الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعين ، وعلى آله وأصحابه وكل من سار على نهجه إلى يوم الدين ،
وبعد ،،،
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا إتباعه ، وأرنا الباطل باطل وارزقنا اجتنابه ، وأهدنا لما أختلف فيه من الحق بإذنك إنك على كل شيء قدير .
في هذا الشهر احتفلت مشيخة الطائفة العزمية بمولد سيدنا الحسين رضي الله عنه في مقرها بحي السيدة زينب في وسط غفير من أتباع الطائفة ومن تغطية ملاحظة من فضائيات إيرانية شيعية وصحافة مصرية وعربية ،
وكان الاحتفال عبارة عن إنشاد ديني ومحاضرات لمشايخ الطائفة في فضائل سيدنا الحسين رضي الله عنه ، ولكن فاجئنا الشيخ علاء أبو العزائم شيخ الطائفة العزمية بكلمات بها طعن واضح لسيدنا معاوية وأبيه سيدنا أبو سفيان رضي الله عنهما ويعتبر هذا أول تطاول في تاريخ الصوفية في مصر على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فالمتصوفة مهما بلغوا من البدع والخرافات لم يطعن أحد فيهم في أي من الصحابة على الإطلاق ، لذلك أتى طعن علاء أبو العزائم في الصحابة وسط دهشة كبيرة بين الحاضرين والصحفيين والمثقفين ، فلا أدري لماذا طعن أبو العزائم في سيدنا معاوية وأبيه ؟؟؟ هل اعتقادا منه فعلاً بذلك ؟؟؟ أم مجاملة للقنوات الشيعية الإيرانية المغطية للحفل ؟؟ أم له في ذلك مآرب أخرى ؟؟
بحثت هذه القضية بشيء من الحيادية والإنصاف وأسرد لكم ملخص القضية في السطور القادمة بإذن الله تعالى :
* قال أبو العزائم في احتفاله بمولد سيدنا الحسين رضي الله عنه في شهر شعبان لعام 1431هـ في حق سيدنا معاوية وأبيه وأبنه ما يلي : " متى كانوا أسيادنا؟ فهل قتلة سيدنا الحسين هم أسياد لنا؟ مشيرا إلى أن بنى أمية موجودون إلى وقتنا هذا ويجب أن تفيق الأمة من غفوتها "
ونشرت هذا صحيفة اليوم السابع التابعة لنجيب ساويرس يوم الأحد، 18 يوليو 2010 - تحت عنوان " أبو العزائم: معاوية بن أبى سفيان لا يستحق لقب "سيدنا"
** وعلى الفور جاء رد الأزهر الشريف ببيان من مجمع البحوث الإسلامية بتاريخ 23 يوليو 2010 يحذر فيه أبو العزائم من مغبة سب الصحابة وذلك على لسان الدكتور أحمد عمر هاشم والدكتور محمود مهنى محذرين أبو العزائم من خطر التطاول على الصحابة وعدم جواز الخوض في أعراضهم أو التنقص منهم .
*** فجاء على الفور رد الطائفة العزمية في نفس اليوم بعنوان " عفوا مشايخنا أعضاء مجمع البحوث الإسلامية " على موقعها الرسمي وكان الرد باختصار كما يلي :
1- قالوا : ( الغريب في الموضوع أن نفى السيادة عن معاوية و أبنه و أبيه ليس بسب على الإطلاق أو خوض في عرض أو توجيه بنقد أو تقول بما يسيء و إلا يكون هذا اعتراف ضمني و رسمي و موثق من أعضاء في مجمع البحوث بأن كل من نفى السيادة عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه و آله قد سب الرسول و خاض في عرضه ووجه له النقد و تقول عليه بما يسيء، و يكون هذا التصريح أيضا إدانة لمجمع البحوث لتقاعصه عن نصرة رسول الله صلى الله عليه و آله، أما المستفز هو تصريحات عالمين جليلين كالدكتور أحمد عمر هاشم و الدكتور محمود مهنى أعضاء مجمع البحوث الإسلامية )
والرد على هذا : لا يستطيع مسلم قط أن ينفي السيادة عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أو ينفي السيادة عن أحد من أهل البيت رضي الله عنهم
للحديث الصحيح الوارد في منهاج السنة لشيخ الإسلام بن تيمية 7/256 " أنا سيد ولد آدم ولا فخر ، فمن دونه تحت لوائي يوم القيامة "
وللحديث الوارد في صحيح البخاري " أخرج النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم الحسن ، فصعد به على المنبر ، فقال : ( ابني هذا سيد ، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين ) . " رقم 3629
2- وجاء في ردهم على علماء مجمع البحوث وللتأكيد على مشروعية الطعن في سيدنا معاوية وأبيه رضي الله عنهما خطبة منسوبة لسيدنا علي رضي الله عنه في حق سيدنا معاوية فقالوا في بيانهم :
" و انا أقول له هل قرأت كتاب سيدنا على إلى معاوية و الذي قال فيه :
( وأما قولك إنا بنو عبد مناف فكذلك نحن . ولكن ليس أمية كهاشم ، ولا حرب كعبد المطلب ، ولا أبو سفيان كأبي طالب ، ولا المهاجر كالطليق ولا المحق كالمبطل.ولا المؤمن كالمدغل ، ولبئس الخلف خلف يتبع سلفا هوي في نار جهنم وفي أيدينا بعد فضل النبوة التي أذللنا بها العزيز ونعشنا بها الذليل . ولما أدخل الله العرب في دينه أفواجا ، وأسلمت له هذه الأمة طوعا وكرها كنتم ممن دخل في الدين إما رغبة وإما رهبة علي حين فاز أهل السبق بسبقهم وذهب المهاجرون الأولون بفضلهم . فلا تجعلن للشيطان فيك نصيبا ، ولا علي نفسك سبيلا.) "
وبعد ما تحققت من هذه الرواية وجدتها في المصادر التالية : ( نهج البلاغة:3/16، ومناقب آل أبي طالب:2/361، وربيع الأبرار/729، وذكر له السيدمرتضى في الصحيح من السيرة: وقعة صفين لنصر بن مزاحم/ 471 والفتوح لابن أعثم: 3/260، ونهج البلاغة الذي بهامشه شرح الشيخ محمد عبده:3/18 الكتاب رقم 17 وشرح النهجللمعتزلي: 15/117 والإمامة والسياسة:1/118 ، والغدير:3/254 عنهم ، وعن: ربيعالأبرار للزمخشري باب 66 ، وعن مروج الذهب:2/62. وراجع أيضاً: الفتوح لابنأعثم:3/260 ومناقب الخوارزمي الحنفي/180)
وذلك نقلاً عن المواقع الشيعية الرافضية فلن نجد لها سنداً متصلاً لسيدنا علي رضي الله عنه ولم يستشهد بها أحد من أهل السنة ، فلجأت العزمية إلى مصادر الشيعة للرد على علماء مجمع البحوث الإسلامية في تأكيد الطعن بسيدنا معاوية وأبيه رضي الله عنهما .
ولكن من خلال تجربتي معهم فهم يسقطون كلام أي أحد يرد عليهم أو ينتقضهم في أي مسألة ويتهمونه اتهامات باطلة فعلى الفور يطلقون على من يخالفهم بأنه " وهابي " والوهابي عندهم عدو لدود يجب القضاء عليه بشتى السبل بل يجب التحالف مع الشيعة الروافض للقضاء على الوهابية كما صرح بذلك علاء أبو العزائم في مولد سيدنا علي رضي الله عنه في عام 2007م وفي أكثر من مرة أسالهم ، وحتى الآن لا أدري ماذا يقصدون بالوهابي ، فالذي يحارب فئة ما ، يجب أولاً أن يضع لها تعريف محكم حتى يستطيع محاربتها فأنا عندهم وهابي وأنا أتبرأ إلى الله من هذا اللقب مع حبي وتقديري للإمام محمد بن عبد الوهاب ، بل والدكتور أحمد عمر هاشم وهابي وهو من اكبر مشايخ الطرق الصوفية ، بل الأدهى من ذلك وأمر أن رئيس الجمهورية حسني مبارك وهابي عندهم بل كل حكام العرب وهابية عدا القذافي لرعايته ودعمه لهم ، وكل أصحاب اللحى وهابية ، وكل الفضائيات الإسلامية وهابية ، بل وكل مشاهدي هذه الفضائيات وهابية ، بل من يخالفهم من نفس أتباع طريقتهم يكون وهابياً .
إذاً نستخلص من هذا أن جماعة المسلمين عندهم كلها وهابية عدا القليل من أتباع العزمية ، وهذا إن دل فإنما يدل على الخلل العقائدي الواضح لديهم لحديث النبي صلى الله عليه وسلم " إذا قال الرجل : هلك الناس فهو أهلكهم " صحيح مسلم رقم 2623
فعزمت في هذا الرد ألا يكون من عندي أو من أي أحد مخافة أن نتهم بأننا وهابية ولكن الذي سيرد على علاء أبو العزائم في هذه التصريحات النكراء في حق أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هو مؤسس الطريقة العزمية نفسه الشيخ محمد ماضي أبو العزائم حتى تكون حجة عليه ومن باب من فم شيخك ندينك ، فإما أن يدّعي أن مؤسس طريقته جاهلاً أو يدخله في زمرة الوهابية وإما يعترف أنه أخطأ ويتوب إلى الله عز وجل بكل قوة وإنصاف .
فالشيخ المؤسس رحمه الله كان يعتقد باعتقاد أهل السنة والجماعة وكان من أبرز الداعين لعودة الخلافة الإسلامية بعد هدمها وكان يسعى بصدق وإخلاص للوحدة الإسلامية فلم يرد عنه قط أنه طعن في أحد من أهل السنة بحجة أنهم وهابية ولم يرد عنه أنه دعى للتشيع من قبل أو سمح لأحد منهم أن يخترق عقله وفكره ، أينعم كان الشيخ صوفياً متأثراً بعض الأحيان في قصائده بابن عربي في مسائل الحلول والإتحاد ولكن نسأل الله أن يغفر له ما ذل فيه وأخطأ .
فالقصد أن الشيخ رحمه الله كانت يده متوضئة ونظيفة من الدولارات الأمريكية أو التومانات الإيرانية ولم يتاجر في السيارات البيجو الإيرانية وكان يحارب بغلظة من أباح سفاح المتعة .
أما عقيدته في الصحابة عامة فهي على اعتقاد أهل السنة كالآتي :
في كتاب "أصول الوصول لِمَعِيَّة الرسولِ صلى الله عليه وسلم" قال :
" أن على العبد أن يعتقد تفضيلَ أصحابِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم وأهلِ بيتِه رضي الله عنهم ورَضُوا عنه كافَّة، ويسكت عما شَجَر بينهم، وينشر محاسنَهم وفضائلَهم لتأتلف القلوبُ بذلك، ونسلِّم لكل واحدٍ منهم ما فَعَله، لأنهم أوفرُ وأعْلَى عقولاً مِنَّا، فقد عمِل كلُّ واحدٍ بعلمه ومنتهى عقلِه فيما أدى إليه اجتهاده. "
أما عقيدته في سيدنا معاوية رضي الله عنه فهي كالآتي :-
وأرجوا ألا يستغرب منها علاء أبو العزائم فمن هذا المقال أدعوه أن يقرأ كتب مؤسس الطريقة ويعيها جيداً حتى لا يقع فيما وقع فيه مرة أخرى :
فقد ورد في كتاب من أهم كتب الإمام محمد ماضي أبو العزائم اسمه " الإسلام وطن والمسلمون جميعاً أهله " وهذا الكتاب هو المستمد منه اسم المجلة الناطقة باسمهم الآن " الإسلام وطن " مما يدل على أهمية هذا الكتاب ،
ورد في صفحة 56 تحت عنوان " أسباب ما نحن فيه " وكان يتحدث عن الفتنة التي وقعت بين الصحابة رضوان الله عليهم إلى أن قال :
" ثم انمحت تلك الفتنة ، وأخذ الإسلام في دوره الأول ، فقام المسلمون يجاهدون في سبيل الله ، حتى كانت الجيوش الإسلامية في عهد الصحابة تخوض عباب البحار العظيمة وتمخر السفن الحربية الإسلامية في مياه البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر والمحيط الهندي ففتحوا أكثر الجزائر المنتشرة بتلك البحار ، وانحدروا كالسيل المنهمر إلى مياه القسطنطينية وهاجموها حتى باتت تفتح أبوابها .
فمات أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان ، الخليفة الخامس بعد سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ، وكان قائد الجيش يزيد ابنه – غفر الله لنا وله – فرجع مسرعاً إلى عاصمة الخلافة لأنه كان ولي العهد ، فتولى الخلافة بعد سيدنا معاوية رضي الله عنه ، فتجددت الفتن وقامت كالليل المظلم ، فكان الله سبحانه وتعالى مع المسلمين ولهم وكان المخطئ منهم له أجر والمصيب منهم له أجران وكان ما كان مما لا يخفى "
هكذا قال الشيخ محمد ماضي أبو العزائم مؤسس الطريقة العزمية في كتابه " الإسلام وطن والمسلمون جميعاً أهله " صفحة 56
وصف معاوية بن أبي سفيان بأمير المؤمنين وبسيدنا وترضى عنه ودعى لإبنه بالمغفرة والكف عما شجر بينهم وهذا اعتقاد أهل السنة والجماعة .
وكما عودت الطريقة العزمية لن أتحدث إلا بوثائق والذي قاله الشيخ المؤسس لن أكتفي بنقل النص فقط حتى لا يُقال أني أدلس على الشيخ رحمه الله بل سأعرض لكم هذا النص بوثيقة من هذا الكتاب المنشور مع المجلة في العدد 281 لشهر صفر 1431هـ الموافق لشهر فبراير 2010م
والسؤال الآن بأنفاس هادئة ودون تشنج ، هل أخطأ الشيخ ماضي أبو العزائم عندما قال هذا الكلام ؟؟؟ أم أنكم انقلبتم على مؤسس طريقتكم ؟؟؟ أم أن الشيخ ماضي أبو العزائم وهابي هو الآخر ؟؟؟
نأمل أن نجد جواباً يقبله عقولنا في هذا الشأن منكم أو أن تتوبوا إلى الله وتستغفروه من هذا القول الشنيع على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال فيهم النبي الكريم صلى الله عليه وسلم " لا تسبوا أصحابي لا تسبوا أصحابي فوالذى نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه".
هذا وإن كان من صواب فمن الله وما كان من خطأ أو لهو أو نسيان فمني ومن الشيطان ،
والله تعالى أسأل أن يهدينا إلى الحق وإلى الصراط المستقيم إنه ولي ذلك والقادر عليه
وصلى اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .