|
إبداعات ونقاشات هادفة قسم يختص بما تخطه أيدي الأعضاء من شعر ونثر ورأي الخ... |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]()
الجزء الأول
اعتدل البلطجي في جلسته ، و هو يسند البندقية الخرطوش في حنان بالغ علي ركبته و كأنه أم حنون تخشي أن توقظ ابنها الرضيع ، ثم نظر لي في تحد سافر لا مبرر له قائلا: - هاااااااااا ....... نبتدي بقي و لا ايه ظروفك بالظبط ؟ ابتلعت ريقي بصوت شبه مسموع ، و جال نظري في المكان للحظات ، و كنا جلوسا في شقة البلطجي نفسه حيث أصر علي أن يجري الحوار في منطقة نفوذه ، خوفا من أن يكون هذا الحوار - علي حد قوله - كمين للامساك به . و الغرفة التي كنا نجري بها حوارنا الصحفي عبارة عن صالة في شقة مكونة من غرفتين جانبيتين ،و حمام أدركته من رائحته النفاذة التي لا تطاق و تفوق روائح القنابل المسيلة للدموع التي كنت قد أدمنتها . و نأتي للصالة نفسها فهي لا بأس بها ، إذا تغاضينا بالطبع عن الأسلحة المختلفة المتناثرة في أرجاء المكان ، و كأنه المتحف الحربي ، و منها السيوف الغليظة ، و العشرات من المطاوي مختلف الأنواع و الأحجام ، و علي أريكة بائسة مكتئبة يوجد صف مكون من ثلاثة رشاشات آلية ، و ما أثار دهشتي أنه يبدو من مظهرها البرٌاق أنها ما تزال جديدة و علي الجدار برواز به صورته و هو يحمل في يده طبنجة ، و يقف كأنه "جيمس بوند" في احدي أفلامه . و فجأة انتفضت علي صوت زئير ، و للحظات ظننت أنه سوف يلتهمني و لكنه كان ببساطة يبصق علي الأرض ، ثم نظر لي قائلا : - يااااالا يا أستاذ ، أنا عندي شغل كتيييير التهاردة - متأسف ... طيب نبتدي : اسمك ايه ؟ - لأأأأ .... أحنا ما اتفقناش علي كده ... اسمي قال !!! ما لك و مال اسمي .. انت حطلعلي بطاقة ( صخصية ) تدراكت الموقف سريعا قبل أن يزداد غضبه ، فقلت مهدئاً : - يا معلم و لا تزعل أبداً ، و لو السؤال دا حيضايقك بلاش منه خاااااااالص - .................................................. ............... - خلااااااص بقي يا سيييد المعلمين ما تخليش الحوار يقفل من أوله أخذ " البلطجي " نفسا عميقاً – كاد أن يشفطني فيه – ثم قال و قد لانت سرائره قليلا - و الله لولا اني بحب الصحافة و أهل الصحافة ما كنت كملت (الحمار) دا أصلا طبعا تجاهلت الكلمة التي بين القوسين و كأنني سمعتها (حوار) ، و قلت : - طاب ممكن أسألك عن ذكريات طفولتك ؟!!! تنهد "صاحبي" و هو يقول : - يااااااااااا سلااام يا أستاذ فكرتني بالأيام الحلوة و أخذ يلقي علي مسامعي ذكرياته الرااااائعة
__________________
|
العلامات المرجعية |
|
|