة السنة في الإسلام".

9) انتدب من سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله رئيس إدارة البحوث العلمية و الإفتاء للدعوة في مصر و المغرب و بريطانيا للدعوة إلى التوحيد و الاعتصام بالكتاب و السنة و المنهج الإسلامي الحق.

10) دعي إلى عدة مؤتمرات، حضر بعضها و اعتذر عن كثير بسبب أنشغالاته العلمية الكثيرة.

11) زار الكويت و الإمارات و ألقى فيهما محاضرات عديدة، وزار أيضا عدداً من دول أوروبا، و التقى فيها بالجاليات الإسلامية و الطلبة المسلمين، و ألقى دروساً علمية مفيدة.

12) للشيخ مؤلفات عظيمة و تحقيقات قيمة، ربت على المئة، و ترجم كثير منها إلى لغات مختلفة، و طبع أكثرها طبعات متعددة و من أبرزها، إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل، وسلسلة الأحاديث الصحيحة و شيء من فقهها و فوائدها، سلسلة الأحاديث الضعيفة و الموضوعة و أثرها السيئ في الأمة، وصفة صلاة النبي من التكبير إلى التسليم كأنك تراها.

13) و لقد كانت قررت لجنة الإختيار لجائزة الملك فيصل العالمية للدراسات الإسلامية من منح الجائزة عام 1419ه / 1999م ، و موضوعها "الجهود العلمية التي عنيت بالحديث النبوي تحقيقاً و تخريجاً و دراسة" لفضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني السوري الجنسية، تقديراً لجهوده القيمة في خدمة الحديث النبوي تخريجاً و تحقيقاً ودراسة و ذلك في كتبه التي تربو على المئة.

ثناء العلماء عليه

قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله:

(ما رأيت تحت أديم السماء عالما بالحديث في العصر الحديث مثل العلامة محمد ناصر الدين الألباني)

وسئل سماحته عن حديث رسول الله - صلى الله عليه و سلم-: "ان الله يبعث لهذه الأمه على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها" فسئل من مجدد هذا القرن، فقال -رحمه الله-: الشيخ محمد ناصر الدين الألباني هو مجدد هذا العصر في ظني والله أعلم.

وقال الفقيه العلامة الإمام محمد صالح العثيمين:

فالذي عرفته عن الشيخ من خلال اجتماعي به وهو قليل، أنه حريص جداً على العمل بالسنة، و محاربة البدعة، سواء كان في العقيدة أم في العمل، أما من خلال قراءتي لمؤلفاته فقد عرفت عنه ذلك، و أنه ذو علم جم في الحديث، رواية و دراية، و أن الله تعالى قد نفع فيما كتبه كثيراً من الناس، من حيث العلم و من حيث المنهاج و الاتجاه إلى علم الحديث، و هذه ثمرة كبيرة للمسلمين و لله الحمد، أما من حيث التحقيقات العلمية الحديثية فناهيك به.

العلامة المفسر محمد الأمين الشنقيطي

قول الشيخ عبد العزيز الهده : "ان العلامه الشنقيطي يجل الشيخ الألباني إجلالاً غريباً، حتى إذا رآه ماراً وهو في درسه في الحرم المدني يقطع درسه قائماً ومسلماً عليه إجلالاً له".

وقال الشيخ مقبل الوادعي:

والذي أعتقده وأدين الله به أن الشيخ محمد ناصر الدين الألباني حفظه الله من المجددين الذين يصدق عليهم قول الرسول (صلى الله عليه وسلم) [إن الله يبعث على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها]

آخر وصية للعلامة المحدث

أوصي زوجتي و أولادي و أصدقائي وكل محب لي إذا بلغه وفاتي أن يدعو لي بالمغفرة و الرحمة -أولاً- وألا يبكون علي نياحة أو بصوت مرتفع.

وثانياً: أن يعجلوا بدفني، و لا يخبروا من أقاربي و إخواني إلا بقدر ما يحصل بهم واجب تجهيزي، وأن يتولى غسلي (عزت خضر أبو عبد الله) جاري و صديقي المخلص، ومن يختاره -هو- لإعانته على ذلك.

وثالثاً: أختار الدفن في أقرب مكان، لكي لا يضطر من يحمل جنازتي إلى وضعها في السيارة، و بالتالي يركب المشيعون سياراتهم، وأن يكون القبر في مقبره قديمة يغلب على الظن أنها سوف لا تنبش...

و على من كان في البلد الذي أموت فيه ألا يخبروا من كان خارجها من أولادي - فضلاً عن غيرهم- إلا بعد تشييعي، حتى لا تتغلب العواطف، و تعمل عملها، فيكون ذلك سبباً لتأخير جنازتي.

سائلاً المولى أن ألقاه و قد غفر لي ذنوبي ما قدمت و ما أخرت..

وأوصي بمكتبتي -كلها- سواء ما كان منها مطبوعاً، أو تصويراً، أو مخطوطاً -بخطي أو بخط غيري- لمكتبة الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، لأن لي فيها ذكريات حسنة في الدعوة للكتاب و السنة، و على منهج السلف الصالح -يوم كنت مدرساً فيها-.

راجياً من الله تعالى أن ينفع بها روادها، كما نفع بصاحبها -يومئذ- طلابها، وأن ينفعني بهم و بإخلاصهم و دعواتهم.

(رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي و على والدي و أن أعمل صالحاً ترضاه و أصلح لي في ذريتي إني تبت إليك و إني من المسلمين).

27 جمادى الأول 1410 هـ

وفاته

توفي العلامة الألباني قبيل يوم السبت في الثاني و العشرين من جمادى الآخرة 1420ه، الموافق الثاني من أكتوبر 1999م، و دفن بعد صلاة العشاء.




__________________
قالوا كذبا : دعوة رجعية -- معزولة عن قرنها العشرين
الناس تنظر للأمام ، فما لهم -- يدعوننا لنعود قبل قرون؟
رجعية أنّا نغارُ لديننا -- و نقوم بالمفروض و المسنون!
رجعية أن الرسول زعيمنا -- لسنا الذيول لـ "مارْكسٍ" و " لِنين" !
رجعية أن يَحْكُمَ الإسلامُ في -- شعبٍ يرى الإسلامَ أعظم دين !
أوَليس شرعُ الله ، شرعُ محمدٍ ------ أولى بنا من شرْعِ نابليون؟!
يا رب إن تكُ هذه رجعيةً ------ فاحشُرْنِ رجعياً بيومِ الدين !
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 16-05-2011, 05:10 PM
السيد2000 السيد2000 غير متواجد حالياً
عضو ممتاز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 296
معدل تقييم المستوى: 16
السيد2000 is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فارس الدعوة مشاهدة المشاركة

السلفية والفتوى
ويقول محدث العصر الإمام الألباني - رحمه الله

ليتك تذكر لي بعضا من مشايخ محدث العصرونبذة عن تاريخه العلمي حتى نقتدي به في تحصيل العلم- بارك الله فيك



هل اقتصر علماء السلف على من استشهدت بارائهم (الالبانى- ابن القيم - ابن باز - ابن تيمية ) ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هل انحصر مذهب السلف في مجموعة من العلماء الذين ذكرتهم فقط واين هؤلاء من الامام مالك والامام ابوحنيفة والشافعي والامام احمد اليس هؤلاء لا يستحقوا ان نطلق عليهم علماء السلف ؟؟؟؟؟؟ فما لكم كيف تحكمون


كل عالم يسير بمنج القرآن والسنة بفهم سلف الأمة فهو سلفى

والفقهاء الاربعة من علماء السلف

أما بخصوص الألبانى


نبذة مختصرة عن سيرة الشيخ الألباني -رحمه الله-

العلامة الشيخ

العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني أحد أبرز العلماء المسلمين في العصر الحديث، ويعتبر الشيخ الألباني من علماء الحديث البارزين المتفردين في علم الجرح والتعديل، والشيخ الألباني حجة في مصطلح الحديث وقال عنه العلماء المحدثون إنه أعاد عصر ابن حجر العسقلاني والحافظ بن كثير وغيرهم من علماء الجرح والتعديل.
مولده ونشأته

* ولد الشيخ محمد ناصر الدين بن الحاج نوح الألباني عام 1333 ه الموافق 1914 م في مدينة أشقودرة عاصمة دولة ألبانيا - حينئذ - عن أسرة فقيرة متدينة يغلب عليها الطابع العلمي، فكان والده مرجعاً للناس يعلمهم و يرشدهم.

* هاجر صاحب الترجمة بصحبة والده إلى دمشق الشام للإقامة الدائمة فيها بعد أن انحرف أحمد زاغو (ملك ألبانيا) ببلاده نحو الحضارة الغربية العلمانية.

* أتم العلامة الألباني دراسته الإبتدائية في مدرسة الإسعاف الخيري في دمشق بتفوق.

* نظراً لرأي والده الخاص في المدارس النظامية من الناحية الدينية، فقد قرر عدم إكمال الدراسة النظامية ووضع له منهجاً علمياً مركزاً قام من خلاله بتعليمه القرآن الكريم، و التجويد، و النحو و الصرف، و فقه المذهب الحنفي، و قد ختم الألباني على يد والده حفظ القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم، كما درس على الشيخ سعيد البرهاني مراقي الفلاح في الفقه الحنفي و بعض كتب اللغة و البلاغة، هذا في الوقت الذي حرص فيه على حضور دروس و ندوات العلامه بهجة البيطار.

* أخذ عن أبيه مهنة إصلاح الساعات فأجادها حتى صار من أصحاب الشهره فيها، و أخذ يتكسب رزقه منها، وقد وفرت له هذه المهنه وقتاً جيداً للمطالعة و الدراسة، و هيأت له هجرته للشام معرفة باللغة العربية و الاطلاع على العلوم الشرعية من مصادرها الأصلية.

تعلمه الحديث

توجهه إلى علم الحديث و اهتمامه به :

على الرغم من توجيه والد الألباني المنهجي له بتقليد المذهب الحنفي و تحذيره الشديد من الاشتغال بعلم الحديث، فقد أخذ الألباني بالتوجه نحو علم الحديث و علومه، فتعلم الحديث في نحو العشرين من عمره متأثراً بأبحاث مجلة المنار التي كان يصدرها الشيخ محمد رشيد رضا (رحمه الله) و كان أول عمل حديثي قام به هو نسخ كتاب "المغني عن حمل الأسفار في تخريج ما في الإحياء من الأخبار" للحافظ العراقي (رحمه الله) مع التعليق عليه.

كان ذلك العمل فاتحة خير كبير على الشيخ الألباني حيث أصبح الاهتمام بالحديث و علومه شغله الشاغل، فأصبح معروفاً بذلك في الأوساط العلمية بدمشق، حتى إن إدارة المكتبة الظاهرية بدمشق خصصت غرفة خاصة له ليقوم فيها بأبحاثه العلمية المفيدة، بالإضافة إلى منحه نسخة من مفتاح المكتبة حيث يدخلها وقت ما شاء، أما عن التأليف و التصنيف، فقد ابتدأهما في العقد الثاني من عمره، و كان أول مؤلفاته الفقهية المبنية على معرفة الدليل و الفقه المقارن كتاب "تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد" و هو مطبوع مراراً، و من أوائل تخاريجه الحديثية المنهجية أيضاً كتاب "الروض النضير في ترتيب و تخريج معجم الطبراني الصغير" و لا يزال مخطوطاً.

كان لإشتغال الشيخ الألباني بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أثره البالغ في التوجه السلفي للشيخ، و قد زاد تشبثه و ثباته على هذا المنهج مطالعته لكتب شيخ الإسلام ابن تيميه و تلميذه ابن القيم و غيرهما من أعلام المدرسة السلفية.

حمل الشيخ الألباني راية الدعوة إلى التوحيد و السنة في سوريا حيث زار الكثير من مشايخ دمشق و جرت بينه و بينهم مناقشات حول مسائل التوحيد و الإتباع و التعصب المذهبي و البدع، فلقي الشيخ لذلك المعارضة الشديدة من كثير من متعصبي المذاهب و مشايخ الصوفية و الخرافيين و المبتدعة، فكانوا يثيرون عليه العامة و الغوغاء و يشيعون عنه بأنه "وهابي ضال" و يحذرون الناس منه، هذا في الوقت الذي وافقه على دعوته أفاضل العلماء المعروفين بالعلم و الدين في دمشق، و الذين حضوه على الاستمرار قدماً في دعوته و منهم، العلامة بهجت البيطار، الشيخ عبد الفتاح الإمام رئيس جمعية الشبان المسلمين في سوريا، الشيخ توفيق البزرة، و غيرهم من أهل الفضل و الصلاح (رحمهم الله).

نشاط الشيخ الألباني الدعوي

نشط الشيخ في دعوته من خلال:

أ) دروسه العلمية التي كان يعقدها مرتين كل أسبوع حيث يحضرها طلبة العلم و بعض أساتذة الجامعات و من الكتب التي كان يدرسها في حلقات علمية:

- فتح المجيد لعبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب.

- الروضة الندية شرح الدرر البهية للشوكاني شرح صديق حسن خان.

- أصول الفقه لعبد الوهاب خلاف.

- الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث لابن كثير شرح احمد شاكر.

- منهاج الإسلام في الحكم لمحمد أسد.

- فقه السنه لسيد سابق.

ب) رحلاته الشهريه المنتظمة التي بدأت بأسبوع واحد من كل شهر ثم زادت مدتها حيث كان يقوم فيها بزيارة المحافظات السورية المختلفه، بالإضافة إلى بعض المناطق في المملكة الأردنية قبل استقراره فيها مؤخراً، هذا الأمر دفع بعض المناوئين لدعوة الألباني إلى الوشاية به عند الحاكم مما أدى إلى سجنه.

صبره على الأذى ... و هجرته

في أوائل 1960م كان الشيخ يقع تحت مرصد الحكومة السوريه، مع العلم أنه كان بعيداً عن السياسة، و قد سبب ذلك نوعاً من الإعاقة له. فقد تعرض للإعتقال مرتين، الأولى كانت قبل 67 حيث اعتقل لمدة شهر في قلعة دمشق وهي نفس القلعة التي اعتقل فيها شيخ الاسلام (ابن تيمية)، وعندما قامت حرب 67 رأت الحكومة أن تفرج عن جميع المعتقلين السياسيين.

لكن بعدما اشتدت الحرب عاد الشيخ إلى المعتقل مرة ثانية، و لكن هذه المرة ليس في سجن القلعة، بل في سجن الحسكة شمال شرق دمشق، و قد قضى فيه الشيخ ثمانية أشهر، و خلال هذه الفترة حقق مختصر صحيح مسلم للحافظ المنذري و اجتمع مع شخصيات كبيرة في المعتقل.

أعماله وانجازاته

لقد كان للشيخ جهود علمية و خدمات عديدة منها:

1) كان شيخنا -رحمه الله- يحضر ندوات العلامة الشيخ محمد بهجت البيطار -رحمه الله- مع بعض أساتذة المجمع العلمي بدمشق، منهم عز الدين التنوحي - رحمه الله- إذ كانوا يقرؤن "الحماسة" لأبي تمام.

2) اختارته كلية الشريعة في جامعة دمشق ليقوم بتخريج أحاديث البيوع الخاصة بموسوعة الفقه الإسلامي، التي عزمت الجامعة على إصدارها عام 1955 م.

3) اختير عضواً في لجنة الحديث، التي شكلت في عهد الوحدة بين مصر و سوريا، للإشراف على نشر كتب السنة و تحقيقها.

4) طلبت إليه الجامعة السلفية في بنارس "الهند" أن يتولى مشيخة الحديث، فاعتذر عن ذلك لصعوبة اصطحاب الأهل و الأولاد بسبب الحرب بين الهند و باكستان آنذاك.

5) طلب إليه معالي وزير المعارف في المملكة العربية السعودية الشيخ حسن بن عبدالله آل الشيخ عام 1388 ه ، أن يتولى الإشراف على قسم الدراسات الإسلامية العليا في جامعة مكة، وقد حالت الظروف دون تحقيق ذلك.

6) اختير عضواً للمجلس الأعلى للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة من عام 1395 ه إلى 1398 ه.

7) لبى دعوة من اتحاد الطلبة المسلمين في أسبانيا، و ألقى محاضرة مهمة طبعت فيما بعد بعنوان "الحديث حجة بنفسه في العقائد و الأحكام" .

8) زار قطر و ألقى فيها محاضرة بعنوان "منزلة السنة في الإسلام".

9) انتدب من سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله رئيس إدارة البحوث العلمية و الإفتاء للدعوة في مصر و المغرب و بريطانيا للدعوة إلى التوحيد و الاعتصام بالكتاب و السنة و المنهج الإسلامي الحق.

10) دعي إلى عدة مؤتمرات، حضر بعضها و اعتذر عن كثير بسبب أنشغالاته العلمية الكثيرة.

11) زار الكويت و الإمارات و ألقى فيهما محاضرات عديدة، وزار أيضا عدداً من دول أوروبا، و التقى فيها بالجاليات الإسلامية و الطلبة المسلمين، و ألقى دروساً علمية مفيدة.

12) للشيخ مؤلفات عظيمة و تحقيقات قيمة، ربت على المئة، و ترجم كثير منها إلى لغات مختلفة، و طبع أكثرها طبعات متعددة و من أبرزها، إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل، وسلسلة الأحاديث الصحيحة و شيء من فقهها و فوائدها، سلسلة الأحاديث الضعيفة و الموضوعة و أثرها السيئ في الأمة، وصفة صلاة النبي من التكبير إلى التسليم كأنك تراها.

13) و لقد كانت قررت لجنة الإختيار لجائزة الملك فيصل العالمية للدراسات الإسلامية من منح الجائزة عام 1419ه / 1999م ، و موضوعها "الجهود العلمية التي عنيت بالحديث النبوي تحقيقاً و تخريجاً و دراسة" لفضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني السوري الجنسية، تقديراً لجهوده القيمة في خدمة الحديث النبوي تخريجاً و تحقيقاً ودراسة و ذلك في كتبه التي تربو على المئة.

ثناء العلماء عليه

قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله:

(ما رأيت تحت أديم السماء عالما بالحديث في العصر الحديث مثل العلامة محمد ناصر الدين الألباني)

وسئل سماحته عن حديث رسول الله - صلى الله عليه و سلم-: "ان الله يبعث لهذه الأمه على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها" فسئل من مجدد هذا القرن، فقال -رحمه الله-: الشيخ محمد ناصر الدين الألباني هو مجدد هذا العصر في ظني والله أعلم.

وقال الفقيه العلامة الإمام محمد صالح العثيمين:

فالذي عرفته عن الشيخ من خلال اجتماعي به وهو قليل، أنه حريص جداً على العمل بالسنة، و محاربة البدعة، سواء كان في العقيدة أم في العمل، أما من خلال قراءتي لمؤلفاته فقد عرفت عنه ذلك، و أنه ذو علم جم في الحديث، رواية و دراية، و أن الله تعالى قد نفع فيما كتبه كثيراً من الناس، من حيث العلم و من حيث المنهاج و الاتجاه إلى علم الحديث، و هذه ثمرة كبيرة للمسلمين و لله الحمد، أما من حيث التحقيقات العلمية الحديثية فناهيك به.

العلامة المفسر محمد الأمين الشنقيطي

قول الشيخ عبد العزيز الهده : "ان العلامه الشنقيطي يجل الشيخ الألباني إجلالاً غريباً، حتى إذا رآه ماراً وهو في درسه في الحرم المدني يقطع درسه قائماً ومسلماً عليه إجلالاً له".

وقال الشيخ مقبل الوادعي:

والذي أعتقده وأدين الله به أن الشيخ محمد ناصر الدين الألباني حفظه الله من المجددين الذين يصدق عليهم قول الرسول (صلى الله عليه وسلم) [إن الله يبعث على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها]

آخر وصية للعلامة المحدث

أوصي زوجتي و أولادي و أصدقائي وكل محب لي إذا بلغه وفاتي أن يدعو لي بالمغفرة و الرحمة -أولاً- وألا يبكون علي نياحة أو بصوت مرتفع.

وثانياً: أن يعجلوا بدفني، و لا يخبروا من أقاربي و إخواني إلا بقدر ما يحصل بهم واجب تجهيزي، وأن يتولى غسلي (عزت خضر أبو عبد الله) جاري و صديقي المخلص، ومن يختاره -هو- لإعانته على ذلك.

وثالثاً: أختار الدفن في أقرب مكان، لكي لا يضطر من يحمل جنازتي إلى وضعها في السيارة، و بالتالي يركب المشيعون سياراتهم، وأن يكون القبر في مقبره قديمة يغلب على الظن أنها سوف لا تنبش...

و على من كان في البلد الذي أموت فيه ألا يخبروا من كان خارجها من أولادي - فضلاً عن غيرهم- إلا بعد تشييعي، حتى لا تتغلب العواطف، و تعمل عملها، فيكون ذلك سبباً لتأخير جنازتي.

سائلاً المولى أن ألقاه و قد غفر لي ذنوبي ما قدمت و ما أخرت..

وأوصي بمكتبتي -كلها- سواء ما كان منها مطبوعاً، أو تصويراً، أو مخطوطاً -بخطي أو بخط غيري- لمكتبة الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، لأن لي فيها ذكريات حسنة في الدعوة للكتاب و السنة، و على منهج السلف الصالح -يوم كنت مدرساً فيها-.

راجياً من الله تعالى أن ينفع بها روادها، كما نفع بصاحبها -يومئذ- طلابها، وأن ينفعني بهم و بإخلاصهم و دعواتهم.

(رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي و على والدي و أن أعمل صالحاً ترضاه و أصلح لي في ذريتي إني تبت إليك و إني من المسلمين).

27 جمادى الأول 1410 هـ

وفاته

توفي العلامة الألباني قبيل يوم السبت في الثاني و العشرين من جمادى الآخرة 1420ه، الموافق الثاني من أكتوبر 1999م، و دفن بعد صلاة العشاء.


السؤال واضح : من هم مشايخ الالباني في علم الحديث؟؟
ومن أجازه منهم بالحديث رواية ودراية؟

[/quote]
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 16-05-2011, 06:14 PM
السيد2000 السيد2000 غير متواجد حالياً
عضو ممتاز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 296
معدل تقييم المستوى: 16
السيد2000 is on a distinguished road
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
التمهيد
التعريف بالشيخ الألباني وبيان أهم إنجازاته
اسمـــه ونسبـــه:
الشيخ الإمام أبو عبد الرحمن محمد ناصر الدين بن نوح بن آدم بن نجاتي الألباني([1]) أصلاً، الدمشقي داراً، الأردني وفاة، الساعاتي صنعة، المشتهر بالاشتغال بالحديث.
مولده ونشـأته وحياتـه:
في ألبانيا:
في مدينة أشقُودَرَة([2]) الألبانية كان يعيش الشيخ "نوح نجاتي" بعد أن تخرج من المعاهد الشرعية في "استنبول"([3]) ـ عاصمة الخلافة الإسلامية في دولة بني عثمان ـ وكان الرجل فقيهاً حنفياً ـ كأكثر العلماء الذين تخرجوا من المعاهد العثمانية ـ فاختار أن يعود إلى بلده ليعلم أهلها الفقه والدين.
كان الشيخ نوح فقيراً، على دين وخلق، وكذلك كانت زوجته، وفي عام اثنين وثلاثين وثلاثمائة وألف من الهجرة (1914م) رزقهما الله تعالى بطفل، لم يكن الشيخ وزوجه يومها يظنان أن ابنهما هذا سيكون أحدوثة القرن، وحينما اختارا أن يسمياه محمداً لم يكونا يعلمان إلى أي مدى سيرتبط هذا الطفل بصاحب هذا الاسم r.
ولد الشيخ محمد ناصر الدين بمدينة "أشقُودَرَة" ـ عاصمة ألبانيا([4]) آنذاك ـ في أسرة فقيرة متدينة، وكانت سنة ميلاده سنة قلاقل عالمية، إذ إن الخليفة العثماني عبد الحميد الثاني كان قد عزل منذ بضعة سنوات، وتولى الاتحاديون مقاليد الحكم الفعلية في عامة البلدان الإسلامية، وقامت الحرب البلقانية الأولى، واقتطعت ألبانيا من دولة الخلافة، ومنحت حكماً ذاتياً يقوم عليه جماعة من الشيوعيين الملحدين عام واحد وثلاثين وثلاثمائة وألف بالتاريخ الهجري (1912م)، وفي سنة ميلاد الشيخ تشتعل الحرب العالمية الأولي التي تنتهي بوقوع دولة الخلافة الإسلامية فريسة لدول الحلفاء، وسقوط ألبانيا فريسة لأحمد زوغو([5]) وأعوانه، بعد أن تم الاعتراف باستقلالها نهائياً، وقد فعل "زوغو" بألبانيا ما فعله "أتاتورك" بتركيا.
وبعد أن انحرف أحمد زوغو ـ ملك ألبانيا فيما بعد ـ بالبلاد نحو الحضارة الغربية العلمانية اللادينية، لم يجد الشيخ الصـالح نوح الألباني وأسـرته بداً من ترك الديـار، والهجرة في سبيل المحافظة على الدين.
الهجرة إلى بلاد الشام:
هاجر الشيخ نوح بأسرته إلى دمشق([6])، وقد اختارها دون غيرها لما ورد في فضلها من أحاديث عن النبي r، وكانت سن الشيخ محمد إذ ذاك تسع سنوات، ولم يكن يعرف من أمر لغة العرب شيئاً قراءة أو كتابة، بَلْهَ النحوِ والصرفِ وعلومِ اللغة، كما حكى عن نفسه([7])، وكان ذلك في حدود إحدى وأربعين وثلاثمائة وألف من الهجرة (1923م).
(يقول الشيخ: "إن أول الرجال تأثيراً في نفسه هو والده"، ويحدد أثره في ناحية التدين والعبادة، إذ كان يصحبه إلى المساجد، ولا سيما أيام الجمع، كما كان يأخذه لزيارة المقابر وبخاصة من يعتقد ولايتهم، وفضل الصلاة عندهم، كالشيـخ ابن عربــي([8]) والشيخ النابلسي([9] وبهذه الدوافع يذهب به للصلاة في المسجد الأموي ظناً منه أنها هناك أفضل من سواها لما زعموا من وجود قبر نبي الله يحيى عليه السلام فيه، يقول الشيخ: "فلم أزل على خطا والدي في هذا الاتجاه حتى هداني الله إلى السنة، فأقلعت عن الكثير مما كنت تلقيته عنه، مما كان يحسبه قربة وعبادة")([10])، إن تصوفاً واضحا يحكم حركة الوالد، وإن لم يصرح بذلك الشيخ، ولعل هذا هو سبب الخلاف بين الشيخ ووالده مما سيأتي بيانه قريباً.
الدراسة الأولية:
بدأ الفتى الألباني المهاجر دراسته في مدرسة "جمعية الإسعاف الخيري" الابتدائية بدمشق، ونظراً لكبر سنه فقد حصل على السنة الأولى والثانية الابتدائية في عام واحد، ولما أشرف على نهاية المرحلة الابتدائية هبت أعاصير الثورة السورية الكبرى ضد الفرنسيين الغزاة وكان ذلك عام ثلاثة وأربعين وثلاثمائة وألف من الهجرة (1925م)، وأصاب المدرسة حريق أتي عليها، فانتقلت الدراسة إلى مكان آخر حيث أتم الشيخ دراسته الابتدائية([11])، ومما يؤسف له أن الشيخ لم يحك شيئاً عن دوره ودور أسرته في مقاومة الفرنسيين، ولعل الأسرة الفارة بدينها من طغيان "زوغو" والتي وجدت لها مأوى في دمشق، رأت أن الأفضل لها الاهتمام بأمورها الخاصة وتعلم العلم الشرعي ونشره، أو لعل قسطاً من تاريخ هذه الأسرة المشرف في المقاومة قد واراه غبار الزمن، فإن من يهجر بلاده نصرة لدينه لا نستكثر عليه الصمود في مقاومة الكفار، إلا أن هذا أو ذاك يحتاج إلى دليل لم أجده.
وكان الشيخ محباً للعربية مما مكنه من التفوق على أقرانه من السوريين العرب خصوصاً في النحو، وربما عجز الطلاب عن إعراب جملة أو بيت فلا يقوم بإعرابه سوى الشيخ([12]).
ولم تكن الدراسة النظامية ذات معنى عند والده، إذ كانت المدارس النظامية لا تدرس الشريعة، ومن ثم قرر الوالد عدم إكمال الشيخ لها، ولعل للعامل المادي دوراً في عدم إكمال الشيخ لدراسته النظامية، فالأسرة فقيرة وتحتاج إلى عمل أكثر من فرد لتوفير احتياجاتها، يدل على ذلك أن الشيخ لم يترك الدراسة النظامية ليتفرغ للعلم الشرعي، بل ليعمل نجاراً، ثم ساعاتياً مع والده، وأياً ما كان فقد وضع والد الشيخ للشيخ برنامجا علميا مركزاً قام من خلاله بتعليمه القرآن، والتجويد، والنحو، والصرف، والفقه الحنفي، ثم تلقى بعض العلوم الدينية والعربية على الشيخ "سعيد البرهاني" إذ قرأ عليه كتاب "مراقي الفلاح شرح نور الإيضاح" في الفقه الحنفي وبعض كتب النحو والبلاغة العصرية، وأنت تلحظ معي أن هذا البرنامج المقصود منه إعطاء المعارف الأولية في علوم اللغة والفقه الحنفي فقط، ولا يكفي لاستقلال الطالب بعد ذلك بالبحث.
وفي هذا الوقت عمل الشيخ بمهنة النجارة ـ وكان قد شارف على الرابعة عشر من عمره ـ مع خاله "إسماعيل" لمدة سنتين ثم مع آخر سوري يدعى "أبا محمد" لمدة سنتين أخريين، وكان عمله إصلاح البيوت المنهارة بسبب الأمطار والثلوج، وكانوا لا يعملون في الأيام الممطرة، فتصادف أن مر في أحد الأيام الممطرة على والده، الذي كان يعمل بإصلاح الساعات، فعرض عليه والده أن يعمل معه في إصلاح الساعات لأن عمل النجارة لا يناسبه، فوافق الشيخ، وكان إذ ذاك في حدود الثامنة عشرة من عمره.
أخذ الشيخ عن أبيه مهـنة إصلاح الساعات، وأجادهـا، وأخذ يتكسب رزقه منهـا، وقد وفرت له هـذه المهـنة ـ فيما بعد ـ وقتاً جيداً للمطالعة والدراسة، وهـيأت له هـجرته للشام معرفة باللغة العربية، وقرباً من أمهات كتب العلوم الشرعية.
وهكذا كانت عناية الله تنتقل بالشيخ من مرحلة إلى أخرى، فكانت الهجرة أولاً إلى بلد من أهم مراكز العلوم الشرعية، ثم كان العمل الذي يكفي القوت، ولا يأخذ من الوقت والجهد إلا أقل القليل، ثم حبب إلى الشيخ القراءة، يقول الشيخ: (كان لدي هواية في المطالعة بصورة غريبة، وهذه المطالعة فيما يبدو للناظر لا فائدة منها، وقد يكون لها آثار ضارة، لكن فيما بعد تبين أثر هذه الدراسة في لغتي ونطقي.
قلت [القائل أبو أسماء صاحب كتاب صفحات بيضاء]: ظل هذا الفتي مولعاً بالكتب العصرية الخيالية، وخاصة قصة الفرنسي أرسين لوبين([13])، فكان مغرماً بقراءة هذا النوع من القصص والروايات.
يقول الشيخ: ثم نقلت إلى مرحلة ثانية، قد تكون خيراً من تلك، وهي دراسة القصص
العربية الخيالية، مثل "ألف ليلة وليلة"، و"عنتر[ة] بن شداد" و"صلاح الدين الأيوبي"،


و"ذات الهمة والبطال"([14])، وهكذا كنت شغوفاً جداً بهذه المطالعات والقراءات)([15]).
وفي الوقت نفسه حرص الشيخ على حضور دروس وندوات العلامة محمد بهـجة البيطار المتوفى سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة وألف من الهجرة (1978م)، وكان يحضر هذه الندوات بعض أساتذة المجمع العلمي بدمشق كالشيخ عز الدين التنوخي([16])، وكانوا يقرأون "ديوان الحماسة" لأبي تمام([17]) والظاهر أن هذه الدروس كانت بالمسجد الأموي حيث كان الشيخ يتردد على هذا المسجد للصلاة وسماع الدروس العلمية.
الاتجاه إلى الدراسات الحديثية:
رغم توجيه والد الألباني المنهـجي له بتقليد المذهـب الحنفي، وتحذيره
من الاشتغال بعلم الحديث، فقد أراد الله للشيخ أمراً آخر، فذات يوم لاحظ بين
الكتب المعروضة لدى أحد الباعة ـ أمام المسجد الأموي ـ جزءاً من مجلة المنار، فاطلع عليه، ووقع فيه على بحث بقلم السـيد محمد رشيـد رضا([18]) يصف فيـه كتـاب الإحيـاء للغزالي([19])، ويشير إلى محاسنه ومآخذه، ولأول مرة يواجه الشيخ مثل هذا النقد العلمي ـ كما يحكي هو ـ فاجتذبه ذلك إلى مطالعة الجزء كله ثم مضي يتابع موضوع تخريج الحافظ العراقي([20]) على الإحياء، وسعى لاستئجاره لأنه لم يكن يملك ثمنه، ثم أقبل على قراءة الكتاب، فاستهواه ذلك التخريج الدقيق حتى صمم على نسخه، يقول الأستاذ المجذوب: (وقد أطلعني الشيخ على عمله في ذلك النسخ، فإذا أنا تلقاء أربعة أجزاء في ثلاثة مجلدات تبلغ صفحاتها ألفين واثنتي عشرة، في نوعين مختلفين من الخط، أحدهما عادي، والثاني دقيق علق به في الهوامش تفسيراً أو استدراكاً …، [و] لم يكن الشيخ آنئذٍ قد تجاوز العشرين من العمر)([21]).
بين الشيخ ووالده:
(وهنا يحدثنا الشيخ عن بعض الجوانب التي لا يحسن أن نجهلها مما كان بينه وبين ذلك الوالد الذي يصفه بأنه شديد التعصب لمذهبه الحنفي، فيقول: كنت قد أكببت في شغف كبير على دراسة السنة، فإذا آنس مني ذلك جعل يحذرني قائلاً: "علم الحديث صنعة المفاليس" ولكن على الرغم من كل ما جره ذلك التباين من خلاف فكري بيني وبينه فقد صار بنا الأمر إلى كثير من التقارب في أواخر حياته إذ كان يقول في إثر كل نقاش: "أنا لا أنكر أنك عدت إلى ببعض الفوائد العلمية التي لم أكن على بينة منها قبل ذلك مثل عدم مشروعية القصد إلى الصلاة عند قبور الصالحين")([22]).
يقول الشيخ محمد المجذوب: (وإشارة الشيخ إلى بعض أسباب الخلاف العلمي بينه وبين والده ذكرتني بما سمعته من أحاديث بعضهم حول الموضوع، وتوكيد هذا البعض على ذلك الخلاف لإيهام السامعين بأنه من المآخذ الكبيرة على أبي عبد الرحمن [يعني الشيخ الألباني]، لذلك رأيت أن أسأله المزيد من الإيضاح لهذه الناحية، فكان في أجوبته ما خلاصته: أن أكبر أسباب الخلاف مع أبيه ـ فضلاً عن التعصب المذهبي ـ يعود إلى تشدد الوالد في الحفاظ على تقاليد لا سند لها من الدين، ولا من المذهب، وكمثل من ذلك يذكر أن عدداً من الخطاب تقدم بطلب ابنته فردهم لأسباب كثيرة، ولكنها متشابهة .. ففلان امرؤ صالح ولكن أخاه شرطي يعتمر([23]) القبعة، وفلان كذلك إلا أن له قريباً يقتني مذياعاً.. حتى إن أحد أصدقائه من مشايخ دمشق خطبها إليه فقال له: "أنت عندي نعم الكفء لولا أنك على المذهب الشافعي"... ومن طرائف هذه المفارقات ما كان يراه ذلك الوالد ـ رحمه الله ـ من أن كل حشو للضرس أو السن يمنع زوال الحدث الأكبر، فمن حشا هذا أو ذاك لم يطهر من جنابة قط، وبالتالي لا تصح له صلاة.. وقد أخذ بذلك الرأي كثير من مهاجري ألبانيا الذين يأخذون عنه العلم، وحدث أن كبير بنيه قد حشا ضرساً له، وانتهى خبره إلى والده فسأله فاعترف له، فخيره بين أمرين إما أن يخلع ضرسه أو يفارق منزله.. فآثر الثانية.
وكان للشيخ ناصر موقف من ذلك الاجتهاد فناقش به والده، وقدم إليه البراهين الدامغة من النقل والعقل، فلم يستطع لها رداً، ولكنه لزم الصمت ولم يجب، ولعله قد رجع عن اجتهاده هذا فيما رجع عنه من آرائه على يد ابنه المحدث.
ويفند الشيخ تهم خصومه في موضوع الخلاف بينه وبين والده، ويؤكد رضاه عنه بمختلف الدلائل، من ذلك أنه عهد إليه دون سائر إخوته بأمر هام لم يؤثره به إلا لثقته التامة به، ويقول الشيخ: "إن ذلك الأمر معروف عند إخوته وسائر قرابته")([24])
ومن كلام الشيخ المجذوب يتبين لنا أن للشيخ الألباني عدداً من الإخوة ليس هو أكبرهم ـ وإن كنت لم أقف على تسمية أحد منهم اللهم إلا منير الذي عهد إليه الشيخ الألباني بمحله لإصلاح الساعات كما سيأتي ـ وأن الشيخ نوح لم يهاجر مع زوجته وأبنائه فقط، بل هاجر كثير من عائلة الشيخ ومن الألبانيين عموماً إلى دمشق، وأن والد الشيخ كان على درجة كبيرة من الحزم والصرامة، يدل على ذلك أن كبير بنيه آثر مفارقة والده على خلع ضرسه تلبية لرغبة والده، كما آثر الشيخ الألباني المفارقة أيضاً للخلاف العلمي في بعض المسائل كما سيأتي.
ومما نلحظه أيضاً بين ثنايا هذه السطور أن الشيخ قد نشأ وسط بيئة تميل إلى التصوف، وتعتمد كثيراً من مواقفه وسلوكيات أهله، وهذا بدوره يجعلنا نتساءل عن سر ميل الشيخ بعيداً عن جو أسرته وأهله بل ومشايخه أيضاً، وعن ما دفع الشيخ إلى الاتجاه المخالف للاتجاه الذي نشأ وترعرع فيه ؟! أغلب الظن عندي أن الشيخ كان له أصدقاء ممن يميلون إلى أفكار الشيخ محمد بن عبد الوهاب([25])، كما أنه قد تأثر بعض الشيء بالشيخ محمد بهجة البيطار، وكان الشيخ البيطار ممن يدعون إلى الاتجاه نفسه الذي يدعو إليه أتباع الشيخ محمد بن عبد الوهاب، نعم إن رفقةً تنتهج هذا المنهج، وشيخاً يدعو إليه يمكن أن يؤثرا في تغيير مسار الفتى الألباني واتجاهه، كما أننا بهذا التصور نكمل الحلقة الناقصة في نشأة الشيخ، لقد ظل الشيخ حتى بلغ العشرين، دون أن يظهر منه ما يدل على مخالفته للمجتمع الذي يعيش فيه، ثم كانت أول مسائل الخلاف بينه وبين أهله ومشايخه هي المسألة الرئيسية في دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، القصد إلى زيارة المقبورين، واتخاذ القبور مساجد، كما أن تأثر الشيخ الألباني بالشيخ رشيد رضا ـ وهو أقرب رجال المدرسة العقلية إلى مدرسة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ـ كبير واضح حكاه هو بنفسه عن نفسه.
في المكتبات الدمشقية الملاذ:
أخذ الألباني بالتوجه نحو الحديث الشريف وعلومه، ولما كان الشيخ (يعيش في كنف والده، الذي يعول أسرة كبيرة، فلم يكن بمقدوره أن يشتري ما يحتاج إليه من الكتب، التي لا يجدها في مكتبة أبيه العامرة بكتب المذهب الحنفي خاصة، فلذلك يمم [وجهه] شطر المكتبة الظاهرية)([26]).
ثم تعرف الشيخ بعد ذلك على السيد "سليم القصيباتي" وابنه "عزت" اللذين كانا يملكان واحدة من أكبر مكتبات "دمشق"، فكانا يسمحان للشيخ باستعارة ما يحتاج إليه من كتب لزمن غير محدود ودونما أجر حتى يأتيهما من يرغب في شراء الكتاب فيبعثان للشيخ فيرده إليهما، كما اتصل الشيخ بالمكتبة العربية الهاشمية "عيد إخوان" وكان له من أصحابها "أحمد" و"محمد" و"حمدي" خير معين في الحصول على ما يحتاج إليه من كتب([27]).
وذات يوم (سمعه شيخ من المشايخ ينهى عن منكر من المنكرات، فقال له ذلك الشيخ: ألم تسمع بحديث النبي r: "دعوا الناس في غفلاتهم" قال الألباني: من روى هذا الحديث؟ وما هي درجته؟ ففوجئ الشيخ بهذا الشاب، وعجز بالطبع عن إجابته فراح الألباني يبحث في بطون الكتب، ويستأجر كتاباً تلو كتاب، فيفتش ويبحث، ويدقق النظر، حتى هداه الله عز وجل إلى الحديث بتمامه "دعوا الناس في غفلاتهم يرزق بعضهم من بعض"([28]) فخرجه وبين حال رواته، وعرف درجته، [قال الشيخ محمد بن بديع موسى:] فحدثني مرة أن ذلك كان فاتحة عمله بهذا العلم الشريف)([29]).
وهذه رواية أخرى تثبت ما ذهبت إليه سابقاً من أن الشيخ كان له ميل إلى مدرسة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وأنه تأثر في هذا الميل برفقة صالحة، وبعض العلماء المعاصرين كالبيطار ورشيد رضا، فإن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لم يكن يفعله عامة شبان المسلمين في هذه الفترة، لكنه اشتهر جداً عن أتباع مدرسة الشيخ ابن عبد الوهاب علماء وعامة، وها هو الشيخ على طريقهم يمضي.
وأشرب قلب الشيخ حب دراسة الحديث الشريف، فاستغرق فيها حتى النخاع، فلم يكن يترك لكسب رزقه بإصلاح الساعات سوى ساعات معدودة من كل يوم، ماعدا الثلاثاء والجمعة، أما باقي الأيام فكان في المكتبة الظاهرية، يدرس وينهمك في المطالعة ما بين ست إلى ثماني ساعات يومياً.
يقول الشيخ محمد إبراهيم الشيباني: (لقد كان لحديث رسول الله r الأثر الكبير في توجيه الألباني علماً وعملاً، فتوجه نحو المنهج الصحيح، وهو التلقي عن الله ورسوله فقط مستعينا بفهم الأئمة الأعلام من السلف الصالح دون تعصب لأحد منهم أو عليه، وإنما كان رائده الحديث حيث كان، ولذلك بدأ يخالف مذهبه الحنفي الذي نشأ عليه، وكان والده رحمه الله يعارضه في مسائل كثيرة في المذهب، فبين له الشيخ أنه لا يجوز لمسلم أن يترك العمل بحديث رسول الله r بعد أن ثبت عنه وعمل به بعض الأئمة لقول أحد من الناس كائنا من كان، ويذكر له أن هذا هو منهج أبي حنيفة([30]) وغيره من الأئمة الكرام رحمهم الله تعالى)([31]).
قلت: لم يكن الشيخ في هذه الفترة ممن يمكنهم الأخذ عن الله تعالى ورسوله r مباشرة، ذلك أن الشيخ أعجمي أولاً ثم هو لم تكتمل دراسته العلمية بعد، بل ولم تتجاوز دراسته للحديث العامين، فضلاً عن أن يكون دارساً للحديث والفقه وأصولهما دراسة جيدة ثم إنه لم يكن له في دراسته تلك شيخ يعول عليه فيما يذهب إليه، فكيف يمكن اعتبار ذلك هو المنهج الصحيح للتلقي، كما أن المسلم الذي لا يحل له ترك العمل بالحديث الصحيح مهما كان من خالفه هو المجتهد، أو من قاربه، أما من كان في طور طلب العلم فعليه أن يسأل عن سبب مخالفة الأئمة لهذا الحديث أو ذاك، فلم يكن الأئمة المتقدمون جهالاً، ولا كانوا ذوي ضمائر خربة ليقدموا كلامهم على كلام الله ورسوله، وإنما هو الفقه والفهم لمرامي النصوص، فالحق أنه ليس من الصواب في شيء أن يبدأ طالب العلم بالتفقه من الكتاب والسنة مباشرة، وإنما يحفظ كتاب الله ثم يسمع الحديث والفقه، على أن يكون ذلك كله على المشايخ حتى إذا بلغ الطالب في العلم شأواً وأجازه مشايخه بدأ يبحر في بحار البحث والتحقيق والترجيح والموازنة بين الأقوال والأدلة.
ومما يشهد لما قررت، ما ذكره الشيخ المجذوب قائلاً: (كنت في زيارة للمكتب الإسلامي في حازمية بيروت ـ فرج الله كربها ـ وكان ثمة حديث عن كتاب لأحد كبار الساسة المسلمين وردت فيه عبارة استعملها المؤلف، وفيها يسند الإيحاء إلى بعض الأشياء، كما تقول أوحى إلى هذا الأمر بكذا.. فسألوني: أليس هذا كفراً؟.. قلت: لا أرى ذلك فالإيحاء هنا ليس بمعنى التنزيل بل بمعنى التذكير والتنبيه، ومن ذلك قول الله تبارك اسمه في القرآن العظيم: "وأوحى ربك إلى النحل"([32])، وقوله عن الكافرين: "يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً"([33]) وقوله: "وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم"([34]) وأصر الشيخ يومئذ على أنها عبارة كفرية، ولم أزل أصر على تبرئتها من الكفر.. وقلت يومها للشيخ: من مقولات علماء الإسلام أن دليلاً واحداً على إسلام امرئ أقوى من تسعة وتسعين دليلاً على كفره.. فكان جوابه: بل قد يكون دليل الكفر أغلب من التسعة والتسعين!!!)([35])، إن التفوق في النحو والصرف العربي لا يعني القدرة الكاملة على استيعاب وفهم أساليب العرب ومعانيهم التي يرمون إليها بتراكيب خاصة، والتي تتفاضل فيها العبارات والطرائق، وتتنوع فيها السبل والوسائل، نعم لقد كان الشيخ متفوقاً في النحو العربي لكن ماذا عن البيان والمعاني وعلوم البلاغة بأسرها، إن قصة كهذه تشير إلى أن الشيخ لم يكن في هذه العلوم بذاك.


بداية الخلاف بين الشيخ ومن حوله:
يقول الشيخ الألباني: (وبعد الاستمرار في دراسة علم الحديث، تبينت لي أخطاء كانت سائدة في ذلك الوقت، باتباعهم بعض البدع، فمثلاً في حاشية ابن عابدين([36]) في الكتاب الأخير ذكر فيه عن سفيان الثوري([37]) أن الصلاة في مسجد بني أمية بسبعين ألف صلاة، وهذا الأثر معزو لابن عساكر([38]) في تاريخه، فوجدت هذا الأثر وإذا بإسناده ظلمات بعضها فوق بعض، فقلت سبحان الله كيف يروي هذا الأثر والسند كما ذكرت، ولو كان السند غير ذلك لكان معضلاً كما يقول علماء المصطلح، وكذلك اطلعت في تاريخ ابن عساكر عن قصة قبر "يحيى" المزعوم أنه في مسجد بني أمية، حتى وصل البحث إلى أن الصلاة في مسجد بني أمية لا تجوز، فأحببت أن أعرض رأيي على بعض المشايخ كأبي والشيخ البرهاني، وفي هذه الأيام بعد صلاة الظهر أسررت إلى الشيخ البرهاني أن الصلاة في مسجد بني أمية لا تصح، فقال لي: "اكتب كل الأشياء التي حصلتها في هذا الباب"، فقمت بكتابتها في ثلاث أو أربع صفحات، وقدمتها له، فقال لي: "سوف أعطيك الجواب بعد العيد"، وكان ذلك في شهر رمضان، ولما ذهبت إليه قال لي: "كل الكلام الذي كتبته لا أصل له"، قلت له متعجباً: لماذا ؟! قال: "لأن جميع الكتب التي نقلت منها غير معتمدة عندنا"، فلا أدري معنى كلامه هذا مع أني نقلت من كتب مذهبه الحنفي، مثل كتاب "مبارق الأزهار شرح مشارق الأنوار"([39])، وهو كتاب حنفي، ونقلت له من "مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح" لملا علي القاري([40])، وهو حنفي، وبعض نصوص أخرى فلم يرفع إليها رأسه، وعلى هذا النمط كان موقف والدي)([41]).
ويروي لنا الشيخ المجذوب رواية أخرى لهذه القصة فينقل عن الشيخ الألباني أنه عرض عمله على الشيخ البرهاني فوعده الرجل بالرد بعد العيد يقول الألباني: (فلما جئته تبسم وقال لي: "لم تصنع شيئاً لأن المظان التي نقلت عنها لا تعدو حاشية ابن عابدين ومراقي الفلاح وليست بمصادر للفقه" وقد صدمت بهذا الجواب وعلمت أن الشيخ لم يستوعب كل ما كتبته، إذ كانت نقولي عن "عمدة القاري" و"مرقاة المفاتيح" و"مبارق الأزهار" و"حاشية الطحطاوي"([42]) وهي من المراجع المعتبرة عند أهل العلم.. ولهذا رأيت أن أتابع المسألة في دائرة أوسع، وهكذا مضيت في البحوث والتنقيب حتى استكملت الفكرة بأدلتها من الكتاب والسنة وأقوال الأئمة، فكان من هذا كتابي المعروف باسم "تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد")([43]). وعدم اكتراث الشيخ البرهاني بما كتب الفتى الألباني ينبيك أن بين الرجلين أمراً، والأرجح عندي أنه ـ كما ذكرت سابقاً ـ اختلاف المشرب، هذا مع أن كتاب "تحذير الساجد" ما زال حتى اليوم يحتاج إلى إعادة النظر فيه فقهاً وحديثاً، فلعله يوم رآه الشيخ البرهاني كان ضعيف الفقه، وهذا طبيعي بالنسبة لكونه أول كتابات الشيخ.
ألف الشيخ كتابه "تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد" ليظهر موقفه من الصلاة في المساجد التي بها قبور، ومنها مسجد بني أمية فعلم بذلك أبوه فأسرها في نفسه، ثم كانت مسألة الجماعة الثانية فقد كان في مسجد بني أمية جماعتان الأولى شافعية بإمام والثانية حنفية بإمام ذلك أن الأمر كان أولاً على مذهب الأحناف فقط، لأن الحكام الذين كانت تعينهم دار الخلافة العثمانية كانوا يتمذهبون بمذهب الأحناف الذي هو مذهب الدولة العثمانية، واستمر الأمر على ذلك حتى سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة وألف من الهجرة (1923م) حيث تولى الحكم "تاج الدين الحسيني"([44]) [كذا في إماطة اللثام، والصواب الحَسَني] وكان شافعياً، فأصدر الرجل أمره السامي بأن يصلي الإمام الشافعي الجماعة الأولى في مسجد بني أمية وفي مسجد التوبة قبل الإمام الحنفي، ثم يؤم الإمام الحنفي الجماعة الثانية([45])، وكان يؤم جماعة الأحناف الشيخ البرهاني فإن غاب فالشيخ نوح الألباني، وكان الشيخ لا يصلي الجماعة الثانية مع والده لأنه يرى كراهة الجماعة الثانية في مسجد قد صلي فيه، واتخذ المغرضون من ذلك ذريعة للإيقاع بين الشيخ وأبيه، حتى قال له أبوه ذات يوم وهم على طعام العشاء: إما الموافقة وإما المفارقة، فاضطر الشيخ إلى المفارقة([46]).
إن والد الشيخ ـ مثله مثل شيخه البرهاني ـ يميل إلى التصوف، وفي ظني أن بعضهم قد أوعز إليه أن ابنك لا يرى صحة الصلاة خلفك لتصوفك، ومن ثم كان ألم الوالد الكبير الذي أدى به إلى أن يطرد ابنه فلذة كبده من داره، ولا أتصور قط أن والداً يمكن أن يطرد ابنه لمجرد الخلاف العلمي حول مسألة ما، لكن إذا وصل هذا الخلاف إلى الحد الذي يظن معه أحد الطرفين أن الآخر يكفره، أو يضلله فهذه ولا شك هي القاطعة لكل علاقة أو رحم، وتسلسل الأحداث هنا ينبينا أن شيئاً كهذا قد حدث، فالابن أولاً يرى حرمة الصلاة في المساجد التي بها قبور، ثم يرى حرمة القصد إلى زيارة قبور الصالحين، وهو ما كان يفعله الوالد ـ الذي هو من كبار فقهاء بلده كما ذكر ابنه ـ وكان الناس في هذا الوقت ـ وغالبهم من المتصوفة ـ ينظرون إلى أتباع الشيخ محمد بن عبد الوهاب بمنظار أسود، ولا يعلمون عنهم سوى أنهم يكفرون المسلمين الذين يزورون قبور الصالحين، فإذا أشيع عن الشيخ أنه وهابي، فإن أول ما يخطر ببال والده الصوفي ـ كأكثر علماء عصره ـ هو موقف ولده منه، هل يرى كفره أم لا؟ ويظل الخاطر يتردد في ذهن الوالد حتى يسمع إنكار ابنه على من يصلي في مسجد بني أمية، فيتقوى عنده هذا الخاطر، لكنه أمر عام، يُبْقِى للقلب تردداً في إثبات هذا الخاطر أو نفيه، ثم تأتي مسألة الصلاة خلف الجماعة الثانية، والشيخ لا يرى صحتها، سواء كان الإمام والده أو غيره، لكن القوم يصورون الأمر للوالد على أنه هو المقصود بذلك، وأن ابنه يشكك في دينه وإيمانه، وما كان ليدع الصلاة خلف أبيه لولا أنه يظنه ضالاً أو كافراً كما يفعل الوهابيون، هكذا يشيع المغرضون، وأسقط في يد الوالد فلم يدر ماذا يفعل، ولا يجد أمامه من حل إلا أن يخرج هذا الابن من داره، أو يتراجع الابن عن آرائه، لكن الابن الذي غلبه التحقيق العلمي يأبى أن يتنازل عما وصل إليه من تحقيق يظنه الحق، ولا يعرف شيئاً عما قاله المغرضون فيختار المفارقة.
مفارقة الأهل في سبيل الدعوة:
فارق الشيخ أهله ومعه خمس وعشرون ليرة سورية، أعطاها له والده، فذهب الشيخ إلى أحد الإخوة، واقترض منه مائتي ليرة، واستأجر دكاناً واستقل في عمله، وفي هذا الوقت ألف كتاب "الروض النضير في ترتيب وتخريج معجم الطبراني([47]) الصغير" وكان عمره آنئذ اثنين وعشرين عاماً([48])، وذلك حوالي عام ستة وخمسين وثلاثمائة وألف من الهجرة (1936م).
إن أكثر الذين ترجموا للشيخ يروي عنه هذه القصة بهذا الأسلوب، إذن كان هناك "إخوة" يمكن أن يلجأ إليهم الإنسان عند حاجته إليهم، بل ويمكنه أن يقترض منهم مثل هذا المبلغ الكبير، إن شخصاً عادياً لا يمكنه أن يقرض شاباً مطروداً من دار أبيه، ولا يملك من حطام الدنيا شيئاً مثل هذا المبلغ، أما المتآخون على درب الدعوة، السائرون في طريق واحد، فإن التضحيات بينهم تكون كبيرة، ووقوفهم بجانب بعضهم البعض أمر يعد في كثير من الأحيان مضرب الأمثال، إن الدعوات الجديدة تبعث في نفوس المؤمنين بها روحا جديدة يستعد معها المرء للتضحية بنفسه لو اقتضى الأمر في سبيل نصرة مبدئه، وفي هذا إشارة تؤكد إلى ما سبق أن قررناه من أن الشيخ الألباني كان من رفاقه من ينصر مدرسة الشيخ محمد بن عبد الوهاب.
التفرغ والإنتاج:
غاص الشيخ في أعماق الدراسة والبحث، وفي التاسع عشر من شعبان سنة ست وستين وثلاثمائة وألف من الهجرة (1947م) فرغ الشيخ من كتابه "صفة الصلاة الكبير" وهو أصل الكتاب المطبوع ويقع فيما بين الخمسمائة إلى الستمائة صحيفة([49]).
وفي عام سبع وستين وثلاثمائة وألف من الهجرة (1948م) عمل الشيخ مرشداً للجيش السعودي أثناء عودته من حرب فلسطين، ولعل الشيخ شارك في هذه الحرب، لكن ليس بين يدي ما يرجح ذلك، وأثناء ذلك وضع الشيخ كتابه "وصف الرحلة الأولى إلى الحجاز والرياض" وهو من مخطوطات الشيخ التي لم تطبع([50])، وفي اختيار القيادة السعودية للشيخ ليكون مرشداً لجيشها ما يؤكد الصلة المبكرة بين الشيخ وبين مدرسة الشيخ محمد بن عبد الوهاب.
وفي عام ثمانية وستين وثلاثمائة وألف من الهجرة (1949م) حج الشيخ بيت الله الحرام وزار قبر النبي r ولاحظ عند قبر النبيr شيئاً ذكره في كتابه تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد فقال: (رأيت في أسفل حائط القبر الشمالي محراباً صغيراً ووراءه سدة مرتفعة عن أرض المسجد قليلاً، إشارة إلى أن هذا المكان خاص للصلاة وراء القبر! فعجبت حينئذ كيف ظلت هذه الظاهرة الوثنية قائمة في عهد دولة التوحيد! أقول هذا مع الاعتراف بأنني لم أر أحداً يأتي ذلك المكان للصلاة فيه، لشدة المراقبة من قبل الحرس الموكلين على منع الناس من يأتوا بما يخالف الشرع عند القبر الشريف، فهذا مما تشكر عليه الدولة السعودية، ولكن هذا لا يكفي ولا يشفي)([51]).
وفي عام تسعة وستين وثلاثمائة وألف من الهجرة (1950م) فرغ الشيخ من ترتيب أحاديث كتاب "الشريعة" للآجري([52]) وهو مما لم يطبع من كتب الشيخ([53])، وفي عام سبعين وثلاثمائة وألف (1951م) فرغ الشيخ من ترتيب أحاديث "مشكل الآثار" للإمام الطحاوي([54]) في كتابه الذي سماه "وضع الآصار في ترتيب أحاديث مشكل الآثار" وهو من كتبه المخطوطة أيضاً([55]).
وفي سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة وألف من الهجرة (1952م) فرغ الشيخ من كتابه "تمام المنة في التعليق على فقه السنة" للشيخ السيد سابق والذي كانت طبعته الأولى في حدود سنة خمس وستين وثلاثمائة وألف (1945م)، وقد أرسل إليه الشيخ "حسن البنا"([56]) قبل مقتله، وقبل فراغ الشيخ الألباني من كتابه، يهنئه على مسلكه، ويحضه على الاستمرار، وفي العام نفسه فرغ الشيخ من كتابه "صفة صلاة النبي r لصلاة الكسوف"([57]).
كانت هذه الأعمال فاتحة خير كبير على الشيخ الألباني حيث أصبح الاهتمام بالحديث وعلومه شغله الشاغل، وأصبح معروفاً بذلك في الأوساط العلمية بدمشق، مما دفع كلية الشريعة في جامعة دمشق إلى الاستعانة به في تخريج أحاديث البيوع الخاصة بموسوعة الفقه الإسلامي، التي عزمت الجامعة على إصدارهـا عام أربعة وسبعين وثلاثمائة وألف (1955م)، فاتفق الشيخ معهم على العمل مدة أربع ساعات يومياً، وكان من جراء ذلك أن إدارة المكتبة الظاهـرية بدمشق خصصت غرفة خاصة له ليقوم فيهـا بأبحاثه العلمية، بالإضافة إلى منحه نسخة من مفتاح المكتبة كي يدخلهـا وقتما شاء.
وذاع أمر الشيخ واهتمامه بالحديث وعلومه، مما كان له الأثر البالغ في أن يلتقي
بالشيخ محمد راغب الطباخ([58])، علامة حلب في زمانه، وذلك بواسطة الأستاذ محمد
المبارك([59]) الذي ذكر للشيخ الطباخ ما يعرفه من إقبال الفتى على علوم الحديث وتفوقه فيها،
مما دفعالعلامة الطباخ إلى إجازته بمروياته.
وتيسرت ظروف الشيخ، فاشترى قطعة أرض بدمشق خارج التنظيم رخيصة الثمن، وأسس منزلاً له ودكاناً، إلا أن المنزل الجديد كان بعيداً عن المكتبة الظاهرية، فاشترى الشيخ دراجة ليذهب بها إلى المكتبة، وكان الدمشقيون يتعجبون من الشيخ المعمم الذي يركب الدراجة، لكن الوقت كان عند الشيخ أثمن من أي شيء([60]).
وكانت همة الشيخ في التحصيل عالية جداً فقد حكى عن نفسه أنه أصيب ذات يوم بمرض خفيف أصاب بصره، فنصحه الطبيب بالراحة وترك القراءة والكتابة وتصليح الساعات لمدة ستة أشهر، فبقي الشيخ أسبوعين منفذاً لوصية الطبيب ثم زينت له نفسه الوثابة أن يكلف بعض الناس بنسخ مخطوطة "ذم الملاهي" لابن أبي الدنيا، وحتى يتم نسخها يكون قد مضى وقت استعاد فيه الشيخ بعض صحته ثم يقابلها على أصلها مع الناسخ دون أن يبذل مجهوداً يذكر ثم يحققها بعد ذلك على مهل .. هكذا فكر الشيخ، لكن الله أراد أمراً آخر، إذ سرعان ما اكتشف الناسخ غياب أربع صفحات من المخطوطة، فقابل الشيخ الأصل معه فتيقن من النقص، وكانت الرسالة محفوظة ضمن مجلد من المجلدات الموضوعة تحت عنوان "مجاميع" فظن الشيخ أن الورقة الضائعة قد اختلطت بمجلد آخر فبدأ يبحث في المجلدات على الترتيب، وكان ربما أعجبه أثناء البحث كتاباً أو رسالة يقف عليها ضمن هذا المجلد أو ذاك فيقيد عنوانه عنده، حتى فرغ من مجلدات "المجاميع" وعدتها مائة واثنان وخمسون مجلداً، ولم يعثر على بغيته، فظن أنها ربما اختلطت بمجلدات "الحديث" فأخذ يقلبها مجلداً مجلداً، ولم يزل يمني نفسه بالحصول على الورقة حتى قلب مخطوطات المكتبة كلها وعدتها عشرة آلاف مخطوطة، ولم يتوقف عند هذا الحد بل تابع البحث في "الدشت" وهي عبارة عن مكدسات من الوراق والكراريس التي لا يعرف أصلها، ولم يعثر للورقة الضائعة على أثر، لكنه جمع في بحثه هذا نفائس المخطوطات التي كانت مخفية في المكتبة الظاهرية لا يعلم عنها أحد شيئاً، فأعاد دراسة مخطوطات المكتبة على ضوء تجربته السابقة فجمع في هذه المرة كل ما يتعلق بعلم الحديث، ثم أعاد دراسة المخطوطات للمرة الثالثة فخرج بأصل "معجم الحديث النبوي" الذي بلغ بعد ذلك أربعين مجلداً كما يسر له ذلك عمل "فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية" وقد كان هذان الكتابان المعين الذي لا ينضب لمؤلفات الشيخ وتحقيقاته، ونسي الشيخ مرضه ووصية طبيبه لشدة نهمه وإقباله وعلو همته وقد فرغ من ذلك عام خمسة وسبعين وثلاثمائة وألف من الهجرة، وهو في الثالثة والأربعين من عمره([61]).
الدعوة إلى السنة والابتلاء:
حمل الشيخ الألباني راية الدعوة في سوريا فبدأ بالاتصال بالمعارف والأصدقاء، وجعل من مكان عمله مكاناً يجتمعون فيه، ثم انتقل إلى دار أحد إخوانه، ثم إلى دار أكبر، ثم استؤجرت دار لهذا الغرض، وجعل الحضور يتكاثرون، فضيق عليهم، ثم ألغيت الاجتماعات وانفض السامر، ثم بدأت المناقشات بين الشيخ وبين غيره من المشايخ، ولقي معارضة شديدة من كثير من المذهبيين والصوفية وغيرهم، فكانوا يثيرون عليه العامة والغوغاء ويشيعون عنه أنه "وهـابي ضال" ويحذرون الناس منه([62]) (يقول الشيخ: كانت أولى هذه المشاكسات أن جماعة من المشايخ ـ وبينهم من كان يتوقع منه نصرة السلفية ـ قد نظموا عريضة يزعمون فيها أني أقوم بدعوة وهابية، تشوش على المسلمين، وجعلوا يجمعون لها توقيعات الناس، ثم رفعوها إلى مفتي الشام، فأحالها بدوره إلى مدير الشرطة، الذي استدعاني وناقشني في الأمر، ثم انتهى الموضوع إلى غير شيء.
وذات يوم سألني صديق من زملاء الدراسة عن حديث يتعلق بثواب الصيام، فأوضحت له ضعفه، وكان هذا قد سمعه من خطيب الجمعة يستشهد به على المنبر، فلم يتمالك أن عاد إلى هذا الشيخ الخطيب ليذكر له ما عرفه من ضعف الحديث، والمرجع المثبت لذلك، فما كان من هذا إلا أن وقف خطبته التالية على الهجوم على طريقة السلف، وراح يتهم أصحابها بالوهابية، ويصفها بالضلال، ومضى يحذر الناس من مقاربتهم، ويدعوهم للحفاظ على أبنائهم من دعاتها، ولم يكن مجموع المستمعين إلى تلك الخطبة على سواء في قبولها أو ردها، فحدث بعض الهرج والمرج، والشيخ ناصر بينهم يسمع ويرى، ولا يجد مجالاً للكلام، وهكذا واصل الشيخ الخطيب هجومه على الدعوة وأهلها في خطب متتالية، حتى خيفت الفتنة، وتدخل رجال خفية في الأمر، وأقبل أحدهم على الشيخ ناصر يحاول منعه الصلاة في ذلك المسجد، بأسلوب ظاهره النصيحة، وباطنه الوعيد والتهديد.
وكان محالاً أن يقف الخلاف عند هذا الحد بعد بروزه في العرائض، وعلى المنابر، إذ راح الخصوم يمارسون كل الذرائع التي يخيل إليهم أنها موهنة من عزم الشيخ، وأقل ذلك دعوة طلبة العلم إلى مقاطعته والحذر من مجالسته)([63]).
لكن ذلك كله لم يفت في عضد الشيخ بل زاد من عزمه على الاستمرار في طريقه، فزار كثيرين من مشايخ دمشق بصحبة الشيخ "عبد الفتاح الإمام" وجرت بينه وبينهم محاورات حول مسائل التوحيد، والتعصب للمذاهب، والبدع، ثم رتب الشيخ برنامجا لزيارة بعض المناطق ما بين "حلب([64])" و"اللاذقية([65])" كـ"إدلب"([66]) و"سلمية"([67]) و"حمص"([68])و"حماة"([69]) و"الرقة"([70]) فكانت ندوات شبه دورية يقرأ فيها من كتب السنة، وتتوارد الأسئلة ويثور النقاش المفيد، وضاعف هذا بدوره من نقمة الآخرين، بل وصل الأمر إلى حد الوشاية بالشيخ عند الحكام مما أدى إلى سجنه نحو ستة أشهر كما سيأتي، وظهرت العراقيل في طريقه (فمرة يدعوه وكيل وزارة الداخلية لشئون الأمن، ليبلغه طلب مفتي إدلب منع الشيخ من دخول ذلك البلد، وإبعاده إلى منطقة الحسكة ومرة أخرى يتلقى دعوة من الشرطة بوجوب مواجهة سماحة مفتي دمشق، فلم يسعه سوى التوجه إليه، وإذا مكتب سماحته حافل بالمشايخ، الذين حشدوا لهذه الغاية، وأثير بعض النقاش، إلا أنه لم يستمر طويلاً إذ لم يكن من خطة القوم استمراره، واكتفى سماحته بأن وجه إلى الشيخ تهمة إثارة الفتنة، مستدلاً على ذلك بحادثة قريبة، خلاصتها أن فتى قد دخل أحد المساجد للصلاة فلاحظ أن عدداً من رواد المسجد لم يلتحقوا بالجماعة بل ظلوا منتظرين حتى جاءهم إمام من مذهبهم، فانتظموا خلفه في جماعة ثانية، فلم يتمالك الفتى أن أعرب عن استغرابه لهذه الظاهرة، وذكر أهلها مخالفتهم للهدي النبوي في هذه التفرقة، فما كان منهم إلا أن أهووا عليه بالضرب والركل داخل المسجد.
ومع أن الشيخ لم يكن قد سبق له معرفة بذلك الفتى، فقد أبى المشايخ إلا أن يحملوه تبعة عمله، لأنه بنظرهم هو المسبب لكل نشاط فقهي جديد في هذا البلد، ولا بد أنهم يعلمون أنه لا يقر تعدد الجماعات بسبب منافاة هذا التعدد لصريح السنة وتطبيقات السلف، وتحت التهديد اضطر الشيخ إلى توقيع تعهد بألا يقدم على الخطابة في الناس.. وكان ذلك تعهداً غير ذي موضوع بالنسبة إلى الشيخ، لأنه غير ذي صلة بالخطابة أصلاً)([71]).
وكان الشيخ يسافر كل شهر إلى "حلب" لزيارة "مكتبة الأوقاف الإسلامية" العامرة بالمخطوطات، فيقضي فيها الساعات الطوال في دراسة مخطوطة أو نسخ أخرى، ومما نسخه الشيخ من هذه المكتبة "زوائد البوصيري"([72]).
وعموماً فقد تركز نشاط الشيخ الدعوي في:
( أ ) دروسه العلمية التي كان يعقدهـا مرتين كل أسبوع حيث يحضرهـا طلبة العلم وبعض أساتذة الجامعات ومن الكتب التي كان يدرسهـا في حلقاته العلمية:
1- في العقيدة: "فتح المجيد بشرح كتاب التوحيد" لعبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهـاب([73])، و"كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد " ألفه الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وتحدث فيه عن بعض موضوعات التوحيد والشرك الأكبر والأصغر ومعني شهادة التوحيد، وحكم الذبح لغير الله والاستغاثة بغير الله والغلو في قبور الصالحين وغير ذلك، وقد شرح هذا الكتاب حفيده الشيخ عبد الرحمن في فتح المجيد المذكور.
2- وفي الأصول: اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم لابن تيمية([74])، وأصول الفقه لعبد الوهـاب خلاف.
3- وفي الفقه: الروضة الندية شرح الدرر البهـية: والدرر البهية مختصر في الفقه للإمام محمد بن علي الشوكاني([75]) وقد شرحه الشوكاني شرحاً نافعاً سماه "الدراري المضية" أورد فيه الأدلة التي بنى عليها ذلك الكتاب، كما شرحه الشيخ صديق حسن خان([76]) في الروضة الندية المتقدم، يقول محمد عيد عباسي ـ أحد تلاميذ الشيخ ـ: (ولقد درسناه كاملاً بجميع أبوابه… وكان أستاذنا حفظه الله يشرح البحوث شرحاً علمياً محققاً، يكاد لا يترك مسألة صغيرة ولا كبيرة إلا يجليها، ويوضح غامضها، ويعلق على ما يقرأ موافقاً أو مختلفاً([77])، وهو في جميع ذلك يستند إلى أقوى الحجج وأثبت البراهين)([78]) أهـ، والإلمام في أحاديث الأحكام لابن دقيق العيد([79])، وفقه السنة لسيد سابق الشافعي المتوفى حوالي عام ثمانية عشرة وأربعمائة وألف من الهجرة، والحلال والحرام ليوسف القرضاوي([80]).
4- وفي علوم الحديث: الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث: واختصار علوم الحديث لابن كثير([81]) وقد شرحه أحمد محمد شاكر([82]) في الباعث الحثيث.
5- وفي التاريخ والنظم: منهـاج الإسلام في الحكم لمحمد أسد، ومصطلح التاريخ لأسد رستم.
6- وفي الزهد والرقائق: الترغيب والترهيب للمنذري([83])، ورياض الصالحين للنووي([84]).
7- والأدب المفرد للبخاري([85]): وكان يختار ما صح من أحاديثه ويعلق عليه في دروس النساء.
إن نظرة متأملة لهذه الكتب لتلحظ أن مؤلفيها في الغالب ذوو مشرب واحد، بل ذوو آراء واحدة في كثير من القضايا، فهم جميعاً ممن يعلنون انتماءهم للسلف، والمتأخرون منهم كابن تيمية ثم ابن كثير ثم ابن عبد الوهاب ثم الشوكاني ثم صديق حسن خان ثم أحمد شاكر متفقون في أكثر القضايا التي يدعون إليها، فهم في العقيدة على منهج ابن تيمية في صفات الله، ويخالفون الأشعرية في كثير من المسائل، وفي الفروع لا يرضون بالتقليد ويدعون إلى الاجتهاد واتباع الدليل، ويحاربون البدع بمفهوم متقارب لها، وهذه المسائل هي أشهر المسائل التي أخذ العلماء وردوا فيها مع الشيخ الألباني، بل إن الشيخ لما اختار من كتب الفقهاء المذهبيين اختار قوماً ممن لم يتقيدوا بالمذاهب تماماً كسيد سابق ويوسف القرضاوي، لا ريب إذن أن الرجل كان يختار من الكتب التي يدرسها ما يتفق مع اتجاهاته الفكرية.
( ب ) رحلاته الشهـرية المنتظمة التي بدأت بأسبوع واحد من كل شهـر، ثم زادت مدتهـا حيث كان يقوم فيهـا بزيارة المحافظات السورية المختلفة، بالإضافة إلى بعض المناطق في المملكة الأردنية قبل استقراره فيهـا مؤخراً.
في الجامعة الإسلامية:

وكان قد اختاره المشرفون على الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة في بداية تأسيسها، وعلى رأسهم الشيخ "محمد بن إبراهيم آل الشيخ"، ليدرس الحديث وعلومه وفقهه في الجامعة، فيما بين سنتي (1380هـ/1960م ـ 1383هـ/1963م)، وكان للشيخ منهج خاص في تدريسه بالجامعة، فكانت علاقته بالطلاب علاقة الصديق بصديقه، فإذا فرغ من درسه الرسمي جلس مع الطلاب علي الرمال ـ بعيداً عن قاعات الدرس ـ يناقشهم ويناقشونه في شتى مسائل العلوم ويمر عليه بعض زملائه من الأساتذة فيقولون: "هذا هو الدرس الحقيقي وليس الذي خرجت منه أو الذي ستعود إليه".
وفي تدريس المصطلح، اختار الشيخ تدريسه بطريقة عملية، فكان يختار من أحاديث صحيح مسلم([86]) للسنة الثالثة، ومن أحاديث أبي داود للسنة الثانية، فيكتب الحديث على السبورة سنداً ومتناً، ثم يبدأ في الدراسة الحديثية العملية، فيخرج الحديث، ثم يدرس إسناده من كتب الرجال المختصرة كالتقريب ونحوه، وقد كان لهذا المنهج أثراً واضحاً في تطور الدراسة العملية للحديث الشريف بالجامعة الإسلامية.
غير أنني لا أرتضي اختيار الشيخ لصحيح مسلم ليدرس الطلاب أسانيده، فإن ذلك مما يجرئ صغار الطلاب على اقتحام حرمة هذا الصرح الشامخ المتين، وليس لهم من العلم والمعرفة والإحاطة بالأسانيد والمتون ما يمكنهم من دفع ما قد يعترضهم من الشبه أو ما يقفون عليه من أسانيد ظاهرها الضعف ولا يعرف وجه صحتها إلا المتبحرون، فكان الأولى بالشيخ أن يختار كتاباً غير صحيح مسلم لتدريب الطلاب.
وكان من آثار منهج الشيخ العملي أيضاً نشاط حركة التحقيق في الجامعة الإسلامية، والتي ابتدأها الدكتور محمد أمين المصري المتوفى سنة سبع وتسعين وثلاثمائة وألف (1977م)ـ أحد تلاميذ الشيخ ـ حيث كان يأمر طلابه بتحقيق المخطوطات الحديثية.
لكن لما كان دوام الحال من المحال، فقد أوغر البعض صدور المسئولين في الجامعة على الشيخ، فكان أن أنهوا خدمته بالجامعة، وعاد الشيخ إلى دمشق عام ثلاث وثمانين وثلاثمائة وألف (1963م)، حيث فرغ للبحث كل وقته وترك محله لأخيه "منير"، ثم لابنه بعد وفاة أخيه.
السجن محنة أم منحة؟!:
وكان الشيخ منذ أوائل عام تسع وسبعين وثلاثمائة وألف (1960م) تحت مرصد الحكومة السورية، مع أنه كان بعيداً عن التدخل في الشئون السياسية، ولست مع الشيخ في ذلك فمن يُقَوِّم الساسة إذا امتنع العلماء عن ذلك؟!، وعموماً فقد سبب ذلك نوعاً من الإعاقة له، فقد تعرض للاعتقال مرتين، الأولى كانت عام سبع وثمانين وثلاثمائة وألف (1967م) حيث اعتقل لمدة شهـر في قلعة دمشق وهـي نفس القلعة التي اعتقل فيهـا شيخ الإسلام "ابن تيمية"، وعندما قامت الحرب في العام نفسه بين إسرائيل وجيرانها العرب رأت الحكومة أن تفرج عن جميع المعتقلين السياسيين، لكن بعدما اشتدت الحرب عاد الشيخ إلى المعتقل مرة ثانية، ولكن هـذه المرة ليس في سجن القلعة، بل في سجن "الحسكة" شمال شرق دمشق، وقد قضى فيه الشيخ نحو ستة أشهـر، وخلال هـذه الفترة حقق مختصر صحيح مسلم للحافظ المنذري، واجتمع مع أناس لولا ضرورات السجن لما فكروا يوماً بلقائه، بَلْهَ الدخولِ معه في حوار.
يقول الشيخ محمد بن بديع موسى: (أخبرني من كان قد سجن معه في القلعة قال: لقد وضعونا ستة إخوة في زنزانة انفرادية، فكنا لا نستطيع الركوع ولا السجود لضيقها، فنصلي إيماء، ووافق سجنه سجن العديد من علماء دمشق، ومشايخها، مثل الشيخ "حسن حبنكة الميداني"، وابنه "محمد"، والشيخ "عبد العزيز أبي زيد"، والشيخ "محمد الغلاييني"، والشيخ "عبد الله الغلاييني"، والشيخ "مروان حديد"، الذي كان لا يفتأ يسأل الشيخ ويستفيد منه، والشيخ "عبد الرحمن الزغبي" وغيرهم، وعندما نقل الشيخ إلى المهاجع الكبيرة، كان يوزع وقته بين الدعوة، وعرض أفكاره ومناقشة أهل العلم، وبين العمل ببحوثه ومصنفاته، فكان يعمل بتحقيق مختصر صحيح مسلم، للحافظ المنذري، وإلى جانب علوم الحديث والسنة، تعلم منه إخوانه الصبر والإيثار، ومعالي الأخلاق، جاءه مرة لحاف من أهله، وكانت إدارة السجن قد خصصت لكل خمسة أشخاص بطانية واحدة، فآثر إخوانه ورووا عنه قصصاً كثيرة في ذلك)([87]).
ويستمر تدفق الحياة:
وفي سنة خمس وثمانين وثلاثمائة وألف زار الشيخ بيت المقدس لأول مرة يقول الشيخ: (ولقد شددت الرحل إلى بيت المقدس لأول مرة بتاريخ 22/5/1385هـ حين اتفقت حكومتا الأردن وسوريا على السماح لرعاياهما بدخول أفراد كل منهما إلى الأخرى بدون جواز سفر، فاهتبلتها فرصة فسافرت فصليت في المسجد الأقصى، وزرت الصخرة للاطلاع فقط، فإنه لا فضيلة لها شرعا، خلافاً لزعم الجماهير من الناس، ومشايعة الحكومات لها، ورأيت مكتوباً على بابها من الداخل، حديثاً فيه أن الصخرة من الجنة، ولم يخطر في بالي آنئذ أن أسجله عندي لدراسته، وإن كان يغلب على الظن أنه موضوع)([88]).
وفي سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة وألف (1969م) طلب إليه معالي وزير المعارف في المملكة العربية السعودية، الشيخ "حسن بن عبد الله آل الشيخ"، أن يتولى الإشراف على قسم الدراسات الإسلامية العليا في جامعة مكة، وقد حالت الظروف دون تحقيق ذلك.
وفي أوائل التسعينات من القرن الهجري الموافق أوائل السبعينات من القرن الميلادي، كانت بداية تعرف الدكتور "محمد موسى نصر" بالشيخ والتتلمذ على يديه يقول د/ محمد موسى: (لقد تشرفت بصحبة شيخنا إمام العصر الألباني، من أوائل السبعينات وإلى أن لقي ربه، وكانت علاقتي به ولله الحمد والمنة علاقة الابن بأبيه وعلاقة التلميذ الوفي لشيخه، ...، كانت بدايات معرفتي بالشيخ في أوائل السبعينات من خلال كتبه "صفة صلاة النبي r" و"تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد" والسلسلة الصحيحة والضعيفة، وغيرها فأعجبني منهج الشيخ، وأحببته في الله قبل أن أراه، حتى وجدتني أسافر إلى دمشق الشام في أواسط السبعينات، لألتقي بالشيخ وأراه عن قرب، ...، وقبل ذلك زارني بعض أهل البدع من التكفيريين، وألقى علي بعض الشبه وذلك قبيل التحاقي بالجامعة الإسلامية بنحو عام، فقلت: وجبت أي زيارة الشيخ، لأسمع منه جواباً شافياً لشبه تلك الطائفة الباغية، فسافرت إلى شيخنا الألباني دون تردد أو تأخير، وكان أن وصلت إلى الشيخ ورأيته بين كتبه ومصنفاته في المكتبة الظاهرية، وقد جعلوا له مكاناً خاصاً فيها، رأيته فامتلأ قلبي سعادة وبشراً،...، رأيت رجلاً وجهه كالبدر نوراً وإشراقاً مع هيبة ووقار،...، جلست مع الشيخ في المكتبة الظاهرية نحواً من ساعة، ثم صحبته إلى بيته بسيارته، وألقيت عليه أسئلة شتى، فأجابني يرحمه الله إجابات شافية، تروي الغليل وتشفي العليل، ثم ودعت الشيخ على أن ألتقي به بعد شهر من تاريخه في "الأردن"، وذلك أنه كان للشيخ جولات دعوية في الأردن، وكانت له رحم أيضاً يصلها ويزورها، وكان الشيخ يزور عمان بين الحين والآخر، وتارة يصحبه الشيخ "محمد عيد عباسي" حفظه الله، وذلك قبل سجنه)([89]).
بين الألباني وأبي غدة:
وفي سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة وألف ظهر الشقاق بين الشيخ الألباني والشيخ عبد الفتاح أبوغدة بسبب ما كتبه الشيخ عبد الفتاح من انتقاد لتخريج الشيخ الألباني لشرح العقيدة الطحاوية، وقد بلغ هذا الانتقاد بعض المسؤولين في المملكة العربية السعودية، فأثر في علاقتهم بالشيخ الألباني بعض الشيء، وكان ما سطره الألباني في تقدمته لشرح العقيدة الطحاوية سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة وألف أيضاً، ثم ما كتبه الشيخ عبد الفتاح في "كلمات في كشف أباطيل وافتراءات" سنة أربع وتسعين وثلاثمائة وألف، ثم ما خطه الألباني في "كشف النقاب عما في كلمات أبي غدة من أباطيل وافتراءات" سنة خمس وتسعين وثلاثمائة وألف.
وفي سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة وألف أيضاً حج الشيخ بيت الله الحرام، وزار الدكتور محمد أمين المصري في داره بمكة المكرمة، وكان عنده الشيخ عبد الفتاح أبو غدة، لكن لم يحدث بين الشيخين نقاش، وقد طلب الشيخ الألباني من الدكتور المصري أن ييسر له أمر مناقشة الشيخ عبد الفتاح فيما نسبه إليه لكن الشيخ عبد الفتاح رفض مجرد المقابلة([90])!!.
المزيد من البحث والإنتاج:
وفي رجب من عام اثنين وتسعين وثلاثمائة وألف لبى الشيخ دعوة "الاتحاد العالمي للطلبة المسلمين" في أسبانيا، وألقى محاضرة بمدينة "غرناطة"([91]) طبعت فيما بعد بعنوان "الحديث حجة بنفسه في العقائد والأحكام"، وفي رمضان من نفس العام زار الشيخ دولة قطر وألقى محاضرة بمدينة "الدوحة"([92]) طبعت فيما بعد بعنوان "منزلة السنة في الإسلام" والتقى بالشيخ "يوسف القرضاوي" والشيخ "محمد الغزالي"([93]) وغيرهم([94]).
وفي عهـد الوحدة بين مصر وسوريا اختير الشيخ عضواً في لجنة الحديث التي شكلت للإشراف على نشر كتب السنة وتحقيقهـا.
كما طلبت إليه الجامعة السلفية في "بنارس" الهـند أن يتولى مشيخة الحديث، وقد أرسل إليه الشيخ "عبيد الله الرحماني" شيخ الجامعة السلفية، مظهراً إعجابه بالشيخ، ورغبته في لقائه، فاعتذر الشيخ عن ذلك لصعوبة اصطحاب الأهـل والأولاد بسبب الحرب بين الهـند وباكستان آنذاك.
وفي عام ثلاثة وتسعين وثلاثمائة وألف ألقى الشيخ محاضرة بالمعهد الشرعي بعَمَّان كان عنوانها "التصفية والتربية" وقد ذهب فيها إلى أنه لا بد اليوم ـ من أجل استئناف حياة إسلامية صحيحة ـ من القيام بهذين الواجبين:
التصفية والمراد بها تصفية العقيدة مما هو غريب عنها كالشرك، وجحد الصفات الإلهية أو تأويلها، ورد أحاديث الآحاد الصحيحة المتعلقة بالعقيدة، وتصفية الفقه الإسلامي من الاجتهادات الخاطئة المخالفة للكتاب والسنة، وتصفية كتب التفسير والحديث والفقه والرقائق وغيرها من الأحاديث الضعيفة والموضوعة والإسرائيليات.
قال شيخنا الأستاذ الدكتور محمد بكار: "ونحن نوافق الشيخ على ما قام به من تصفية كتب التفسير والحديث والفقه من الأحاديث المردودة والضعيفة، أما غير ذلك من تصفية العقيدة والفقه فلهذه العلوم أهلها الذين يمكنهم القيام بهذا"أ.هـ
ثم التربية والمراد بها تربية الجيل الناشئ على هذا الإسلام المصفى منذ نعومة أظفاره

تربية إسلامية صحيحة([95]).
وفي عام أربعة وتسعين وثلاثمائة وألف زار الشيخ مصر، وكانت له محاضرة بمدرج كلية العلوم بجامعة عين شمس، وأخرى بمقر جمعية أنصار السنة بالزيتون([96]).
وفي سنة خمس وتسعين وثلاثمائة وألف (1977م) زار الشيخ المغرب لأول مرة، والتقى بالشيخ "محمد أبو خبزة" مدير مكتبة مدينة "تطوان"، في المملكة المغربية، وقد أهدى الشيخ أبو خبزة للشيخ الألباني رسالة مصورة عن مخطوط لشرح العقيدة الطحاوية([97]).
وفي العام نفسه (1977م) اختير عضواً للمجلس الأعلى للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة حتى عام ثمانية وتسعين وثلاثمائة وألف (1980م).
سلفي يدعي عصمة آل البيت:
وفي سنة ست وتسعين وثلاثمائة وألف دعي الشيخ إلى غداء في بيت بعض السلفيين بعمان، وجرت بينه وبين أحدهم مناقشة علمية حول عصمة آل البيت ذكرها الشيخ في الصحيحة بعد أن دلل على عدم عصمة آل البيت فقال: (واعلم أن الذي دعاني إلى كتابة ما تقدم أن رجلاً عاش برهة طويلة مع إخواننا السلفيين في حلب بل إنه كان رئيساً عليهم بعض الوقت، ثم أحدث فيهم حدثاً دون برهان من الله ورسوله، وهو أنه دعاهم إلى القول بعصمة نساء النبي r وأهل بيته وذريته من الوقوع في الفاحشة ، ولما ناقشه في ذلك أحد إخوانه هناك وقال له لعلك تعني عصمتهن التي دل عليها تاريخ حياتهن فهن في ذلك كالخلفاء الأربعة وغيرهم من الصحابة المشهورين المنزهين منها ومن غيرها من الكبائر، فقال: لا، إنما أريد شيئاً زائداً على ذلك وهو عصمتهن التي دل عليها الشرع، وأخبر عنها دون غيرها مما يشترك فيها كل صالح وصالحة أي العصمة التي تعني مقدما استحالة الوقوع! ولما قيل له هذا أمر غيبي لا يجوز القول به إلا بدليل، بل هو مخالف لما دلت عليه قصة الإفك، وموقف الرسول r وأبي بكر الصديق t فيها، فإنه يدل دلالة صريحة أنه r كان لا يعتقد في عائشة رضي الله عنها العصمة المذكورة، ...
ثم اشتدت المجادلة بينهما في ذلك حتى أرسل إليَّ أحدُ الإخوان الغيورين الحريصين على وحدة الصف خطاباً يشرح لي الأمر، ويستعجلني بالسفر إليهم قبل أن يتفاقم الأمر، وينفرط عقد الجماعة، فسافرت بالطائرة، ولأول مرة إلى حلب، ومعي اثنان من الإخوان، وأتينا الرجل
في منزله، واقترحت عليهما أن يكون الغداء عنده تألفاً له، فاستحسنا ذلك، وبعد الغداء بدأنا بمناقشته فيما أحدثه من القول، واستمر النقاش معه إلى ما بعد صلاة العشاء، ولكن عبثاً فقد كان مستسلماً لرأيه، شأنه في ذلك شأن المتعصبة الذين يدافعون عن آرائهم دون أي اهتمام للأدلة المخالفة لهم، بل لقد زاد هذا عليهم فصرح في المجلس بتكفير من يخالفه في قوله المذكور، إلا أنه تنازل بعد جهد جهيد عن التكفير المشار إليه، واكتفى بالتصريح بتضليل المخالف أياً كان!
ولما يئسنا منه قلنا له إن فرضك على غيرك أن يتبنى رأيك وهو غير مقتنع به، ينافي أصلاً من أصول الدعوة السلفية، وهو أن الحاكمية لله وحده، وذكرناه بقوله تعالى في النصارى: "اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله"([98])ولهذا فحسبك أن يظل كل منكما عند رأيه، ما دام أن أحدكما لم يقنع برأي الآخر، ولا تضلله كما هو لا يضللك، وبذلك يمكنك أن تستمر في التعاون معه، فيما أنتما متفقان عليه من أصول الدعوة وفروعها، فأصر على فرض رأيه عليه وإلا فلا تعاون، علماً بأن هذا الذي يريد فرض رأيه عليه هو أعرف منه وأفقه، بالدعوة السلفية أصولاً وفروعاً، وإن كان ذاك أكثر ثقافة عامة منه)([99]).
قلت: في هذا الذي ذكره الشيخ ما يدل على مدى نشاطه في دعوته وحرصه على تلاميذه وإخوانه من الانزلاق إلى أفكار خاطئة، كما أن فيه ما يدل على أن السلفيين ليسوا مجرد مجموعة من طلبة العلم، بل هم جماعة لهم قائد يرجعون إليه، حريصون على التعاون فيما بينهم على نشر الدعوة، ومما يؤكد ذلك قول الشيخ، بعد ذلك: (وصباح اليوم التالي بلغنا إخوانه المقربين إليه بخلاصة المناقشة،وأن الرجل لا يزال مصراً على التضليل وعدم التعاون إلا بالخضوع لرأيه، فأجمعوا أمرهم على عزله، ولكن بعد مناقشته أيضاً، فذهبوا إليه في بيته بعد استئذانه طبعاً، وأنا معهم وصاحباي، فطلبوا منه التنازل عن إصراره، وأن يدع الرجل على رأيه، وأن يستمر معهم في التعاون، فرفض ذلك، وبعد مناقشة شديدة بينه وبين مخالفه في الرأي وغيره من إخوانه خرج فيها الرجل عن طوره حتى قال لمخالفه لما ذكره بالله: أنا لا أريد أن تذكرني أنت بالله، إلى غير ذلك من الأمور التي لا مجال لذكرها الآن، وعلى ضوء ما سمعوا من إصراره، ورأوا من سوء تصرفه مع ضيوفه اتفقوا على عزله، ونصبوا غيره رئيساً عليهم)([100]).
ثم ذكر الشيخ أنه قاطع هذا الرجل حتى حدثت الدعوة إلى الغداء بعمان في منزل أحد السلفيين في منتصف جمادى الأولى، وفوجئ الشيخ بحضور هذا الرجل فيها فحاول الشيخ مرة أخرى أن يناقشه وأن يرده إلى الحق وعقدت جلسة خاصة لذلك بعد هذا الغداء بيومين في دار أخرى في جبل النصر، لكن الرجل ازداد شططاً، وارتفع صوته واتهم الشيخ بالضلال، واستمر على الإصرار على قوله حتى وافته المنية بعد ذلك بسنين طويلة([101]).
بين الألباني والبوطي:
وفي عام سبعة وتسعين وثلاثمائة وألف وضع الشيخ كتابه في الرد على الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي وسماه "دفاع عن الحديث النبوي والسيرة والرد على جهالات الدكتور البوطي في كتابه فقه السيرة" وكان حاداً عنيفاً في رده على الدكتور البوطي حتى في عنوان الكتاب، ولم يكتف في مقدمة كتابه بنقد الشيخ البوطي فقط بل انتقد كل أساتذة الجامعات قائلاً: (فقد كشف بذلك كله أن هذه الشهادات العالية وما يسمونها بالدكتوراة لا تعطي لصاحبها علماً وتحقيقاً وأدباً)، وقد جلب له هذا الانتقاد اللاذع وأمثاله عداء العديد من أساتذة الجامعات وجردت الأقلام للرد عليه وتفنيد كتاباته، وعندي أن السبب الرئيسي في اختيار الدكتور البوطي لانتقاده والرد عليه هو ما أشار إليه الشيخ الألباني في مقدمة رده على البوطي من هجوم الشيخ البوطي الشديد على أتباع الشيخ محمد بن عبد الوهاب.
التلاميذ الأبناء:
وفي العام نفسه (1397هـ) كان الشيخ أبو عبد الرحمن محمد الخطيب يتشوق للقاء الشيخ، وكان قد تعرف على تلاميذ الشيخ وجالسهم واشترى كتب الشيخ، وكان أول ما اشتراه منها "صفة صلاة النبي r"، وكان يترقب مجيئه من الشام كعادته لإعطاء المحاضرات، ثم لما أصبحت الأردن محل إقامة الشيخ الألباني، لازمه أبو عبد الرحمن ملازمة تامة حتى إنه أمضى في بيت الشيخ ست سنوات متواصلة، وقد حكى الشيخ أبو عبد الرحمن عن أخلاق الشيخ الألباني ورحمته ورفقه بتلاميذه وورعه وعفته عما في أيدي الناس، وإنفاقه في سبل الخير بلا حساب، مما يجدر بكل عالم من علماء الدين أن يكون عليه، وقد وافق الشيخ أخلاق السلف الصالح في ذلك ([102]).
بين الألباني والأعظمي:
وفي عام ثمانية وتسعين وثلاثمائة وألف زار الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي سوريا، واختار الشيخ الألباني لينزل عنده، وقد أكرم الشيخ وفادته، وكان قد صدر قبل ذلك كتاب "الألباني شذوذه وأخطاؤه" لأرشد السلفي، وهو اسم مستعار، وكان أغلب ظن الشيخ الألباني أنه للأعظمي([103]ورغم ذلك لم يستطع الألباني - إكراماً لضيفه - أن يسأله عن الكتاب، ثم صادف انتهاء مدة نزوله على الألباني رغبة الألباني في الذهاب إلى "حلب" وكان الأعظمي يريد الذهاب إلى "حلب" أيضاً فاصطحبه الشيخ في سيارته، وقد سافر معهما من تلاميذ الشيخ محمد عيد عباسي، وعلي خشان، فطلب منهما الشيخ الألباني أن يثيرا بعض الموضوعات المنتقدة في الكتاب، فحاول التلميذان إثارة الأسئلة، لكن الشيخ الأعظمي رفض أن يجيب في حضرة الألباني، وكان يقول: لا يفتى ومالك في المدينة، فكان الشيخ الألباني يجيب والشيخ الأعظمي لا يزيد على قوله: صحيح، ولم يخالف في أي مسألة من المسائل المعروضة، ثم قال الشيخ الأعظمي: إني لم آت إلى هنا للبحث والمناقشة، ومن ثم أنهى الشيخ الألباني هذا الحوار رفقاً بالشيخ لكبر سنه، ثم بلغ الشيخ منزله وتفرقوا([104]).
وفي عام تسع وتسعين وثلاثمائة وألف (1979م) فرغ الشيخ من كتابه "الذب الأحمد عن مسند الإمام أحمد"([105]) وكان قد شرع فيه بناء على طلب الشيخ "عبد العزيز بن باز"([106]) للرد على مقالة المدعو "عبد القدوس الهاشمي" التي ذهب فيها إلى أن مسند الإمام أحمد ليس من مؤلفاته ولا تصح نسبته إليه، وأن عبد الله بن أحمد([107]) زاد فيه، وأن كل ذلك وصل إلى القطيعي([108]) بطريقة مجهولة، وأن القطيعي كان فاسد العقيدة من أشرار الناس، فأدخل في المسند كثيراً من الموضوعات حتى صار ضعفيه، وقد ذكر محمد بن إبراهيم الشيباني في كتابة "حياة الألباني" أن الشيخ الألباني رد على كل هذه الترهات في كتابه هذا ([109]).
الهجرة في سبيل الدعوة:
وفي عام أربعمائة وألف أصاب الشيخ ما يصيب أصحاب المبادئ والدعوات فأخرج من بلده "دمشق" هو وأهله، فتوجه الشيخ إلى "عَمَّان"([110])، وابتنى بها داراً وظل فترة بعيداً عن الدرس والتدريس حتى ألح عليه بعض تلامذته هناك ليلقي عليهم دروسه التي كان عودهم إياها، ذلك أن الشيخ كان يزور "عمان" مرة كل شهر أو شهرين، المهم أن تلاميذ الشيخ ألحوا عليه وزاد إلحاحهم فاستجاب الشيخ لمطلبهم وبدأ في التجهيز لدروسه، وبينما هو يعد للدرس الثالث إذا بالأمر يأتي بترحيله عن الأردن أيضاً، فاضطر الشيخ للرجوع إلى دمشق، رغم أنه لا أهل له فيها ولا سكن، فوصل إليها ليلة الخميس العشرين من شوال سنة إحدى وأربعمائة وألف، في حالة كئيبة جداً، وهو يضرع إلى الله أن يصرف عنه شر القضاء وكيد الأعداء، فبات فيها ليلتين، وسافر في الثالثة بعد الاستخارة والاستشارة إلى "بيروت"([111])، حيث نزل هناك على أحد إخوانه القدامى، ثم هاجر بعد فترة إلى "الإمارات" فبقي عند بعض محبيه لفترة أخرى، وفي أثناء إقامته بالإمارات زار الشيخ الكويت في شتاء عام اثنين وأربعمائة وألف، وألقى فيها محاضرات عديدة، كما زار "الإمارات" عدة مرات كان آخرها عام خمسة وأربعمائة وألف، وزار أيضا عدداً من دول أوروبا، والتقى فيهـا بالجاليات الإسلامية والطلبة المسلمين، وألقى دروساً علمية مفيدة، وبعد فترة استطاع الشيخ أبو مالك محمد إبراهيم شقرة ـ أحد تلاميذ الشيخ ـ أن يتوسط لدى الملك حسين كي يسمح للشيخ ناصر الدين باستيطان الأردن فكان ما أراد الله وعاد الشيخ إلى الأردن وبقيت له وطناً حتى لقي الله([112]).
وفي سنة خمس وأربعمائة وألف (1985م) كانت رحلة الشيخ للديار الحجازية، مع زوجته الرابعة أم الفضل، وتلميذه أبي ليلى محمد بن أحمد الأثري، وفي هذه المرة نزل عند صديقه المكي أبي عرب، الذي دعاه للذهاب إلى "بنجلاديش" لتوضيح معالم التوحيد لأهل الحديث هناك، لكن الشيخ اعتذر([113])، وفي العام نفسه زار الشيخ دولة الإمارات العربية في 29/3/1985م وبقي بها سبعة أيام، حيث خرج منها في 5/4/1985م.
وفي عام ستة وأربعمائة وألف (1986م) أصدر وزير الأوقاف في بعض الإمارات العربية مذكرة نشرت في بعض الجرائد في شوال من نفس العام، اتهم فيها الدعوة السلفية بالخطورة على العقيدة الإسلامية، وإنكار المذاهب الأربعة، وصبت المذكرة جام غضبها على الشيخ الألباني باعتباره رأس الدعوة السلفية كما صرحت المذكرة بذلك، وقد فند الشيخ هذه التهم المنسوبة إليه وإلى الدعوة السلفية في مقدمة الجزء الثالث من السلسلة الضعيفة وذكر أن كل ما نسب إليه وإلى الدعوة السلفية ليس صوابا([114]).
بين الألباني والغماري:
وفي العام نفسه ألف الشيخ عبد الله بن محمد بن الصديق الغماري([115]) كتابه "القول المقنع في الرد على الألباني المبتدع" وفيه رد على الشيخ الألباني في قوله بعدم شرعية زيادة قولهم "سيدنا" في الصلاة الإبراهيمية، وقد رد عليه الألباني في مقدمة الجزء الثالث من سلسلته الضعيفة([116])، وكان بينهما مناوشات يطول بذكرها الكلام.


بين الألباني والحويني:
وفي عام سبعة وأربعمائة وألف سافر أبو إسحاق الحويني المصري ليتلقى عن الشيخ الألباني بعمان ومن هذه الجلسات كانت مسائل أبي إسحاق الحويني للشيخ الألباني وقد أصدرها الشيخ أبو إسحاق في حوالي عشرين شريطاً، وقد حوت هذه المسائل الكثير من أراء الشيخ الألباني في الحديث والفقه والعقيدة وما سوى ذلك.
الهمم العالية:
وفي سنة عشر وأربعمائة وألف زار الشيخ الحجاز أيضاً مع زوجته أم الفضل وابنه عبد المهيمن، وتلاميذه على الحلبي، وخالد حجازي، وأبي ليلى الأثري، وقد حدث أنهم لما اقتربوا من الحدود السعودية تذكر الشيخ أنه نسي جوازات السفر في البيت، فعاد بسيارته ـ التي أتى بها ـ أكثر من ثلاثمائة كيلومتراً إلى "عمان" حيث أحضر الجوازات وعاد إلى السعودية وعند الحدود اكتشف أن جواز زوجته قد انتهت صلاحيته، فعاد مرة أخرى إلى "عمان" حيث تمكن من تجديد الجواز والعودة مرة ثالثة إلى الديار السعودية ([117])، فانظر إلى مدى تحمل الرجل وهو في العقد الثامن من عمره، لتعرف مدى تحمله في طلب العلم وهو شاب.
وقد انتدب من سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رئيس إدارة البحوث العلمية والإفتاء للدعوة إلى التوحيد والاعتصام بالكتاب والسنة والمنهـج الإسلامي الحق في مصر !! والمغرب!! وبريطانيا.
بين الألباني والشاويش:
وفي سنة اثنتي عشرة وأربعمائة وألف (1992م) ظهر الخلاف بين الشيخ الألباني وبين الشيخ زهير الشاويش صاحب المكتب الإسلامي ببيروت، والذي كان عوناً للشيخ على نشر كثير من مؤلفاته، إلا أن الخلاف بين الشيخين قد بلغ حداً نقل معه الشيخ الألباني حقوق طبع مؤلفاته إلى مكتبات أخرى، وحتى قال في مقدمة ضعيفته: (هذه الطبعة [يعني طبعة المكتبة الإسلامية بعمان لكتابه آداب الزفاف] هي الشرعية وأما طبعة المكتب الإسلامي الجديدة فهي غير شرعية، لأنها مسروقة عن الأولى، وحق الطبع للمؤلف يعطيه من يشاء، ويمنعه من لا يتقي الله، ويتلاعب بحقوق العباد، كما أن في هذه الطبعة المسروقة تصرفاً بالزيادة والنقص، والله المستعان، وإليه المشتكى من فساد أهل هذا الزمان) ([118])، وهو يعني بهذا كله الشيخ زهير الشاويش، وقد صرح باسمه وهو يتكلم عن طبعات صحيح الجامع وضعيف الجامع حيث قال: (ولكننا نحذر القراء من دسائس الشاويش في طبعته الجديدة المكثفة للتجارة بهما، في تعليقاته عليهما، وفي تقديمه لهما، والله المستعان)([119]).
الجائزة:
ولقد كانت لجنة الاختيار لجائزة الملك فيصل العالمية للدراسات الإسلامية قررت منح الجائزة عام تسعة عشر وأربعمائة وألف (1999م)، وموضوعهـا "الجهـود العلمية التي عنيت بالحديث النبوي تحقيقاً وتخريجاً ودراسة" لفضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني السوري الجنسية، تقديراً لجهـوده القيمة في خدمة الحديث النبوي تخريجاً وتحقيقاً ودراسة وذلك في كتبه التي تربو على المائة.
يقول الشيخ محمد بن بديع موسى: (كنا نرى معه [يعني مع الشيخ الألباني] حفل نيل الجائزة التي تسلمها عنه الأستاذ أبو مالك، حفظه الله، قبل شهور [يعني من وفاته] وكأن الأمر لا يتعلق به، فهو الذي علمنا أن الإنسان يعلو بدينه وإيمانه وعلمه، لا بشهاداته وماله وحسبه)([120]).
العذر بالجهل:
وفي العام نفسه (1419هـ) عرض "علي الحلبي" تلميذ الشيخ الألباني على الشيخ فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في مسألة "ساب الدين"، وقولهم فيه: "ينبغي أن يبين له أن هذا كفر، فإن أصر بعد العلم فهو كافر" وعرض عليه فتوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين المتوفى سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة وألف ضمن مجموع فتاويه، والتي نص فيها على اشتراط القصد والإرادة للحكم بتكفير المعين الفاعل لذلك، ثم سأله قائلاً: "هل ترون غير هذا الحكم؟" فأجاب الشيخ: "بل هذا عين ما نقول به"([121]).
في مواجهة الأفكار المنحرفة:
هذا وقد كان للشيخ مواقف جادة في الرد على الفرق المنحرفة من القاديانية والشيعة وغيرهم ومن كتبه المخطوطة "مناظرة كتابية مع طائفة من القاديانية" وعلى رأسهم رئيسهم بدمشق يومئذٍ "نور أحمد الباكستاني" وله أيضاً رد على مراجعات الموسوى الشيعي([122])، كما كان للشيخ دور بارز في القضاء على فكر التكفير ـ الذي بدأ يزحف خارج مصر إلى الأردن ـ حتى قال الدكتور عاصم القريوتي: (إن أعظم ما قام به الشيخ من جهود بعد نشره للتوحيد وإحيائه للسنة النبوية، هو الوقوف أمام فكر التكفير العصري، الذي فاق فكر الخوارج في هذه البلية)([123]).
البحث من المهد إلى اللحد:
ولم يترك الشيخ العلم والبحث إلى أواخر أيامه يقول الشيخ محمد بن بديع موسى: (كان يستكتب أحفاده وتلامذته قبل أسابيع من وفاته، فدخلنا عليه مع الشيخ الدكتور محمد الصباغ، وسأله حفظه الله عن حالته وصحته وإعماله، فوصف له ضعف قوته، وما يعانيه عند البحث في المراجع، وأنه "ما حك جلدك مثل ظفرك" وتساءل: أين تلك الأيام التي كنت أصعد فيها بنفسي على السلم، وأتناول ما شئت من الكتب والمراجع؟ لقد أتعبتني هذه الدوخة ولم أجد عند طبيب من الأطباء علاجاً، أو أملاً في علاجها)([124])، إنها النفوس الكبيرة والهمم العالية التي لا يثنيها عن عزمها إلا الموت.
وإذا كنا قد فرغنا من الحوادث التي عاشها الشيخ، وخاض غمارها، فقد آن لنا أن نقترب قليلاً كيما نتعرف على شخصية الشيخ وعلى ...
أخـــلاق الشيخ:
لقد اشتهرت عن الشيخ أخلاقيات فاضلة حق أن تذكر في هذا المقام، فقد وصفه الشيخ محمد إبراهيم الشيباني، والشيخ أبو حفص الأثري، والشيخ أبو أسماء المصري، وغيرهم ممن ترجم للشيخ، بالرجوع إلى الحق إذا لاحت معالمه، والتواضع، وحسن معاملة الخصوم.
فأما الأولى: وهي رجوع الشيخ إلى الحق إذا لاحت معالمه؛ فهي من صفات الشيخ المحمودة، والتي تظهر بوضوح لكل من يتابع كتب الشيخ ومؤلفاته، فتجده تارة يتراجع عن تصحيحه أو تضعيفه لحديث ما إذا اتضح له أن الصواب خلاف ما ذهب إليه، وتارة يتراجع عن مسألة ما قررها في كتاب ما ثم اتضح له خطأ ما قرر أو أفاده بعضهم ذلك فتراه يشير إلى ذلك، ويبين الصواب الذي اتضح له، إلا أننا مقابل هذه الصفة نلحظ ثبات الشيخ على أكثر أقواله ومنافحته عنها بقوة وشدة قلما تجدهما عند غيره وما ذلك إلا لثقته بصحة ما يكتب أو يقرر.
وأما الثانية: وهي التواضع فإن تواضع الشيخ مع تلاميذه ومريديه كبير حتى إنه ليمر بسيارته عليهم ليوقظهم لصلاة الفجر، ويلبي دعوتهم ولو كان الداعي فتى صغيراً([125])، ومع هذا التواضع نجد للشيخ صبراً عظيماً على التحصيل ومدارسة العلم، ثم على الجدل ومناقشة الخصوم، ثم على التأليف المستمر، والمشاريع العلمية الكبيرة، التي ربما عجزت عن إتمامها المؤسسات، ثم على الأذى الذي لاقاه في طريق العلم ومسيرة الدعوة، هذا الصبر العظيم توقظه نار همة عالية دائمة التأجج لا تخبو ولا تنطفئ في مرض ولا سجن، ولا تحول دونها جبال المشاق وأعاصير المصاعب، وما قصة الورقة الضائعة ثم سجن الحسكة عنا ببعيد، وإن رجلاً يكمل ترتيب معجم الطبراني الصغير في الوقت الذي يطرد فيه من دار أبيه لهو رجل يستحق أن يكون مثلاً أعلى لأولي الهمم العالية، إن موقفاً كهذا كفيل بتحطيم نفس الفتي الصغير الفقير، لكن الألباني يمر عليه الموقف وكأنه لا يحدث معه هو، فتستمر حياته وكأن شيئاً لم يكن، ولا شك عندي أن همة عالية تختبئ وراء الأحداث.
وقد حكى الشيخ أبو عبد الرحمن محمد الخطيب ـ وكان قد لازم الشيح ملازمة طويلة كما تقدم ـ عن أخلاق الشيخ الألباني ورحمته ورفقه بتلاميذه وورعه وعفته عما في أيدي الناس، وإنفاقه في سبل الخير بلا حساب، مما يجدر بكل عالم من علماء الدين أن يكون عليه.
وما تقدم من حكايات سجن الشيخ بسجن الحسكة ينبيك عن همة عالية، وحماسة للدعوة متأججة، وتدين صادق يلازم الشيخ في كل أوقاته، فلا توقفه مشاق السجن عن إقامة الجمعة والجماعة فيه، ثم إيثار بما في اليد رغم الخصاصة، وقد تقدم ذكر بعض أخبار الشيخ وهو في السجن.
(وكان الشيخ كلما مدح بكى وأجهش بالبكاء، وقال: إني أقول كما قال الصديق الأكبر: "اللهم لا تؤاخذني بما يقولون، واجعلني خيراً مما يظنون، واغفر لي ما لا يعلمون"([126]) يقول الشيخ عشيش: كان الشيخ الألباني يحدثنا عن تعريفات الحافظ وأمير المؤمنين في الحديث،... وعرف الحافظ بقوله: هو من يحفظ مائة ألف حديث بأسانيدها ومتونها، فبادرت بالسؤال فقلت: هل أستطيع أن أطمئن بأن شيخنا يحفظ مائة ألف حديث؟ قال الألباني: هذا لا يعنيك، فقال عشيش: نعم هذا ما يعنيني، ثم كررها مراراً فقال الشيخ: "وما بكم من نعمة فمن الله"([127]))([128]).
ويقول الشيخ المجذوب: (ومع أن السمة الأساسية في أخلاق العلماء هي الأناة وطول النفس مع المخالفين، وفي الشيخ منها الكثير والحمد لله، إلا أن في طبيعته إلى ذلك لوناً من الشدة قد تبلغ حد العنف حتى مع محبيه فضلاً عن مخالفيه .. وما أدري لذلك من تعليل سوى شدة الثقة بنفسه وبما توافر له من رؤية لما يعتقد أنه الحق، ومن هنا كانت جرأته في النقد لكل اجتهاد يخالف ما ثبت لديه، حتى ولو كان ذلك الاجتهاد صادراً ممن لا يكتم أثرهم وفضلهم)([129]).
إن ما يعنيني هنا أن أرسم صورة متكاملة لشخصية الشيخ، والشيخ المجذوب يقرر أن في الشيخ حدة وشدة، وقد لقي المجذوب الألباني وجالسه أكثر من مرة، ثم هو يفسر هذه الحدة والشدة بثقة الشيخ الكبيرة بنفسه، وبما توصل إليه، لكني ألمس نوعاً آخر من الحدة في أخلاق الشيخ ينقله عنه الشيباني بأسلوب مهذب لطيف، وحق له ذلك فهو شيخه وله عليه يد طولى، يقول الشيباني: (إن كل من رآه في المكتبة آنذاك يعرف مدى اجتهاده وحرصه على وقته، حتى إن كثيراً من الناس كانوا يحملون عليه لكثرة انهماكه في المطالعة والتأليف أثناء زيارتهم له في المكتبة، وبالطبع كان للشيخ عذره لأنه لا يريد إضاعة الوقت بالترحاب والمجاملة، وكان يجيب عن بعض الأسئلة التي توجه إليه وهو ينظر في الكتاب، دون أن يرفع بصره إلى محدثه بأوجز عبارة تؤدي الغرض، وكما يقول عنه الأستاذ محمد الصباغ: عين في الكتاب وعين على السائل)([130])، إن القارئ لهذا الكلام ليلمس شيئاً من الشدة ـ ولا أقول الجفاء ـ في أخلاق الشيخ، شدة خُلُقية، قبل أن تكون حدة علمية، لقد قاسى الشيخ كثيراً في حياته ففراره وهو صبي صغير مع عائلته من بلده التي ترعرع فيها وأنس إليها إلى بلد آخر غريب عنه، لا يعرف لغته، ولا أحداً من أهله، مع فقر والده وشظف عيشه، قد ترك ولا شك بصمات واضحة على شخصية هذا الصبي، ثم طبيعة الوالد المتشددة الصارمة، ثم عدم اكتراث والده وشيخه البرهاني بأبحاثه، ثم طرد والده له، كل ذلك وغيره قد ترك خطوطاً عميقة في شخصية الشيخ نتج عنها ـ فيما أرى ـ هذه الحدة التي صارت جزءاً من طبيعة الشيخ، ولا شك أن اللين والرفق هو السنة التي علمنا إياها الإسلام، وأن أولى الناس بالتحلي بها، والاقتداء بالنبي r هم علماء السنة النبوية.
يقول الشيخ المجذوب: (ولا أتردد في القول بأن لشدة شيخنا هذه آثارها السلبية في نفوس أولئك الذين يعالنونه الخصومة، ولعله لو عدل أسلوبه في حواره كان أقرب إلى الاستجابة والسلامة، ولا غرو فما زالت الكلمة الطبية مقرونة بالابتسامة الرضية أنجح أسلحة الدعاة في كسر شوكة المكابرين، أقول هذا وأنا لا أقل عن الشيخ نصيباً من تلك الحدة، وسبحان من خلق الناس كما يشاء لما يشاء)([131]).
أما عن صفاته الخِلْقِية فيقول الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق: (رأيت رجلاً فارع الطول، أبيض شديد البياض، شعر لحيته رمادي أشهب، له عينان زرقاوان كأنهما بحيرتان صافيتان، يكاد يصل إلى أعماقك وتحس أنه يقرأ أفكارك)([132])، وإذا كنا قد فرغنا من ذكر بعض صفات الشيخ الخُلُقية والخِلْقية فقد آن لنا أن نتعرف على جانب آخر من الجوانب التي كونت شخصية الشيخ ، ألا وهو ..
شيوخ الألباني:
إن هذه المسألة من المسائل التي تأرجحت بين المثبتين والنافين فخصوم الشيخ يقولون: إن الشيخ ليس له شيخ فكيف يتكلم في علوم الدين؟!! وأنصار الشيخ يقولون: إن الشيخ تلقى العلم عن أبيه وعن الشيخ سعيد البرهاني وحصل على إجازة من الشيخ الطباخ فلا يصح أن يقال إن الشيخ ليس له شيوخ!!.
أما أنصار الشيخ فقد شطوا في محاولاتهم إثبات مشائخ للألباني، ذلك أن الرجل تلقى عن أبيه والشيخ البرهاني بعض مبادئ الفقه الحنفي والنحو والبلاغة كما تقدم، والشيخ لم يشتهر في واحد من هذه العلوم، ولم يدع أنه متخصص في أيها، بل إن تخصص الشيخ بعيد جداً عما قرأه على شيخيه هذين، فالشيخ تخصص في الحديث الشريف وفقهه، لم يكن يوماً من الفقهاء المذهبيين، ولا ادعى يوماً أنه من أساطين اللغة، وإنما هو ينافح ويدافع عن الحديث الشريف وأهله فمن شيخه في الحديث الشريف؟!! ولا يمكن لعاقل أن يدعي أن شيخه في الحديث هو الشيخ الطباخ، فإن الشيخ الألباني إنما جلس مع الشيخ الطباخ مرة واحدة أجازه فيها الشيخ بمروياته، وحال الإجازة في هذه العصور الأخيرة معروف، فكيف يمكن أن يقال إن الألباني تتلمذ على يد الطباخ في الحديث!
إذن فالشيخ الألباني لم يكن له شيخ في الحديث الشريف، أو بعبارة أدق لم يتتلمذ على أحد ولم يتلق الحديث الشريف رواية ودراية من فم أحد، هذا هو ما ينبغي أن يتقرر هنا.
وهذا معروف جداً عن الشيخ، إذ إنه بعد خروجه من دار والده، واعتزاله أسرته عكف على دراسة العلوم الشرعية في المكتبة الظاهرية، ولم ينقل عنه أحد ممن ترجم له أنه تردد على أحد من مشائخ الحديث طيلة فترة تكوينه العلمي الحديثي والتي بدأت – كما ذكرت سابقاً – بعد اعتزاله لأسرته.
لكنى لا أرتضي أن يعتمد تقويم الشيخ على هذه النقطة، نعم هي نقطة توضع في الحسبان عند التقويم، لكن الاعتماد عليها وحدها ليس بصواب عندي، وإنما يُحَدَّد قدرُ العالم بمدي صحة فهمه واستيعابه ودقة نتائجه، ثم بشيوخه وآثارهم فيه، ثم بموقعه وقدره بين علماء عصره، وكم من رجال لاقوا آلاف المشايخ وسمعوا منهم الكثير لكن لم يزدهم سماعهم من العلم شيئاً، وكم من رجال لم يلقوا سوي الشيخ والشيخين، لكن أسماءهم محفورة في سجلات التاريخ.
نعم الذي يتخذ الصحيفة له شيخاً يصعب طريقه جداً، ويقذف بنفسه في بحر متلاطم الأمواج، قد ينجو أحيانا، لكن غالب أولئك يغرقون، وقد يغفل كثير منهم عن قواعد يعرفها صغار الطلبة الذين يجلسون إلى المشائخ، فإن الشيخ يذلل للطالب الكثير من العقبات، ويوفر له الكثير من الوقت بنصائحه وإرشاداته، هذا مما لا خلاف فيه بتة، غير أن المقياس الحقيقي إنما هو الفهم الصحيح والاستيعاب الواسع والدقة الاستنتاجية، فإذا توفرت هذه الصفات فيمن تعلم من الكتاب بلا شيخ فكيف ينتقد علمه بأنه لا شيخ له!! كما أنه إذا لم تتوافر هذه الصفات في جليس الشيوخ ما أغنت عنه مجالسته لهم من العلم شيئاً.
أريد أن أقرر أن الانتقاد الحقيقي ينبغي أن يتوجه إلى أصل المسألة حتى نصل إلى نتيجة قاطعة، أما التشبث بعوارض قد تؤثر وقد لا تؤثر، فهذا يلقي بنا في حلقة مفرغة ليس لها نهاية، فالذي يريد أن ينتقد الشيخ عليه أن يناقش بموضوعية تامة منهج الشيخ وأحكامه، فإذا ثبت صوابه في هذا المنهج، فلن يضره شيئاً أنه تلقاه من الكتب، وإذا ثبت خطؤه في منهجه، فلن تغني عنه شيئاً قراءته على المشائخ.
والذين يريدون الدفاع عن الشيخ عليهم ألا يبالغوا في الدفاع عنه فيتكلفوا له ما لم يقع، ولم يحدث، بل لا بد من النظرة الحيادية، والاعتراف بالحق، والرجوع إليه.
وإذا تقرر أن الشيخ الألباني لا شيوخ له في الحديث وعلومه، فماذا عن إنتاجه هو في هذا المجال، إن إنتاج الشيخ في علوم السنة المطهرة ينحصر في أمرين، تلاميذه، ثم مؤلفاته التي قلما تخلو منها مكتبة إسلامية اليوم، وها قد آن أوان الحديث عن ..


تلاميذ الشيخ:
أما عن تلاميذ الشيخ فهم كثرة كاثرة منتشرة في كل بلاد الإسلام فمنهم:
1- أبو إسحاق حجازي محمد شريف الحويني المصري:
الداعية الفاضل، المولود سنة خمس وسبعين وثلاثمائة وألف، جلس بين يدي الشيخ كثيراً في الأردن وغيرها، وناقشه في مسائل علمية كثيرة، وأعجب به الشيخ الألباني حتى لقد قال له: "قد صح لك ما لا يصح لغيرك"، وقد عده الشيخ الألباني ضمن أعلم سبعة من تلاميذه بالحديث، وفي أخريات حياته جعله ثاني اثنين([133])، والشيخ الحويني يقيم حالياً بكفر الشيخ بمصر، له "بذل الإحسان بتقريب سنن النسائي أبي عبد الرحمن"، و"غوث المكدود بتحقيق منتقى ابن الجارود"، و"النافلة في الأحاديث الضعيفة والباطلة"، وغيرها([134]).
2- حمدي عبد المجيد السلفي العراقي:
محقق فاضل، كان يأتي من العراق إلى دمشق للاستفادة من الشيخ الألباني، حيث كان يسكن في منطقة قريبة من الحدود السورية، حقق معجم الطبراني الكبير، وخلاصة البدر المنير لابن الملقن، واللآلئ المنتثرة في الأحاديث المشتهرة للزركشي، وبيان الوهم والإيهام لابن القطان، وجامع التحصيل في أحكام المراسيل للعلائي، والأحاديث الطوال للطبراني، وغيرها([135]).
3- ربيع بن هادي المدخلي السعودي:
الأستاذ بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، ورئيس شعبة السنة في الدراسات العليا بالجامعة، له "كشف موقف الغزالي من السنة وأهلها ونقد بعض آرائه"، و"منهج نقد الرجال عند علماء الحديث"، و"أهل الحديث هم الفرقة الناجية"، و"مكانة أهل الحديث ومآثرهم الحميدة" وغيرها، يقيم حالياً بمكة المكرمة([136]).
4- سليم عيد الهلالي الأردني:
أحد الدعاة المعروفين، له "بهجة الناظرين بشرح رياض الصالحين" و"البدعة وأثرها السيئ في الأمة" وغيرها يقيم حالياً في الأردن([137]).


5- عاصم القريوتي السعودي:
الأستاذ المساعد بالجامعة الإسلامية، ويعمل بمركز البحث بالمدينة، له "الاعتصام بالكتاب والسنة وأثره في وحدة الأمة"، "جهالات خطيرة في قضايا اعتقادية كثيرة" وغير ذلك([138]).
6- عبد الرحمن عبد الخالق المصري:
كاتب وداعية إسلامي، له "القضايا الكلية للاعتقاد في الكتاب والسنة"، و"الأصول العلمية للدعوة السلفية"، و"الحد الفاصل بين الإيمان والكفر"، و"الولاء والبراء"، و"السلفيون والأئمة الأربعة"، و"الفكر الصوفي في ضوء الكتاب والسنة"، و"فضائح الصوفية"، و"مشكلاتنا التربوية في ضوء الإسلام"، و"أضواء على مشكلاتنا السياسية"، و"الرد على من أنكر توحيد الأسماء والصفات"، و"الحدود الشرعية كيف نطبقها ومتى" و"القول المفيد في أدلة الاجتهاد والتقليد"، و"المسلمون والعمل السياسي"، وغيرها، يقيم الشيخ عبد الرحمن حالياً بالكويت حيث يعمل مدرساً بإحدى المدارس الثانوية هناك([139]).
7- علي حسن عبد الحميد الحلبي الأثري:
من تلاميذ الشيخ، الذين تربوا على يديه، له "دلائل التحقيق لإبطال قصة الغرانيق"، و"فصل الخطاب لأدلة الحجاب والنقاب"، "الكشف الصريح عن أغلاط الصابوني في صلاة التراويح"، و"صفة صوم النبي r"، و"كشف المتواري من تلبيسات الغماري"، وغيرها، يقيم حالياً بالأردن([140]).
8- على حمد خَشَّان الشامي:
من ملازمي الشيخ في الشام، ومن أقرب تلاميذه إليه، له "وجوب الرجوع إلى الكتاب والسنة"، وهو متزوج ببنت أخي الشيخ، ويعمل حالياً في قطر([141]).
9- عمر سليمان الأشقر الكويتي:
أستاذ بكلية الشريعة بجامعة الكويت، له "العقيدة في ضوء الكتاب والسنة"، و"الصوم في ضوء الكتاب والسنة"، و"معالم الشخصية الإسلامية"، و"المرأة بين دعاة الإسلام وأدعياء التقدم"، و"أصل الاعتقاد"، "القياس بين مؤيديه ومعارضيه"، و"خصائص الشريعة الإسلامية"، و"تاريخ الفقه الإسلامي"، و"الشريعة الإلهية لا القوانين الجاهلية" وغيرها ([142]).
10- أبو مالك محمد إبراهيم شقرة الأردني:
خطيب مسجد صلاح الدين الأيوبي بعمان الأردن، له "إرشاد الساري إلى عبادة الباري"،
و"القواعد الضابطة لدرجات الحديث الهابطة"، و"تنوير الأفهام لبعض مفاهيم الإسلام" وغيرها([143]).
11- محمد إبراهيم الشيباني:
صاحب كتاب "حياة الألباني وآثاره وثناء العلماء عليه" وهو من أوسع ما ألف عن حياة الشيخ ومؤلفاته، وكان قد لازم الشيخ مدة، وسافر معه في بعض رحلاته، يعيش حالياً بالكويت([144]).
12- محمد جميل زينو:
مدرس بدار الحديث الخيرية بمكة المكرمة، وكان قد لازم الشيخ مدة في منطقة حلب وحماة والرقة، له "منهاج الفرقة الناجية"، و"قطوف من الشمائل المحمدية" ، و"توجيهات إسلامية" وغيرها([145]).
13- محمد عيد العباسي:
من أقدم تلاميذ الشيخ، ومن أبرز الملازمين له، له "بدعة التعصب المذهبي" وقد لخص في هذا الكتاب خلاصـة موقف السلفيـة المعاصرة من المذاهب الإسلامية، وقضية التقليد والاجتهاد([146]).
14- محمد نسيب الرفاعي:
من تلاميذ الشيخ في حلب، له "تيسير العلي القدير في اختصار تفسير ابن كثير"([147])، وقد وقع بينه وبين الشيخ نفرة دفعت الشيخ للرد عليه في بعض ما ألف.
15- أبو الحسن مصطفى إسماعيل المأربي المصري:
طالب علم مجد، وله مجلسين مع الشيخ في المصطلح، له "كشف الغمة ببيان خصائص الرسول والأمة"، "إتحاف النبيل بأجوبة أسئلة المصطلح والجرح والتعديل" وغيرها([148])، وقد وقع بين الشيخ أبي الحسن وبين الشيخ ربيع بن هادي المدخلي خلاف كبير خرج عن حد الاعتدال.
16- مقبل بن هادي الوادعي اليمني رحمه الله:
حضر على الشيخ أثناء تدريسه في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، ثم عاد إلى اليمن حوالي عام تسع وتسعين وثلاثمائة وألف من الهجرة، وقد حصل على الماجستير من الجامعة الإسلامية، في كتاب "الإلزامات والتتبع" للدارقطني، وكان المشرف عليه الشيخ "السيد الحكيم المصري" ولما عاد إلى اليمن حيث مسقط رأسه بوادي دماج شرقي صعدة، عمل على نشر الفكر السلفي، ودخل في صراع مرير مع الزيدية، والجبهة الشيوعية، ورؤساء القبائل، وحتى الإخوان المسلمين فقد كان للشيخ مواقفه العنيفة منهم، له "رياض الجنة في الرد على أعداء السنة"، و"الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين"، و"الصحيح المسند من أسباب النزول"، و"الصحيح المسند في دلائل النبوة"، و"المخرج من الفتنة"، و"الأحاديث التي سكت عليها الذهبي في تلخيص المستدرك"، و"السيوف الباترة لإلحاد الشيوعية الكافرة"، وغيرها، كان الشيخ الألباني يقول عنه: "كان مقبل من أجود الطلاب عندي"، مات رحمه الله ببلدته "وادي دماج" شرقي مدينة "صعدة" اليمنية عام اثنين وعشرين وأربعمائة وألف من الهجرة([149]).
هذا وتلاميذ الشيخ اليوم كثرة كاثرة، وإنما اخترت أشهر هؤلاء، وأبرزهم، ولعل القارئ يلحظ معي أن أثر الشيخ واضح جداً على تلاميذه، حتى إنه يمكننا القول بأن تلاميذ الشيخ إنما يكررون أقوال الشيخ وآراءه دونما زيادة أو نقصان، فهم إذا كتبوا في العقيدة كتبوا في صفات الله، وموقف الأشاعرة منها، وأن الصواب ما ذهب إليه ابن تيمية ومدرسته، وإذا تكلموا في الأصول تكلموا في الاجتهاد والتقليد، وأخطاء المذاهب الأربعة التي خالفت المذاهب فيها السنة الصحيحة بحسب نظرهم، أو تحدثوا عن السنة؛ تحدثوا عن مكانتها في التشريع الإسلامي، وخبر الآحاد والاحتجاج به في العقيدة، أو البدعة ومعناها، وما وقع منها في عصرنا هذا، أو فصلوا القول في فضائل أهل الحديث، ومنزلتهم العالية، وأنهم الفئة الظاهرة على الحق، وإذا بحثوا في الفقه بحثوا في التوسل وأحكامه، أو اتخاذ القبور في المساجد، وحكم الصلاة في هذه المساجد، والنذر للأولياء وما إلى ذلك، ولا يكادون يخرجون عن هذه الموضوعات حتى فيما يختارونه من الكتب للتحقيق أو التخريج، ولم يخرج عن هذا الخط إلا قلة منهم، أولاهم بالذكر في نظري الشيخ "عبد الرحمن عبد الخالق" فإنه قد جال في موضوعات لم يلجها غيره من أبناء الشيخ، أهمها الموضوعات السياسية، والموضوعات التربوية، إلا أن بعض تعليقات الشيخ الألباني وبعض تلامذته في بعض الأشرطة المسموعة تدل على أنهم لا يرتضون هذا الاتجاه من الشيخ "عبد الرحمن" فسبحان الله العظيم!!
ويزيدنا يقينا من خط الشيخ الثابت أنه على كثرة ما كتب أو خرج أو حقق إلا أن أكثر ذلك فيما يدور حول الأفكار والموضوعات سالفة الذكر، وهاك البيان في ..
مؤلفات الشيخ:
للشيخ مؤلفات وتحقيقات قيمة، ربت على المائتين، وقد ترجم بعضها إلى لغات مختلفة، وطبع أكثرهـا طبعات متعددة ومن أبرزهـا:
أولاً: ما يتعلق بالفقه وأصوله:
1- أحكام الجنائز وبدعها: ألفه بناءً على طلب بعض إخوانه، وفيه يدرس مسائل الجنائز متتبعاً أدلتها في ضوء علمي أصول الحديث وأصول الفقه، ثم يرجح ما يراه راجحاً منها دون اعتبار لمذهب أو قول فقيه، ورتبه ترتيباً جيداً، ثم ختمه بفصل خاص ببدع الجنائز استوعب فيه جميع ما وقف عليه من البدع منصوصاً عليه في كتاب من كتب العلماء قديماً أو حديثاً ثم أضاف إليها باجتهاده ما رأى أنه يدخل ضمنها، ومن غريب ما قرره فيه أنه قد صحح أن تكبيرات الجنازة تسع، وأنه لا دليل لمن منع الزيادة عن أربع([150])!! وقد أتمه بعد ثلاثة أشهر من العمل المتواصل، ثم اختصره بعد ذلك في "تلخيص أحكام الجنائز".
2- آداب الزفاف: وقد قدم له الشيخ محب الدين الخطيب، وفيه جمع الشيخ من آداب الزفاف ما ترجح لديه ثبوته في السنة الصحيحة، ورتبها ابتداء من ملاطفة الزوجة قبل البناء بها حتى آداب العشرة، وواجبات كل من الزوج والزوجة، ومن غريب ما قرره الشيخ في هذا الكتاب أن الذهب المحلق محرم على النساء!!.
3- تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد: وقد تقدم الكلام على وقت تأليفه، وسببه، وأنه أول ما ألف الشيخ، وقد ركز فيه على حكم بناء المساجد على القبور، ثم حكم الصلاة في هذه المساجد.
4- تسديد الإصابة إلى من زعم نصرة الخلفاء الراشدين والصحابة: وهو عبارة عن ست رسائل وقد سميت جميعها بتسديد الإصابة لأن الأولى منها كانت رداً على رسالة "الإصابة في نصرة الخلفاء الراشدين والصحابة" وتوالت الكتابة للرد على موضوعات أخرى هي:
( أ ) الرسالة الأولى وهي "تسديد الإصابة" وكانت لبيان أخطاء من حاول الرد عليه في "الإصابة في نصرة الخلفاء الراشدين والصحابة".
(ب) رسالة "صلاة العيدين في المصلى هي السنة" أثبت فيها سنية صلاة العيدين في المصلى ورد على أدلة المخالفين.
(ت) رسالة "صلاة التراويح" رجح فيها أن صلاة التراويح إحدى عشرة ركعة، وأنه لا يصح أن عمر t جمع الناس على عشرين، بل الصحيح أنه جمعهم على إحدى عشرة ركعة أيضاً.
(ث) رسالة "البدعة".
(ج) رسالة "الصلاة في المساجد المبنية على القبور".
(ح) رسالة "التوسل"، وقد نشرت مستقلة بعنوان "التوسل أنواعه وأحكامه".
5- تصحيح حديث إفطار الصائم قبل سفره بعد الفجر: بين فيه الشيخ صحة حديث أنس t([151])، رداً على من ضعفه كما بين من قال به من العلماء، وفقهه، وبين كذلك صحة حديث أبي بصرة الغفاري([152])، وأنه يدل على ما دل عليه حديث أنس خلافاً لما ذهب إليه الشيخ عبد الله الحبشي([153]).
6- تمام المنة في التعليق على فقه السنة: فرغ منه عام واحد وسبعين وثلاثمائة وألف، وقد ألفه للاستدراك على كتاب "فقه السنة"، إذ فيه – من وجهة نظر الشيخ الألباني- أحاديث كثيرة سكت عنها المؤلف وهي ضعيفة، وأخرى قواها وهي واهية، وثالثة ضعفها ولها أسانيد صحيحة، ورابعة يوردها ولا وجود لها في شيء من كتب السنة، ثم هو لم يتتبع أدلة بعض المسائل، ولا استقصى مسائل بعض الأبواب، واضطرب رأيه في بعض الأبحاث، ورجح في بعضها ما لا يستحق الترجيح لضعف دليله، وخالف الحديث الصحيح في غير مسألة إما لعدم أخذ الجمهور به، أو عدم علمه بمن عمل به، هذا رأي الشيخ الألباني في الكتاب وهو الذي دفعه للتعليق عليه، وقد قدم لكتابه بمقدمة قرر فيها خمس عشرة قاعدة من القواعد التي تحكم منهجه عموماً، وفي هذا الكتاب على وجه الخصوص، كرده للشاذ، والمضطرب، والمدلس، والمجهول، وعدم اعتماده توثيق ابن حبان، ولا سكوت أبي داود، ولا رموز السيوطي في الجامع الصغير، كما تكلم فيه عن مذهبه في ترك العمل بالضعيف مطلقاً، ووجوب العمل بالصحيح وإن لم يعمل به أحد !!.
7- التوسل أنواعه وأحكامه: وأصل هذا الكتاب محاضرتان ألقاهما الشيخ
في داره في مخيم اليرموك، بمدينة دمشق، ثم فُرِّغَت من آلة التسجيل، فنقَّحها الشيخ محمد عيد العباسي، وأضاف إليها بعض الفوائد، وخرَّجَ الآياتِ وبعضَ الأحاديثِ. ثم دفع إليه الشيخ الألباني رسالة مخطوطة بعنوان التَّوَسُّل كان قد كتبها منذ زمن بعيد، وكانت هذه الرسالة حلقة من سلسلة تسديد الإصابة، فضمها العباسي إلى المحاضرتين، وألَّف بينها وبينهما، ثم عرضَ البحث بشكله الجديد على الشيخ، فهذَّبه ونقَّحه، فكان هذا الكتاب، وقد نبه الشيخ على ذلك في سلسلته الضعيفة([154])، وقد بين فيه الشيخ معنى التوسل، ورجح أن التوسل لا يصح إلا بأسماء الله وصفاته أو بالعمل الصالح، أو بدعاء الرجل الصالح، وبين فيه أن الأحاديث التي يستدل بها مجيزو التوسل بما عدا الأمور الثلاثة السابقة، ما بين ضعيف كحديث "اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك"([155]).
أو مؤول كحديث الضرير([156]).
8- حجاب المرأة المسلمة في الكتاب والسنة:تكلم فيه عن اللباس الشرعي للمرأة، وحقق فيه أن وجه المرأة ليس بعورة - موافقاً في ذلك جمهور المفسرين والفقهاء مخالفاً بعض السلفيين المعاصرين - وأن سترها له أفضل مع جواز كشفه.
9- الحديث حجة بنفسه في العقائد والأحكام: وهو عبارة عن محاضرة ألقيت في مدينة "غرناطة" بأسبانيا عام اثنين وتسعين وثلاثمائة وألف، وقد تحدث فيها الشيخ عن منزلة السنة في الإسلام، وواجب المسلمين في الرجوع إليها والاحتكام لأحكامها، لكنه تكلم فيها عن علماء الخلف كلاماً لا يليق، وضرب بكثير من قواعد أصول الفقه عرض الحائط، واعتبرها وسيلة للصد عن السنة النبوية، وأن الفقهاء بجهلهم بالسنة ساروا على هذه القواعد وتركوا السنة، وغير ذلك مما يدل على قصر باع الشيخ الأصولي، وتحامله المفرط على الأصوليين والمتكلمين والخلف عموما، فانظر إلى قوله:
(ثم خلف من بعدهم خلف أضاعوا السنة النبوية وأهملوها، بسبب أصول بناها بعض علماء الكلام، وقواعد زعمها بعض علماء الأصول والفقهاء المقلدين، كان من نتائجها الإهمال المذكور الذي أدى بدوره إلى الشك في قسم كبير منها، ورد قسم آخر منها لمخالفتها لتلك الأصول والقواعد، فتبدلت الآية عند هؤلاء، فبدل أن يرجعوا بها إلى السنة ويتحاكموا إليها، فقد قلبوا الأمر، ورجعوا بالسنة إلى قواعدهم وأصولهم، فما كان منها موافقاً لقواعدهم قبلوه، وإلا رفضوه، وبذلك انقطعت الصلة التامة بين المسلم وبين النبي r، وخاصة عند المتأخرين منهم)([157]).
قلت: هكذا يقرر الشيخ أن الأحاديث إذا خالفت القواعد والأصول ينبغي أن نضرب بالقواعد والأصول عرض الحائط، لنعمل بالحديث، وهل بنيت القواعد والأصول إلا على استقراء تام للسنة، وهل أقام العلماء هذه القواعد إلا حذراً من العقول الفوضوية التي يمكن أن تقلب الدين رأساً على عقب، بسبب فهم لها مغلوط، وهل نعرف الصحيح من الباطل من السنة إلا من خلال هذه القواعد؟!! ثم يقول الشيخ بعد ذلك:
(فما هي تلك الأصول والقواعد التي أقامها الخلف، حتى صرفتهم عن السنة دراسة واتباعاً؟ وجواباً عن ذلك أقول: يمكن حصرها في الأمور الآتية:
الأول: قول بعض علماء الكلام: إن حديث الآحاد لا تثبت به عقيدة.
الثاني: بعض القواعد التي تبنتها بعض المذاهب المتبعة في أصولها يحضرني الآن منها ما يلي:
1- تقديم القياس على خبر الآحاد. الإعلام 1/327 و300 شرح المنار ص623.
2- رد خبر الآحاد إذا خالف الأصول. الإعلام 1/329 ، شرح المنار ص646.
3- رد الحديث المتضمن حكماً زائداً على نص القرآن بدعوى أن ذلك نسخ له، والسنة لا تنسخ القرآن شرح المنار ص647، الأحكام 2/66.
4- تقديم العام على الخاص عند التعارض، أو عدم جواز تخصيص عموم القرآن بخبر الواحد! شرح المنار ص289-294، إرشاد الفحول 138-139-143-144.
5- تقديم عمل أهل المدينة على الحديث الصحيح)([158]).
قلت: هكذا يجعل الشيخ القواعد العلمية التي قررها العلماء منذ عصور السلف والفقهاء الكبار للحفاظ على السنة والذود عن حياضها، يجعلها أصولاً وضعها الخلف صرفتهم عن السنة، وهو خطأ من وجهين: الأول: أن هذه القواعد لم يضعها الخلف بل السلف هم واضعوها كما هو مقرر في مواضعه من كتب الأصول، والثاني: أن الخلف لم يضعوا أبداً قواعد صرفتهم عن السنة، وإنما كان علماء الخلف من أئمتنا خير خلف لخير سلف، فالحقيقة أن حدة الشيخ وشدته في هذا الباب كانت بلا مبرر، ولم تكن أبداً هذه المناقشات مناقشات علمية سليمة، وفي الرسالة على وجازتها الكثير من الأخطاء العلمية الأصولية، فليراجعها من شاء.
10- خطبة الحاجة التي كان النبي r يعلمها أصحابه: وهي رسالة صغيرة جمعها الشيخ من كتب السنة لنشر هذه السنة، وقد قرر الشيخ أنها سنة في بداية الخطب والمؤلفات، وقد نشرتها أولاً مجلة التمدن الإسلامي في بعض أعدادها، ثم طبعت في رسالة مستقلة، وقد رد على بعض ما فيها الشيخ عبد الفتاح أبو غدة برسالته الماتعة "خطبة الحاجة ليست سنة في مستهل الكتب والمؤلفات".
11- صفة صلاة النبي r من التكبير إلى التسليم كأنك تراهـا: وهو عبارة عن تلخيص لصفة الصلاة الكبير، الذي تقدم الكلام عنه قريباً، ولم يلتزم فيه مذهباً معيناً كما هي عادته في جميع ما كتب، وقد اختصره أيضاً في "تلخيص صفة صلاة النبي r"، ومن غريب ما قرره في هذا الكتاب: قوله بسنية ركعتين بعد الوتر([159]).
12- فتنة التكفير: وهي رسالة صغيرة رد فيه الشيخ على هؤلاء الذين يكفرون حكام المسلمين ممن تسميهم العامة بـ"جماعة التكفير" وغيرهم ممن التزم رأيهم، وقد حقق الشيخ فيها أن ترك الحكم بما أنزل الله جحوداً وإنكاراً واستهزاءً كفر بالله تعالى، أما تركه اتباعاً للهوى فمعصية من الكبائر يخشى على مرتكبها بلوغ دركة الكفار، وقد دلل على صحة ذلك بالعقل والنقل، وقدم نصائح قيمة لأبناء الحركة الإسلامية الذين يستعجلون قطف الثمرة قبل أوانها، وأصلها شريط مسجل، وهي فتوى مشهورة نُشرت في الصحف، والمجلات، ثم طُبِعَت مع تقريظٍ للشيخ عبد العزيز بن باز، وتعليقٍ للشيخ محمد بن عثيمين رَحِمَهُما اللهُ.
13- قيام رمضان وبحث عن الاعتكاف: وقد حقق فيه أن النبي r لم يصل التراويح أكثر من إحدى عشرة ركعة، وأن عمر t أمر أبياً وتميماً الداري أن يصليا بالناس التراويح إحدى عشرة ركعة، وأن ما روي من أن عمر جمع الناس على عشرين فهو رواية ضعيفة شاذة، ولو صحت لما دلت على أكثر من جواز العشرين، مع القطع بأن ما فعله النبي r هو الأولى والأفضل، كما بين فيه الدليل الموجب لالتزام العدد الثابت في السنة، ومن أنكر الزيادة عليه من العلماء، وغير ذلك من التحقيقات الجيدة ، وقد رد عليه في مسألة عدد ركعات التراويح الشيخ مصطفى بن عبد الله العدوي في كتابه "الترشيد"، وبحثه فيه يدل على فقهه العميق.
14- مناسك الحج والعمرة في الكتاب والسنة وآثار السلف: وهو عبارة عن تلخيص لكتابه "حجة النبي rكما رواها جابر t" مع استدراك ما لم يرد ذكره من المناسك في ذلك الأصل.
15- منزلة السنة في الإسلام وبيان أنه لا يستغنى عنه بالقرآن: وهي عبارة عن محاضرة ألقاها الشيخ بمدينة "الدوحة" القطرية في رمضان عام اثنين وتسعين وثلاثمائة وألف، بين فيها أهمية السنة في التشريع الإسلامي، وأنه لا يستغنى عنها بالقرآن، كما بين وظيفة السنة مع القرآن وضرورتها لفهمه، وعدم كفاية اللغة وحدها لفهم القرآن، كما بين أن المراد بالسنة هنا السنة الصحيحة الثابتة المعروفة عند أهل العلم بالحديث ورجاله، لا الضعيف وما دونه من الأحاديث.
16- وجوب الأخذ بحديث الآحاد في العقيدة والرد على شبه المنكرين: وهو عبارة عن محاضرة ألقاها الشيخ في دمشق عام سبع وسبعين وثلاثمائة وألف (1957م)، ثم شاء الله أن تتحول إلى رسالة مطبوعة، وقد ذكر فيها عشرين وجهاً للرد على من زعم عدم حجية خبر الآحاد في العقيدة، وتكلم على إفادة خبر الآحاد للعلم ومن قال بذلك من الأئمة المتقدمين، غير أنه زعم أن خبر الواحد يحتج به في العقيدة وإن كان ظنياً، وستأتي مناقشة ذلك بالتفصيل في فصل خاص. وله غير ذلك من المؤلفات التي يغلب عليها الطابع الحديثي.




ثانياً: في الحديث والتخريج:
1- الآيات البينات في عدم سماع الأموات عند الحنفية السادات لنعمان بن محمود الألوسي([160]) تحقيق وتعليق وتخريج الشيخ الألباني: وقد قدم له الشيخ بمقدمة طويلة بين فيها أن اعتقاد المسلمين في أن الموتى يسمعون هو السبب فيما يقع فيه كثير منهم من الاستغاثة بالموتى ودعاؤهم وما شاكل ذلك مما يعتبره الشيخ شركاً أكبر، ومن ثم كان بيان العلامة نعمان الألوسي الذي هدم به هذه القاعدة، وأثبت فيه أن الحنفية وغيرهم ممن وافقهم في ذلك من أهل المذاهب الأربعة يرون عدم صحة سماع الموتى، وقد حقق الألباني هذا الكتاب وخرج أحاديثه وعلق بعض التعليقات عليه، وقد بين في مقدمته أنه يذهب مذهب المؤلف في هذه المسألة([161]).
2- إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل لابن ضويان الزهيري([162]): وهو من الكتب المهمة في الفقه على مذهب الإمام أحمد مع جمعه لكثير من الأحاديث النبوية حتى زاد ما فيه على ثلاثة آلاف حديث، وقد رأى الشيخ تخريج أحاديث هذا الكتاب عوناً لطلاب العلم والفقه عامة، والحنابلة منهم خاصة، على سلوك طريق الاستقلال الفقهي الذي يعرف اليوم بالفقه المقارن، ولهذا التخريج علاقة وثيقة بمشروع الشيخ المعروف بـ"التصفية والتربية" إذ كان الشيخ يدعو إلى تصفية كافة كتب التراث من تفسير وحديث وفقه وعقيدة وغيرها مما علق بها من أحاديث ضعيفة وأخبار واهية أو موضوعة وإسرائيليات، حتى يصل الإسلام للناس مصفىً من كل شائبة، نقياً كما رآه الصحابة والسلف الصالح، وكان منهج الشيح فيه أن يخرج أحاديث الكتاب فيذكر درجة الحديث أولاً ثم من خرجه من الأئمة، ثم الكلام على أسانيده تصحيحاً أو تضعيفاً إذا لم يكن في الصحيحين أو أحدهما، وقد لا يتيسر له الوقوف على إسناد الحديث، فينقل ما وقف عليه من تخريجات أهل العلم، أداء للأمانة، وفي هذه الحالة يبيض للحديث ولا يذكر مرتبته.
3- تعليق على مختصر صحيح مسلم لأبي محمد زكي الدين عبد العظيم بن عبد القوي المنذري المتوفى سنة ست وخمسين وستمائة: وهو أحد الكتب التي تدخل ضمن مشروع الشيخ في تقريب السنة بين يدي الأمة، وقد أتمه وهو في السجن كما تقدم في ثلاثة أشهر، فحقق الكتاب ورقم أحاديثه، وشرح غريبه، وقد بين الشيخ أن المنذري قد غير بعض تراجم كتب صحيح مسلم كما غير ترتيب بعض الأحاديث.
4- سلسلة الأحاديث الصحيحة وشئ من فقهها وفوائدهـا: وهي عبارة عن مجموعة مقالات كتبها الشيخ لمجلة التمدن الإسلامي، ثم جمعت في كتاب يبلغ تسعة مجلدات وقد اعتنى فيها بالتخريج الموسع للأحاديث وجمع طرقها، وقد يتكلم أحياناً على ما في بعضها من فقه أو غريب، والكتاب مليء بالتحقيقات العلمية المفيدة، والتي تدل على طول باع الشيخ في الحديث والتخريج، وفيه كثير من المناقشات الفقهية، وقد كانت الطبعة الأولى للجزء الأول من هذه السلسلة عام ثمانية وسبعين وثلاثمائة وألف من الهجرة.
5- سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرهـا السيئ في الأمة: وهي عبارة عن مجموعة مقالات نشرت بمجلة التمدن الإسلامي، ومجلة الوعي الإسلامي الكويتية، ثم جمعها الشيخ في كتاب بحيث يكون كل مائة حديث في جزء، وكل خمسة أجزاء في مجلد، فيحوي كل مجلد خمسمائة حديث، وقد ذكر الشيخ محمد بن إبراهيم الشيباني([163]) أنها تقع في اثني عشر مجلداً وهذا يعني أنها حوت ستة آلاف حديث ما بين ضعيف وموضوع، وقد طبع منها حتى اليوم تسع مجلدات، إلا أن الشيخ الألباني في مقدمة الصحيحة قال إن عددها قد جاوز الستة آلاف والخمسمائة([164])، وكان ذلك حوالي سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة وألف من الهجرة، وقد ذكر أبو أسماء أنها تقع في خمسة عشر مجلداً([165]) وهو الأقرب للصواب لأن كتاب أبي أسماء قد ألف عقب وفاة الشيخ، بخلاف كتاب الشيباني الذي ألف في حياة الشيخ، ولم يكن الشيخ قد أتم كتابه بعد.
6- صحيح "الجامع الصغير وزيادته" وضعيفه: كانت نية الشيخ في البداية متجهة إلى تحقيق كتاب "الفتح الكبير في ضم الزيادة إلى الجامع الصغير" ليوسف بن إسماعيل النبهاني([166]) مع تخريج أحاديثه، ثم عدل الشيخ عن ذلك، ورأى أن الأفضل جمع الأحاديث المحتج بها في الجامع الصغير وزيادته في كتاب مستقل، والأحاديث الساقطة في كتاب آخر، تيسيراً على العامة، ومن ثم جاء الكتابان؛ صحيح الجامع الصغير، وضعيف الجامع الصغير، وكان منهجه في التخريج: أن يذكر درجة الحديث أولاً كما هي عادته ثم يعقبه بذكر المصدر أو المصادر التي فصل الكلام عليه فيها، وإنما يذكر أكثر من مصدر تسهيلاً لمن يرد زيادة البسط، أو لأن الحديث قد خرج هو بعض رواياته في مكان وبعضها في مكان آخر، فيشير إلى الموضعين جمعاً للكلام على الحديث، وقد احتفظ الشيخ بمقدمة النبهاني لفتحه الكبير في مقدمة صحيح الجامع ثم أتبعها بالتعريف بالعلامة محمد حبيب الله الشنقيطي([167])، ثم التعريف بالزيادة على الجامع الصغير، ثم أتبعها بتعليقاته هو على ذلك، وقد أثبت أن جامعي السيوطي الكبير والصغير فيهما من شديد الضعف والموضوع الكثير، وأن ما ذكره السيوطي ـ وتابعه عليه النبهاني والشنقيطي ـ من أنه صان كتابيه عما تفرد به وضاع أو كذاب ليس صحيحاً، وتكلم أيضاً على مسألة العمل بالضعيف في الفضائل، ونبه على أنه لا يرى جواز العمل بالضعيف لا في الفضائل ولا في غيرها، إلا أن يكون الضعيف مروياً في فضيلة عمل ثابت بالصحيح، فمثله هو الذي يصرف الألباني قولهم يعمل بالضعيف في الفضائل إليه، والكتاب يحتاج إلى دراسة حديثية متأنية إذ قد لاحظت أن بعض أحكام الشيخ على الأحاديث فيه خطؤها جلي واضح، كما أنه لم يشر إلى ما إذا كانت أحكامه منصبة على الأسانيد التي يذكرها السيوطي فقط للحديث، أم أن الحكم إنما هو نتيجة لدراسته لأسانيد الحديث عموماً.
7- صحيح الكلم الطيب لابن تيمية: وكان الشيخ قد حقق "الكلم الطيب" وهو أستاذ في الجامعة الإسلامية في المدينة عام أربعة وثمانين وثلاثمائة وألف، ثم طلب بعض الفضلاء من الشيخ اختصاره، فصفى الكتاب مما ليس بثابت من الأخبار، وحذف كلمة فصل من العناوين، واسم الراوي الأعلى للحديث كلما أمكن، وأسماء المخرجين له من الأئمة، والتعليقات التي لا تتناسب مع هذا الصحيح، وأشار في أواخر الأحاديث إلى أرقامها في الأصل لتسهيل المراجعة على مبتغيها.
8- ظلال الجنة في تخريج كتاب السنة لابن أبي عاصم([168]): وكتاب السنة من الكتب التي تبحث بعض مسائل العقيدة، وقد خرج الشيخ الكتاب تخريجا جيداً، فيبدأ بذكر درجة الحديث ثم من أخرجه ثم الكلام التفصيلي على أسانيده تصحيحاً أو تضعيفاً.
9- غاية المرام في تخريج أحاديث الحلال والحرام: وكتاب الحلال والحرام للشيخ يوسف القرضاوي من الكتب التي نالت شهرة عالمية، وبات يقرؤها الصغير والكبير، وقد كتب أكثر من واحد من فقهاء العالم الإسلامي المعاصرين مؤيداً لبعض ما ورد في هذا الكتاب أو معارضاً، ومن ثم اهتم الشيخ الألباني بتخريج أحاديث الكتاب وسمى تخريجه هذا "غاية المرام" وقد نص الشيخ في مقدمة كتابه على أنه إنما أراد تخريج أحاديث كتاب الحلال والحرام فقط، فليس مسؤولاً عما في الكتاب من مسائل فقهية، اللهم إلا بعض المسائل التي نشط فيها، وبين فيها رأيه؛ كمسألة التختم بخاتم الحديد، ونمص الشعر، ووصله، والخضاب بالسواد، والتصوير والصور، وإيجار الأرض، والغناء وآلات الطرب، وحقوق أهل الذمة وغيرها.
هذا وقد أشار الشيخ إلى أن التخريجات المطبوعة في هامش كتاب الحلال والحرام ليست تخريجاته، فقال في الصحيحة: (لقد سئلت كثيراً عما جاء على غلاف بعض الطبعات الأخيرة لكتاب الحلال والحرام للأستاذ القرضاوي، أنه من تخريج محمد ناصر الدين الألباني! فأقول: إنه خطأ محض، كما كنت بينت ذلك في مقدمة كتابي المذكور "غاية المرام" والتخريجات المطبوعة في حاشية الأستاذ هي بقلمه، ليس لي فيها ولا كلمة، وهي مع كونها نقول مقتضبة من مصادر مختلفة ففيها أخطاء علمية كثيرة، من الناحية الحديثية، والسكوت عن بيان مراتب عشرات الأحاديث النبوية، مما يباين أسلوبي في كتبي وكل تخريجاتي وتحقيقاتي، فلا يجوز أن ينسب إلى شيء مما جاء في تلك الحاشية، كيف وفيها كثير مما يخالف ما ذهبت إليه في "غاية المرام")([169]).
قلت: ونحن ننأى بالدكتور يوسف القرضاوي عن أن يوصف بمثل هذا الوصف، ولعل هذا من تصرف بعض الناشرين، وقد وقفت على ما يؤيد ذلك من كلام الشيخ الألباني في صفة صلاة النبي r حيث قال: (كمثل ما فعل [يعني زهير الشاويش] في طبعة سنة 1400هـ، لكتاب الحلال والحرام، للشيخ القرضاوي، فقد طبع تحته زوراً "تخريج المحدث الشيخ محمد ناصر الدين الألباني" وليس لي في هذه الطبعة، ولا في غيرها من طبعات هذا الكتاب "الحلال والحرام" ولا حرف واحد، فلما راجعته في ذلك في مكتبه في الحازمية – بيروت، وذلك قبل أكثر من عشر سنين، أجاب بقوله غير مبال: "خطأ من بعض الموظفين")([170]).
10- مختصر صحيح البخاري: وهو من أحب كتب الشيخ إليه، وقد كان منهجه فيه على النحو التالي:
يحذف أسانيد الأحاديث كلها إلا الراوي الأعلى، أو راوٍ تدور القصة عليه فيبقيه مع بقية الإسناد إلى الراوي الأعلى، ثم يختار من المكررات أتم رواية وأكملها، ويختار من بقية الروايات زوائدها وفوائدها، فيلحقها بالرواية التي أبقاها، في مكانها من السياق إن توافقت معه ويضعها بين معقوفتين [ ]، أما إن لم تتوافق مع السياق فإنه يلحقها بين هلالين ( ) قائلاً: وفي طريقٍ كذا، أو وفي طريق ثان كذا وهكذا، وقد أبقى متون المعلقات مرفوعة أو موقوفة ـ مع تخريجها تخريجاً موجزاً في الحاشية وبيان درجة المرفوع منها في الغالب ـ وخص كل نوع من الأحاديث المسندة والمرفوعة المعلقة والموقوفة بأرقام مستقلة، كما رقم كتب المختصر ورقم أبواب كل كتاب على حدة وإذا كان الباب بلا ترجمة والأحاديث تحته قد حذفت لأنها مكررة فإن الشيخ يحذف كلمة الباب أيضاً مع الاحتفاظ برقم الباب الذي بعده كما هو، ليعلم المحذوف، ومن أهم ما فعله الشيخ في هذا الكتاب ما حكاه قائلاً: "قد يكون في بعض الأحاديث الموصولة جمل توهم القارئ العادي أنها في الصحة كأصل الحديث وليست كذلك في الواقع لأن لها علة لا ينتبه إليها إلا أهل العلم" فيحذف الشيخ هذه الجملة من الحديث في مختصره.
11- نصب المجانيق لنسف قصة الغرانيق: وقد ألفه استجـابة لرغبة بعض الأسـاتذة الباكستانيين، وقد حقق فيه إلى أن قصة الغرانيق موضوعة، لا تصح، ورد على كلام الحافظ ابن حجر في هذه المسألة رداً قوياُ، وأثبت أن النصوص القرآنية والحديثية تدل دلالة واضحة على أن النبي r، ما كان له أن يتكلم في أصنام المشركين بخير أو يسجد لها إرضاء للمشركين، وقد فرغ منه عام اثنين وسبعين وثلاثمائة وألف.
هذا وللشيخ الكثير من المؤلفات التي بلغت سبعة عشر ومائتي كتاب ـ كما عدها الشيخ أبو أسماء في كتابه صفحات بيضاء([171]) وزاد عليها غيره ـ ما بين مؤلف له خاص، أو تحقيق، أو تخريج، أو تعليق، أو اختصار، أو فهرسة من الشيخ لمؤلفات غيره، وهاك مسرداً لمؤلفات الشيخ مع بيان المطبوع منها كما ذكره الشيخ الشمراني في كتابه "ثبت مؤلفات الشيخ الألباني":
(1) ”أحاديثُ التحري والبناء على اليقين في الصلاة”، تأليف.
(2) ”الأحاديثُ الضعيفة والموضوعة التي ضعفها أو أشار إلى ضعفها [أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام] ابن تيمية [المتوفى سنة ثمان وعشرين وسبعمائة] في مجموع الفتاوى”، تأليف.
(3) "الأحاديث الضعيفة والموضوعة في أمهات الكتب الفقهية"، تأليف، ولم يتمه. ويقصد بأمهات الكتب الفقهية: "الهداية في شرح بداية المبتدي" لبرهان الدين أبي الحسن علي بن أبي بكر بن عبد الجليل الفرغاني المرغيناني الحنفي، المتوفى سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة، و"المدونة" التي جمعها ورواها عبد السلام بن سعيد التنوخي المالكي المعروف بسحنون المتوفى سنة أربعين ومائتين، عن أبي عبد الله عبد الرحمن بن القاسم بن خالد بن جنادة العُتَقي المصري المالكي, المعروف بـ"ابن القاسم" المتوفى سنة إحدى وتسعين ومائة عن الإمام مالك، و"فتح العزيز بشرح الوجيز" لأبي القاسم عبد الكريم بن محمد الرافعي الشافعي المتوفى سنة ثلاث وعشرين وستمائة، و"المغني" لأبي محمد موفق الدين عبد الله بن أحمد ابن قدامة الجَمَّاعيلي المقدسي الحنبلي المتوفى سنة عشرين وستمائة، و”بداية المجتهد” لأبي الوليد محمد بن أحمد بن محمد القرطبي المالكي الشهير بابن رشد الحفيد المتوفى سنة خمس وتسعين وخمسمائة. وقد بلغت جملة أحاديث هذه الكتب ستة آلاف حديث.
(4) "أحكامُ الجنائز وبدعها" تأليف مطبوع. ثم اختصره في "تلخيص أحكام الجنائز".
- "أحكامُ الركاز"، تأليف، وهو مفقود.
(5) ”الأجوبةُ النافعة عن أسئلة لجنة مسجد الجامعة”، تأليف، مطبوع.
(6) ”آدابُ الزفاف في السنة المطهرة”، تأليف، مطبوع.
(7) "إرواءُ الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل"، تأليف مطبوع. وللشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ "التكميل لما فاتَ تخريجه من إرواء الغليل"، صغير الحجم.
- "إزالةُ الشكوك عن حديث البروك" تأليف، وهو مفقود.
(8) "الإسراءُ والمعراج وذكر أحاديثهما وتخريجها وبيان صحيحها من سقيمها" تأليف مطبوع.
(9) "أسماء شيوخ الطبراني في المعجم الأوسط"، تأليف. وعددهم قرابة الثمانمائة، وبجانب اسم أحدهم أرقام أحاديثه، بترقيمه هو، ليعلم من ذلك المقل منهم من المكثر، وهو مفيد في غير المشهورين منهم. وقد أشار إليه في الصحيحة([172]).
(10) "أسماءُ الكتب المنسوخة من المكتبة الظاهرية"، تأليف.
(11) "الاعتكاف"، تأليف، طُبِعَ بذيل: "قيام رمضان" بعنوان "بحثٌ قيم عن الاعتكاف".
(12) "الأمثالُ النبوية"، تأليف، جمع فيه اثنين وثلاثين ومائة مثل نبوي ولم يتمه.
(13) "البدعةُ"، تأليف. وهو جزء من "تسديد الإصابة".
(14) "البرهانُ في رد العدوان"، تأليف، مطبوع.
(15) "بغيةُ الحازم في فهرسة مستدرك الحاكم"، تأليف.
(16) "بيان افتراءات وأخطاء أصحاب الإصابة في نصرة الخلفاء الراشدين والصحابة" مطبوع.
(17) "بينَ يدي التلاوة"، تأليف.
(18) "تحذيرُ الساجد من اتخاذ القبور مساجد"، تأليف، مطبوع. وهو "الصلاةُ في المساجد المبنية على القبور".
(19) "تحريمُ آلات الطرب"، تأليف، مطبوع. وهو "الردُّ بالوحيين وأقوال أئمتنا على ابن حزم ومُقَلِّدَيْه المُبِيحَيْن للمعازف والغنا، وعلى الصوفية الذين اتخذوه قربة ودينا".
(20) "ترجمةُ الصحابي أبي الغادية t ودراسة مرويات قتلِهِ عمارَ بن ياسر t"، تأليف.
(21) "تسهيلُ الانتفاع بكتاب ثقات ابن حبان"، تأليف، رتّب أسماءه على الحروف الهجائية، وذكر طبقة كل مترجم عنده بجانب اسمه بالأرقام.
(22) "تصحيحُ حديث إفطار الصائم قبل سفره بعد الفجر والردُّ على من ضعفه"، تأليف مطبوع. وقد نُشِرَت هذه الرسالة أوّلاً في مجلة ”التمدن الإسلامي”، في ثلاثِ مقالاتٍ متتابعةٍ، سنة تسع وسبعين وثلاثمائة وألف، ثم طُبِعَت مستقلةً، بهذا العنوان، وأصلُ هذه الرِّسالة أن للألباني تعليقاً على فتوى لعبد الله الهَرَري الحَبَشي نُشِرَت بمجلة التمدن الإسلامي المجلد العشرون، فردَّ عليها الهَرَري الحَبَشي، ثم علَّق الألباني على رده الثاني، والمطبوع في هذه الرِّسالة هو تعليق الهَرَري على تعليق الألباني الأوّل، ثم ردّ الألباني على تعليق الهرري.
(23) "التصفيةُ والتربية وحاجة المسلمين إليهما"، تأليف، مطبوع.
(24) "التعقيبُ المبعوث على رسالة السيوطي الطرثوث"، تأليف.
(25) "التعليقُ الرغيب على الترغيب والترهيب"، تأليف. وهو غير صحيح الترغيب، وضعيفه الآتيين.
(26) "التعليقُ على الموسوعة الفلسطينية"، تأليف.
- "التعليقاتُ الجياد على زاد المعاد"؛ لابن القيم، تأليف. لم يتمه، وهو مفقود.
(27) "التعليقاتُ الحسان على الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان"؛ لعلي بن بلبان بن عبد الله, علاء الدين الفارسي, الحنفي، المنعوت بالأمير, المتوفى سنة تسع وثلاثين وسبعمائة.
(28) "التعليقاتُ الرَّضِيّة على الرَّوْضَة النَّدِية"؛ لصديق حسن خان القنوجي، تأليف، مطبوع.
(29) "تمامُ المنة في التعليق على فقه السنّة"، تأليف، مطبوع.
(30) "تمامُ النصح في أحكام المسح"، تأليف، مطبوع.
(31) "التمهيدُ في فرض رمضان"، تأليف.
(32) "تهذيبُ صحيح الجامع الصغير وزياداته والاستدراك عليه"، تأليف.
(33) "التَّوَسّلُ أنواعه وأحكامه"، تأليف، مطبوع.وقد اختصره في "مختصر التوسل".
(34) "الثمرُ المستطاب في فقه السنة والكتاب"، تأليف. لم يتمه.
(35) "جلبابُ المرأة المسلمة"؛ تأليف، مطبوع. وكان اسمه في طبعاته القديمة "حجاب المرأة المسلمة في الكتاب والسنة". وله مختصر باسم "تلخيص حجاب المرأة المسلمة"
(36) "جواب حول الأذان وسنة الجمعة"، تأليف.
(37) "حجةُ النبي r كما رواها عنه جابر t"، تأليف، مطبوع.ثم استخلص منه كتابه ”مناسكُ الحج والعمرة في الكتاب والسنة وآثار السلف وسرد ما ألحق الناس بها من البدع”، وهو مطبوع أيضاً، وفيه بعض الزيادات.
(38) "حجةُ الوداع"، تأليف.
- "الحوضُ المورود في زوائد منتقى [أبي محمد عبد الله بن علي] ابن الجارود" [النيسابوري، المتوفى سنة سبع وثلاثمائة]، تأليف. وهو زوائد "المنتقى" على الصحيحين. لم يتمه، وهو مفقود.
(39) "خطبةُ الحاجة التي كان رسول الله r يعلمها أصحابه"، تأليف، مطبوع.
(40) "خلاصةُ السيرة"، تأليف، مطبوع.
(41) "الدعوة السلفية أهدافها وموقفها من المخالفين لها"، تأليف.
(42) "دفاعٌ عن الحديث النبوي والسيرة في الرد على جهالات الدكتور [محمد سعيد رمضان] البوطي في كتابه فقه السيرة"، تأليف، مطبوع.
(43) "الذبُّ الأحمد عن مسند الإمام أحمد"، تأليف، مطبوع.
(44) "الردُّ البديع في مسألة القبض بعد الركوع"، تأليف.
(45) "الردُّ على رسالة إباحة التحلي بالذهب المحلق"، تأليف، مطبوع. والرسالة المعنيَّة لفضيلة الشيخ إسماعيل الأنصاري رَحِمَهُ اللهُ.
(46) "الردُّ على رسالة أرشد السلفي"، تأليف. واسم هذه الرسالة "الألباني شذوذه وأخطاؤه"، واسم مؤلفها الحقيقي: حبيب الرحمن الأعظمي.
(47) "الردُّ على رسالة التعقيب الحثيث"؛ لعبد الله الهَرَري الحَبَشي، تأليف، مطبوع. وقد نُشِرَ هذا الكتاب أوّلاً في مجلة التمدن الإسلامي، في حلقاتٍ متتابعة بين سنتي (1376 ـ 1377هـ)، ثم طُبِعَ مستقلاً بهذا العنوان.
- "الردُّ على رسالة الشيخ التويجري في بحوث من صفة الصلاة"، تأليف، وهو ردٌّ على رسالةٍ الشيخ حمود بن عبد الله التويجري رَحِمَهُ اللهُ، بعنوان: التنبيهات على رسالة الألباني في الصلاة. وهو مفقود.
(48) "الردُّ على السَّخَّاف فيما سوّده على دفع شبَه التشبيه"، تأليف. والمراد السقاف.
(49) "الردُّ على عز الدين بليق في منهاجه"، تأليف.
(50) "الردُّ على عز الدين بليق في موازين القرآن والسنة للأحاديث الصحيحة والضعيفة والموضوعة على حديث التربة"، تأليف، مطبوع.
(51) "الردُّ على "تحرير المرأة في عصر الرسالة" لمحمد عبد الحليم أبو شقة، تأليف.
(52) "الردُّ على كتاب ظاهرة الإرجاء"؛ للدكتور سفر بن عبد الرحمن، تأليف.
(53) "الردُّ على كتاب المراجعات"؛ لعبد الحسين شرف الدين الشيعي، تأليف.
(54) "الردُّ على هدية البديع في مسألة القبض بعد الركوع"، تأليف.
(55) "الردُّ المفحم على من خالف العلماء وتشدد وتعصب وألزم المرأةَ أنْ تسترَ وجهها وكفيها وأوجب ولم يقنعْ بقولهم إنَّه سنة ومستحب"، تأليف، مطبوع.
(56) "الروضُ النضير في ترتيب وتخريج معجم [سليمان بن أحمد بن أيوب] الطبراني [المتوفى سنة ستين وثلاثمائة] الصغير"، تأليف.
(57) "الزوائدُ على الموارد"، تأليف. يعني موارد الظمآن؛ وهو استدراكٌ لِمَا فات [أبا الحسن نور الدين على بن أبي بكر بن سليمان] الهيثمي، [المتوفى سنة سبع وثمانمائة] مِمَّا هو على شرطه.
(58) "سُؤالٌ وجوابه حول فقه الواقع"، تأليف، مطبوع.
(59) "السفرُ الموجب للقصر"، تأليف، لم يتمه.
(60) "سلسلةُ الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها"، تأليف، مطبوع.
(61) "سلسلةُ الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة"، تأليف، مطبوع.
(62) ”صحيحُ الأدب المفرد؛ للبخاري، تأليف، مطبوع.
(63) ”صحيحُ الترغيب والترهيب ”؛ لأبي محمد المنذري، تأليف، مطبوع.
(64) ”صحيحُ الجامع الصغير وزياداته”؛ لجلال الدين السيوطي، تأليف، مطبوع.
(65) ”صحيحُ سنن أبي عيسى محمد بن عيسى الترمذي، المتوفى سنة تسع وسبعين ومائتين”، تأليف، مطبوع.
(66) ”صحيحُ سنن أبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني المتوفى سنة خمس وسبعين ومائتين”، تأليف، لم يتمه، وقد توسع فيه في الكلام على الأسانيد والمتون كما أشار إلى ذلك في الضعيفة([173]).وله مختصر لهذا اقتصر فيه على ذكر درجة الحديث فقط وهو المطبوع الشائع.
(67) ”صحيحُ سنن ابن ماجه”، تأليف، مطبوع.
(68) ”صحيحُ سنن أبي عبد الرحمن أحمد بن علي بن شعيب النسائي، المتوفي سنة ثلاث وثلاثمائة تأليف، مطبوع.
(69) ”صحيحُ السيرة النبوية”، تأليف، مطبوع. لم يتمه، وصل فيه إلى الإسراء والمعراج.
(70) ”صحيحُ كشف الأستار عن زوائد أبي بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار، المتوفى سنة اثنتين وتسعين ومائتين”؛ للهيثمي، تأليف.
(71) ”صحيحُ الكلم الطيب”؛ لابن تيمية، تأليف، مطبوع.
(72) ”صحيحُ موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان”؛ للهيثمي، تأليف.
(73) ”صفةُ صلاة الكسوف والخسوف وما رأى النبي r فيها من الآيات”، تأليف.
(74) ”صفةُ صلاة النبي r الكبير، تأليف. ولم يُطبعْ.ثم اختصره في ”صفةصلاة النبي r من التكبير إلى التسليم كأنك تراها”، تأليف، مطبوع.ثم اختصره في "تلخيص صفة صلاة النبي r"
(75) ”صلاةُ الاستسقاء”، تأليف.
(76) ”صلاةُ التراويح”، تأليف، مطبوع. وهو جزء من ”تسديد الإصابة”.
(77) ”صلاةُ العيدين في المصلى خارج البلد هي السنة”، تأليف، مطبوع.
(78) ”صوتُ العرب تسأل ومحدث الشام يُجيب”، تأليف، مطبوع.
(79) ”ضعيفُ الأدب المفرد”؛ لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، المتوفى سنة ست وخمسين ومائتين، تأليف، مطبوع.
(80) ”ضعيفُ الترغيب والترهيب”؛ للمنذري، تأليف، مطبوع.
(81) ”ضعيفُ الجامع الصغير وزياداته”؛ للسيوطي، تأليف، مطبوع.
(82) ”ضعيفُ سنن الترمذي”، تأليف، مطبوع.
(83) ”ضعيفُ سنن أبي داود”، تأليف. لم يتمه، وهو الذي توسع فيه في الكلام على المتون والأسانيد كما ذكره في الضعيفة([174]وله آخر اقتصر فيه على ذكر درجة الحديث فقط
(84) ”ضعيفُ سنن ابن ماجه”، تأليف، مطبوع.
(85) ”ضعيفُ سنن النسائي”، تأليف، مطبوع.
(86) ”ضعيفُ كشف الأستار عن زوائد البزار”؛ للهيثمي، تأليف.
(87) ”ضعيفُ موارد الظمآن إلى زوائد أبي حاتم محمد بن حبان بن أحمد البستي، المعروف بابن حبان والمتوفي سنة أربع وخمسين وثلاثمائة”؛ للهيثمي، تأليف.
(88) ”غايةُ الآمال بتضعيف حديث عرض الأعمال والردُّ على الغماري بصحيح المقال”، تأليف.
(89) ”غايةُ المرام في تخريج أحاديث الحلال والحرام”؛ للقرضاوي، تأليف، مطبوع.
(90) ”فتوى في النّصب المزعوم للخضر الذي كان موجوداً في جزيرة (فَيْلكا) وعلى دعوة المبتدعة وعبدة القبور في حياة الخضر”، فتوى خطّية، مطبوع، كتبها الشيخ في دمشق (9/3/1394هـ)، بناءً على طلبٍ قُدِّمَ إليه، ونشرها الشيباني في ”حياة الألباني”([175])، وتقع جزيرة ”فَيْلكا” في الكويت.
(91) ”فتنةُ التكفير”، فتوى مطبوعة.
(92) ”فهرسُ الآثار الواردة في معجم الطبراني الأوسط”، تأليف. وقد أشار إليه في الصحيحة([176]).
(93) ”فهرسُ أسماء الصحابة الذين أسندوا الأحاديث في معجم الطبراني الأوسط”، تأليف. وقد أشار إليه في الصحيحة” ([177]).
(94) ”فهرسُ أسماء رواة الآثار من الصحابة وغيرهم في معجم الطبراني الأوسط”، تأليف.
(95) ”الفهرسُ الشامل لأحاديث وآثار كتاب الكامل”؛ لأبي محمد عبد الله بن عدي بن عبد الله الجرجاني، المعروف بابن عدي، والمتوفي سنة خمس وستين وثلاثمائة، تأليف.
- ”فهرسُ كتاب الكواكب الدّراري لابن عُروة الحنبلي([178])، وأسماء الكتب المودعة فيه”، تأليف. وهو مفقود.
(96) ”فهرسُ المخطوطات الحديثية في مكتبة الأوقاف بحلب”، تأليف.
(97) ”فهرسُ مسانيد الصحابة لمسند الإمام أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني المتوفي سنة إحدى وأربعين ومائتين”، تأليف، مطبوع.
(98) ”الفهرسُ المنتخب من مكتبة خزانة ابن يوسف” مراكش، تأليف.
- ”قاموسُ البدع”، تأليف. رتَّبَه على الأبواب، ولم يُتِمّه، وهو مفقودٌ.
(99) ”قصةُ المسيح الدّجال ونزول عيسى عليه الصلاة والسلام وقتله إياه على سياق رواية أبي أمامة t مضافاً إليه ما صحَّ عن غيره من الصحابة y”، تأليف. ولم يتم.
(100) ”قيامُ رمضان فضله وكيفية أدائه ومشروعية الجماعة فيه”، تأليف، مطبوع.
(101) ”كشفُ النقاب عما في كلمات أبي غدة من الأباطيل والافتراءات”، تأليف، طبع.
(102) ”كيفَ يجب علينا أن نفسر القرآن الكريم”، تأليف، مطبوع.
(103) ”اللحيةُ في نظر الدين”، تأليف، مطبوع.
(104) ”مختصرُ تحفة المودود في أحكام المولود”؛ لابن القيم، تأليف.
(105) ”مختصرُ الشمائل المحمدية”؛ للترمذي، مطبوع.
(106) ”مختصرُ صحيح البخاري”، تأليف، مطبوع.
- ”مختصرُ صحيح مسلم”، تأليف. وهو من عمله عندما كان سجيناً في سجن القلعة، وعليه الإحالة في كتبه، وهو مفقود، وهو غير الآتي.
(107) ”مختصرُ العلو للعلي الغفار وإيضاح صحيح الأخبار من سقيمها”؛ للذهبي، تأليف، مطبوع.
(108) ”مذكراتُ الرحلة إلى مصر”، تأليف.
(109) ”المستدرك على المعجم المفهرس لألفاظ الحديث”، تأليف.
(110) ”معجم الحديث النبوي”، انتقاءٌ، وتأليف. وهو مجموعة من المختارات الحديثية، جمعها الشيخ من مئات المخطوطات المحفوظة في المكتبة الظاهرية بدمشق، ومكتبة الأوقاف الإسلامية بحلب، والمكتبة المحمودية” بالمسجد النبوي، ومكتبة عارف حكمت بالمدينة النبوية، وغيرها، ورتبه على حروف المعجم، وقد بلغ أربعين مجلداً([179]).
(111) ”المناظرات والرّدود”، تأليف، فيه جملة من مناظراته؛ منها: مناظراته مع المهدي المزعوم، وجميل لويس النصراني... وغيرهما.
- ”مناظرةٌ كتابية مع طائفة من أتباع الطائفة القاديانية”، تأليف. أشار الشيخ إليه في الصحيحة([180]). وهو مفقود.
(112) ”المنتخبُ من مخطوطات الحديث” تأليف، مطبوع، وهو فهرسٌ لبعض المخطوطات الحديثية في المكتبة الظاهرية بدمشق.
(113) ”منتخباتٌ من فهرس المكتبة البريطانية”، تأليف.
(114) ”منـزلةُ السنة في الإسلام وبيان أنَّه لا يُستغنى عنها بالقرآن”، تأليف، مطبوع.
(115) ”مواردُ السيوطي في الجامع الصغير”، تأليف.
(116) ”نصبُ المجانيق لنسف قصة الغرانيق”، تأليف، مطبوع.
(117) ”النصيحةُ بالتحذير من تخريب ابن عبد المنان لكتب الأئمة الرَّجيحة وتضعيفه لمئات الأحاديث الصحيحة”، تأليف، مطبوع، يعني حسان بن عبد المنان، أبا صهيب الكرمي.
(118) ”نقدُ كتاب التاج الجامع للأصول في أحاديث الرسول r” لمنصور علي ناصف، تأليف، مطبوع.
(119) ”نقدُ كتاب نصوص حديثية في الثقافة العامة”، تأليف، مطبوع، وقد نُشِرَ أوّلاً في مجلة التمدن الإسلامي، في خمس حلقاتٍ فيما بين سنتي (1386 ـ 1387هـ)، ثم جُمِعَت وطُبِعَت.
(120) ”وجوبُ الأخذ بحديث الآحاد في العقيدة والأحكام والردُّ على شبه المخالفين” تأليف، مطبوع.
(121) ”وصفُ الرحلة الأولى إلى الحجاز والرياض مرشداً للجيش السعودي أثناء عودته للمملكة بعد حرب فلسطين عام (1948م)، تأليف.
(122) ”وضعُ الآصار في ترتيب أحاديث مشكل الآثار”؛ لأبي جعفر الطحاوي، تأليف.
التحقيقات
(123) تحقيق "الأحاديث المختارة" لأبي عبد الله ضياء الدين محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الرحمن السعدي، المقدسي الأصل، الصالحي الحنبلي، المتوفى سنة ثلاث وأربعين وستمائة, لم يتمه.
(124) تحقيق "الأحكام الصغرى" لأبي محمد عبد الحق بن عبد الرحمن بن عبد الله الأزدي الإشبيلي, المعروف بـ "ابن الخراط"، والمتوفى سنة إحدى وثمانين وخمسمائة.
(125) تحقيق "الأحكام الوسطى"؛ لأبي محمد الإشبيلي أيضاً.
(126) تحقيق "أسباب الخلاف" لأبي عبد الله محمد بن فتّوح بن عبد الله بن فتوح بن حميد الأزدي الميورقي الحميدي, ابن أبي نصر الأندلسي الظاهري، المتوفى سنة ثمان وثمانين وأربعمائة، لم يتمه.
(127) تحقيق "اقتضاء الْعِلْمِ العمل" لأبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي المتوفى سنة ثلاث وستين وأربعمائة، مطبوع.
(128) تحقيق "الإكمال في أسماء الرجال" لأبي عبد الله ولي الدين محمد بن عبد الله الخطيب العمري, التبريزي المتوفى سنة إحدى وأربعين وسبعمائة، مطبوع.
(129) تحقيق "الآيات البيِّنات في عدم سماع الأموات على مذهب الحنفية السادات"؛ لنعمان الألوسي، مطبوع.
(130) تحقيق "بداية السُّول في تفضيل الرسول r"؛ لعز الدينعبد العزيز بن عبد السلام بن أبي القاسم ابن الحسن السلمي الدمشقي الشافعي, الملقب بسلطان العلماء، والمتوفى سنة ستين وستمائة، مطبوع.
- تحقيق "تاريخ دمشق"؛ لأبي زُرْعَة عبد الرحمن بن عمرو بن عبد الله بن صفوان النصري, الدمشقي المتوفى سنة إحدى وثمانين ومائتين، يرويه أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله ابن عمر بن راشد البجلي، المتوفى سنة سبع وأربعين وثلاثمائة، وهو مفقود.
(131) تحقيق "الحج المبرورُ"؛ للعلوشي.
(132) تحقيق "حجاب المرأة ولباسها في الصلاة"؛ لابن تيمية، مطبوع.
(133) تحقيق "ديوان الضعفاء والمتروكين"؛ لمحمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي المتوفى سنة ثمان وأربعين وسبعمائة، لم يتمه.
(134) تحقيق "رسالة ابن تيمية في الردّ على من قال بفناء الجنة والنار"؛ يُنْسب لشيخ الإسلام، مطبوع.
(135) تحقيق "رفع الأستار لإبطال أدلة القائلين بفناء النار"؛ للصنعاني، مطبوع.
(136) تحقيق "رياض الصالحين"؛ للنووي، مطبوع.
- تحقيق "زهر الرياض في ردِّ ما شنعه القاضي عياض [بن موسى بن عياض اليحصبي المتوفى سنة أربع وأربعين وخمسمائة] على من أوجب الصلاة على البشير النذير في التشهد الأخير"؛ لمحمد بن محمد الخضري الدمشقي، وهو مفقود.
(137) تحقيق وتعليق على "سبلُ السلام شرح بلوغ المرام"؛ للصنعاني، تعليق. لم يتمه.
(138) تحقيق "سؤالات أبي جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة، المتوفى سنة سبع وتسعين ومائتين، لطائفة من شيوخه في الجرح والتعديل"؛ لابن أبي شيبة.
(139) تحقيق ”الشهاب الثاقب في ذم الخليل والصاحب”؛ لجلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي، المتوفى سنة إحدى عشرة وتسعمائة، مطبوع.
(140) تحقيق ”صفة الفتوى والمفتي والمستفتي”؛ لابن حمدان الحنبلي([181]مطبوع.
(141) تحقيق ”العقود لابن تيمية، تحقيق، بمشاركة: الشيخ: محمد حامد الفقي، مطبوع.
(142) تحقيق ”فضل الصلاة على النبي r”؛ للقاضي الجهضمي([182])، مطبوع.
- تحقيق ”كتاب أصل السنة واعتقاد الدين”؛ لأبي محمد عبد الرحمن بن محمد بن إدريس، الرازي، ابن أبي حاتم، المتوفى سنة سبع وعشرين وثلاثمائة، لم يتمه، وهو مفقود.
(143) تحقيق ”كتاب الإيمان”؛ لابن أبي شيبة، مطبوع.
(144) تحقيق ”كتاب الإيمان”؛ لأبي عُبَيْد القاسم بن سلام، المتوفى سنة أربع وعشرين ومائتين، مطبوع.
(145) تحقيق ”كتاب الْعِلْمِ”؛ لأبي خيثمة زهير بن حرب النسائي المتوفى سنة أربع وثلاثين ومائتين، مطبوع.
(146) تحقيق ”الكلم الطيب”؛ لابن تيمية، طبع.
(147) تحقيق ”مختصر صحيح مسلم”؛ للمنذري، مطبوع.
(148) تحقيق ”مساجلة علمية بين الإمامين الجليلين: العز بن عبد السلام، وابن الصلاح حول صلاة الرغائب المبتدعة”؛ لعز الدين ابن عبد السلام، وأبي عمر عثمان بن عبد الرحمن الشَّهْرُزوري، ابن الصلاح، المتوفى سنة ثلاث وأربعين وستمائة، تحقيق، بمشاركة: الشيخ: زهير الشاويش، مطبوع.
(149) تحقيق ”مساوئُ الأخلاق” لأبي بكر محمد بن جعفر بن محمد الخرائطي، المتوفى سنة سبع وعشرين وثلاثمائة، لم يتمه، ذكره في الصحيحة([183]).
(150) تحقيق ”مناقب الشام وأهله”؛ لابن تيمية، تحقيق، مطبوع. بذيل تخريج أحاديث فضائل الشام ودمشق.
(151) تحقيق ”نزهةالنظر في توضيح نخبة الفكر”؛ كلاهما للحافظ ابن حجر العسقلاني، كتب عليها حواشي إلى تعريف الحديث الحسن، ولم يتمها.
التخريجات
(152) تخريج "الاحتجاج بالقدر" لابن تيمية، مطبوع.
(153) تخريج ”أداء ما وجب من بيان وضع الوضّاعين في رجب” لأبي الخطاب عمر بن الحسن بن علي بن محمد, المعروف بابن دحية الكلبي، والمتوفى سنة ثلاث وثلاثين وستمائة، مطبوع.
(154) تخريج وتعليق على "الأذكار" لأبي زكريا محيي الدين يحيىَ بن شرف بن مري بن حسن الحزامي الحوراني النووي, الشافعي, المتوفى سنة ست وسبعين وستمائة، وعمل الشيخ الألباني في الأصل تلخيصٌ لكتاب "نتائجُ الأفكار في تخريج أحاديث الأذكار"؛ للحافظ أبي الفضل شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر العسقلاني الشافعي المتوفى سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة.
(155) تخريج وتعليق على "إرشاد النقاد في تيسر الاجتهاد" لأبي إبراهيم عز الدين محمد بن إسماعيل بن صلاح بن محمد الحسني, الكحلاني ثم الصنعاني, المعروف بالأمير الصنعاني المتوفى سنة اثنتين وثمانين ومائة وألف.
(156) تخريج ”إزالة الدهش والوَلَه عن المتحيِّر في صحة حديث: "مَاءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ لَهُ" لأبي عبد الله محمد بن إدريس, القادري الحسيني المالكي الفاسي الأصل، المتوفى سنة خمسين وثلاثمائة وألف، مطبوع، وزادَ فيه الناشرُ الشيخُ: زهير الشاويش، على كلام الشيخ، وميَّز تخريجاتِ الشيخ عن إضافاته؛ بجعل تخريجات الشيخ تبدأ بـ: [ناصر]، وتنتهي بـ: [ن]. وما زادَ عن ذلك، فهو من زياداته على الشيخ.
(157) تخريج "إصلاح المساجد من البدع والعوائد" للقاسمي([184])،مطبوع.
(158) تخريج "إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان" لأبي عبد الله شمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد الزّرْعي الدمشقي, المعروف بابن القيم، المتوفى سنة إحدى وخمسين وسبعمائة.
(159) تخريج "الإيمان"؛ لابن تيمية، مطبوع.
(160) تخريج "تأسيس الأحكام على ما صحَّ عن خير الأنام بشرح أحاديث عمدة الأحكام"؛ لأحمد بن يحيى النجمي، مطبوع الجزء الأوّل فقط.
(161) تخريج "تحقيق معنى السنة"؛ لسليمان الندوي، مطبوع.
(162) "تخريجُ أحاديث البيوع وآثاره"؛ تأليف. عمله لموسوعة الفقه الإسلامي، بكلية الشريعة، في جامعة دمشق، ثم توقف عنه عندما توقفت الكلية عن طبع الموسوعة.
(163) "تخريجُ أحاديث فضائل الشام ودمشق"؛ لأبي الحسن علي بن محمد بن صافي بن شجاع الرَّبَعي الدمشقي المالكي, المعروف بابن أبي الهول، والمتوفي سنة أربع وأربعين وأربعمائة، مطبوع.
(164) "تخريجُ أحاديث مشكلة الفقر وكيف عالجها الإسلام"؛ للقرضاوي، مطبوع.
(165) "تخريجُ حديث أبي سعيد الخدري t في سجود السهو".
(166) تخريج "التعليق الممجَّد على موطأ الإمام محمد"؛ لمحمد عبد الحي اللكنوي الهندي المتوفى سنة أربع وثلاثمائة وألف، لم يتمه.
(167) تخريج "التنكيل بما في تأنيب الكوثري([185]) من الأباطيل”؛للمعلمي([186])، بمشاركة: محمد عبد الرزاق حمزة([187])، وزهير الشاويش، مطبوع.
(168) تخريج "التوحيد"؛ لمحمد أحمد العدوي.
(169) تخريج "الحديث النبوي"؛ لمحمد بن لطفي الصباغ.
(170) تخريج "حقوق النساء في الإسلام وحظهن من الإصلاح المحمدي العام"؛ لمحمد رشيد رضا القلموني المتوفى سنة أربع وخمسين وثلاثمائة وألف، مطبوع.
(171) تخريج "حقيقة الصيام"؛ لابن تيمية، مطبوع.
(172) تخريج "شرح العقيدة الطحاوية"؛ لابن أبي العز، مطبوع.
(173) تخريج ”الصراط المستقيم، رسالة فيما قرره الثقات الأثبات في ليلة النصف من شعبان”؛ لجماعة من علماء الأزهر، مطبوع.
(174) تخريج ”صوت الطبيعة ينادي بعظمة الله”؛ لعبد الفتاح الإمام([188]).
(175) تخريج ”صيد الخاطر”؛ لأبي الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد، ابن الجوزي، المتوفى سنة سبع وتسعين وخمسمائة.
(176) ”ظلال الجنة في تخريج السنة” لابن أبي عاصم، وهو مطبوع.
(177) تخريج ”فقه السيرة”؛ لمحمد الغزالي، مطبوع.
(178) تخريج ”القائد إلى تصحيح العقائد”؛ للمعلمي، بمشاركة: الشيخ: عبد الرزاق حمزة، مطبوع.
(179) تخريج ”قاموس الصناعات الشامية”؛ لمحمد سعيد القاسمي([189])، بمشاركة: العلامة: محمد بهجت البيطار، مطبوع.
(180) تخريج ”كلمة الإخلاص وتحقيق معناها”؛ لأبي الفرج زين الدين عبد الرحمن بن أحمد، ابن رجب الحنبلي، المتوفى سنة خمس وتسعين وسبعمائة، مطبوع.
(181) تخريج ”ما دلَّ عليه القرآن مما يعضد الهيئة الجديدة القويمة البرهان”؛ لمحمود شكري الألوسي([190]مطبوع.
(182) تخريج ”المرأة المسلمة”؛ لحسن البَنَّا، مطبوع.
(183) تخريج ”المسح على الجوربين” للقاسمي، مطبوع.
(184) تخريج ”مشكاة المصابيح”؛ للخطيب التبريزي، مطبوع. وقد حقق الشيخ القسم الأوّل فقط، وأكمل علمه تخريجاً، وأما التحقيق فقد أتمه الشيخان محمد بن لطفي الصباغ، وعبد القادر الأرنؤوط.
(185) تخريج ”المصطلحات الأربعة في القرآن” للمودودي، مطبوع.
(186) تخريج ”معالم التنـزيل”؛ لأبي محمد الحسين بن مسعود بن محمد البغوي، المتوفى سنة عشر وخمسمائة.
(187) تخريج ”هدايةُ الرواة إلى تخريج أحاديث المصابيح، والمشكاة”؛ للحافظ ابن حجر.
المحاضرات المفرغة
(188) "الآياتُ والأحاديث في ذم البدعة"، تأليف. وللشيخ الكثير من المحاضرات حول البدعة، وبعضها فرغ وطبع، وأصبح كتباً متداولة.
(189) "الحديثُ حجةٌ بنفسه في العقائد والأحكام"، مطبوع.
التعليقات
(190) تعليق على "الحجاب"؛ لأبي الأعلى المودودي، مطبوع.
(191) تعليق على "سنن أبي عبد الله محمد بن يزيد القزويني، ابن ماجه، المتوفى سنة ثلاث وسبعين ومائتين”، تعليق. وهو غير صحيح سنن ابن ماجه، وضعيفه الآتيين.
(192) تعليق على ”طليعة التنكيل” بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل”؛ للمعلمي، تعليق، مطبوع في مقدمة التنكيل السابق، فهو مقدمة له.
(193) تعليق على ”العقيدة الطحاوية”؛ لأبي جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي، المتوفى سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة، شرحٌ، وتعليق، مطبوع.
(194) تعليق ”لَفْتَة الكَبِد في نصيحة الولد”؛ لأبي الفرج ابن الجوزي، بمشاركة: الشيخ: محمود مهدي استانبولي رَحِمَه اللهُ، مطبوع.
(195) تعليق على ”مختصر تعليق الشيخ محمد كنعان”، تعليقٌ، ومراجعة. لم يتمه.
(196) تعليق ”مسائلُ غلام الخلال([191]) التي خالف فيها الخِرَقي([192])” [بكسر ففتح]، تعليق، مطبوع([193]).
وإنما اخترت منها ما ذكرت أولاً بغية إلقاء الضوء على بعض جوانب شخصية الشيخ العلمية عقدية كانت أو فقهية أو فكرية والتي آن أوان ذكر خلاصتها فإلى:




فكر الشيخ ودعوته:
مما تقدم ذكره عن حياة الشيخ، ومجالسه العلمية، وتلاميذه، ومؤلفاته نعلم أن الشيخ يوافق فكر الشيخ محمد بن عبد الوهاب، في مسألة الصفات الخبرية، وإثباتها بمعانيها المعلومة بلا تأويل ولا تشبيه، ومعاداتهم للمؤولة أو المفوضة من الأشعرية وغيرهم، واعتبارهم من الفرق الضالة بذلك، وفي مسألة التوسل، ومسألة بناء المساجد على القبور، أو بناء القبور في المساجد، والصلاة في هذه المساجد، وفي الاحتجاج بخبر الآحاد في العقيدة ولو كان ظنياً، وفي الدعوة إلى الاجتهاد وترك التقليد، وفي اعتبار كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، ورد قول من قال بالبدعة الحسنة.
إلا أن الشيخ له اختياراته الفقهية والعلمية التي قد لا يوافقه عليها أحد من معاصريه، ومن ثم قلما تجد للشيخ كتاباً إلا وقد ألف في الرد على بعض ما فيه، ولا شك أن الشيخ إنما برز في الحديث وعلومه، أما الفقه والعقيدة فيحتاج الأمر إلى مراجعة أصحاب التخصص للحكم على ما قرره الشيخ.
أما من الناحية الفكرية فتمتلئ نفس الشيخ بفكرتين الأولى هي فكرة تصفية كتب التراث مما علق بها من أحاديث وأخبار واهية أو موضوعة، ومن ثم كان مشروعه لإخراج صحيح وضعيف السنن الأربعة، والأدب المفرد، وترغيب المنذري وترهيبه، وغير ذلك، ثم كانت سلسلتيه الصحيحة والضعيفة من أضخم كتب التخريج في العصور المتأخرة.
والفكرة الثانية هي فكرة تقريب السنة بين يدي الأمة، ومن ثم كان منهجه في التخريج أن يقدم الحكم على الحديث أولاً ثم يتبعه بتفصيلات الأسانيد والمتون والكلام عليها، فمن وثق بالشيخ، أو كان من العامة الذين لا يحسنون دراسة الأسانيد فليأخذ حكمه من أول كلامه، ومن أراد التفصيل فليتابع القراءة، وتجد ذلك أيضاً في اختصار الشيخ لكثير من كتب التراث كالصحيحين، والشمائل للترمذي، وتحفة المودود لابن القيم، ثم في فهرسته لكثير من كتب الحديث والرجال، كبغية الحازم في فهارس مستدرك الحاكم، وتيسير انتفاع الخلان بكتاب ثقات ابن حبان، ورجال الجرح والتعديل لابن أبي حاتم، وفهرس أحاديث التاريخ الكبير للبخاري، وفهرس أحاديث كتاب الشريعة للآجري، وفهرس أحاديث وآثار الكامل لابن عدي، وغيرها، ولابد من الاعتراف بأثر الشيخ في نهوض عمليتي التحقيق والتخريج، وما يتبع ذلك من الفهرسة والاختصار، فإننا اليوم قلما نجد كتاباً من الكتب التي كانت في عداد المخطوطات في عصر مشايخنا إلا وهو مطبوع اليوم بتحقيق جيد، وتخريج لأحاديثه، وفهرسة لها، ولأعلامه، وغير ذلك، مما كان بالأمس القريب في عداد الأحلام، إما بيد الشيخ أو بيد بعض تلامذته أو المتأثرين به.
وتجد فكرة تقريب السنة أيضاً في تتبع الشيخ لما اشتهر من الكتب بين الناس ثم قيامه بتحقيق وتخريج أحاديث هذه الكتب لتعرف العامة غث هذه الكتب من ثمينها.
يقول الشيخ محمد إبراهيم شقرة: (وللشيخ ـ نفع الله بعلومه ـ تفرد علمي يقوم على أسس قوية، أهمها:
1- وضوح منهجه العلمي بكل مراحله وسماته، وقواعده وأصوله التي يقوم عليها.
2- قدرته الحوارية التي مكنت لها في عقله إحاطته الواسعة بالسنن والآثار والأخبار.
3- حجته البالغة التي تداعت لها الحجج، وتناهت عندها الأدلة، فأصاب منها قدراً أعجز بها خصمه، وهذه الثلاثة أفضت به إلى رابعة وهي:
4- شدته في الحق الذي يراه بما قام عنده من دليل، وجرأته فيه، ولو عاد عليه بعداوة الناس، فالعالم لا ترهبه عداوة الأعداء، ولا ينعشه حب الأصدقاء والأولياء، وفتاواه الصريحة الجريئة التي تناقلها الناس، وشاعت في أرجاء الأرض، في مناسبات شتى شاهد عدل على ذلك)([194]).
وإذا كنا قد عرفنا هذه الجوانب عن حياة الشيخ وشخصيته فقد آن لنا أن نتعرف على موقف معاصريه من العلماء منه ومن أعماله ومنهجه فنقول والله الموفق:
بين الألباني ومعاصريه:
إن الانتشار الواسع لمؤلفات الشيخ وفتاواه ـ مع اعتماده على ما يصل إليه باجتهاده دون نظر لموافقة إمام أو مخالفته من السابقين أو اللاحقين ـ قد جعلا الشيخ يلقى مواجهات حادة من غيره من العلماء خصوصاً المتصوفة منهم كالشيخ عبد الله بن الصديق الغماري المتوفى سنة ثلاثة عشر وأربعمائة وألف، والشيخ عبد العزيز الغماري المتوفى سنة ثمانية عشر وأربعمائة وألف، وغيرهم كالشيخ إيهاب بن حسن الأثري، والشيخ مصطفى العدوي، والشيخ إسماعيل الأنصاري، والشيخ أسعد سالم تيم، والشيخ حسن السقاف، والشيخ عبد الفتاح أبو غدة المتوفى سنة سبعة عشر وأربعمائة وألف، وغيرهم وكان أهم ما كتب في الرد على الشيخ الألباني:
تناقضات الألباني الواضحات، التنكيل بما في كتب الألباني من التناقضات والأباطيل وكلاهما للسقاف.
البراءة مما صححه الألباني وزعم فيه أن النبي r يأمر بالبذاءة وحاشا له r، الإنابة فيما صححه الألباني وهو موضوع وفيه انتقاص الصحابة، الإيماء إلى براءة لحم البقر والقراء مما صححه الألباني وهو افتراء، تجييش الجيش للقضاء على ما صححه الألباني من وجود ديك وحية تحت وحول العرش للأثري، فتح الإله ببيان ضعف ما صححه الألباني وغيره من حديث اخرج عدو الله، تبييض الورقة من أكذوبة ما سموه حديث تمر الصدقة، إيقاظ الوسنان ببيان ضعف ما صححه الألباني وغيره من حديث الطاعون وخز الجان، استحالة دخول الجان بدن الإنسان، الحجة المنيعة ببيان ضعف كل ما صححه الألباني وانفرد به ابن لهيعة، الإتحاف والمنة ببيان ضعف ما صححه الألباني وفيه "من أذن اثنتي عشرة سنة وجبت له الجنة" ، وكلها لإيهاب بن حسن الأثري.
نظرات في السلسلة الصحيحة، والمؤنق في إباحة تحلي النساء بالذهب المحلق وغير المحلق والترشيد وكلها لمصطفى العدوي.
هداية المتخبطين (في الرد على توسل الألباني) لمحمد بن يحيى الحضرمي المتوفى سنة إحدى عشرة وأربعمائة وألف.
بيان نكث الناكث المتعدي بتضعيف الحارث لعبد العزيز بن الصديق الغماري.
التعريف بأوهام من قسم السنن إلى صحيح وضعيف، وتنبيه المسلم إلى تعدي الألباني على صحيح مسلم، ومباحثة السائرين بحديث اللهم إني أسالك بحق السائلين، وكلها لمحمود سعيد ممدوح.
التعقبات الأنصارية على السلسلة الألبانية، إباحة تحلي النساء بالذهب المحلق، الانتصار لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب بالرد على مجانبة الألباني فيه الصواب، نقد تعليقات الألباني على شرح الطحاوية وكلها لإسماعيل الأنصاري.
التعقب الحثيث على من طعن فيما صح من الحديث أو تحقيق البيان في إثبات سبحة أهل الإيمان، ثم نصرة التعقب الحثيث لعبد الله الحبشي الهرري نزيل دمشق.
الأحاديث الضعيفة في سلسلة الأحاديث الصحيحة لرمضان محمود عيسى.
وكلمات في كشف أباطيل وافتراءات، وخطبة الحاجة ليست سنة في مستهل الكتب والمؤلفات وكلاهما لعبد الفتاح أبو غدة.
ولقطات مما وهم فيه الألباني من تخريجات وتعليقات للدكتور علي عبد الباسط مزيد، والإعلام في إيضاح ما خفي على الإمام لفهد ابن عبد الله السنيد، وبيان أوهام الألباني في تحقيقه لكتاب فضل الصلاة على النبي r للأزدي لأسعد سالم تيم.
وقبل الدخول في معامع الخلافات بين الشيخ ومعاصريه، نقدم ثناء معاصري الشيخ عليه ـ على عادة علماء السنة في البدء بالتوثيق قبل التجريح ـ فنقول والله الموفق:


ثناء العلمـاء عليه:
قال الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله: (لا أعلم تحت أديم السماء من هو أعلم من هذا الرجل)([195])، وقال عنه أيضاً: (معروف لدينا بحسن العقيدة والسيرة، ومواصلة الدعوة إلى الله سبحانه، مع ما يبذله من الجهود المشكورة في العناية بالحديث الشريف، وبيان الحديث الصحيح من الضعيف من الموضوع) ([196]).
فالشيخ ابن باز رحمه الله يعتبر الشيخ الألباني عالم العصر.
وقال الشيخ محمد صالح العثيمين رحمه الله: (إنه حريص جدا على العمل بالسنة، ومحاربة البدعة، سواء كانت في العقيدة أم في العمل،...، ذو علم جم في الحديث رواية ودراية،...، على تساهل منه أحياناً في ترقية بعض الأحاديث إلى درجة لا تصل إليها من التحسين أو التصحيح، وعدم ملاحظة ما يكون شاذ المتن، مخالفاً لأحاديث كالجبال صحة، ومطابقة لقواعد الشريعة العامة)([197]).
قلت: الشيخ العثيمين مع اعترافه بفضل الشيخ الألباني وعلمه إلا أنه يصفه بالتساهل في التصحيح والتحسين، خصوصاً فيما يتعلق بالحكم بالشذوذ على المتن.
وقال الأستاذ زيد بن عبد العزيز الفياض الأستاذ بجامعة محمد بن سعود: (من الأعلام البارزين في هذا العصر، وقد عني بالحديث وطرقه ورجاله، ودرجته من الصحة وعدمها ...، وهو كغيره من العلماء الذين يصيبون ويخطئون، ولكن انصرافه إلى هذا العلم العظيم مما ينبغي أن يعرف له به الفضل)([198]).
وقال الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق: (عالم من علماء المسلمين، وعلم من أعلام الدعوة إلى الله، وشيخ المحدثين وإمامهم في العصر الراهن)([199])، وقال أيضاً: (لقد كان شيخنا الألباني صورة مطابقةً في الشكل لأولئك الأئمة [يعني أئمة السنة المتقدمين] ثم في الموضوع علماً بالسنة وإحاطة بالحديث، وأخذاً بالعزائم، وصدقاً وورعاً، وعندما طابق شيخنا الألباني ما كان في خيالنا عن محدثي الإسلام الأولين وقعت المحبة)([200]).
وقال الشيخ محمد إبراهيم شقرة رئيس المسجد الأقصى: (لو أن شهادات أهل العصر في شيوخ السنة وأعلام الحديث والأثر اجتمعت فصيغ منها شهادة واحدة،..., فأني أحسب أن تكون شهادة صادقة في علم الحديث الأوحد، أستاذ العلماء، وشيخ الفقهاء، ورأس المجتهدين في هذا الزمان، الشيخ محمد ناصر الدين الألباني أكرمه الله في الدارين،...، وحسب طالب العلم أن يلم بأي كتاب من كتب الشيخ، ليرى رسوخ قدمه، وطول باعه وسعة اطلاعه، وكثرة استدراكه ودقة استقصائه، وحسن ترتيبه ونظمه، وتلاحق حججه، وعلو برهانه، وحضور ذهنه، وقوة عارضته، ونفاذ بصره، ووضوح بصيرته، وشدة تمكنه)([201]). وفي كلام الشيخ شقرة بعض مبالغة دفعه إليها حبه الشديد للشيخ وتعلقه به.
وقال الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله: (والذي أعتقده وأدين الله به أن الشيخ محمد ناصر الدين الألباني حفظه الله من المجددين الذين يصدق عليهم قول الرسول r: "إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها"([202])، ...، إذا عرفت أن الشيخ ـ حفظه الله ـ ليس له نظير في علم السنة، فما منزلته في فهم النصوص؟ الذي أعرفه عنه أن فهمه للنصوص كفهم كبار علمائنا المعاصرين، على أنى أقول كما قال الإمام مالك، رحمه الله: "كل أحد يؤخذ من قوله ويترك إلا صاحب هذا القبر"([203]) يعني رسول الله r)([204]).
وقال الشيخ محمد عيد عباسي: (إننا نعلن صراحة أننا آثرنا الأخذ عن شيخنا،...، لأننا رأيناه عالماً حقاً أي مجتهداً، ولكننا في الوقت نفسه لا نمنع من تقليد غيره من المجتهدين،...، رأينا هذا الرجل منصفاً واسع الأفق، يأخذ من المذاهب كلها، ويستفيد من جهود العلماء السابقين، ولا يتعصب لمذهب على آخر،...، يتبع منهجاً علمياً واضحاً يلتزم به، هو المنهج الصحيح، وهو تحكيم الكتاب والسنة في كل خلاف، وجعلهما أصلاً وأساساً، وأقوال العلماء فرعاً وتبعاً، وترجيح ما يرجحه الدليل، ونبذ ما يضعفه،...، رأينا لدى شيخنا من غزارة العلم، وسعة الأفق واستقامة التفكير، ما لم نجده عند غيره، هذا بالإضافة إلى تخصصه في علم الحديث وتوصله إلى مستوى رفيع فيه، هذا العلم الذي ندر العارفون فيه)([205]).
وقال فضيلة الشيخ عبد المحسن العباد: (عالم كبير، ومحدث مشهور، وله جهود عظيمة في خدمة السنة وفي العناية بحديث رسول الله r، وبيان مصادر تلك الأحاديث، والكتب التي ذكرتها، وبيان درجاتها من الصحة والضعف،...، وهو ـ رحمة الله عليه ـ وإن كان له بعض الآراء التي نعده قد أخطأ فيها، ولكنها مغمورة في بحر أو بحور صوابه)([206]).
وقال د/ محمد موسى نصر: (إن شيخنا الألباني يرحمه الله من أكثر وأشهر علماء هذا العصر الذين دعوا إلى منهج السلف الصالح، وأظهروا وجوب اتباعه، ووجوب الانتساب إليه،...، ومن شدة حرصه على منهج السلف الصالح لا نكاد نرى له رأياً اختاره أو انفرد به إلا وله سلف فيه من أئمتنا السابقين،...، إنني لم أر مثله في علمه، وفقهه، وثباته على الحق، ومثابرته، وشدة تمسكه بالكتاب والسنة، دون مبالغة أو تعصب) ([207]).
وقال الشيخ سليم الهلالي: (لقد كان شيخنا ـ رحمه الله ـ مدرسة تحتذى في علم الصناعة الحديثية التي معالمها: أولاً: ربط علم الحديث بغايته وثمرته فإن غايته تمييز ما صح نسبته إلى النبي r مما لم تصح نسبته،...، ثانياً: ربط الأحاديث النبوية الصحيحة بمعانيها الحقة، وفقهها السلفي،...، ثالثاً: الرجوع إلى مصادر الحديث الأصلية،...، رابعاً: تقريب السنة بين يدي الأمة ... وكانت طريقته رحمه الله أن يجعل الصحيح في كتاب والضعيف في كتاب، ...، وقد يكون باختصار بعض كتب الحديث، ...، خامساً: الاعتراف لأهل الفضل، والرجوع إلى الحق إذا ظهر له، وعدم التعصب لما توصل إليه، أو الغرور بما بذل من جهد، ...، سادساً: عدم الجمود ومواصلة البحث العلمي)([208]).
وقال الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان: (كان واسع الاطلاع عارفاً بالمسائل المجمع عليها والمختلف فيها، وكثيراً ما كان يفصل في الأقوال، ويعزوها لأصحابها، ذاكراً الأدلة النقلية إن وجدت فيها، وإلا فالقواعد الفقهية أو الأصولية التي تخرج عليها، مراعياً المقاصد الشرعية ومآلات الأفعال، مظهراً اختياره وترجيحه على وجه ظاهر جلي، لا يتقيد بمذهب أو مشرب، وإنما يتابع الدليل من صحيح الحديث والأثر، وهو في النوازل التي لا نصوص فيها متابع غالباً لأقوال شيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه ابن قيم الجوزية، رحم الله الجميع، وذلك لموافقتهم في الأصول وقواعد الاستنباط،...، ومن الجدير بالذكر أن الشيخ رحمه الله تعالى كان جريئاً في نشر ما يعتقد، كثير النظر والبحث فيها مع العلماء ومع طلبة العلم النبهاء) ([209]).
وقال الشيخ صالح بن عبد العزيز بن محمد آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف السعودية: (علم من أعلام الأمة ومحدث من محدثيهم... له مآثر عدة في نصرة العقيدة السلفية ومنهج أهل الحديث)([210]).
وقال الشيخ محمد صفوت نور الدين رئيس جماعة أنصار السنة المحمدية بمصر: (علم الأعلام صاحب الكتب الكثيرة، والحسنات العديدة، أخطاؤه في بحر حسناته مغمورة، وأقوال القادحين له بين أقوال المخلصين المادحين مقهورة)([211])، وقال أيضاً: (مقدم الحكماء وناصر الفقهاء وعمدة المحدثين في عصره)([212]).
وقال الشيخ حافظ عبد الرحمن مدني مدير جامعة لاهور الإسلامية: (شيخنا العلامة المحدث)([213]).
وقال الشيخ عبد العزيز الهده: (كان الشيخ العلامة البحر محمد الأمين الشنقيطي، رحمه الله الذي ما علم مثله في عصره في علم التفسير واللغة يجل الشيخ الألباني إجلالاً غريباً، حتى إذا رآه ماراً وهو في درسه في الحرم المدني، يقطع درسه قائماً ومسلماً عليه إجلالاً له) ([214]).
ويقول الشيخ طارق بن عوض الله بن محمد: (عالم كبير من علماء العصر، شهد له رجال العلم وأساطينه في شتى بلدان العالم الإسلامي بالتفوق والنبوغ، والتقدم على أقرانه في هذا العلم الشريف)([215]).
وقال الشيخ عبد الصمد شرف الدين المحقق المعروف بالديار الهندية: (أكبر عالم بالأحاديث النبوية في هذا العصر،...، العالم الرباني)([216])، وقال أيضاً: (وكان سروري عظيماً حين قابلت بالمكتبة الظاهرية علامة الشام، ومحقق مخطوطات المكتبة الظاهرية منذ أكثر من عشر سنوات الشيخ محمد ناصر الدين الألباني)([217]).
وقال الشيخ محمد مصطفى الأعظمي: (الشيخ المحدث الكبير)([218]).
وقال الشيخ زهير الشاويش: (كان من أبرز العلماء الدعاة إلى السلفية، في كل معانيها ببلاد الشام)([219]).
وقال الشيخ الدكتور مانع بن حماد الجهني: (عرف العلماء والباحثون منزلة محدث العصر وقوته العلمية، وطريقته السلفية، حتى استحق أن يقال عنه لا يوجد تحت أديم السماء أعلم بالحديث من الشيخ الألباني)([220]).
وقال الدكتور عاصم بن عبد الله القريوتي: (عمدة المحققين، مجدد هذا القرن، الشيخ العلامة، محدث العصر)([221]).
وقال الشيخ أبو الفيض الغماري: (وناصر الدين الألباني قدم إلى دمشق، وتعلم العربية وأقبل على علم الحديث فأتقنه جداً جداً، وأعانته مكتبة الظاهر المشتملة على نفائس المخطوطات في الحديث، حتى إني لما زرتها في العام الماضي، كان هو الذي يأتيني بما أطلبه، ويعرفني بما فيها، وهو خبيث الطبع وهابي تيمي جلد،...، ولولا خبث مذهبه وعناده، لكان من أفراد الزمان في معرفة الحديث)([222])، وقال في موضع آخر: (أما الألباني فمن الأفراد في معرفة الفن)([223]). هذا ثناء الأقران على الشيخ فماذا عن جرحهم له؟!!!
ما قيل في الشيخ من جرح:
وسنلتزم بعون الله وتوفيقه في ذكر ما قيل في الشيخ من جرح ترك الألفاظ التي لا تتعلق بالمنهج العلمي للشيخ، فإن شدة الشيخ على مخالفيه قد جرت كثيراً منهم إلى النيل من الشيخ والخروج عن منهج الاعتدال في النقد، وهاك أقوى ما قيل في حق الشيخ مما وقفت عليه:
قال الشيخ إيهاب بن حسن الأثري في الحجة المنيعة: (فأدخل [يعني الألباني] على قراء كتبه أنه المحقق المدقق في هذا المذهب وليس هو كذلك، بل غفل عن تدقيقات الأئمة فصار إلى ما صار إليه)([224])، وقال أيضاً في البراءة: (فلا تلتفتن إلى ذهوله وما أكثره)([225])، وعنون في الكتاب نفسه بعد ذلك قائلاً: (وهم الألباني في رجال الحديث، وغفلته عن الألقاب والكنى)([226])، قلت: وهذا اتهام للشيخ بالغفلة والذهول والوهم في الرجال.
ثم عنون بعد ذلك قائلاً: (تناقض الألباني كعادته)([227])، وفي كتابه استحالة دخول الجان بدن الإنسان عنون الشيخ إيهاب قائلاً: (بيان ذهول الألباني عن آيات القرآن: [ثم قال:] أشرت من قبل إلى أن محمداً الألباني عندما يصحح ما يصح عنده ـ عنده هو ـ من أحاديث، فهو لا ينظر إلى متن الحديث، اللهم إلا نادراً ولذلك فقد صحح أشياء عجيبة سبقت الإشارة إليها)([228]).
قلت: وهذا اتهام للشيخ بعدم ملاحظة المتن عند التصحيح، وقد تقدم مثله عند الشيخ العثيمين.
وكتب الشيخ أسعد سالم تيم كتاباً بعنوان "بيان أوهام الألباني في تحقيقه لكتاب فضل الصلاة على النبي rللقاضي إسماعيل بن إسحاق الأزدي". وقال في أوله: (وقد دفعني لكتابة هذا الاستدراك كثرة ما وجدت في هذه النشرة من الأوهام، فقد راجعت الجزء مراراً وتكراراً فوجدته يعج بالأخطاء والسواقط والتحريفات فمن ذلك:
أولاً: أغلاط في مقدمة الكتاب.
ثانياً: أخطاء وتحريفات في أسانيد الأحاديث ومتونها.
ثالثاً: أخطاء في الحكم على الأحاديث الواردة في الجزء.
رابعاً: قصور واضح في تخريج أحاديث الجزء وبيان مظانها)([229]).
قلت: وفي هذا تأييد لما تقدم عن الشيخ إيهاب الأثري من أوهام الشيخ في الرجال، وزاد هنا أوهاماً في الحكم على الأحاديث، وقصور التخريج.
وقال الدكتور علي عبد الباسط مزيد في كتابه "لقطات مما وهم فيه الألباني من تخريجات وتعليقات": (فإن المتتبع للشيخ الألباني خلال تخريجاته وتعليقاته، يدرك مدى تجاوزاته في بعض أحكامه، ونقد الأئمة وأصحاب الصحاح المشهود لهم بالعلم والفضل، وسعة الحفظ وسيلان الذهن، والورع والتقوى، ولم يكتف الشيخ بذلك، بل مزق كتب السنن الأربعة، والأدب المفرد للبخاري، وغيرها بحجة فصل صحيحها عن ضعيفها، وتجاوز ذلك كله إلى الكلام في أحاديث الصحيحين، اللذين تلقتهما الأمة بالقبول، وأجمع السلف والخلف أنهما أصح كتابين بعد كتاب الله تعالى، وأطبق أهل العلم من الأئمة، وحفاظ الحديث وطرقه، والخبراء بعلله، على صحة ما جاء في هذين الكتابين من أحاديث شريفة)([230]).
قلت: وهذا اتهام للشيخ بالتسرع في تخطئة الأئمة المتقدمين، والهجوم حتى على الصحيحين.
وقال الشيخ مصطفى العدوي في كتابه المؤنق: (وإني لأتعجب من الشيخ ناصر في تصرفه هذا عجباً شديداً، حيث إن منهجه في السلسلة الصحيحة التوفيق بين الروايات ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، وها أنا ذا ذاكر لك مثالاً لم يخالف فيه راوٍ راوياً غيره بل خالف ثمانية أو أكثر من الثقات الأثبات، ومع ذلك قد صحح له الشيخ ناصر حديثه، وهو مثال من أمثلة لا تكاد تحصى)([231])، قلت: هو بهذا يلمز الشيخ بأنه متساهل في الحكم بشذوذ الروايات وقد صرح بهذا الأمر الشيخ محمد بن صالح العثيمين كما تقدم حيث قال: (على تساهل منه [أي الألباني] أحياناً في ترقية بعض الأحاديث إلى درجة لا تصل إليها من التحسين أو التصحيح، وعدم ملاحظة ما يكون شاذ المتن، مخالفاً لأحاديث كالجبال صحة، ومطابقة لقواعد الشريعة العامة)([232]). وبمثله اتهمه الشيخ إيهاب بن حسن الأثري كما تقدم.
وقال الشيخ حمزة عبد الله المليباري في الموازنة: (هذا الحديث أعله جماعة من النقاد، قائلين بأن قتيبة تفرد به عن الليث، ومنهم الإمام البخاري وأبو حاتم وأبو داود والترمذي وأبو سعيد ابن يونس والحاكم والبيهقي وغيرهم، وصححه بعض المتأخرين قائلين بأن قتيبة ثقة لا يضر تفرده وهم الحافظ ابن القيم والعلامة أحمد شاكر والشيخ ناصر الدين الألباني، فما سر الخلاف بين المتقدمين والمتأخرين في تعليل حديث معاذ وتصحيحه؟ هل يعني أن النقاد كانوا يبالغون في رد الأحاديث ...؟ أم أن المتأخرين تساهلوا فيما دققه وحققه نقاد الحديث وفقاً لمنهج علمي محكم، اغترارا بظاهر الإسناد)([233]).
قلت: وهذا اتهام من الشيخ بالتساهل في تصحيح الأحاديث، وعدم اعتبار ما به من علة، وهو قريب مما تقدم عن الشيخ العثيمين والشيخ إيهاب الأثري والشيخ مصطفى العدوي.
وقال في موطن آخر: (ويقول البعض [يعني الشيخ الألباني] معقباً عليه: "وعبد العزيز ثقة، ولا يجوز توهيمه بمجرد مخالفة أيوب له، فإنه قد زاد الرفع، وهي زيادة مقبولة منه، ومما يدل على أنه حفظه أنه روى الموقوف والمرفوع معاً"، وهذا مستغرب من قائله، لأنه يكون ما رواه الدراوردي ـ حسب سياق كلامه ـ شاذاً، لأنه خالف من هو أوثق منه)([234])، ونحن نلمح في طي الكلام اتهاماً للشيخ بالتساهل في الحكم بالشذوذ والعلة أيضاً.
وقد وضع الشيخ حسن السقاف ثلاثة مجلدات عنون لها بـ "تناقضات الألباني الواضحات"، كما وضع الشيخ فهد بن عبد الله السنيد كتاباً بعنوان "الإعلام في إيضاح ما خفي على الإمام تعقبات حديثية على الشيخ محمد ناصر الدين الألباني".
وقال الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي في كتابه "الألباني شذوذه وأخطاؤه": (الشيخ ناصر الدين الألباني شديد الولوع بتخطئة الحذاق من كبار علماء الإسلام، ولا يحابي في ذلك أحداً كائناً من كان، فتراه يوهم البخاري ومسلماً، ومن دونهما،...، ويكثر من ذلك حتى يظن الجهلة والسذج من العلماء أن الألباني نبغ في هذا العصر نبوغاً يندر مثله،...، ولكن من كان يعرف الألباني، ومن له إلمام بتاريخه، يعرف أنه لم يتلق العلم من أفواه العلماء، وما جثا بين أيديهم للاستفادة، وإنما العلم بالتعلم فما له والعلم ولم يتعلم)([235]).
وقال أيضاً: (ومن فضائحه وشواهد جهله، وتسارعه إلى الحكم على شيء من غير تثبت، وحبه للتفوق أنه ندد بالمؤلفين في تراجم الستة أنهم أغفلوا هلالاً مولى عمر بن عبد العزيز فلم يذكروه، ومرد هذا التنديد إلى تماديه في الجهل، فإنهم ذكروه ولم يغفلوه، وإنما الألباني هو الغافل السادر وذلك أنهم ذكروه في الكنى ترجمة أبي طعمة) ([236]).
قلت: وهذا اتهام للشيخ بالوهم في كلامه على الرجال، والتسرع في تخطئة الأئمة وقد تقدم مثله قريباً.
وقال: (ومن مجازفاته وسلوكه سبيل من يتبع الهوى في تحقيق الأحاديث قوله: "كل ما ورد من الأحاديث في صلاة سنة الجمعة القبلية لا يصح منها شيء"، قلت: ولم يسرد تلك الأحاديث ولا تكلم عليها بالتفصيل وإلا لافتضح اعتسافه)([237])، وقال أيضاً: (وقد أكثر الألباني من تحسين الأحاديث لشواهدها أو متابعاتها الضعيفة،...، وتصرفاته في هذا الباب عجيبة فتراه ينقض في الضعيفة ما أبرمه في الصحيحة، ويهمل القواعد التي راعاها في الصحيحة فلا يقيم لها وزناً في الضعيفة، وذلك لأن التصحيح والتضعيف دائما يكونان بحكم شهوته، وطبق هواه، فإذا اشتهى أن يصحح حديثاً يتقوى به في الخروج على أئمة الاجتهاد والفتوى، أو جهابذة الحديث وصيارفة الفن، استعمل قاعدة من القواعد، وإذا اشتهى أن يضعف حديثاً كذلك نبذها وراء ظهره) ([238]).
قلت: وهذا اتهام للشيخ بالتساهل في ترقية الضعيف للحسن، والتناقض في استعمال القواعد.
وقال: (ثم إن الألباني قد أزاح هنا الستار عن وجهه، فانكشف بعض ما كان يخفيه من مسايرته للمعتزلة، ومعاداته لأهل السنة والجماعة، فإنه ادعى أن غير الإجماع المعلوم من الدين بالضرورة، مما لا يمكن تصوره فضلاً عن وقوعه، والواقع أن المسودة التي تتابع على تصنيفها ثلاثة من أئمة آل تيمية تصرح أن الإجماع متصور، وهو حجة قطعية، والمشهور عن النظام المعتزلي إنكار تصوره، ويحكى عن طائفة من المرجئة وبعض المتكلمين والرافضة إنكار حجيته وتصرح [يعني المسودة] أن أحمد قد نص في رواية عبد الله والحارث في الصحابة إذا اختلفوا لم يخرج من أقاويلهم: "أرأيت إن أجمعوا له أن يخرج من أقاويلهم هذا قول خبيث قول أهل البدع ..إلخ" ...، فتبين بهذا أن ما ادعاه الألباني هو قول بعض المعتزلة والرافضة)([239]).
قلت: وهذا اتهام للشيخ بنفي الإجماع في غير ما علم من الدين بالضرورة، ومخالفة أهل السنة في ذلك، موافقة للمعتزلة.
وقال الشيخ محمود سعيد ممدوح في كتابه "تنبيه المسلم إلى تعدي الألباني على صحيح مسلم": (فقد وقفت على كلام للشيخ الألباني، ضعف فيه جملة من الأحاديث التي في صحيح مسلم، فتكلم عليها بما يؤكد خطأه، ويثبت خروجه على ما قرره العلماء من صحتها وتلقيها بالقبول المفيد للعلم)([240])، وقال أيضاً: (ومن العجيب المدهش أنه لا يسلك مسلكاً واحداً في كتبه، فيخالف نفسه كثيراً، ويتخبط تخبطاً معيباً ... وستجد في ثنايا هذا التنبيه كثيراً من هذا التناقض، هذا ولم أقصد من هذا التنبيه التشهير بشخص الألباني، ولكن أردت بيان خطأ المنهج الذي يسلكه، وأنه مردود، وهو بهذا المنهج قد خالف الإجماع وأتى بمنكر من القول)([241]).
قلت: وهذا اتهام للشيخ بالتناقض في استعمال القواعد، وقد تقدم مثله قريباً.
وقال في موطن آخر: (فهو بعمله هذا [يعني تضعيفه لبعض أحاديث مسلم] لا يدري أنه يهاجم السنة، ويفتح باباً لأعداء السنة للهجوم على أصح الكتب بعد كتاب الله) ([242])، وقال في موطن ثالث: (خالف الألباني الإجماع لأن انتقاداته للصحيحين وقعت خارج المواضع التي استثناها الحفاظ من أحاديث الصحيحين)([243]). وقال في موضع رابع: (وهذه والله سقطة شنيعة [يعني قول الألباني : "فلسنا نعتقد العصمة لكتاب بعد كتاب الله أصلاً"] فمن المعلوم أن القرآن كلام الله عز وجل غير مخلوق، وكلام الله صفة من صفاته، فكيف يعتقد من يدعى السلفية العصمة لصفة من صفات الله تعالى عما يقولون علواً كبيراً، وهذا كلام لا يقوله إلا معتزلي يؤمن بخلق القرآن)([244]).
وقال السقاف في التناقضات: (الألباني يصحح أحاديث موضوعة وضعيفة فيها ذكر فضائل لمعاوية بن أبي سفيان، وعمرو بن العاص شغباً وتأييداً للنواصب)([245])، وقال أيضاً: (لقد وجدنا الألباني يحاول أن يميز صحيح الأحاديث من سقيمها، وهي غاية حميدة، لكن كان عليه مؤاخذات عديدة، فتراه يصحح أو يحسن ما هو بعيد عن الصحة والحسن تماماً، مما يجعل حكمه يسقط عن درجة الاعتبار)([246])، وقال في موضع ثالث: (اعلم أنه لا قاعدة لهذا المتناقض في تصحيح الأحاديث وتضعيفها، في ضعيف وصحيح السنن الأربعة،...، فهو أحياناً ينظر لسند الحديث مفرداً في الترمذي مثلاً، فيرى ضعفه فيورده في ضعيف الترمذي، مع وجود الشواهد له التي جعلته يصححه في موضع آخر، فيورده مثلاً في صحيحته، وأحياناً ينظر لسند الحديث مفرداً في الترمذي مثلاً فيرى أنه ضعيف، ومع ذلك يورده في صحيح الترمذي، لطـرقه الأخرى أو شواهده)([247])، وقد اتهم السقاف الألباني بأنه مشبه مجسم([248])، وقال الشيخ محمود سعيد ممدوح في التعريف بأوهام من قسم السنن إلى صحيح وضعيف: (ومع ذلك فقد ابتلي بمخالفة بعض مناهج المحدثين في التصحيح والتضعيف، والحكم على الرواة ويتهمهم بالتناقض مرة وبالتساهل مرات)([249]).
ويمكن تلخيص كافة ما اتهم به الشيخ فيما يلي:
ـ التناقض فيما يقرره من قواعد، خصوصاً فيما بين سلسلتيه الصحيحة والضعيفة.
ـ التساهل في الحكم على الحديث، خصوصاً في الحكم بالشذوذ والعلل.
ـ الذهول والخطأ والغفلة.
ـ مخالفة بعض مناهج المحدثين في الحكم على الرواة، وفي التصحيح والتضعيف.
ـ مخالفة الإجماع في بعض المواطن.
ـ يقع في بعض التحريفات نتيجة لأخذه العلم من الصحف لا من أفواه المشايخ.
ـ يذهل عن آيات الكتاب الكريم عند تصحيحه أو تضعيفه للأحاديث.
ـ تضعيفه لبعض أحاديث الصحيحين.
ـ القول ببعض قول المعتزلة.
ـ القول ببعض قول المجسمة.
ـ تصحيح أحاديث موضوعة وضعيفة في فضل معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص رضي الله عنهما تأييداً للنواصب.
ـ التساهل في ترقية الضعيف إلى الحسن.
هذا وسيتضح من خلال هذه الأطروحة ما إذا كانت هذه الطعون صحيحة أم خاطئة نسأل الله أن يوفقنا للصواب في القول والعمل، وإذ قد فرغنا من ذلك كله فقد آن الأوان لنشهد اللحظات الأخيرة من حياة الشيخ فإلي ..
مرض الشيخ ووفــاته:
وفي عام سبعة عشر وأربعمائة وألف أصيب الشيخ بفقر الدم، وكان يعاني من إحدى كليتيه، ومن كبده، وكان يشكو من بلغم لزج في حلقه، وقبل وفاته بثلاثة أيام صح واستنار وجهه حتى ظن أبناؤه أنه قد برئ، ثم أثقله المرض وغاب عن الدنيا إلى أن توفاه الله عصر يوم السبت الثاني والعشرين من جمادى الآخرة سنة عشرين وأربعمائة وألف من الهجرة (2/10/1999م)([250]) وهو ابن ثمان وثمانين سنة، واجتمع لدفنه ما يزيد على الخمسة آلاف شخص، وقد أشار الشيخ أبو مالك على أهل الشيخ وتلاميذه أن يبقوا وجه الشيخ مكشوفاً حتى يودعه تلاميذه ومريدوه، فأقبل القوم أفواجاً أفواجاً مقبلين جبين الشيخ مودعين له، ثم هيئ للصلاة عليه([251])، وصلي عليه ـ تطبيقاُ للسنة ـ في خلاء من الأرض، ودفن ـ حسب وصيته ـ في أقرب مكان من بيته الكائن بجبل "الهملان" بعمان الأردن، وكانت مقبرة صغيرة أهلية بجانب البيت([252])، لقد عاش الشيخ متواضعا، ومات كذلك متواضعاً، وبين حياته ومماته نسج التاريخ قصة كبيرة من قصص عظمة هذا الدين، الذي ما إن تخالط بشاشته القلوب حتى يستحيل المرء خلقاً آخر مليئاً بالطاقة، والحيوية، والعطاء، والتضحية، مستعداً أن يبذل كل ما يملك من وقت وصحة وجهد ومال ونفس في سبيل نصرة هذه الشريعة الغراء، لتعلو راية الله خفاقة عالية على صدر كوكب الإنسان.
وإذا كنا قد تعرفنا على حياة الشيخ ومآثره وأهم إنجازاته فقد آن لنا أن نتعرف على شيء من منهجه الحديثي في دراسة الأسانيد فإلى ...


1 راجع صفحات بيضاء من حياة الإمام، لأبي أسماء عطية بن صدقي، ص 19.

2 أشقودرة: تسمى اليوم "شكودرا" وتقع في شمال ألبانيا، من المدن الهامة بألبانيا، وهي أحد الأقاليم العشرة المكونة لألبانيا، ولها سواحل على البحر الإدرياتيكي. (دائرة سفير للمعارف الإسلامية ص 1881، 1882).

3 استنبول: من أعظم المدن التركية، تقع على جانبي "البسفور"، الذي يصل البحر الأسود شمالاً ببحر مرمرة المتفرع عن البحر المتوسط جنوباً، كانت عاصمة الخلافة الإسلامية منذ سنة 1453م، وكانت تسمى "الأستانة"، و"القسطنطينية"، وأشهر معالمها قصور "يلدز" التي كان يقيم بها خلفاء بني عثمان، و"مسجد سليمانية " ذو المآذن الأربعة، و"مسجد أيا صوفيا". (موسوعة المدن العربية والإسلامية ص 305 ـ 307 ).

1 ألبانيا: إحدى دول البلقان الأربع ـ بلغاريا، ويوغسلافيا، وألبانيا، واليونان ـ تقع على الساحل الشرقي للبحر الإدرياتيكي، يحدها شمالاً وشرقاً جمهورية الجبل الأسود، وجزء من يوغسلافيا، وغرباً البحر الإدرياتيكي، والبحر الأيوني، وجنوباً اليونان، عاصمتها الحالية تيرانا، نسبة المسلمين بها 88%، فتحها العثمانيون في نهاية حكم السلطان "مروان الأول" سنة 787هـ /1385م، ثم أعاد فتحها السلطان "محمد الفاتح" عام 871هـ /1466م وانتشر الإسلام بها واستمرت تابعة لدولة الخلافة حتى كانت الحرب البلقانية الأولى، حيث حصلت على الاستقلال والحكم الذاتي عام 1331هـ /1912م، وصبغت منذ هذا العهد بصبغة شيوعية قاتمة، فحرم التدين، وأغلقت المساجد، ولم يتح للمسلمين بها بعض حرياتهم إلا من وقت قريب جداً بعد عام 1411هـ /1990م (دائرة سفير للمعارف الإسلامية ص 1881 – 1885 ).

1 أحمد زوغو: أول رئيس لجمهورية ألبانيا التي أعلنت عام 1344هـ/1925م وقد حارب الدين، وجر بلاده إلى الإلحاد، ثم أعلن نفسه ملكاٌ على ألبانيا عام 1347هـ /1928م وعندما استولت إيطاليا على ألبانيا، في بداية الحرب العالمية الثانية ، عام 1358هـ /1939م فر أحمد زوغو إلى إنجلترا. (موسوعة سفير للمعارف الإسلامية ص 188).

2 دمشق: عاصمة الجمهورية العربية السورية، وأكبر مدنها سكاناً، تقع جنوب غرب البلاد، وشمال شرق جبل الشيخ، يمر خلالها نهر بردي، ويطل عليها من الشمال جبل قاسيون، افتتحها المسلمون في أولى سنواتهم ثم صارت عاصمة الخلافة الأموية.(موسوعة المدن ص 57 – 60).

3 راجع صفحات بيضاء من حياة الإمام ، ص 20.

4 ابن عربي: محيي الدين محمد بن علي بن محمد أبو عبد الله الطائي الأندلسي، طاف البلاد، وأقام بمكة مدة، وصنف فيها كتابه المسمى "بالفتوحات المكية"، فيها ما يعقل ومالا يعقل، وما ينكر وما لا ينكر، وما يعرف ومالا يعرف، وله "فصوص الحكم" فيه أشياء كثيرة ظاهرها كفر صريح، وله "العبادلة"، وديوان شعر رائق، وله مصنفات أخر كثيرة، قال أبو شامة: وله تصانيف كثيرة،...، وله شعر حسن، وكلام طويل على طريق التصوف، مات سنة ثمان وثلاثين وستمائة،ودفن بمقبرة القاضي محيي الدين بن الزكي بقاسيون. (البداية والنهاية لابن كثير 13/156 ).

1 النابلسي: نصر بن إبراهيم بن نصر أبو الفتح المقدسي النابلسي شيخ الشافعية بالشام الإمام العلامة الحافظ الزاهد الفقيه سمع عبد الرحمن بن الطبير وأبا الحسن السمسار وأبا جعفر الميماشي وسليم بن أيوب الرازي وغيرهم، وعاش أكثر من ثمانين سنة، وأقام بالقدس مدة طويلة، ثم قدم دمشق سنة ثمانين فسكنها، وعظم شأنه، ولما قدم الغزالي دمشق اجتمع به، واستفاد منه، وتفقه به جماعة من دمشق وغيرها، ودفن بباب الصغير، له "التهذيب" و"التقريب" و"المقصود" وهو أحكام مجردة و"الكافي" وشرح متوسط على كتاب الإشارة لشيخه سليم وغير ذلك ومات رحمه الله يوم عاشوراء سنة تسعين وأربعمائة. (شذرات الذهب 2/395 ).

2 علماء ومفكرون عرفتهم، لمحمد المجذوب 1/ 288، 289.

3 راجع حياة الألباني، لمحمد بن إبراهيم الشيباني، 1/45.

4 راجع صفحات بيضاء من حياة الإمام ، ص 21 .

1 أرسين لوبين: شخصية خيالية ابتكرها الروائي "آرثر كونان دويل" وهي عبارة عن لص ذكي ظريف، إلا أن المواقف تثبت في نهاية كل قصة أنه يقف مع الجانب الصواب، وهو نوع من أنواع الأدب الذي يحبب الإجرام والمجرمين إلى قلوب الشباب، مما يساعد كثيراً على نشر الرذائل، وفي ترجمة هذه السلسلة ركاكة واضحة، الباحث.

1 مجموعة من القصص الخيالية التي تبتعد عن الواقع كثيراً، وإن كانت شخصياتها حقيقية في كثير من الأحيان، إلا أن سياق القصة يجعلها أقرب إلى الأسطورة منها إلى القصص التاريخي، وسياقات قصة صلاح الدين، والأميرة ذات الهمة أقرب إلى روح الأدب الجاهلي، وإن كانت تحكي أشخاصاً وأحداثاً إسلامية، نلحظ أيضاً أن أساليب هذه القصص ركيكة جداً من الناحية اللغوية، الباحث.

2 راجع صفحات بيضاء من حياة الإمام ، ص 23، 24.

3 عز الدين التنوخي هو: عزّ الدين بن أمين شيخ السروجية الدمشقي, المسمى عز الدين علم الدين التنوخي عالم بالأدب, له نظم, من أعضاء المجمع العلمي العربي، ومن مؤسسيه، مولده ووفاته في دمشق، تعلم بها،وبمدرسة الفرير في يافا, ثم بالأزهر, حيث مكث خمس سنين، وعاد إلى دمشق فتصدر للوعظ شاباً، ثم سافر إلى فرنسا لدراسة الزراعة عام 1910م وعاد في أوائل 1913م فعين بمركز زراعة بيروت،وتنقل في بعض البلاد العربية،حتى عاد إلى دمشق فكان من الأعضاء المؤسسين للمجمع العلمي العربي 1919م،ثم عاد للتنقل مرة أخرى حتى عاد إلى دمشق في نهاية 1931م حيث انتخب أميناً لسر المجمع العلمي وعين مدرساً للعربية في الجامعة، وانتخب نائباً لرئيس المجمع بدمشق 1964م فانقطع للعمل فيه, وحقق من نفائس التراث مجموعة, منها المنتقى من أخبار الأصمعي وتكملة إصلاح ما تغلط به العامة وبحر العوّام في ما أصاب به العوّام والإبدال والمثنى والإتباع وتوفي بدمشق سنة ست وثمانين وثلاثمائة وألف (1966م) (راجع الأعلام للزركلي 5/24).

4 أبو تمام: حبيب بن أوس الحوراني، مقدم شعراء عصره، له كتاب الحماسة، وفحول الشعراء، والاختيارات من شعر الشعراء، وكان يحفظ أربعة آلاف أرجوزة، غير القصائد والمقاطيع، مات 231هـ (شذرات الذهب 2/72 - 74).

5 محمد رشيد: بن علي رضا بن محمد القلموني البغدادي الأصل الحسيني المفسر المؤرخ الأديب، ولد في القلمون من أعمال طرابلس الشام سنة اثنتين وثمانين ومائتين وألف (1865م)، أخذ عن حسين الجسر، ولازم محمد عبده المصري، ثم قصد سورية في أيام فيصل بن الحسين، وانتخب رئيساً للمؤتمر السوري، ثم غادر سوريا لما دخلها الفرنسيون فأقام بمصر مدة، ثم رحل إلى الهند والعراق والحجاز وأوربا، ثم عاد إلى مصر، له التفسير ولم يتمه و"الخلافة والإمامة العظمى" و"الوهابيون والحجاز" و"الوحي المحمدي" و"تاريخ الأستاذ الإمام محمد عبده" مات بالقاهرة سنة أربع وخمسين وثلاثمائة وألف (1935م). (معجم المؤلفين 9/310).

1 الغزالى: زين الدين أبو حامد محمد بن محمد بن محمد الطوسي الشافعي أحد الأعلام، أخذ عن أبي نصر الإسماعيلي، وإمام الحرمين، له"إحياء علوم الدين" و"المستصفى" في أصول الفقه و"إلجام العوام عن علم الكلام" و"بداية الهداية" في التصوف وغيرها، مات سنة خمس وخمسمائة (شذرات الذهب 4/10-13).

2 العراقي: زين الدين عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن المهراني المولد، العراقي الكردي الأصل، الشافعي الإمام الحافظ، أخذ عن ابن عبد الهادي، وعلاء الدين التركماني، وأكثر عن أبي الفتح الميدومي، وعنه ابن حجر وابنه ولي الدين أبو زرعة العراقي، ونور الدين الهيثمي وغيرهم، له "إخبار الأحياء بأخبار الإحياء" وهو التخريج الكبير ومختصره "المغني عن حمل الأسفار"، و"التقييد والإيضاح لما أطلق وأغلق من مقدمة ابن الصلاح" وألفيته الشهيرة في علوم الحديث وغيرها مات سنة ست وثمانمائة (شذرات الذهب 7/55).

3 حياة الألباني، لمحمد بن إبراهيم الشيباني، ص 47.

4 علماء ومفكرون عرفتهم، لمحمد المجذوب 1/ 289.

1 يعتمر القبعة: يتعمم بها، راجع مختار الصحاح ص 190.

2 علماء ومفكرون عرفتهم ، لمحمد المجذوب 1/ 290، 291.

1 محمد بن عبد الوهاب: أبو عبد الله التميمي النجدي، ولد بالعيينة وتربى بحجر والده، وكان من فقهاء الحنابلة، ثم انتقل للبصرة لإتمام دراسته، فبرع في علوم الدين واللسان، وكان حنبلي المذهب، ثم صار غير متقيد بتقليد أحد، وقد تمكن بمساعدة الأمير محمد بن سعود من نشر مذهبه، وإقامة دولة تعتنق هذا المذهب، مات سنة ست ومائتين وألف (الفكر السامي 2/445- 448).

2 حياة الألباني، لمحمد بن إبراهيم الشيباني 1/51 .

3 راجع حياة الألباني، لمحمد بن إبراهيم الشيباني 1/52.

1 أخرجه مسلم في كتاب البيوع باب تحريم بيع الحاضر للبادي 3/1157 ح1522 من حديث أبي الزبير عن جابر، في حديث أوله "لا يبع حاضر لباد" ، قال العجلوني في كشف الخفا 1/488: (وقوله "في غفلاتهم" زادها ابن شهبة وعزاها لمسلم واعترضه غيره بأنها ليست في مسلم بل ولا في غيره وقال ابن حجر المكي في التحفة: "الخبر الصحيح "لا يبع حاضر لباد دعوا الناس يرزق الله بعضهم من بعض" قال: ووقع لشارح أنه زاد فيه "في غفلاتهم" ونسبه لمسلم وهو غلط إذ لا وجود لهذه الزيادة في مسلم بل ولا في كتب الحديث كما قضى به سبر ما بأيدي الناس منها).

2 مجلة الأصالة، السنة الرابعة، العدد23، ص 59.

3 أبو حنيفة: النعمان بن ثابت بن زوطا التيمي مولاهم الكوفي، الإمام الفقيه، رأس المذهب الحنفي، حدث عن عطاء ونافع وعدة، وعنه وكيع وعبد الرزاق وغيرهم مات سنة خمسين ومائة (تذكرة الحفاظ 1/126 ، 127).

4 حياة الألباني، لمحمد بن إبراهيم الشيباني، ص 53، 54.

1 سورة النحل آية 68.

2 سورة الأنعام آية 112.

3 سورة الأنعام آية 121.

4 علماء ومفكرون عرفتهم ، لمحمد المجذوب ، 1/ 325 .

1 ابن عابدين: محمد أمين بن عمر الشامي المعروف بابن عابدين بمصر، له حاشية على الدر المختار سماها "رد المحتار بشرح الدر المختار"، وحاشية على شرح إفاضة الأنوار على متن أصول المنار في أصول الفقه سماها "نسمات الأسحار" وله مجموعة رسائل في الفقه وأصوله وكان حياً سنة تسع وأربعين ومائتين وألف (أبجد العلوم 3/198، قواعد في علوم الحديث للتهانوي ص 473، ولزوم اتباع مذاهب الأئمة لمحمد الحامد ص5، 43).

2 الثوري: سفيان بن سعيد بن مسروق الكوفي، أبو عبد الله، الحافظ الفقيه، أمير المؤمنين في الحديث، روى عن منصور بن المعتمر والأسود وطبقتهما، وعنه ابن المبارك ووكيع وابن وهب وطبقتهم، مات متوارياً بالبصرة سنة إحدى وستين ومائة هـ وكان له مذهب في الفقه لم ينتشر. (شذرات الذهب 1/250، 251).

3 ابن عساكر: ثقة الدين أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الدمشقي الشافعي الإمام الحافظ الكبير، صاحب تاريخ دمشق وأطراف السنن الأربعة وعوالي مالك وغرائب مالك وفضل أصحاب الحديث وعوالي الثوري ومسند أهل داريا وتاريخ المزة وغير ذلك، شيوخه ألف وثلاثمائة شيخ ونيف وثمانون امرأة سمع منه الكبار جمع بين معرفة المتن والإسناد، مات في حادي عشر رجب سنة إحدى وسبعين وخمسمائة (طبقات الحفاظ ص 475- 477).

4 مشارق الأنوار النبوية من صحاح الأخبار المصطفوية: للإمام رضى الدين حسن بن محمد الصغاني المتوفى سنة خمسين وستمائة، جمع فيه من الأحاديث الصحاح، عدده على تعداد الشارح الكازَرُوني ألفان ومائتان وستة وأربعون حديثاً، ورمز فيه بالحروف فالخاء للبخاري والميم لمسلم والقاف لما اتفقا عليه، ورتبه بترتيب أنيق مبتكر، وشروحه كثيرة منها "مبارق الأزهار في شرح مشارق الأنوار" لعبد اللطيف بن عبد العزيز المعروف بابن الملك وقد التزم أن يبين في كل حديث أنه مما انفرد به أحد الشيخين أو اتفقا عليه لاختلاف نسخ المشارق في العلامات وعدم العلم بما هو الأصح رتبة، وذكر أحوال راوي الحديث، واقتصر على ذكره مرة (كشف الظنون 2/1689)، وأما مؤلف المبارق فهو: عبد اللطيف بن عبد العزيز بن أمين الدين ابن فرشتا الحنفي، وفرشتا هو الملك، له شرح المشارق وشرح المنار والوقاية وشرح المصابيح وشرح مجمع البحرين ورسالة لطيفة في علم التصوف، وكان من علماء الروم الموجودين في أيام السلطان مراد، وكان معلماً للأمير محمد بن آيدين ومدرسا بمدرسة تيرة وهي مضافة إليه إلى الآن، كان ماهراً في جميع العلوم خصوصا الشرعية، وله حظ عظيم في المعارف الصوفية، كان حياً سنة إحدى وتسعين وسبعمائة (البدر الطالع 1/374).

1 الملا علي القاري: بن سلطان محمد الهروي، نور الدين المكي الحنفي، له وشرح الفقه الأكبر لأبي حنيفة وغيرها، يعد مجدداً علي رأس الألف مات بمكة سنة أربع عشرة وألف (الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي 2/218).

2 صفحات بيضاء من حياة الإمام ص 26، 27.

3 أحمد الطحطاوي: الشيخ العلامة النحرير السيد أحمد بن محمد بن إسماعيل الدوقاطي الطهطاوي الحنفي أصله رومي وقد حضر إلى طهطا سنة إحدى وثمانين ومائة وألف،مع أبيه وهو صغير، أخذ الفقه عن المقدسي والحريري وحسن الجبرتي، والحديث عن حسن الجداوي ومحمد الأمير وعبد العليم الفيومي، عين لمشيخة الحنفية ثم عزل ثم أعيد إليها، له حاشية على مراقي الفلاح، وأخرى على الدر المختار في الفقه الحنفي، وكانت وفاته سنة إحدى وثلاثين ومائتين وألف (عجائب الآثار للجبرتي 3/531، وتعليق الشيخ عبد الفتاح أبو غدة على قواعد التهانوي ص 94) .

4 علماء ومفكرون عرفتهم ، لمحمد المجذوب 1/ 289، 290.

1 تاج الدين الحَسَني: محمد تاج الدين بن محمد بدر الدين بن يوسف الحسني المراكشي الأصل, البيباني, الدمشقي المولد والوفاة، أحد من تولوا رئاسة الجمهورية السورية في عهد الاحتلال الفرنسي, تعييناً لا انتخاباً، كان أبوه المحدّث الشيخ بدر الدين منقطعاً إلى التدريس والعبادة, وانصرف هو إلى الاتصال بالحكام الذين يريدون إرضاء أبيه, فعين مدرساً للعلوم الدينية في المدرسة السلطانية بدمشق سنة 1912م, ثم كان من أعضاء مجلس إصلاح المدارس ومن أعضاء المجلس العمومي لولاية سورية في عهد العثمانيين، وأصدر الجيش الرابع العثماني جريدة الشرق 1916م فجعله أحد صاحبيها، وكان في العهد الفيصلي بسورية من أعضاء المؤتمر السوري ثم من أعضاء مجلس الشورى, فمحكمة التمييز, فقاضياً شرعياً للعاصمة دمشق، ودرّس أصول الفقه في معهد الحقوق، وتولى رياسة الوزارة السورية، في عهد تسلط الفرنسيين مرتين الأولى مدة ثلاث سنوات (1928 ـ 1931) والثانية (سنة 1934 ـ 1936م) واستقال بعد فتنة كبيرة واعتقالات، وسافر إلى باريس, فأطال الإقامة فيها، وعاد إلى دمشق, فأقامه الفرنسيون رئيساً للجمهورية سنة ستين وثلاثمائة وألف (1941م) واستمر إلى أن توفي سنة اثنتين وستين وثلاثمائة وألف، وكان فيه ذكاء ودهاء, وحسن تودد إلى الناس. (الأعلام 7/305).

2 راجع إماطة اللثام عن حياة شيخنا الإمام لأبي حفص الأثري ص 64. وهذا الذي ذكره الشيخ أبو حفص الأثري غريب عجيب، فإن سوريا لم يتول حكمها تاج الدين الحسيني بل الحَسَني، والرجل لم يتول الحكم إلا سنة ستين وثلاثمائة وألف (1941م)، وقد تولى رئاسة الوزارة مرتين قبل ذلك أولاهما فيما بين سنتي (1928م – 1931م)، والأخرى فيما بين سنتي (1934- 1936م)، فالظاهر أن الشيخ يقصد فترة رئاسة الوزارة الأولى، وبينها وبين التاريخ الذي ذكره الشيخ خمس سنوات، فالله أعلم.

3 راجع صفحات بيضاء من حياة الإمام ص 27 ، 28.

1 الطبراني: أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب اللخمي الشامي الإمام الحافظ، صاحب المعجم الكبير والأوسط والصغير والدعاء ومسند الشاميين وغيرها، مات سنة 360 هـ . (تذكرة الحفاظ 3/85 ، 88).

2 راجع صفحات بيضاء من حياة الإمام ص 28، 29.

1 راجع حياة الألباني، لمحمد بن إبراهيم الشيباني، 2/577.

2 راجع حياة الألباني، لمحمد بن إبراهيم الشيباني، 2/573.

3 راجع تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد للألباني ص 99.

4 الآجري: أبو بكر محمد بن الحسين بن عبد الله البغدادي الإمام المحدث القدوة مصنف كتاب الشريعة في السنة والأربعين وغيرها، سمع أبا مسلم الكجي وجعفراً الفريابي وطائفة وعنه أبو الحسن الحمامي وأبو الحسين بن بشران وأبو نعيم الحافظ وخلق وكان مجاورا بمكة توفي بها في المحرم سنة 360هـ (تذكرة الحفاظ 3/936).

5 راجع حياة الألباني، لمحمد بن إبراهيم الشيباني، 2/581.

1 الطحاوي: أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الأزدي المصري الحنفي الإمام العلامة الحافظ الفقيه، سمع يونس بن عبد الأعلى وهارون بن سعيد الأيلي وتفقه بالقاضي أبي خازم وعنه الطبراني، انتهت إليه رياسة أصحاب أبي حنيفة وله معاني الآثار ومشكل الآثار وغيرهما ولد سنة 237هـ ومات سنة 321هـ (طبقات الحفاظ ص 339).

2 راجع حياة الألباني، لمحمد بن إبراهيم الشيباني، 2/578.

3 حسن البنا: حسن أحمد عبد الرحمن الساعاتي البنا مؤسس حركة الإخوان المسلمين ولد سنة أربع وعشرين وثلاثمائة وألف (1906م)، وتخرج من دار العلوم، لقي الشيخ الهوريني، ومحب الدين الخطيب، وفريد بك وجدي، ورشيد رضا، والشاعر محمد عبد المطلب، والشيخ يوسف الدجوي، وأحمد يوسف نجاتي، أسس جماعة الإخوان سنة سبع وأربعين وثلاثمائة وألف (1928م) وظل يدعو إلى الله حتى قتل، وكان له دور بارز في بعث كتائب الجهاد إلى فلسطين في حرب (1948م) وقد أدى ذلك إلى تعاون أعداء الإسلام على قتله سنة ثمان وستين وثلاثمائة وألف(1949م) (مجموعة الرسائل ص 5- 7).

4 راجع حياة الألباني، لمحمد بن إبراهيم الشيباني، 2/586، 1/68 ، وراجع حياة الألباني أيضاً 2/571.

5 محمد راغب الطباخ: الحلبي، العلامة المؤرخ المحقق، له مصنف في تاريخ حلب، وذيل مختصر الأثبات الحلبية، وحقق معالم السنن وغيرها مات سنة سبعين وثلاثمائة وألف. (صلة الخلف بأسانيد السلف ص 79).

1 محمد المبارك: أبو هاشم محمد عبد القادر محمد المبارك، ولد بدمشق في بيت علم وتقوى، وتخرج من مدرسة الآداب العليا عام 1935هـ، وقرأ على الشيخ محمد بدر الدين الحسني الملقب بالمحدث الأكبر، وشارك في النضال السياسي لتطبيق الشريعة في سوريا، وكان له دور في وضع المنهج التعليمي لمادتي اللغة العربية والدين في المدارس الثانوية، ثم عين رئيساً لقسم العقائد والأديان بكلية الشريعة السورية، ثم عميداً لها فيما بين سنتي(1958،1964م)، ثم انتدب بجامعة أم درمان الإسلامية بالسودان فيما بين (1966 ـ 1969م)، ثم في جامعة الملك عبد العزيز بجدة، له "خصائص العربية"، و"الأمة العربية في معركة تحقيق الذات" و"نظام الإسلام" و"الفكر الإسلامي الحديث في مواجهة الأفكار الغربية" وغيرها وكان حياً حتى سبع وتسعين وثلاثمائة وألف (علماء ومفكرون عرفتهم 1/229 - 263).

2 راجع صفحات بيضاء من حياة الإمام ص 29، 30.

1 راجع حياة الألباني، لمحمد بن إبراهيم الشيباني، 2/577، 578، 2/658- 665.

2 صفحات بيضاء من حياة الإمام ص 36، 37.

1 علماء ومفكرون عرفتهم، لمحمد المجذوب، 1/294.

2 حلب: محافظة سورية إلى الشمال من دمشق، يحدها شمالاً الحدود التركية، كانت عاصمة لدولة الحمدانيين عام أربعة وأربعين وتسعمائة، فتحها الصحابي الجليل أبي عبيدة سنة 637م، وكانت تعرف بالشهباء. (موسوعة المدن ص52، 53، والأطلس العربي ص 28).

3 اللاذقية: من أكبر المدن السورية الواقعة على ساحل المتوسط، فتحت سنة 638م، يحدها شمالاً الإسكندرونة، وجنوباً لبنان، وغرباً البحر المتوسط، وشرقاً إدلب وحماة وحمص. (موسوعة المدن ص 63، والأطلس العربي ص 28).

4 إدلب: إحدى محافظات سوريا، تقع بين الإسكندرونة واللاذقية غرباً، وحلب والرقة شرقاً وحماة جنوباً. (موسوعة المدن ص 49، والأطلس العربي ص 28).

5 سلمية: مدينة سورية، ينتسب إليها عبيد الله مؤسس السلالة الفاطمية، وبها المحاريب السبعة التي تحتها قبور التابعين. (موسوعة المدن ص 61، والأطلس العربي ص 28).

6 حمص: إحدى محافظات سوريا، تقع شمال دمشق، وجنوب دير الروز والرقة وحماة، وحدودها الغربية تطل على لبنان، يمر بها نهر العاصي. (موسوعة المدن ص 56، والأطلس العربي ص 28).

7 حماة: محافظة سورية، شمالها إدلب وجنوبها حمص وشرقها الرقة وغربها اللاذقية، يمر بها نهر العاصي، افتتحها المسلمون صلحاً سنة 17هـ. (موسوعة المدن ص 61، والأطلس العربي ص 28).

8 الرقة: محافظة الرقة أو الرشيد حالياً شمالي وريا، تحدها شمالاً الحدود التركية وجنوباً حمص وشرقاً دير الروز والحسكة وغرباً حلب وإدلب وحماة، فتحت صلحاً سنة17هـ، وكانت عاصمة هارون الرشيد الصيفية، ومن ثم سميت باسمه. (موسوعة المدن ص 61، والأطلس العربي ص 28).

1 علماء ومفكرون عرفتهم ، لمحمد المجذوب، 1/ 296.

2 البوصيري: أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل الكناني المحدث شهاب الدين، ولد سنة اثنتين وستين وسبعمائة، وسمع البلقيني والعراقي والهيثمي والطبقة، له زوائد سنن ابن ماجه على الكتب الخمسة، وزوائد سنن البيهقي الكبرى على الكتب الستة، وغيرذلك ولم يزل مكباً على كتب الحديث وتخريجه إلى أن مات في المحرم سنة أربعين وثمانمائة. (طبقات الحفاظ ص 551).

3عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب: من علماء نجد. ولد في الدرعية. وتفقه بنجد ثم بمصر. وعاد إلى نجد سنة إحدى وأربعين ومائتين وألف، فاشتهر في أيام الإمام تركي بن عبد الله، وتولى قضاء الرياض، ثم كان مع الإمام فيصل بن تركي إلى أن خرج من الرياض، فانصرف عبد الرحمن إلى الحوطة والحريق من بلاد نجد،ثم عاد إلى الرياض بعد عودة فيصل الأخيرة, فلازمه في السفر والإقامة والحرب والسلم. وتوفي بها وقد قارب المائة. له كتب, منها «الإيمان والرد على أهل البدع» و«مجموعة رسائل وفتاوي» و«فتح المجيد, شرح كتاب التوحيد» مات سنة خمس وثمانين ومائتين وألف. (تقدمة قرة عيون الموحدين للشيخ عبد الرحمن آل الشيخ ص 3- 10).

1 ابن تيمية: تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله الحراني أحد الأعلام، سمع ابن أبي اليسر وابن عبد الدائم وعدة، برع في الرجال وعلل الحديث وفقهه وعلم الكلام وغير ذلك وكان من بحور العلم الأذكياء والزهاد ألف ثلاثمائة مجلدة وامتحن وأوذي مرارا مات سنة ثمان وعشرين وسبعمائة (طبقات الحفاظ ص520).

2 الشوكاني: أبو علي بدر الدين محمد بن على بن محمد بن عبد الله الشوكاني الصنعاني، الفقيه، له نيل الأوطار والفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة وإرشاد الفحول في أصول الفقه، والبدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع، وفتح القدير في التفسير، وغيرها، ومات سنة خمسين ومائتين وألف (البدر الطالع 2/214- 225).

3 صديق بن حسن بن علي الحسني القَنُّوجي ـ بفتح القاف وتشديد النون ـ أبو الطيب، صاحب أبجد العلوم، وحصول المأمول من علم الأصول، والحطة بذكر الصحاح الستة، وعون الباري بحل أدلة البخاري، وقطف الثمر من عقائد أهل الأثر، وقصد السبيل إلى ذم الكلام والتأويل، وغيرها، مات سنة سبع وثلاثمائة وألف (أبجد العلوم 3/271- 278).

4 الصواب أن يقول: "أو مخالفا" وهو من كلام الشيخ محمد عيد فلذا صححته هنا.

5 حياة الألباني، لمحمد بن إبراهيم الشيباني ص 58.

6 ابن دقيق العيد: محمد بن علي بن وهب الإمام العلامة شيخ الإسلام تقي الدين أبو الفتح، القشيري المنفلوطي المصري المالكي الشافعي قاضي القضاة ولد سنة خمس وعشرين وستمائة، بناحية ينبع، وسمع مع ابن عبد الدائم وابن رواح، وتفقه بأبيه وبالشيخ عز الدين بن عبد السلام وغيرهم، له الإلمام، وعلوم الحديث وشرح عمدة الأحكام وشرح مقدمة المطرز في أصول الفقه،وغيرها، وكان إماما متقنا محدثا فقهيا أصوليا أديبا نحويا ذكيا غواصا على المعاني مجتهداً، وتوفي يوم الجمعة حادي عشر صفر سنة اثنتين وسبعمائة. (أبجد العلوم 3/156).

7 يوسف عبد الله القرضاوي: ولد 9/9/1926م بقرية صفط التراب بالمحلة الكبرى بمصر، والتحق بالتعليم الأزهري حتى تخرج من كلية أصول الدين عام 1952م، وحصل على العالمية من كلية اللغة العربية عام 1957م، وعلى الدكتوراة من قسم التفسير والحديث بكلية أصول الدين عام 1973م،وكانت رسالته هي كتابه "الزكاة في الإسلام"، ترك مصر واستقر في قطر حيث عمل أستاذا ورئيساً لقسم الدراسات الإسلامية بكلية التربية القطرية، له الحلال والحرام وفقه الزكاة وهما من أحب كتبه إليه، وفتاوى معاصرة، ومشكلة الفقر وكيف عالجها الإسلام، وغير ذلك، ومازال الشيخ حياً – متعه الله بالصحة والعافية - إلى وقت كتابة هذه السطور. (علماء ومفكرون عرفتهم 1/461، 490).

1 ابن كثير: عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير بن ضوء بن كثير القيسي، ولد سنة سبعمائة، وسمع الحجار والطبقة وأجاز له الواني والختني وتخرج بالمزي ولازمه، وبرع، له تفسير القرآن العظيم، والبداية والنهاية، وتخريج أحاديث مختصر ابن الحاجب، ومسند الشيخين وعلوم الحديث وطبقات الشافعية وغير ذلك مات في شعبان سنة أربع وسبعين وسبعمائة (طبقات الحفاظ ص 534).

2 أحمد بن محمد شاكر: بن أحمد الحسيني، شمس الأئمة، أبو الأشبال، حصل على العالمية سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة وألف (1917م)، أخذ عن والده وعبد الله بن إدريس السنوسي ومحمد الأمين الشنقيطي وأحمد بن الشمس الشنقيطي وشاكر العراقي ومحمد جمال الدين القاسمي، ومحمود أبو دقيقة، ومحمد رشيد رضا، وطاهر الجزائري، وسليم البشري ومحمد مصطفى المراغي شيخَي الأزهر، ومحمد عبد الحي الكتاني، وغيرهم، له الباعث الحثيث، عمدة التفسير، شرح ألفية السيوطي في الحديث، نظام الطلاق في الإسلام، وغيرها مات سنة سبع وسبعين وثلاثمائة وألف (1958م) (الأعلام 1/240).

3 المنذري: عبد العظيم بن عبد القوي بن عبد الله بن سلامة شيخ الإسلام زكي الدين أبو محمد، الشامي ثم المصري، ولد في غرة شعبان سنة إحدى وثمانين وخمسمائة، وتفقه وبرع، وتخرج بابن المفضل، وبه تخرج الشرف الدمياطي، ألف الترغيب والترهيب واختصر صحيح مسلم وسنن أبي داود ومات في رابع ذي القعدة سنة ست وخمسين وستمائة (طبقات الحفاظ ص 504).

4 النووي: الفقيه الحافظ شيخ الإسلام محيي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف بن مري الحزامي الحوراني الشافعي ولد في المحرم سنة إحدى وثلاثين وستمائة، وسمع ابن البرهان وابن أبي اليسر والطبقة، له شرح مسلم والروضة وشرح المهذب والأذكار ورياض الصالحين والإرشاد والتقريب كلاهما في علوم الحديث وغير ذلك، ولم يتزوج، وولي مشيخة دار الحديث الأشرفية بعد أبي شامة فلم يتناول منها درهما، مات في رابع عشر رجب سنة ست وسبعين وستمائة (طبقات الحفاظ ص 513).

5 البخاري: أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة الجعفي مولاهم، الحافظ العلم ، روى عن الإمام أحمد وابن المديني وخلق، وعنه مسلم والترمذي وأبو حاتم والفربري وخلق، له الجامع الصحيح والتاريخ الكبير والأدب المفرد والقراءة خلف الإمام، وغيرها، ولد يوم الجمعة بعد الصلاة لثلاث عشرة خلت من شوال سنة 194هـ ومات ليلة عيد الفطر سنة ست وخمسين ومائتين. (طبقات الحفاظ ص 252، 253).

1 مسلم: بن الحجاج بن مسلم القشيري أبو الحسين النيسابوري الإمام الحافظ صاحب الصحيح، روى عن أحمد ويحيى وإسحاق وخلق، وعنه الترمذي وأبو عوانة وابن صاعد وخلق، له من الكتب المسند الكبير على الرجال والجامع على الأبواب، والأسماء والكنى، والتمييز، والعلل،وغيرها مات في رجب سنة إحدى وستين ومائتين (طبقات الحفاظ ص 264، 265).

1 مجلة الأصالة ، السنة الرابعة العدد 23 ص 60 ، 61 .

2 سلسلة الأحاديث الضعيفة 3/407.

1 مجلة الأصالة، السنة الرابعة، العدد23، ص 21، 22، 23.

2 حياة الألباني، لمحمد بن إبراهيم الشيباني 2/645.

3 غَرْناطة: بفتح أوله، وسكون ثانيه، ومعناها رمانة بلسان عجم الأندلس، سميت بذلك لحسنها قال الأنصاري وهي أقدم مدن كورة البيرة من أعمال الأندلس وأعظمها وأحسنها وأحصنها يشقها نهر قلزم [قديماً وعرف فيما بعد بنهر حداره ثم الوادي الكبير] يلقط منه سحالة الذهب الخالص، بينها وبين قرطبة ثلاثة وثلاثون فرسخا، تعرف اليوم باسم "جرانادا" وتقع جنوب أسبانيا على الفرع الجنوبي لنهر الوادي الكبير "جودالكيفير" في الجنوب الشرقي من قرطبة "كوردوفا" والشمال الشرقي لمالقة (معجم البلدان 4/195، والأطلس العربي ص 61).

1 الدوحة: عاصمة قطر وأكبر مدنها، تقع على الساحل الشرقي للخليج العربي، من أهم معالمها قلعتها الشهيرة، والمسجد الكبير ذو المنارة المميزة ، والقصر وبرج الساعة ، وبها أيضاً جامعة قطر. (موسوعة المدن ص 108).

2 محمد الغزالي: السقا، ولد 22/9/1917م ، بقرية تكلا العنب بإيتاي البارود بالبحيرة، حفظ القرآن وهو في العاشرة، ثم تعلم بالأزهر الشريف حتى حصل على العالمية من كلية أصول الدين، وكان أكثر شيوخه تأثيراً فيه عبد العزيز بلال وإبراهيم الغرباوي ومحمد الريان، ثم لازم الشيخ حسن البنا إلى وقت مقتله، وتأثر به تأثراً كبيراً، وكان خطيباً مفوهاً وأديباً كبيراً، مشاركاً في الأحداث السياسية والعمل الإسلامي منذ أن كان بالمرحلة الثانوية، وقد خطب بالمسجد الأزهر ثم بمسجد عمرو بن العاص، له فقه السيرة وقذائف الحق والإسلام في وجه الزحف الأحمر وجدد حياتك ومعركة المصحف وغيرها وكان آخرها السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث جار فيه كثيراً على علماء الحديث، ومات رحمه الله عام (1998م) (راجع علماء ومفكرون عرفتهم 1/265 - 285).

3 راجع حياة الألباني ، لمحمد بن إبراهيم الشيباني 2/640، 646، 1/75.

1 سلسلة الأحاديث الضعيفة 2/ د.

2التعقيب اللطيف لمحمود سعيد ممدوح ص 18.

3 تقدمة الشيخ زهير الشاويش لشرح العقيدة الطحاوية ص 10.

1 سورة التوبة آية 31.

2 الصحيحة 6/29، 30.

3 الصحيحة 6/30.

1 راجع الصحيحة 6/31- 35.

2 مجلة الأصالة، السنة الرابعة، عدد 23، ص 56، 57، 58.

1وقد طبع الكتاب بعد ذلك باسم الأعظمي فعلاً.

2 إماطة اللثام بسيرة شيخنا الإمام ، لأبي حفص الأثري ، ص 72 ، 73.

3 أحمد: بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني أبو عبد الله المروزي ثم البغدادي ، الإمام الشهير صاحب المسند والزهد وغير ذلك، ولد ببغداد في ربيع الأول سنة 164هـ ونشأ بها وطلب الحديث سنة 179هـ وطاف البلاد روى عن إسماعيل بن علية وبهز بن أسد وبشر ابن المفضل وخلائق، وعنه البخاري ومسلم وأبو داود وآخرون ، مات ببغداد يوم الجمعة الثاني عشر من ربيع الأول سنة إحدى وأربعين ومائتين. (طبقات الحفاظ ص 188 - 191)

4 عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن بن باز: أبو عبد الله العالم الكبير، ولدسنة ثلاثين وثلاثمائة وألف، وأخذ عن محمد بن عبد اللطيف، وصالح بن عبد العزيز، ومحمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف وكلهم من آل الشيخ، وسعد بن حمد آل عتيق، وقد لازم دروس الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، حين رشحه رحمه الله للقضاء، حيث تولاه فيما بين سنتي 1357هـ- 1371هـ، ثم تفرغ للتدريس منذ عام1371هـ بالرياض حتى 1380هـ ثم طيبة نائباً عن الشيخ محمد بن إبراهيم في رئاسة الجامعة الإسلامية، حتى عام 1395هـ حيث عهد إليه برئاسة إداراتها فأصبحت الرياض مقره الدائم، وكان الشيخ سمحاً في معاملته، ذا سكينة ووقار، شجاعاً في الحق، خطيباً مصقعاً، شديداً على أهل البدع، له "الفوائد الجلية في المباحث الفرضية"، "الجواب المفيد في حكم التصوير"، "التحقيق والإيضاح لكثير من مسائل الحج والعمرة والزيارة" وهو أحب كتبه إليه، ومات رحمه الله سنة عشرين وأربعمائة (علماء ومفكرون 1/77 - 106).

5 عبد الله بن أحمد: بن حنبل أبو عبد الرحمن البغدادي الحافظ ابن الحافظ، روى عن أبيه وابن معين وخلق وعنه النسائي والطبراني والقطيعي وخلق ، قال ابن عدي: نبل بأبيه وله في نفسه محل في العلم فأحيا علم أبيه، ولم يكتب عن أحد إلا عمن أمره أبوه أن يكتب عنه، مات سنة تسعين ومائتين. (طبقات الحفاظ ص 292، 293).

6 القطيعي: أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك أبو بكر قال في اللسان 1/151: (صدوق في نفسه مقبول تغير قليلا قال الخطيب: لا أعلم أحدا ترك الاحتجاج به، وقال الحاكم: ثقة مأمون، وقال أبو عمرو بن الصلاح: خرف في آخر عمره حتى كان لا يعرف شيئا مما يقرأ عليه، ذكر هذا أبو الحسن ابن الفرات، قلت: فهذا القول غلو وإسراف، وقد كان أبو بكر أسند أهل زمانه، مات في آخر سنة ثمان وستين وثلاثمائة، وله خمس وتسعون سنة، قال ابن أبي الفوارس: لم يكن في الحديث بذاك له في بعض مسند أحمد أصول فيها نظر، وقال البرقاني: غرقت قطعة من كتبه فنسخها من كتاب ذكروا أنه لم يكن سماعه فيه فغمزوه لأجل ذلك، وإلا فهو ثقة وكنت شديد التنقير والتنفير عنه حتى تبين عندي أنه صدوق لا يشك في سماعه قال: وسمعت أنه مجاب الدعوة ،...، انتهى. وإنكار الذهبي على ابن الفرات عجيب، فإنه لم ينفرد بذلك فقد حكى الخطيب في ترجمة أحمد بن أحمد المسيبي يقول: قدمت بغداد وأبو بكر ابن مالك حي وكان مقصودنا درس الفقه والفرائض فقال لنا ابن اللبان الفرضي: لا تذهبوا إلى ابن مالك فإنه قد ضعف واختل ومنعت ابني السماع منه قال: فلم نذهب إليه قلت: كان سماع أبي علي ابن المذهب منه لمسند الإمام أحمد قبل اختلاطه أفاده شيخنا أبو الفضل ابن الحسن).

1 راجع حياة الألباني، لمحمد بن إبراهيم الشيباني 2/583- 586.

2 عمان: عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية، وأكبر مدنها، تقع في وسط البلاد على سيف الصحراء، وهي مدينة قديمة جداً ذكرت على أنها "عمون" عاصمة العمونيين الذين قامت مملكتهم سنة 1200ق.م، ثم ملكها الآشوريين ثم البابليين ثم الإغريق ثم الرومان ثم فتحها المسلمون عام 635م، وبالقرب منها الكهف والرقيم.(موسوعة المدن ص 12، 13) .

3 بيروت: عاصمة لبنان وأكبر مدنها، بها الجامعة الأمريكية وجامعة القديس يوسف وجامعة بيروت العربية والجامعة اللبنانية، فتحت أيام "معاوية بن أبي سفيان" ثم وقعت في أيدي الصليبيين عام 503هـ ثم استنقذها صلاح الدين الأيوبي سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة من الهجرة، وقد تعرضت المدينة للدمار في أحداث 1976م، واحتلتها إسرائيل عام 1982م إلا أنها سرعان ما استرجعت. (موسوعة المدن ص 120، 121).

1 راجع حياة الألباني، لمحمد بن إبراهيم الشيباني، 1/74، 75.

2 مجلة الأصالة ، السنة الرابعة، عدد 23 ، ص 54.

3 سلسلة الأحاديث الضعيفة 3/5.

4 عبد الله بن محمد بن الصديق الغماري: الشيخ العلامة، روى عن والده محمد، وأخيه أحمد، ومحمد بخيت المطيعي، وأحمد رافع الطهطاوي، وكان متصوفاً ذا علم بالحديث وعلومه، مات سنة ثلاث عشرة وأربعمائة وألف (صلة الخلف ص 75، 78).

5 سلسلة الأحاديث الضعيفة 3/8 وما بعدها.

1 مجلة الأصالة، السنة الرابعة، عدد 23، ص 53، 54.

2 سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة 1/7.

1 سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة 1/66.

2 مجلة الأصالة، السنة الرابعة، عدد 23 ، ص 61.

3 مجلة الأصالة، السنة الرابعة، عدد 23 ، ص 38.

4 راجع حياة الألباني، لمحمد بن إبراهيم الشيباني، 2/574 ، 613 .

1 مجلة الأصالة، السنة الرابعة، عدد 23، ص 70.

2 مجلة الأصالة، السنة الرابعة، عدد 23، ص 62.

3 صفحات بيضاء من حياة الإمام ص 44 .

1 أخرجه ابن أبي عاصم في الزهد 1/205 من حديث عدي بن أرطاة عن رجل من أصحاب رسول الله r من صدر هذه الأمة وكان له فضل أنه كان إذا اثني عليه أو مدح فسمع قال "اللهم لا تؤاخذني بما يقولون واغفر لي مالا يعلمون" وإسناده ضعيف إلى عدي، فيه هاشم بن القاسم الحراني قال عنه في التقريب: صدوق تغير، والمبارك بن فَضَالة قال عنه ابن حجر: صدوق يدلس ويسوي، وقد عنعنه، وعدي بن أرطاة نفسه قال عنه الحافظ: مقبول من الرابعة، فلم يدرك الصديق، وليس فيه تصريح بأن القائل هو الصديق أبو بكر t، لكن عزاه السيوطي في تاريخ الخلفاء 1/104 لابن عساكر مصرحا بنسبته إلى أبي بكر، وهو عند ابن عساكر في تاريخه 8/16 من طريق مبارك بن فضالة عن بكر بن عبد الله المزني عن عدي بن أرطأة عن رجل من أصحاب النبي r، فالإسناد على ضعفه ليس فيه التصريح بأن قائل هذا هو أبو بكر t، وكذا نسب النووي هذا القول في تهذيب الأسماء 2/480 لأبي بكر الصديق صراحة، وقد أخرج البيهقي في الشعب 4/228 ح 4876 من طريق أبي عبد الله الحافظ وأبي بكر بن الحسن نا أبو العباس [الوليد بن مسلم الدمشقي] نا أبو عتبة [إسماعيل بن عياش الحمصي] نا بقية[بن الوليد الحمصي] نا محمد بن زياد[الألهاني] عن بعض السلف أنه كان يقول في الرجل يمدح في وجهه قال التوبة منه أن يقول: "اللهم لا تؤاخذني بما يقولون واغفر لي ما لا يعلمون واجعلني خيراً مما يظنون". وإسناده حسن إلى محمد بن زياد، وليس فيه نسبة هذا القول لأحد من السلف على الخصوص فالله أعلم.

1 سورة النحل آية 53.

2 إماطة اللثام عن حياة شيخنا الإمام، ص 74.

3 علماء ومفكرون عرفتهم 1/ 297.

4 حياة الألباني، لمحمد بن إبراهيم الشيباني، 1/52، 53.

1 علماء ومفكرون عرفتهم 1/ 298.

2 إماطة اللثام عن حياة شيخنا الإمام، ص 87.

1 راجع صفحات بيضاء، ص 52.

2 راجع إماطة اللثام، ص 104.

3 راجع إماطة اللثام، ص 104، وصفحات بيضاء، ص 53، وحياة الألباني ص 94، 95.

4 راجع إماطة اللثام، ص 105، وصفحات بيضاء، ص 53.

5 راجع إماطة اللثام، ص 107، وصفحات بيضاء، ص 54.

1 راجع صفحات بيضاء، ص 54 .

2 راجع حياة الألباني ، 1/96، 97، 98.

3 راجع إماطة اللثام، ص 106، وصفحات بيضاء، ص 56.

4 راجع صفحات بيضاء، ص 56، وحياة الألباني، 1/105.

5 راجع حياة الألباني، 1/ 98.

1 راجع صفحات بيضاء، ص 57، وإماطة اللثام ص 107.

2 راجع صفحات بيضاء ، ص 58.

3 راجع صفحات بيضاء، ص 58، وإماطة اللثام ص 109.

4 راجع صفحات بيضاء، ص 59، وحياة الألباني ، 1/99 – 101.

5 راجع صفحات بيضاء، ص 60، وإماطة اللثام ص 107.

6 راجع صفحات بيضاء، ص 60، وإماطة اللثام ص 107.

1 راجع صفحات بيضاء، ص 61، 62، وحياة الألباني، 1/103، ومجلة التوحيد، السنة الثلاثون، العدد السادس، جمادى الآخرة 1422هـ ، ص 60 - 63.

1 راجع أحكام الجنائز ص 143، وما بعدها.

1 هو ما أخرجه الترمذي 3/163 كتاب الصوم باب من أكل ثم خرج يريد سفراً، ح799، 800 من حديث محمد بن كعب قال: أتيت أنس بن مالك في رمضان وهو يريد سفراً، وقد رحلت راحلته، ولبس ثياب السفر، فدعا بطعام فأكل، فقلت: سنة؟! قال: سنة ثم ركب"، وقال: (هذا حديث حسن، ومحمد بن جعفر هو ابن أبي كثير هو مديني ثقة وهو أخو إسماعيل بن جعفر وعبد الله بن جعفر هو ابن نجيح والد علي بن عبد الله المديني وكان يحيى بن معين يضعفه، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى هذا الحديث وقالوا للمسافر أن يفطر في بيته قبل أن يخرج وليس له أن يقصر الصلاة حتى يخرج من جدار المدينة أو القرية وهو قول إسحاق بن إبراهيم الحنظلي).

2 هو ما أخرجه أبو داود 2/318، كتاب الصوم باب متى يفطر المسافر إذا خرج ح 2412 من حديث عبيد بن جبر كنت مع أبي بصرة الغفاري صاحب النبي r في سفينة من الفسطاط في رمضان، فرفع ثم قرب غداءه، فلم يجاوز البيوت حتى دعا بالسفرة، قال: اقترب. قلت: ألست ترى البيوت؟! قال: أترغب عن سنة رسول الله r !! فأكل.
قلت: في إسناده كليب بن ذهل الحضرمي قال عنه الحافظ في التقريب: مقبول، وقال الذهبي في الكاشف: وثق، وبقية رجاله ثقات.

3 عبد الله الحبشي: أبو عبد الرحمن عبد الله بن محمد بن يوسف بن عبد الله الهرري، الشيبي، العبدري. ولد في مدينة هَرَر سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة وألف (1910م)، وحفظ القرءان الكريم صغيراً، ثم حفظ عدداً من المتون، ثم حفظ الكتب الستة وغيرها، وكان شافعي المذهب، أشعري العقيدة، أخذ عن الشيخ محمد عبد السلام الهرري، ومحمد عمر جامع الهرري، ومفتي الحبشة الشيخ محمد سراج الجبرتي وغيرهم. وعن الشيخ الصالح أحمد البصير، والشيخ أحمد بن محمد الحبشي وغيرهما، وقرأ فقه المذاهب الثلاثة وأصولها على الشيخ محمد العربي الفاسي، والشيخ عبد الرحمن الحبشي، والتفسير على الشيخ شريف الحبشي. والحديث عن الشيخ أبو بكر محمد سراج الجبرتي مفتي الحبشة، والشيخ عبد الرحمن عبد الله الحبشي وغيرهما.
وقد استقر به المقام بعد تطواف ورحيل في دمشق، وله العديد من المؤلفات منها: "شرح ألفية السيوطي في مصطلح الحديث"، والتعقب الحثيث على من طعن في ما صح من الحديث" رد فيه على الألباني، و"شرح ألفية الزبد" الشافعية، و"شرح متن العشماوية" المالكية و"شرح البيقونية"، و"شرح العقيدة النسفية" و"شرح العقيدة الطحاوية"،وغيرها.
أثنى عليه بالعلم والفضل والصلاح: الشيخ عبد العزيز الغماري، ومفتي الهند الشيخ محمد أختر الرضوي الأزهري، والشيخ أحمد عبد الرءوف القادري، ومفتي تركيا العام الشيخ محمد نوري يلمظ، وغيرهم. إلا أن لجنة الفتوى بالمملكة العربية السعودية لها موقف خاص من الشيخ بسبب أشعريته وتصوفه!! (موقع الشيخ عبد الله الحبشي – شبكة الإنترنت)

1 سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة 1/94 بالحاشية السفلية.

2 إسناده ضعيف: أخرجه ابن ماجه في سننه كتاب المساجد والجماعات باب المشي إلى الصلاة 1/256 ح778 وأحمد في مسنده 3/21 وابن أبي شيبة في مصنفه كتاب الدعاء باب ما يدعو به الرجل إذا خرج من منزله 6/25 ح29202 وابن الجعد في مسنده 1/299 ح2031، 2032 كلهم من طريق فضيل بن مرزوق عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً ولفظ ابن ماجه "من خرج من بيته إلى الصلاة فقال اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك وأسألك بحق ممشاي هذا فإني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا رياءً ولا سمعةً وخرجت اتقاء سخطك وابتغاء مرضاتك فأسألك أن تعيذني من النار وأن تغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت أقبل الله عليه بوجهه واستغفر له سبعون ألف ملك" وقال البوصيري في مصباح الزجاجة 1/98: (هذا إسناد مسلسل بالضعفاء عطية هو العوفي، وفضيل بن مرزوق، والفضل بن الموفق كلهم ضعفاء لكن رواه ابن خزيمة في صحيحه من طريق فضيل بن مرزوق فهو صحيح عنده، وذكره رزين، ورواه أحمد بن منيع في مسنده: حدثنا يزيد حدثنا الفضيل بن مرزوق فذكره بإسناده ومتنه وزاد في آخره: "حتى يخلو من صلاته")، وذكره الذهبي في ميزان الاعتدال4/126 ترجمة عبد الله بن صالح العجلي من روايته عن فضيل بإسناده ثم قال: (خالفه أبو نعيم رواه عن فضيل فما رفعه، قال أبو حاتم: وقفه أشبه) وانظر علل ابن أبي حاتم كتاب علل أخبار رويت في الدعاء 2/184، قلت: لكن وافق عبد الله بن صالح يزيد بن هارون عند أحمد، وابن الجعد، ويحيى بن أبي بكير عند ابن الجعد، ووكيع عند ابن أبي شيبة، والفضل بن الموفق عند ابن ماجه، فلا أدري كيف رجح أبو حاتم والذهبي تبعاً له رواية من وقف!!، وذكره المنذري في الترغيب والترهيب في موضعين ممرضاً له بقوله "روي عن أبي سعيد" 1/135، 2/304، وقال: (ذكره رزين [بن معاوية بن عمار العبدري أبو الحسن المتوفى سنة خمس وثلاثين وخمسمائة، وكتابه يسمى "تجريد الصحاح الستة"] ولم أره في شيء من الأصول التي جمعها [وهي الكتب الخمسة والموطأ] إنما رواه ابن ماجه بإسناد فيه مقال، وحسنه شيخنا الحافظ أبو الحسن [علي بن المفضل المتوفى سنة إحدى عشرة وستمائة] رحمه الله)، قلت: وللشيخ محمود سعيد ممدوح رسالة في بيان درجة هذا الحديث سماها "مباحثة السائرين بحديث اللهم إني أسألك بحق السائلين"، وقد حكم فيها على الحديث بالحسن، وذكر أن الحديث قد حسنه أيضاً الدمياطي والمقدسي والعراقي والعسقلاني، وخلاصة ذلك أن الحديث من قبيل المختلف فيه.

1قلت: هو حديث سيدنا عثمان بن حنيف t قال: "إن رجلا ضريراً أتى النبي r فقال: ادع الله أن يعافيني فقال: إن شئت دعوت وإن شئت صبرت وهو خير قال: فادعه. فأمره أن يتوضأ ويحسن الوضوء ويدعو بهذا الدعاء: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي لتقضى اللهم شفعه في. قال عثمان: فعاد وقد أبصر".
وهو حديث صحيح، أخرجه ابن خزيمة في صحيحه 2/225 باب صلاة الترغيب والترهيب ح1219 والحاكم في مستدركه 1/458 ح1180 وقال: (صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه) والترمذي في سننه 5/569 وقال: حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، والنسائي في الكبرى 6/168 وساق له طرقاً ثم قال: (خالفهما [يعني حماداً وشعبة] هشام الدستوائي وروح بن القاسم فقالا عن أبي جعفر عمير بن يزيد بن خراشة عن أبي أمامة بن سهل عن عثمان بن حنيف[وقد رواه حماد وشعبة عن أبي جعفر عن عمارة بن خزيمة بن ثابت عن عثمان بن حنيف]) قلت: وهذه علة إسنادية لا تطعن في المتن لأن عمارة بن خزيمة قال عنه الحافظ في التقريب: ثقة، وأبا أمامة بن سهل قال عنه في التقريب: معدود في الصحابة، له رؤية ولم يسمع من النبي r، فأي الطريقين رجحت فهي طريق صحيحة، ولا شك في ترجيح رواية حماد وشعبة، فتكون رواية روح بن القاسم معلة. ومن طريق شعبة وحماد أخرجه ابن ماجه في سننه 1/441 وقال: قال أبو إسحاق: حديث صحيح، وأحمد في مسنده 4/138، ومن طريق شعبة أخرجه عبد بن حميد في مسنده 1/148.
وأبو جعفر عمير بن يزيد بن عمير الخطمي قال عنه ابن معين والنسائي والطبراني: ثقة وقال ابن حجر: صدوق، فالحديث صحيح الإسناد، ورواية شعبة له مما يزيده صحة على صحته فقد كان لا يروي عن مشايخه إلا صحيح حديثهم وإذا رأيته في إسناد فاشدد يدك عليه كما قال المحدثون، وقد أيد صحة هذا الحديث المؤيدون للتوسل بالنبي r والمخالفون له كابن تيمية والألباني.

1الحديث حجة بنفسه ص 37.

1 الحديث حجة بنفسه ص 39، 40.

2 راجع صفة صلاة النبي ص 122.

1 نعمان بن محمود الألوسي: العلامة الفقيه خاتمة المحققين السيد نعمان خير الدين الشهير بابن الألوسي البغدادي ، قاضيها صاحب "جلاء العينين في محاكمة الأحمدين" ، والآيات البينات في عدم سماع الأموات على مذهب الحنفية السادات، أخذ عنه شرف الحق العظيم أبادي صاحب عون المعبود ، ومات سنة سبع عشرة وثلاثمائة وألف (راجع العون 9/144، والأصول الفكرية للمناهج السلفية عند شيخ الإسلام ابن تيمية ص 67 ).

2 خالف الشيخان في هذه المسألة نصوصاً صحيحة صريحة في سماع الموتى منها حديث نداء النبي r للمشركين وهم في القليب يوم بدر وسنة السلام على الموتى عند زيارة المقابر وقد ذكر ذلك وغيره ابن القيم في أول كتابه الروح ص2 وما بعدها حتى قال: (والسلف مجمعون على هذا)، ثم إن مجرد سماع الميت للحي لا يعني أن بإمكانه التصرف في حاجة الحي ففرق بين مجرد السماع وبين تقديم العون والمساعدة وهذا واضح حتى في الحي فليس كل من يسمع المستغيث يستطيع إغاثته، وعلى ذلك فليست هذه العقيدة هي الأصل الذي اعتمد عليه من اعتمد ليصل إلى طلب الغوث من الميت، والله أعلم.

3 ابن ضويان الزهيري: إبراهيم بن محمد بن سالم بن ضويان الزهيري، ولد بالرس سنة خمس وسبعين ومائتين وألف، وكان إليه المرجع في الإفتاء والتدريس بالرس، وكان سمحاً متواضعاً دمث الأخلاق، أخذ عن عبد العزيز بن محمد بن مانع قاضي عنيزة المتوفى سنة سبع وثلاثمائة وألف، وعن محمد بن عمر بن سليم المتوفى سنة ثمان وثلاثمائة وألف، وصالح بن فرناس بن عبد الرحمن بن فرناس قاضي الرس المتوفى سنة ست وثلاثين وثلاثمائة وألف، وعنه محمد بن عبد العزيز الرشيد وكثير غيره لم يشتهروا، له منار السبيل في شرح الدليل في الفقه الحنبلي، كشف النقاب في تراجم الأصحاب في الفقه الحنبلي، رسالة في التاريخ من سنة خمس وسبعمائة إلى سنة تسع عشرة وثلاثمائة وألف، كف بصره آخر عمره فلازم المسجد وكان زاهداً متقللاً من الدنيا، ماتفجأة ليلة عيد الفطر سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة وألف وحضر جنازته جميع أهل بلده. (مقدمة إرواء الغليل 1/ 5).

1 راجع حياة الألباني، لمحمد بن إبراهيم الشيباني، 2/648.

2 سلسلة الأحاديث الصحيحة 1/30.

3 راجع صفحات بيضاء ص 77.

1 النبهاني: يوسف بن إسماعيل بن يوسف النبهاني، من بني نبهان بفلسطين، تعلم في الأزهر الشريف، وعمل في تحرير جرائد الأستانة بتركيا ثم في القضاء ببلاد الشام، وجاور في المدينة المنورة، ومات سنة 1350هـ عن نحو ثلاث وثمانين سنة (الأعلام للزركلي 9/289).

2محمد حبيب الله بن عبد الله بن أحمد مايابي الجكني الشنقيطي: عالم بالحديث. ولد وتعلم بشنقيط, وانتقل إلىَ مراكش, فالمدينة المنورة واستوطن مكة ثم استقرّ بالقاهرة مدرساً في كلية أصول الدين بالأزهر, وتوفي بها. له إيقاظ الأعلام في رسم المصحف, ودليل السالك إلىَ موطأ مالك منظومة, وإضاءة الحالك شرحها, وأصح ما ورد في المهديّ وعيسىَ وهدية المغيث في أمراء المؤمنين في الحديث, وإكمال المنة في سند المصافحة, والخلاصة النافعة في الحديث المسلسل بالأولية, وفيه إجازاته, وغيرها. وتوفي سنة ثلاث وستين وثلاثمائة وألف (1944م) (الأعلام للزركلي 6/307).

1 ابن أبي عاصم: الحافظ أبو بكر أحمد بن عمرو بن النبيل أبي عاصم الشيباني الزاهد قاضي أصبهان، قال ابن الأعرابي: كان من حفاظ الحديث والفقه، ظاهري المذهب، مات في ربيع الآخر سنة سبع وثمانين ومائتين (طبقات الحفاظ ص 285).

2 سلسلة الأحاديث الصحيحة 4/3.

1صفة صلاة النبي r للألباني، ص 6.

2 راجع صفحات بيضاء ص 64 – 92 .

1 الصحيحة 6/227، ح 2616

1 الضعيفة 5/6.

1 الضعيفة 5/6.

2حياة الألباني 1/420- 429.

3 الصحيحة 6/227.

4 الصحيحة 6/226.

1 ابن عروة الحنبلي: علي بن حسين بن عروة, أبو الحسن المشرقيّ, ويقال له ابن زكنون، فقيه حنبلي, عالم بالحديث وأسانيده، أشهر تصانيفه "الكواكب الدراري في ترتيبب مسند الإمام أحمد على أبواب البخاري" كبير جداً, و"السيرة النبوية" منتزعة من الكواكب، وفاته في دمشق سنة سبع وثلاثين وثمانمائة. (المقصد الأرشد 2/237).

1 انظر وصفه في مقدمة صحيح الجامع الصغير ص 17.

2 الصحيحة 4/252.

1 ابن حمدان: أحمد بن حمدان بن شبيب بن حمدان النميري الحرّاني, أبو عبد الله، الحنبلي، ولد ونشأ بحران, ورحل إلى حلب ودمشق, وولي نيابة القضاء في القاهرة, فسكنها وأسنّ وكفّ بصره وتوفي بها، له "الرعاية الكبرى" و"الرعاية الصغرى" كلاهما في الفقه, و"صفة المفتي والمستفتي" و"مقدمة في أصول الدين" و"جامع الفنون وسلوة المحزون" في الأدب، مات رحمه الله سنة خمس وتسعين وستمائة. (المقصد الأرشد 1/99).

2 الجهضمي: إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد الأزدي المالكي, جليل التصانيف, من بيت علم وفضل قال ابن فرحون: "كان بيت آل حماد بن زيد على كثرة رجالهم وشهرة أعلامهم من أجل بيوت العلم في العراق, وهم نشروا مذهب الإمام مالك هناك وعنهم أخذ, فمنهم من أئمة الفقه ورجال الحديث عدة كلهم جلة ورجال سنة, تردد العلم في طبقاتهم وبيتهم نحو ثلاث مئة عام". ولد في البصرة، واستوطن بغداد، وكان من نظراء المبرّد، وولي قضاء بغداد والمدائن والنهروانات, ثم ولي قضاء القضاة إلى أن توفي فجأة ببغداد، وكان موته هو الباعث للمبّرد على تأليف كتابه "التعازي والمراثي"، له "الموطأ" و"أحكام القرآن" و"المبسوط في الفقه" و"الرد على أبي حنيفة" و"الرد على الشافعي" في بعض ما أفتيا به, و"الأموال والمغازي" و"شواهد الموطأ" عشر مجلدات, و"الأصول" و"السنن" و"الاحتجاج بالقرآن" مجلدان, و"فضل الصلاة على النبي r "، مات رحمه الله سنة اثنتين وثمانين ومائتين (تاريخ بغداد 6/ 284).

1 الصحيحة 4/646.

1 القاسمي: جمال الدين بن محمد سعيد بن قاسم, الحسيني العلامة الشامي, انتدبته الحكومة للرحلة وإلقاء الدروس في القرى والبلاد السورية, فيما بين (1308 ـ 1312هـ) ثم رحل إلى مصر, والمدينة، ثم انقطع في منزله بدمشق للتصنيف وإلقاء الدروس, له: دلائل التوحيد، والفتوى في الإسلام، وتنبيه الطالب إلى معرفة الفرض والواجب، وإصلاح المساجد من البدع والعوائد، وتعطير المشام في مآثر دمشق الشام, وقواعد التحديث من فنون مصطلح الحديث، ومحاسن التأويل في تفسير القرآن الكريم، وغيرها مات سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة وألف. (الأعلام 2/131).

2محمد زاهد بن الحسن بن علي الكوثري الحنفي, جركسي الأصل, وتفقه في جامع الفاتح بالاَستانة, ودرّس فيه. وتولىَ رياسة مجلس التدريس، واضطهده الاتحاديون ثم الكماليون وأريد اعتقاله, فهرب إلى الإسكندرية سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة وألف(1922م) وتنقل زمناً بين مصر والشام, ثم استقرّ في القاهرة, موظفاً في دار المحفوظات لترجمة ما فيها من الوثائق، وكان يجيد العربية والتركية والفارسية والجركسية, له تأنيب الخطيب, والنكت الطريفة في التحدث عن ردود ابن أبي شيبة علىَ أبي حنيفة، والاستبصار في التحدث عن الجبر والاختيار، وغيرها، وله نحو مئة مقالة جمعت في كتاب مقالات الكوثري ومات سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة وألف. (الأعلام للزركلي 6/363).

3 المُعَلَّمِي: عبد الرحمن بن يحيى بن عليّ بن محمد المعلمي العُتْمي، نسبته إلى بني المعلم من بلاد عُتْمة, باليمن، ولد ونشأ في عتمة, تولى رئاسة القضاة ولقب بشيخ الإسلام، وبعد موت الإدريسي 1341هـ سافر إلى الهند وعمل في دائرة المعارف العثمانية بحيدرآباد, مصححاً كتب الحديث والتاريخ حوالي سنة 1345هـ زهاء ربع قرن, وعاد إلى مكة 1371هـ، فَعُين أمينا لمكتبة الحرم المكي 1372هـ إلى أن شوهد فيها منكباً على بعض الكتب وقد فارق الحياة، وقيل: بل توفي على سريره، ودفن بمكة، له التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل, والأنوار الكاشفة في الرد على كتاب أضواء على السنة لمحمود أبي رية, ومحاضرة في كتب الرجال, وكتاب العبادة, وغيرها، ومات رحمه الله بمكة سنة ست وثمانين وثلاثمائة وألف. (الأعلام للزركلي 4/117).

1 محمد عبد الرزاق حمزة: مدرس في الحرم المكي، مولده في قرية كفر عامر بالقليوبية بمصر تعلم بها وبالأزهر وسافر إلى مكة 1344هـ، فتولى خطابة الحرم النبوي وإمامته، ونقل بعد سنتين إلى الحرم المكي مدرساً للحديث والتفسير، وصنف كتباً مطبوعة, منها ظلمات أبي ريا نقد لكتاب له, والشواهد والنصوص نقد لكتاب الأغلال لعبد الله القصيمي, والمقابلة بين الهدى والضلال وتوفي بمكة سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة وألف. (الأعلام 7/73).

2 عبد الفتاح الإمام: باحث ومفسر دمشقي، كان نباتياً متقشفاً في حياته الخاصة، قرأ الفقه والأصول في دمشق، وألمّ بالعلوم الطبيعية وكان ينكر البدع، وعاش عزباً، وتوظف في دار الكتب الظاهرية مدة, وصنف مجموعة من الكتب, منها "التفسير العصري" في ثلاثين جزءاً صغيراً, و"صوت الطبيعة" في الرد على شبهات بعض الملاحدة و"العلم والعقل شاهدان بعظمة الله" و"سيدنا محمد المثل الأعلى في الكمال الإنساني" و"الحقوق في الإسلام" و"الرق في الإسلام" و"الإسلام والعلم" و"المرأة في الإسلام" و"الحضارة الإسلامية" ولد بدمشق وتوفي بها سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة وألف (الأعلام 4/161).

1محمد سعيد بن قاسم بن صالح الحلاق القاسمي: أديب متفنن, من علماء دمشق. كان عارفاً بالصناعات الشامية, له فيها كتاب "بدائع الغرف في الصناعات والحرف", وأكمله ابنه جمال الدين مشتركاً مع خليل بن أسعد العظم وسمياه "قاموس الصناعات الشامية". وبقية كتبه المخطوطة ما زالت محفوظة في خزانة آل القاسمي بدمشق، وله مجموع سماه "سفينة الفرج فيما هبّ ودبّ ودرج" علىَ نمط الكشكول, و"تنقيح الحوادث اليومية" نشرته كلية الاَداب في جامعة عين شمس, باسم "حوادث دمشق اليومية" و"الثغر الباسم" في ترجمة والده, و"ديوان" منظوماته، وهو والد الشيخ جمال الدين الذي تقدمت ترجمته. مات سنة سبع عشرة وثلاثمائة وألف (الأعلام 7/13).

2محمود شكري: بن عبد الله بن شهاب الدين محمود الاَلوسي الحسيني, أبو المعالي، مؤرخ, أديب عالم بعلوم الشريعة, ولد في رصافة بغداد, وأخذ العلم عن أبيه وعمه وغيرهما، وتصدر للتدريس، وحمل على أهل البدع في الإسلام برسائل, فعاداه كثيرون, ولما نشبت الحرب العامة الأولى وهاجم البريطانيون العراق, انتدبته الحكومة العثمانية للسعي لدى الأمير عبد العزيز آل سعود للقيام بمناصرتها, فقصده الاَلوسي سنة 1333هـ عن طريق سورية والحجاز, وعرض عليه ما جاء من أجله, فرفض، وآب صاحب الترجمة مخفقاً, فلزم بيته عاكفاً على التأليف والتدريس، واحتل البريطانيون بغداد سنة 1335هـ وعرضوا عليه قضاءها, فزهد فيه انقباضاً عن مخالطتهم، ولم يلِ عملاً بعد ذلك غير عضوية مجلس المعارف في بدء تأليف الحكومة العربية في بغداد، له: "بلوغ الأرب في أحوال العرب", و"أخبار بغداد وما جاورها من القرى والبلاد"، و"المسك الأذفر في تراجم علماء القرن الثالث عشر"، و"تاريخ نجد" و"بدائع الإنشاء"، و"عقد الدرر, شرح مختصر نخبة الفكر", و"ما دل عليه القرآن مما يعضد الهيئة الجديدة", "تجريد السنان في الذب عن أبي حنيفة النعمان"، مات رحمه الله ببغداد سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة وألف. (الأعلام 8/49).

1 غلام الخلال: عبد العزيز بن جعفر بن أحمد بن يزداذ بن معروف البغوي البغدادي الحنبلي, أبو بكر, مفسر, ثقة في الحديث, كان تلميذاً لأبي بكر الخلال, فلقب به، له "الشافي" و"المقنع" كبيران جداً في الفقه, و"تفسير القرآن" و"الخلاف مع الشافعي" و"زاد المسافر" و"التنبيه" و"مختصر السنّة"، ومات سنة ثلاث وستين وثلاثمائة (سير أعلام النبلاء 16/143- 145).

2 الخِرَقي: عمر بن الحسين بن عبد الله الخرقي البغدادي, أبو القاسم الحنبلي. رحل عن بغداد لما ظهر فيها سبّ الصحابة، نسبته إلى بيع الخرق. ووفاته بدمشق، له تصانيف احترقت, وبقي منها "المختصر" في الفقه, يعرف بمختصر الخرقي، مات سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة. (الأعلام 5/202).

3 راجع ثبت مؤلفات الشيخ الألباني لعبد الله بن محمد الشمراني ص 26- 70، (شبكة الإنترنت، موقع الدرر السنية).

1 ماذا ينقمون من الشيخ الألباني ، لمحمد إبراهيم شقرة ، ص 10.

1 مجلة الأصالة ص 23.

2 حياة الألباني، 2/541.

3 حياة الألباني، 2/543.

4 حياة الألباني، 2/544.

5 حياة الألباني، 2/545.

6 إماطة اللثام ص 88.

1 حياة الألباني، 2/549، 551.

2 إسناده صحيح: أخرجه أبو داود كتاب الملاحم، باب ما يذكر في قرن المائة 4/109 ح 4291 والحاكم في المستدرك كتاب الفتن والملاحم 4/567 ح8592 ،8593، والطبراني في معجمه الأوسط 6/323 ح6527، وأبو عمرو الداني في السنن الواردة في الفتن 3/742 ح 364 كلهم من طريق ابن وهب عن سعيد بن أبي أيوب عن شراحيل بن يزيد المعافري عن أبي علقمة عن أبي هريرة مرفوعا: "إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها".
قال أبو داود: رواه عبد الرحمن بن شريح الإسكندراني لم يجز به شراحيل، وقال الطبراني: لا يروى هذا الحديث عن رسول الله r إلا بهذا الإسناد تفرد به ابن وهب"، قلت: فابن وهب يرويه عن سعيد بن أبي أيوب موصولاً، وعن عبد الرحمن بن شريح مرسلاً وهذا الأخير قال عنه الحافظ: "ثقة فاضل لم يصب ابن سعد في تضعيفه" وأما سعيد بن أيوب فقد قال عنه الحافظ: ثقة ثبت، فهو أوثق من عبد الرحمن وروايته أرجح، فلا تعل بالرواية الأخرى، ولذلك قال في كشف الخفا 1/282: (رواه أبو داود عن أبي هريرة عن رسول الله r وأخرجه الطبراني في الأوسط عنه أيضا بسند رجاله ثقات، وأخرجه الحاكم من حديث ابن وهب وصححه، وقد اعتمد الأئمة هذا الحديث).

3 هذا الأثر نسبه ابن كثير في البداية والنهاية 14/140 إلى الإمام مالك، ولم أقف عليه مسنداًَ إليه.

4 حياة الألباني، 2/555، 556.

1 حياة الألباني، 2/558، 559.

2 مجلة الأصالة، ص 13، 14.

3 مجلة الأصالة، ص 24، 25، 26.

4 مجلة الأصالة، ص 29 – 32.

1 مجلة الأصالة، ص 34، 35.

2 مجلة الأصالة، ص 65.

3 مجلة الأصالة، ص 72.

4 إماطة اللثام، ص 89.

5 مجلة الأصالة، ص 73.

6 مجلة الأصالة، ص 76.

7 ردع الجاني المتعدي على الألباني، لطارق بن عوض الله بن محمد، ص 9.

8 ردع الجاني، ص 29.

1 ردع الجاني، ص 30، نقله عن مقدمة تحفة الأشراف 3/8.

2 ردع الجاني، ص 30، نقله عن مقدمة صحيح ابن خزيمة 1/6.

3 إماطة اللثام، ص 86.

4 إماطة اللثام، ص 87.

5 إماطة اللثام، ص 88.

6 ردع الجاني، ص 34، نقلاً عن السلسلة الضعيفة 4/6.

7 ردع الجاني، ص 35، نقلاً عن السلسلة الضعيفة 4/6.

1 الحجة المنيعة ببيان ضعف كل ما صححه الألباني وانفرد به ابن لهيعة ، لإيهاب بن حسن الأثري ، ص 75 .

2 البراءة مما صححه الألباني وزعم فيه أن النبي r يأمر بالبذاءة وحاشا له، للأثري ص 31.

3 البراءة مما صححه الألباني، ص 41.

4 البراءة مما صححه الألباني، ص 51.

5 استحالة دخول الجان بدن الإنسان، لإيهاب الأثري ، 2/77.

6 بيان أوهام الألباني في تحقيقه لكتاب فضل الصلاة على النبي r ، لأسعد سالم تيم ، ص 5.

1 لقطات مما وهم فيه الألباني من تخريجات وتعليقات، للدكتور على عبد الباسط مزيد، ص 3.

2 المؤنق في إباحة تحلي النساء بالذهب المحلق وغير المحلق، لمصطفى بن العدوي، ص 13 بالهامش.

3 حياة الألباني، لمحمد إبراهيم الشيباني، 2/543 .

4 الموازنة بين المتقدمين والمتأخرين في تصحيح الأحاديث وتعليلها، لحمزة عبد الله المليباري، ص 48، 49.

1 الموازنة بين المتقدمين والمتأخرين ص 45.

2 الألباني شذوذه وأخطاؤه، ص 3 .

3الألباني شذوذه وأخطاؤه، ص 12 .

4 الألباني شذوذه وأخطاؤه، ص 14.

1 الألباني شذوذه وأخطاؤه، ص 19 .

2 الألباني شذوذه وأخطاؤه، ص 42 ، 43 .

3 تنبيه المسلم إلى تعدي الألباني على صحيح مسلم،ص 3.

4 تنبيه المسلم ص 7.

1 تنبيه المسلم ص 14.

2 تنبيه المسلم ص 21.

3 تنبيه المسلم ص 25.

4 تناقضات الألباني الواضحات، لحسن السقاف، 2/227.

5 تناقضات الألباني 2/316.

6 تناقضات الألباني 3/179.

7 تناقضات الألباني 3/242، 243.

8 التعريف بأوهام من قسم السنن إلى صحيح وضعيف، لمحمود سعيد ممدوح ، 1/14.

1 راجع إماطة اللثام ص 84، 86.

2 مجلة الأصالة ، السنة الرابعة، عدد 23، ص 55، 56 .

1 راجع صفحات بيضاء ص 97 ، 100 ، 101.
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 16-05-2011, 07:24 PM
Specialist hossam Specialist hossam غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
العمر: 36
المشاركات: 1,933
معدل تقييم المستوى: 16
Specialist hossam is on a distinguished road
افتراضي

من شيوخ الألباني ـ رحمه الله ـ
1- الحاج نوح الألباني.
2- محمد رشيد رضا وذلك عن طريق مجلة المنار.
3- توفيق البزرة، والشيخ توفيق من تلاميذ علاَّمة الشام جمال الدين القاسمي.
4- الشيخ محمد راغب الطباخ، وله من إجازة.
5- الشيخ علي الطنطاوي
وأفيد من معاصريه من أهل الحديث مثل: عبد الرحمن المعلمي اليماني، محمد بهجة البيطار، أحمد محمد شاكر.



لكن لى سؤال هل يصح ان تسمى نفسك ( السيد ) بالألف واللام .........

ثانيا : من هم علماء الحديث الذين تراهم ثقة ؟؟ افيدنى بارك الله فيك
__________________
قالوا كذبا : دعوة رجعية -- معزولة عن قرنها العشرين
الناس تنظر للأمام ، فما لهم -- يدعوننا لنعود قبل قرون؟
رجعية أنّا نغارُ لديننا -- و نقوم بالمفروض و المسنون!
رجعية أن الرسول زعيمنا -- لسنا الذيول لـ "مارْكسٍ" و " لِنين" !
رجعية أن يَحْكُمَ الإسلامُ في -- شعبٍ يرى الإسلامَ أعظم دين !
أوَليس شرعُ الله ، شرعُ محمدٍ ------ أولى بنا من شرْعِ نابليون؟!
يا رب إن تكُ هذه رجعيةً ------ فاحشُرْنِ رجعياً بيومِ الدين !
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 17-05-2011, 03:46 PM
السيد2000 السيد2000 غير متواجد حالياً
عضو ممتاز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 296
معدل تقييم المستوى: 16
السيد2000 is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فارس الدعوة مشاهدة المشاركة
من شيوخ الألباني ـ رحمه الله ـ
1- الحاج نوح الألباني.
2- محمد رشيد رضا وذلك عن طريق مجلة المنار.
3- توفيق البزرة، والشيخ توفيق من تلاميذ علاَّمة الشام جمال الدين القاسمي.
4- الشيخ محمد راغب الطباخ، وله من إجازة.
5- الشيخ علي الطنطاوي
وأفيد من معاصريه من أهل الحديث مثل: عبد الرحمن المعلمي اليماني، محمد بهجة البيطار، أحمد محمد شاكر.



لكن لى سؤال هل يصح ان تسمى نفسك ( السيد ) بالألف واللام .........

ثانيا : من هم علماء الحديث الذين تراهم ثقة ؟؟ افيدنى بارك الله فيك
أن كان كلامك كما تزعم هل هذا يؤهل الشيخ لاي يكون محدث العصر الاول والاخبر بلا منازع ؟؟؟؟؟
وهل يجوز ان نطلق على احد فصلا عن عالم في الحديث لقب محدث الامة الاوحد باخذه العلم من مجلة؟؟؟؟؟
ومن هو الحاج نوح الالباني ؟؟؟؟
وهل يجوز ان تطلق على نفسك (فارس الدعوة )؟؟
شيوخ الألباني:
إن هذه المسألة من المسائل التي تأرجحت بين المثبتين والنافين فخصوم الشيخ يقولون: إن الشيخ ليس له شيخ فكيف يتكلم في علوم الدين؟!! وأنصار الشيخ يقولون: إن الشيخ تلقى العلم عن أبيه وعن الشيخ سعيد البرهاني وحصل على إجازة من الشيخ الطباخ فلا يصح أن يقال إن الشيخ ليس له شيوخ!!.
أما أنصار الشيخ فقد شطوا في محاولاتهم إثبات مشائخ للألباني، ذلك أن الرجل تلقى عن أبيه والشيخ البرهاني بعض مبادئ الفقه الحنفي والنحو والبلاغة كما تقدم، والشيخ لم يشتهر في واحد من هذه العلوم، ولم يدع أنه متخصص في أيها، بل إن تخصص الشيخ بعيد جداً عما قرأه على شيخيه هذين، فالشيخ تخصص في الحديث الشريف وفقهه، لم يكن يوماً من الفقهاء المذهبيين، ولا ادعى يوماً أنه من أساطين اللغة، وإنما هو ينافح ويدافع عن الحديث الشريف وأهله فمن شيخه في الحديث الشريف؟!! ولا يمكن لعاقل أن يدعي أن شيخه في الحديث هو الشيخ الطباخ، فإن الشيخ الألباني إنما جلس مع الشيخ الطباخ مرة واحدة أجازه فيها الشيخ بمروياته، وحال الإجازة في هذه العصور الأخيرة معروف، فكيف يمكن أن يقال إن الألباني تتلمذ على يد الطباخ في الحديث!
إذن فالشيخ الألباني لم يكن له شيخ في الحديث الشريف، أو بعبارة أدق لم يتتلمذ على أحد ولم يتلق الحديث الشريف رواية ودراية من فم أحد، هذا هو ما ينبغي أن يتقرر هنا.
وهذا معروف جداً عن الشيخ، إذ إنه بعد خروجه من دار والده، واعتزاله أسرته عكف على دراسة العلوم الشرعية في المكتبة الظاهرية، ولم ينقل عنه أحد ممن ترجم له أنه تردد على أحد من مشائخ الحديث طيلة فترة تكوينه العلمي الحديثي والتي بدأت – كما ذكرت سابقاً – بعد اعتزاله لأسرته
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 18-05-2011, 12:09 AM
Specialist hossam Specialist hossam غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
العمر: 36
المشاركات: 1,933
معدل تقييم المستوى: 16
Specialist hossam is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السيد2000 مشاهدة المشاركة
أن كان كلامك كما تزعم هل هذا يؤهل الشيخ لاي يكون محدث العصر الاول والاخبر بلا منازع ؟؟؟؟؟
وهل يجوز ان نطلق على احد فصلا عن عالم في الحديث لقب محدث الامة الاوحد باخذه العلم من مجلة؟؟؟؟؟
ومن هو الحاج نوح الالباني ؟؟؟؟
وهل يجوز ان تطلق على نفسك (فارس الدعوة )؟؟
شيوخ الألباني:
إن هذه المسألة من المسائل التي تأرجحت بين المثبتين والنافين فخصوم الشيخ يقولون: إن الشيخ ليس له شيخ فكيف يتكلم في علوم الدين؟!! وأنصار الشيخ يقولون: إن الشيخ تلقى العلم عن أبيه وعن الشيخ سعيد البرهاني وحصل على إجازة من الشيخ الطباخ فلا يصح أن يقال إن الشيخ ليس له شيوخ!!.
أما أنصار الشيخ فقد شطوا في محاولاتهم إثبات مشائخ للألباني، ذلك أن الرجل تلقى عن أبيه والشيخ البرهاني بعض مبادئ الفقه الحنفي والنحو والبلاغة كما تقدم، والشيخ لم يشتهر في واحد من هذه العلوم، ولم يدع أنه متخصص في أيها، بل إن تخصص الشيخ بعيد جداً عما قرأه على شيخيه هذين، فالشيخ تخصص في الحديث الشريف وفقهه، لم يكن يوماً من الفقهاء المذهبيين، ولا ادعى يوماً أنه من أساطين اللغة، وإنما هو ينافح ويدافع عن الحديث الشريف وأهله فمن شيخه في الحديث الشريف؟!! ولا يمكن لعاقل أن يدعي أن شيخه في الحديث هو الشيخ الطباخ، فإن الشيخ الألباني إنما جلس مع الشيخ الطباخ مرة واحدة أجازه فيها الشيخ بمروياته، وحال الإجازة في هذه العصور الأخيرة معروف، فكيف يمكن أن يقال إن الألباني تتلمذ على يد الطباخ في الحديث!
إذن فالشيخ الألباني لم يكن له شيخ في الحديث الشريف، أو بعبارة أدق لم يتتلمذ على أحد ولم يتلق الحديث الشريف رواية ودراية من فم أحد، هذا هو ما ينبغي أن يتقرر هنا.
وهذا معروف جداً عن الشيخ، إذ إنه بعد خروجه من دار والده، واعتزاله أسرته عكف على دراسة العلوم الشرعية في المكتبة الظاهرية، ولم ينقل عنه أحد ممن ترجم له أنه تردد على أحد من مشائخ الحديث طيلة فترة تكوينه العلمي الحديثي والتي بدأت – كما ذكرت سابقاً – بعد اعتزاله لأسرته



أخى الفاضل يبدوا انك تجيد القص واللصق من منتديات المدخليين

اولا :

هل لديك ما يثبت ان الألبانى لم يكن عالما بمصطلح الحديث ؟

ألم يشهد له العلماء (( العدول )) بالعلم ؟

لم تشغل نفسك بالشخص ولا تنقد علمه واراءه بموضوعية وبأدلة شرعية؟

عندما سألتك عن تسميتك بإسم السيد ... كان اختبار لك فى مسألة عقيدة لكن الان فهمت انك لم تفهم ما اقصد؟

لأن السيد بالألف واللام لها دلالة اخرى فى العقيدة

وفارس الدعوة ان كانت خطأ فاثبت لى وسأغيره حالا اذا ثبت انه منافى للعقيدة او الشرع

الشيخ علامة فى الحديث

وكتبه تدل على ذلك وانا لا يهمنى الشخص ولكن ما يهمنى علمه

فدعك من الشيخ الألبانى وناقشنى فى أخطاؤه التى اوردها فى كتبه ونناقشها بموضوعية وليس انتقادا فى شخصه

لأن هذا ليس من شيم طلبة العلم فضلا عن العلماء

الجرح والتجريح

لم تجاهلت هذا الشيخ :
4- الشيخ محمد راغب الطباخ، وله من إجازة.

العلامة المؤرخ محمد راغب بن محمود بن هاشم الطباخ الحلبي الحنفي المولود سنة 1294-1370هـ يروي عن :



ويروي الاتاسي عن احمد مسلم (بفتح السين وتشديد اللام المفتوحة)الكزبري ، عن حسن الشطي باسانيده ح .
ويروي عن بكري العطار ومحمد بن سليمان الجوخدار وغيرهم .
والمذكور قد اجاز العلامة الطباخ باجازة لطيفة نظما .


- العلامة الناسك المحدث محمد بدر الدين الحسني البيباني الدمشقي ، عن ابراهيم السقا ، عن ثعيلب ، عن الشهاب الملوي عن عبدالله بن سالم البصري بثبته المشهور .
ويروي البدر عن ابيه يوسف بن عبدالرحمن الحسني عن عبدالله الشرقاوي والامير الصغير وعبدالرحمن الكزبري ومحمد امين عابدين وعارف حكمت وغيرهم باسانيدهم .
ويروي ايضا عن عبدالقادر صالح الخطيب الدمشقي عن الكزبري وسعيدالحلبي ومصطفى الرحمتي وابراهيم الباجوري وغيرهم باسانيدهم .
ويروي عن حسن العدوي (بكسر العين ) عن حسن القويسني وغيره.

ويروي ايضا عن فالح الظاهري وعلي الوتري وسليم البشري وغيرهم .
- العالم الفقيه المحدث الفرضي محمد كامل الهبراوي الحلبي وهو عن البرهان ابراهيم السقا ، واحمد دحلان ، وداود بن جرجيس البغدادي وعبد القادر الحبال وعبدالحميد قدس ، ومحمد الكيالي الكفرتخاريمي ، وشهيد ترمانيني ، ومحمد سليمان حسب الله ، وسعيد الفرا ، ومحمد ارتضا الصفوي وغيرهم .


- العلامة الكبير الاستاذ احمد رافع الحسيني القاسمي الطهطاوي الحسيني الحنفي المصري وهو عن والده ، والشمس محمد عليش والشمس محمد الخضري الدمياطي الازهري ، والشمس محمد بن محمد الانبابي في اخرين ذكرهم في ثبته المسمى "ارشاد المستفيد الى بيان وتحرير الاسانيد " .

-العلامة الفقيه المفتي محمد عطا الكسم الدمشقي وهو عن الشيخ سليم افندي العطار عن جده حامد العطار عن ابيه الشهاب احمد العطار باسانيده .


فهؤلاء هم جملة من ذكر في ثبه "الانوار الجلية في متصر الاثبات الحلبية " المطبوع في المطبعة العلمية بحلب سنة 1351هـ 1932م .
ثم تحصل على الاجاة من مشايخ اخرين هم :




ذكرهم الشيخ راغب الطباخ في اجازته للشيخ عبدالفتاح بن احمد بن محمد حميدة الحلبي مؤرخة في 19 ربيع الاخر سنة 1356هـ .
2-العلامة محمد رضا الزعيم الدمشقي وهو عن بدر الدين الحسني ، والبرهان ابراهيم السقا ، ومحمد الانبابي ، وعلاء الدين عابدين عن ابيه محمد عابدين بما في ثبته المشهور عقود اللالي في الاسانيد العوالي . 7-العلامة المحدث محمد بن جعفر الكتاني الفاسي نزيل دمشق عن محمد بن علي الحبشي عن محمد صالح الرضوي عن رفيع الدين القندهاري عن محمد طاهر سنبل . 12- العلامة الفقيه المفسر المحدث محمد حبيب الله الشنقيطي الجكني عن عبدالله غازي الهندي المكي ومحمد جعفر الكتاني ومحمد عابد المالكي ومحمد كامل الهبراوي وعبدالمجيد الشرنوبي الازهري وغيرهم . 14-العلامة الجليل عبدالستار الصديقي الدهلوي المكي الحنفي وهو عن صالح الزواوي وعبدالرزاق البيطار ومحمد بن عبد الرحمن الانصاري ومحمد بن سالم السري وابي النصر الخطيب في اخرين ذكرهم في اثباته . 15- الشيخ العلامة ابو بكر بن محمد عارف خوقير المكي صاحب "ثبت الاثبات الشهيرة" وهو عن جده عبد القادر خوقير ، واحمد بن ابراهيم بن عيسى النجدي ، والقاضي حسين بن محسن الانصاري ، ومحمد نذير الدهلوي ، ومحمد الهاشمي الجعفري الهندي ، واحمد دحلان ، وعبدالرحمن بن عبدالله سراج ومحمد بن خليل القاوقجي الطرابلسي ومحمد الانصاري السهارنفوري المكي ، وعلوي بن صالح بن عقيل الحسيني 16- الشيخ عمر بن ابي بكر باجنيد المكي 18- الشيخ محمد عبدالباقي اللكنوي الايوبي باسانيده في المناهل السلسلة وغيرها من كتبه . 19-الشيخ عبد الحفيظ الفاسي الفهري تدبيجا باسانيده بالاربعين البدانية ومعجم الشيوخ . 20-الشيخ محمد العربي العزوزي تدبيجا باسانيده في ثبته "اتحاف ذوي العناية "
1-الشيخ شرف الحق الدهلوي الهندي الجشتي وهو عن العلامة فضل الرحمن المراد ابادي والعلامة رشيد احمد الكنكوهي ،والعلامة رحمة الله الهندي ، والعلامة احمد ابي الخير العطار ،وعثمان الداغستاني ، وعبدالله السكري الركابي ، والعلامة محمد عبدالحق الالهابادي عن عبدالغني الدهلوي باسانيده . 3-علامة حمص ومفتيها الشيخ محمد خالد العطاسي الاتاسي وهو عن والده محمد الاتاسي ، وعمه سعيد الاتاسي كلاهما عن ابيهما عبد الستار ، عن الشمس الكزبري ح 9- السيد محمد عبدالحي الكتاني الحسني العلامة الكبير واسانيده اشهر من ان تذكر فقف عليها في فهرس الفهارس وغيره من كتبه رحمه الله رحمة واسعة . 17- الشيخ سعيد بن محمد يماني المكي 4- العلامة المحدث باموي حلب الشيخ كامل الموقت الحلبي المتوفى سنة 1338هـ ، عن ابيه احمد الموقت ، عن والده المقرئ المحدث عبدالرحمن الموقت الحنبلي الحلبي عن ابيه المحقق عبدالله موفق الدين ، عن ابيه عبدالرحمن الشامي الحلبي صاحب منار الاسعاد . 10-الشيخ يوسف النبهاني البيروتي عن جمع منهم السيد احمد بن حسن العطاس ، وعبدالله السكري وابراهيم السقا ومحمود الحمزاوي ومحمد سعيد الحبال ومحمد ابي الخير عابدين وغيرهم .
5- العلامة المحدث الشيخ طاهر بن السيد صالح بن احمد بن موهوب الجزائري الاصل الدمشقي فقيه السادة المالكية ومفتيهم يروي عن العلامة عبد الغني الميداني عن محمد امين عابدين بسنده .وعن العلامة ابراهيم بن احمد بن قضيب البان بسنده ، وعن العلامة الناسك السيد ابراهيم الراوي الرفاعي البغدادي باسانيده.

تحياتى

__________________
قالوا كذبا : دعوة رجعية -- معزولة عن قرنها العشرين
الناس تنظر للأمام ، فما لهم -- يدعوننا لنعود قبل قرون؟
رجعية أنّا نغارُ لديننا -- و نقوم بالمفروض و المسنون!
رجعية أن الرسول زعيمنا -- لسنا الذيول لـ "مارْكسٍ" و " لِنين" !
رجعية أن يَحْكُمَ الإسلامُ في -- شعبٍ يرى الإسلامَ أعظم دين !
أوَليس شرعُ الله ، شرعُ محمدٍ ------ أولى بنا من شرْعِ نابليون؟!
يا رب إن تكُ هذه رجعيةً ------ فاحشُرْنِ رجعياً بيومِ الدين !
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 18-05-2011, 06:51 AM
السيد2000 السيد2000 غير متواجد حالياً
عضو ممتاز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 296
معدل تقييم المستوى: 16
السيد2000 is on a distinguished road
افتراضي

والله أعلم ما تقصد من سؤالك لي عن اسمي ولكن قصدت ان اعاملك بنهجك في الرط على السؤال بأسئلة والدخول في كذا طريق دون الوصول الى نهاية احد هذه الطرق.
(فدعك من الشيخ الألبانى وناقشنى فى أخطاؤه التى اوردها فى كتبه ونناقشها بموضوعية وليس انتقادا فى شخصه

لأن هذا ليس من شيم طلبة العلم فضلا عن العلماء)

هذا ان دل فانما يدل على تعصب اعمى لانه كل يؤخذ منه ويرد الا المعصوم صلى الله عليه وسلم
ومعنى اخباري لك او لغيرك بواقع شيخ من المشايخ فضلا عن انه محدث العصر ودراسة حياته وكيف نشأ وترعرع وعن من أخذ علمه الذي أصبح فيه المحدث الاول وامير المؤمنين في عصره فلا حرج في ذلك (انظروا عن من تأخذون دينكم ) وعن مشواره في مجاهدة الاعداء سواءا كانوا أعداء وطن ام اعداء دين وعن معاملته لابويه
اما من ناحية المشايخ المعلمين والمربين فقد علمونا مشايخنا أن من كان شيخه الكتاب فشيخه الشيطان ولعلك تتفق معي انت في هذا المبدأ لانك بدأت به موضوعك من ذكر قول ابن القيم في وجوب التتلمذ على ايدى علماء مشهود لهم بالعلم
ما قيل في الشيخ من جرح:
وسنلتزم بعون الله وتوفيقه في ذكر ما قيل في الشيخ من جرح ترك الألفاظ التي لا تتعلق بالمنهج العلمي للشيخ، فإن شدة الشيخ على مخالفيه قد جرت كثيراً منهم إلى النيل من الشيخ والخروج عن منهج الاعتدال في النقد، وهاك أقوى ما قيل في حق الشيخ مما وقفت عليه:

قال الشيخ إيهاب بن حسن الأثري في الحجة المنيعة: (فأدخل [يعني الألباني] على قراء كتبه أنه المحقق المدقق في هذا المذهب وليس هو كذلك، بل غفل عن تدقيقات الأئمة فصار إلى ما صار إليه)([224])، وقال أيضاً في البراءة: (فلا تلتفتن إلى ذهوله وما أكثره)([225])، وعنون في الكتاب نفسه بعد ذلك قائلاً: (وهم الألباني في رجال الحديث، وغفلته عن الألقاب والكنى)([226])، قلت: وهذا اتهام للشيخ بالغفلة والذهول والوهم في الرجال.
ثم عنون بعد ذلك قائلاً: (تناقض الألباني كعادته)([227])، وفي كتابه استحالة دخول الجان بدن الإنسان عنون الشيخ إيهاب قائلاً: (بيان ذهول الألباني عن آيات القرآن: [ثم قال:] أشرت من قبل إلى أن محمداً الألباني عندما يصحح ما يصح عنده ـ عنده هو ـ من أحاديث، فهو لا ينظر إلى متن الحديث، اللهم إلا نادراً ولذلك فقد صحح أشياء عجيبة سبقت الإشارة إليها)([228]).
قلت: وهذا اتهام للشيخ بعدم ملاحظة المتن عند التصحيح، وقد تقدم مثله عند الشيخ العثيمين.
وكتب الشيخ أسعد سالم تيم كتاباً بعنوان "بيان أوهام الألباني في تحقيقه لكتاب فضل الصلاة على النبي rللقاضي إسماعيل بن إسحاق الأزدي". وقال في أوله: (وقد دفعني لكتابة هذا الاستدراك كثرة ما وجدت في هذه النشرة من الأوهام، فقد راجعت الجزء مراراً وتكراراً فوجدته يعج بالأخطاء والسواقط والتحريفات فمن ذلك:
أولاً: أغلاط في مقدمة الكتاب.
ثانياً: أخطاء وتحريفات في أسانيد الأحاديث ومتونها.
ثالثاً: أخطاء في الحكم على الأحاديث الواردة في الجزء.
رابعاً: قصور واضح في تخريج أحاديث الجزء وبيان مظانها)([229]).
قلت: وفي هذا تأييد لما تقدم عن الشيخ إيهاب الأثري من أوهام الشيخ في الرجال، وزاد هنا أوهاماً في الحكم على الأحاديث، وقصور التخريج.
وقال الدكتور علي عبد الباسط مزيد في كتابه "لقطات مما وهم فيه الألباني من تخريجات وتعليقات": (فإن المتتبع للشيخ الألباني خلال تخريجاته وتعليقاته، يدرك مدى تجاوزاته في بعض أحكامه، ونقد الأئمة وأصحاب الصحاح المشهود لهم بالعلم والفضل، وسعة الحفظ وسيلان الذهن، والورع والتقوى، ولم يكتف الشيخ بذلك، بل مزق كتب السنن الأربعة، والأدب المفرد للبخاري، وغيرها بحجة فصل صحيحها عن ضعيفها، وتجاوز ذلك كله إلى الكلام في أحاديث الصحيحين، اللذين تلقتهما الأمة بالقبول، وأجمع السلف والخلف أنهما أصح كتابين بعد كتاب الله تعالى، وأطبق أهل العلم من الأئمة، وحفاظ الحديث وطرقه، والخبراء بعلله، على صحة ما جاء في هذين الكتابين من أحاديث شريفة)([230]).
قلت: وهذا اتهام للشيخ بالتسرع في تخطئة الأئمة المتقدمين، والهجوم حتى على الصحيحين.
وقال الشيخ مصطفى العدوي في كتابه المؤنق: (وإني لأتعجب من الشيخ ناصر في تصرفه هذا عجباً شديداً، حيث إن منهجه في السلسلة الصحيحة التوفيق بين الروايات ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، وها أنا ذا ذاكر لك مثالاً لم يخالف فيه راوٍ راوياً غيره بل خالف ثمانية أو أكثر من الثقات الأثبات، ومع ذلك قد صحح له الشيخ ناصر حديثه، وهو مثال من أمثلة لا تكاد تحصى)([231])، قلت: هو بهذا يلمز الشيخ بأنه متساهل في الحكم بشذوذ الروايات وقد صرح بهذا الأمر الشيخ محمد بن صالح العثيمين كما تقدم حيث قال: (على تساهل منه [أي الألباني] أحياناً في ترقية بعض الأحاديث إلى درجة لا تصل إليها من التحسين أو التصحيح، وعدم ملاحظة ما يكون شاذ المتن، مخالفاً لأحاديث كالجبال صحة، ومطابقة لقواعد الشريعة العامة)([232]). وبمثله اتهمه الشيخ إيهاب بن حسن الأثري كما تقدم.
وقال الشيخ حمزة عبد الله المليباري في الموازنة: (هذا الحديث أعله جماعة من النقاد، قائلين بأن قتيبة تفرد به عن الليث، ومنهم الإمام البخاري وأبو حاتم وأبو داود والترمذي وأبو سعيد ابن يونس والحاكم والبيهقي وغيرهم، وصححه بعض المتأخرين قائلين بأن قتيبة ثقة لا يضر تفرده وهم الحافظ ابن القيم والعلامة أحمد شاكر والشيخ ناصر الدين الألباني، فما سر الخلاف بين المتقدمين والمتأخرين في تعليل حديث معاذ وتصحيحه؟ هل يعني أن النقاد كانوا يبالغون في رد الأحاديث ...؟ أم أن المتأخرين تساهلوا فيما دققه وحققه نقاد الحديث وفقاً لمنهج علمي محكم، اغترارا بظاهر الإسناد)([233]).
قلت: وهذا اتهام من الشيخ بالتساهل في تصحيح الأحاديث، وعدم اعتبار ما به من علة، وهو قريب مما تقدم عن الشيخ العثيمين والشيخ إيهاب الأثري والشيخ مصطفى العدوي.
وقال في موطن آخر: (ويقول البعض [يعني الشيخ الألباني] معقباً عليه: "وعبد العزيز ثقة، ولا يجوز توهيمه بمجرد مخالفة أيوب له، فإنه قد زاد الرفع، وهي زيادة مقبولة منه، ومما يدل على أنه حفظه أنه روى الموقوف والمرفوع معاً"، وهذا مستغرب من قائله، لأنه يكون ما رواه الدراوردي ـ حسب سياق كلامه ـ شاذاً، لأنه خالف من هو أوثق منه)([234])، ونحن نلمح في طي الكلام اتهاماً للشيخ بالتساهل في الحكم بالشذوذ والعلة أيضاً.
وقد وضع الشيخ حسن السقاف ثلاثة مجلدات عنون لها بـ "تناقضات الألباني الواضحات"، كما وضع الشيخ فهد بن عبد الله السنيد كتاباً بعنوان "الإعلام في إيضاح ما خفي على الإمام تعقبات حديثية على الشيخ محمد ناصر الدين الألباني".
وقال الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي في كتابه "الألباني شذوذه وأخطاؤه": (الشيخ ناصر الدين الألباني شديد الولوع بتخطئة الحذاق من كبار علماء الإسلام، ولا يحابي في ذلك أحداً كائناً من كان، فتراه يوهم البخاري ومسلماً، ومن دونهما،...، ويكثر من ذلك حتى يظن الجهلة والسذج من العلماء أن الألباني نبغ في هذا العصر نبوغاً يندر مثله،...، ولكن من كان يعرف الألباني، ومن له إلمام بتاريخه، يعرف أنه لم يتلق العلم من أفواه العلماء، وما جثا بين أيديهم للاستفادة، وإنما العلم بالتعلم فما له والعلم ولم يتعلم)([235]).
وقال أيضاً: (ومن فضائحه وشواهد جهله، وتسارعه إلى الحكم على شيء من غير تثبت، وحبه للتفوق أنه ندد بالمؤلفين في تراجم الستة أنهم أغفلوا هلالاً مولى عمر بن عبد العزيز فلم يذكروه، ومرد هذا التنديد إلى تماديه في الجهل، فإنهم ذكروه ولم يغفلوه، وإنما الألباني هو الغافل السادر وذلك أنهم ذكروه في الكنى ترجمة أبي طعمة) ([236]).
قلت: وهذا اتهام للشيخ بالوهم في كلامه على الرجال، والتسرع في تخطئة الأئمة وقد تقدم مثله قريباً.
وقال: (ومن مجازفاته وسلوكه سبيل من يتبع الهوى في تحقيق الأحاديث قوله: "كل ما ورد من الأحاديث في صلاة سنة الجمعة القبلية لا يصح منها شيء"، قلت: ولم يسرد تلك الأحاديث ولا تكلم عليها بالتفصيل وإلا لافتضح اعتسافه)([237])، وقال أيضاً: (وقد أكثر الألباني من تحسين الأحاديث لشواهدها أو متابعاتها الضعيفة،...، وتصرفاته في هذا الباب عجيبة فتراه ينقض في الضعيفة ما أبرمه في الصحيحة، ويهمل القواعد التي راعاها في الصحيحة فلا يقيم لها وزناً في الضعيفة، وذلك لأن التصحيح والتضعيف دائما يكونان بحكم شهوته، وطبق هواه، فإذا اشتهى أن يصحح حديثاً يتقوى به في الخروج على أئمة الاجتهاد والفتوى، أو جهابذة الحديث وصيارفة الفن، استعمل قاعدة من القواعد، وإذا اشتهى أن يضعف حديثاً كذلك نبذها وراء ظهره) ([238]).
قلت: وهذا اتهام للشيخ بالتساهل في ترقية الضعيف للحسن، والتناقض في استعمال القواعد.
وقال: (ثم إن الألباني قد أزاح هنا الستار عن وجهه، فانكشف بعض ما كان يخفيه من مسايرته للمعتزلة، ومعاداته لأهل السنة والجماعة، فإنه ادعى أن غير الإجماع المعلوم من الدين بالضرورة، مما لا يمكن تصوره فضلاً عن وقوعه، والواقع أن المسودة التي تتابع على تصنيفها ثلاثة من أئمة آل تيمية تصرح أن الإجماع متصور، وهو حجة قطعية، والمشهور عن النظام المعتزلي إنكار تصوره، ويحكى عن طائفة من المرجئة وبعض المتكلمين والرافضة إنكار حجيته وتصرح [يعني المسودة] أن أحمد قد نص في رواية عبد الله والحارث في الصحابة إذا اختلفوا لم يخرج من أقاويلهم: "أرأيت إن أجمعوا له أن يخرج من أقاويلهم هذا قول خبيث قول أهل البدع ..إلخ" ...، فتبين بهذا أن ما ادعاه الألباني هو قول بعض المعتزلة والرافضة)([239]).
قلت: وهذا اتهام للشيخ بنفي الإجماع في غير ما علم من الدين بالضرورة، ومخالفة أهل السنة في ذلك، موافقة للمعتزلة.
وقال الشيخ محمود سعيد ممدوح في كتابه "تنبيه المسلم إلى تعدي الألباني على صحيح مسلم": (فقد وقفت على كلام للشيخ الألباني، ضعف فيه جملة من الأحاديث التي في صحيح مسلم، فتكلم عليها بما يؤكد خطأه، ويثبت خروجه على ما قرره العلماء من صحتها وتلقيها بالقبول المفيد للعلم)([240])، وقال أيضاً: (ومن العجيب المدهش أنه لا يسلك مسلكاً واحداً في كتبه، فيخالف نفسه كثيراً، ويتخبط تخبطاً معيباً ... وستجد في ثنايا هذا التنبيه كثيراً من هذا التناقض، هذا ولم أقصد من هذا التنبيه التشهير بشخص الألباني، ولكن أردت بيان خطأ المنهج الذي يسلكه، وأنه مردود، وهو بهذا المنهج قد خالف الإجماع وأتى بمنكر من القول)([241]).
قلت: وهذا اتهام للشيخ بالتناقض في استعمال القواعد، وقد تقدم مثله قريباً.
وقال في موطن آخر: (فهو بعمله هذا [يعني تضعيفه لبعض أحاديث مسلم] لا يدري أنه يهاجم السنة، ويفتح باباً لأعداء السنة للهجوم على أصح الكتب بعد كتاب الله) ([242])، وقال في موطن ثالث: (خالف الألباني الإجماع لأن انتقاداته للصحيحين وقعت خارج المواضع التي استثناها الحفاظ من أحاديث الصحيحين)([243]). وقال في موضع رابع: (وهذه والله سقطة شنيعة [يعني قول الألباني : "فلسنا نعتقد العصمة لكتاب بعد كتاب الله أصلاً"] فمن المعلوم أن القرآن كلام الله عز وجل غير مخلوق، وكلام الله صفة من صفاته، فكيف يعتقد من يدعى السلفية العصمة لصفة من صفات الله تعالى عما يقولون علواً كبيراً، وهذا كلام لا يقوله إلا معتزلي يؤمن بخلق القرآن)([244]).
وقال السقاف في التناقضات: (الألباني يصحح أحاديث موضوعة وضعيفة فيها ذكر فضائل لمعاوية بن أبي سفيان، وعمرو بن العاص شغباً وتأييداً للنواصب)([245])، وقال أيضاً: (لقد وجدنا الألباني يحاول أن يميز صحيح الأحاديث من سقيمها، وهي غاية حميدة، لكن كان عليه مؤاخذات عديدة، فتراه يصحح أو يحسن ما هو بعيد عن الصحة والحسن تماماً، مما يجعل حكمه يسقط عن درجة الاعتبار)([246])، وقال في موضع ثالث: (اعلم أنه لا قاعدة لهذا المتناقض في تصحيح الأحاديث وتضعيفها، في ضعيف وصحيح السنن الأربعة،...، فهو أحياناً ينظر لسند الحديث مفرداً في الترمذي مثلاً، فيرى ضعفه فيورده في ضعيف الترمذي، مع وجود الشواهد له التي جعلته يصححه في موضع آخر، فيورده مثلاً في صحيحته، وأحياناً ينظر لسند الحديث مفرداً في الترمذي مثلاً فيرى أنه ضعيف، ومع ذلك يورده في صحيح الترمذي، لطـرقه الأخرى أو شواهده)([247])، وقد اتهم السقاف الألباني بأنه مشبه مجسم([248])، وقال الشيخ محمود سعيد ممدوح في التعريف بأوهام من قسم السنن إلى صحيح وضعيف: (ومع ذلك فقد ابتلي بمخالفة بعض مناهج المحدثين في التصحيح والتضعيف، والحكم على الرواة ويتهمهم بالتناقض مرة وبالتساهل مرات)([249]).
ويمكن تلخيص كافة ما اتهم به الشيخ فيما يلي:
ـ التناقض فيما يقرره من قواعد، خصوصاً فيما بين سلسلتيه الصحيحة والضعيفة.
ـ التساهل في الحكم على الحديث، خصوصاً في الحكم بالشذوذ والعلل.
ـ الذهول والخطأ والغفلة.
ـ مخالفة بعض مناهج المحدثين في الحكم على الرواة، وفي التصحيح والتضعيف.
ـ مخالفة الإجماع في بعض المواطن.
ـ يقع في بعض التحريفات نتيجة لأخذه العلم من الصحف لا من أفواه المشايخ.
ـ يذهل عن آيات الكتاب الكريم عند تصحيحه أو تضعيفه للأحاديث.
ـ تضعيفه لبعض أحاديث الصحيحين.
ـ القول ببعض قول المعتزلة.
ـ القول ببعض قول المجسمة.
ـ تصحيح أحاديث موضوعة وضعيفة في فضل معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص رضي الله عنهما تأييداً للنواصب.
ـ التساهل في ترقية الضعيف إلى الحسن.
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 18-05-2011, 01:15 PM
Specialist hossam Specialist hossam غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
العمر: 36
المشاركات: 1,933
معدل تقييم المستوى: 16
Specialist hossam is on a distinguished road
افتراضي

اسطوانة: فتنة الجرح والتجريح



للرد على من صار شغلهم الشاغل الطعن في الدعاة والعلماء واصطياد زلاتهم.

وقد استفحل شرهم وفرقوا بين المؤمنين نسأل الله تعالى أن يريحنا من شرهم.

والعجيب أنهم يدعون الانتساب للسلف الصالح !!

وهم كثير في مصر وغيرها ولكن والحمد لله كثير من الناس يبتعد عنهم عندما يرى انشغالهم بأعراض الدعاة وتركهم لليهود والنصارى والطواغيت والروافض...إلخ من أعداء الإسلام.

ورأسهم ورأس الفتنة إنسان اسمه ربيع المدخلي من المدينة المنورة -للأسف الشديد- وهذا الرجل كان على خير حال ثم انقلب على عقبيه، لدرجة أن مؤسسة راند الصهيونية قد مدحته وأوصت بنشر كتبه ومقالاته وذلك في تقرير لها عام 2007م!!

وله أتباع في بلاد كثيرة ففي مصر مثلا: محمود لطفي عامر بدمنهور، وعادل السيد وأسامة القوصي وخالد أبو عبد الأعلى ومحمد إبراهيم بالقاهرة، وطلعت زهران بالأسكندرية، وعماد فراج بالصعيد، ومحمد سعيد رسلان بالمنوفية، وغيرهم.

والعجيب أنهم يسبون الآن بعضهم بعضًا ويأكلون بعضهم بعضًا؛ فسبحان الله!

فيا أخي الحبيب:
عليك بعلماء السنة ودعاتها الثابتين على المنهج الحق وهم موجودون في كل مكان بفضل الله تعالى؛ ففي مصر مثلا: الشيخ محمد إسماعيل المقدم، والشيخ المحدث أبو إسحاق الحويني، والشيخ ياسر برهامي، والشيخ أحمد فريد، والشيخ سعيد عبد العظيم، والشيخ الدكتور محمد يسري إبراهيم، والشيخ الدكتور محمد عبد المقصود، والشيخ أحمد حُطـَيبة والشيخ محمد رجب محمد الإسماعيلي، والشيخ حسن أبو الأشبال وفي غيرها كالشيخ محمد المختار الشنقيطي، والشيخ عبد الكريم الخضير، والشيخ أحمد عمر الحازمي، والشيخ ناصر عبد الكريم العقل، والشيخ سعد الشثري، وغيرهم ممن عُرفوا بالعلم والدعوة والجهاد.

وفي هذه الاسطوانة المختصرة ترى رد العلماء والدعاة على هذه الفتنة الصماء، والردود مرئية ومقروءة ومسموعة، نفعنا الله بها وإياكم.

لتحميل الإسطوانة: اضغط على الرابط التالي :

http://www.4shared.com/file/bfzLS9xv/___online.html



اتمنى ان تشاهدها بتجرد

وشاهد هذه الصفحة ايضا
هنا



وهذا





وهذا الكتاب


http://www.almeshkat.net/books/open....t=32&book=2422


فوالله انها فتنة

هدانى الله واياك
__________________
قالوا كذبا : دعوة رجعية -- معزولة عن قرنها العشرين
الناس تنظر للأمام ، فما لهم -- يدعوننا لنعود قبل قرون؟
رجعية أنّا نغارُ لديننا -- و نقوم بالمفروض و المسنون!
رجعية أن الرسول زعيمنا -- لسنا الذيول لـ "مارْكسٍ" و " لِنين" !
رجعية أن يَحْكُمَ الإسلامُ في -- شعبٍ يرى الإسلامَ أعظم دين !
أوَليس شرعُ الله ، شرعُ محمدٍ ------ أولى بنا من شرْعِ نابليون؟!
يا رب إن تكُ هذه رجعيةً ------ فاحشُرْنِ رجعياً بيومِ الدين !
رد مع اقتباس
  #11  
قديم 18-05-2011, 01:17 PM
Specialist hossam Specialist hossam غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
العمر: 36
المشاركات: 1,933
معدل تقييم المستوى: 16
Specialist hossam is on a distinguished road
افتراضي

http://www.youtube.com/watch?v=nRdTbtcmpG8&feature=related
__________________
قالوا كذبا : دعوة رجعية -- معزولة عن قرنها العشرين
الناس تنظر للأمام ، فما لهم -- يدعوننا لنعود قبل قرون؟
رجعية أنّا نغارُ لديننا -- و نقوم بالمفروض و المسنون!
رجعية أن الرسول زعيمنا -- لسنا الذيول لـ "مارْكسٍ" و " لِنين" !
رجعية أن يَحْكُمَ الإسلامُ في -- شعبٍ يرى الإسلامَ أعظم دين !
أوَليس شرعُ الله ، شرعُ محمدٍ ------ أولى بنا من شرْعِ نابليون؟!
يا رب إن تكُ هذه رجعيةً ------ فاحشُرْنِ رجعياً بيومِ الدين !
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 22-05-2011, 07:46 PM
ابن يعقوب 1 ابن يعقوب 1 غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Mar 2011
المشاركات: 47
معدل تقييم المستوى: 0
ابن يعقوب 1 is on a distinguished road
افتراضي

جزاك الله خيرا
__________________
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 22-05-2011, 07:47 PM
ابن يعقوب 1 ابن يعقوب 1 غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Mar 2011
المشاركات: 47
معدل تقييم المستوى: 0
ابن يعقوب 1 is on a distinguished road
افتراضي

بارك الله فيك
__________________
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 23-06-2011, 04:02 PM
الصورة الرمزية ابوو اسامه
ابوو اسامه ابوو اسامه غير متواجد حالياً
عضو ممتاز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 250
معدل تقييم المستوى: 15
ابوو اسامه is on a distinguished road
افتراضي

شكرا على الموضوع الرائع
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 30-07-2011, 07:42 AM
الصورة الرمزية *هبة الرحمن*
*هبة الرحمن* *هبة الرحمن* غير متواجد حالياً
طالبة بالصف الثانى الثانوى
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 442
معدل تقييم المستوى: 16
*هبة الرحمن* is on a distinguished road
افتراضي

بارك الله فيكم
__________________
تعصى الاله وانت تظهر حبه****هذا مجال فى القياس بديع
فى كل يوم يبتديك بنعمـــــــه***منه وانت لشكر ذاك مضيع
إذا ضاق المرء عن سر نفسه فصدْرُ الذي يستودع السر أضي
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 07:39 PM.