#1
|
|||
|
|||
![]() ![]() لقد مثل ظهور الكومبيوتر أهم حدث منفرد في تاريخ التكنولوجيا , وقد كانت أجهزة الكومبيوتر العامل الأساسي للتغيير خلال الثلاثين سنة الماضية , ونظرا لأهميتها لعالم المال والتجارة ووقعها شديد التأثير في المجتمع بصفة عامة , فقد أطلقنا أسمها على عصر بأكمله تكريما لها – عصر المعلومات - , إن ما حدث من تطويرات وتقدم في مجالات مثل الهندسة الوراثية , والطب والفضائيات , وتكنولوجيا المركبات ذات الدفع , وكثيرغيرها , ما كان له أن يخطر على البال لو لم تكن أجهزة الكومبيوتر قد لعبت دورها الخطير وهي تساعد الباحثين والمهندسين دون كلل في كل خطوة أتخذوها على طريق التقدم . وفي السبعينيات كان الكومبيوتر الشخصي لسطح المكتب مجرد فكرة تراود ذهن مهندس أما اليوم فهي أداة مكتبية راسخة موجودة في كل مكان ,وأكثر قدرة مما كان يظهر في (الأحلام التكنولوجية) لعقدين خاليين فقط , لقد أصبحت أجهزة الكومبيتر جزءا متمما لحياتنا اليومية , بدءا من ماكينات تسجيل المدفوعات النقدية حتى آلات حساب الرقمية , ومشغلات الأقراص المدمجة , وألعاب الفيديو , وآلات النسخ , والفاكسات , والهواتف الذكية المتنقلة , وحتى الساعات التي بأيدينا ما هي إلا كومبيوترات مقنعة , ومن الصعب الان التفكير في أي جهاز إلكتروني يكمن داخله كومبيوتر , لقد فاق الواقع الخيال العلمي للماضي القريب . وحتى أجهزة الكومبيوتر الأرخص والاسرع , نجدها تخرج عن نطاق المكتب لتضطلع بدورها الجديد في المنزل , وقد أصبحت بالفعل أداة منزلية لا غنى عنها , تتطور بحق متخطية لما بعد المعلومات والحوسبة التقليدية فيمكنها الرد على المكالمات الهاتفية وتسلم الرسائل , كما يمكننا قضاء الوقت مع ألعاب الفيديو ومشاهدة التليفيزيون من خلالها , وفي إستطاعتها أيضا أن تعرض أحدث أفلام السينما على أقراص مدمجة , أما اطفالنا فيستمتعون بواسطتها بقراءة الكتب الأليكترونية أو يشاهدون الصور وقصاصات الفيديو من أحدث دوائر المعارف متعددة الوسائط , لقد خرجت الكومبيوترات المنزلية من نطاق جهاز الكومبيتر العادي أبحرت بعيدا . وليس مثيرا للغرابة بعد كل ذلك التطور التكنولوجي أن يتحول الكومبيوتر إلى جزء لا يتجزأ من من حياتنا العصرية , فهو في كل مكتب , وكل متجر , وكل مؤسسة , وكل منزل , فالكومبيوتر يقوم بأدوار متعددة , ووظائف متنوعة , ويمكن توظيفه في جوانب متعددة من حياتنا , كالجانب العلمي والتعليمي , والجانب المالي والأقتصادي , وكذلك في مجال التسلية والترفيه عن النفس . وبالرغم من الفوائد العديدة والمتنوعة التي يوفرها الكومبيوتر في جميع جوانب حياتنا المعاصرة , إلا أنه يمكن أيضا تسخير الكومبيوتر في أعمال وسلوكيات شريرة ,كإنتاج وتسويق الأسسطوانات المدمجة التي تروج للعنف , وكذلك للجنس بأوضح صوره الفاضحة وىالحادشة للحياء والكرامة الإنسانية , والأكثر مأساوية أن يقدم للأطفال فضلا عن المراهقين والشباب برامج كومبيوترية تحتوي على صور جنسية فاضحة من خلال أفلام الكارتون وبرامج الألعاب وغيرها , لإذ تقوم بعض الشركات الغربية بإنتاج الأسطوانات المدمجة التي تحتوي على برامج *****ة أو مثيرة جنسيا من خلال الكومبيوتر , وهو ما يطلق عليه (الأستثمار في مجال الجنس الألكتروني) . ومن هنا فالأباء يتحملون مسؤولية عظيمة في مراقبة ما يقدمونه لأبناءهم من ألعاب وأفلام كومبيوترية حتى لا يقدم على ما يتنافى مع قيم الدين والأخلاق والتربية , أما الشباب فهم يتحملون مسؤولية أنفسهم بأنفسهم , فهم مسؤولون عن كل أعمالهم وتصرفاتهم , ومن الواجب اجتناب جميع البرامج والأفلام التي تشاهد من حلال شاشة الكومبيوتر والتليفيزيون أو غيرهما والتي تحتوي على مواد *****ة أو صور خادشة للحياء والأخلاق و كما يجب اجتناب كل ما يتنافى مع قيمنا وثقافاتنا واخلاقنا . وباستثناء المحظورات الدينية والأخلاقية , فلا بد من الأهتمام بالكومبيوتر وما يتعلق به , وإذا كان في الماضي القريب يعرف الأمي بانه الذي لايعرف القراءة والكتابة , فإنه الان يعرف بأنه الذي لا يعرف التعامل مع الأجهزة الألكترونية الدقيقة كالكومبيوتر . والأهتمام بالكومبيوتر لا يعني فقط إتقان التعامل معه , وإنما أيضا الإستفادة من الفرص الممكنة التي يوفرها الكومبيوتر لنشر الدين والقيم والأخلاق , ويقع على عاتق الشباب وبالخصوص أصحاب التخصص منهم في الكومبيوتر وبرامجه مسؤولية كبيرة في الدعوة إلى الله عز وجل وعبر الإمكانات والقدرات والفرص المتاحة لكل شاب ولكل قادر على أداء الأمانة من خلال النشر والإنتاج والتسويق الإلكتروني بما يوضح الصورة الناصعة للدين للأجيال الحاضرة والقادمة .
__________________
![]() |
![]() |
العلامات المرجعية |
|
|