#1
|
||||
|
||||
![]() التميز في حياة المسلم رائد القباطي الحمد لله جاعل الإسلام دينا ، و المسلمين عباده المرتضينا ، و الصلاة و السلام على النبي الزينا ، حبيبنا و رسول الله إلينا ، و بعد : كل شيء خلقه الله تعالى له خصوصياته التي ميّزه الله تعالى بها .. فالكون كله له تلك المميزات التي تميز الأرض عن السماء ، و الكوكب عن النجم ، و الحشرة عن الطيور .. و هكذا كل شيء له المميزات الخاصة ؛ بل إن كل من في المجموعة الواحدة له مميزاته الخاصة .. انظر إلى مجموعة الطيور ؛ فإن العصفور مختلف عن الغراب ، وإلى مجموعة الحشرات النملة مختلفة عن دودة القز .. و هكذا الإنسان لا بد أن له ميزات مختلفة داخل المجموعة نفسها. المسلم يعيش في هذه الأرض مع اليهود و النصارى و المشركين ، و كل هذه الفئات تختلف بأنها بدّلت الذي هو أدنى و هو الكفر .. أما المسلم فقد رضي بالله رباً ، و بالإسلام ديناً ، و بمحمدٍ صلى الله عليه و سلم نبياً و رسولاً ، فهو إذن متميز على من سواه من البشر ، فهم كما قال الرسول الأعظم صلى الله عليه و سلم : ( يأتون يوم القيامة كالشامة البيضاء على الثور الأسود ) . و لكن هل هناك تميز بين المسلمين أنفسهم؟ نعم إنه التميز التربوي الذي غرسه الرسول الكريم صلى الله في أصحابه و هم يعيشون أجواء ضياع القيم الحضارية بكل المقاييس ، فأخرج جيلاً شريفاً عفيفاً قوياً شجاعاً ، رهباناً بالليل ، فرساناً بالنهار ، وامتد ذلك الجيل إلى إن بدأت تدب الخلافات السياسية بين المسلمين ، ودخلت الخلافات العنصرية و الطبقية ، وانتقضت عرى الخلافة الإسلامية عروة عروة . و نحن إذ نعيش عصر التميع الحضاري لم يعد إلا أن نسعى إلى إيجاد رؤية واضحة الحدود و محددة المعالم نسير عليها للوصول إلى ما وصل إليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم و لكن هل ما هي ملامح التميز للشخصية الإسلامية المعاصرة ؟ إنه التميز الكامل في الروح و القلب و الجوارح ، فالمسلم خالٍ من آفات القلب العقدية و الروحية من عبادة سوى الله تعالى ، والإنابة إلى سواه و عبادة من عدم الخضوع و التذلل لسوى الله تعالى و عدم السجود لغيره تعالى و من أخلاقية فهو سليم من كل آفات اللسان من الكذب و الخيانة و الولاء و البراء ؛ فإنها من أولويات العقيدة الإسلامية .. واسمع معي إلى ربعي بن عامر و هو يقول لرستم بعد أن دخل عليه ببغلته ، وأخذ يمزق ستائر قصره بحربته ، مستهيناً بكل زخارف الدنيا و مفاتنها ، فيقول له رستم : ما الذي أتى بكم إلينا أيها البدو الآن و قد أعطيناكم ما تريدون ؟ فيرد عليه : " نحن قوم ابتعثنا الله لإخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد و من جور الأديان إلى عدل الإسلام و من ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا و الآخرة " . إنه التميز الحقيقي عليكم .. نعم إننا كنا كما قلت نأتي لنأخذ فتات مما عندكم و نقنع و لكن الآن لقد أسلمنا ، وأعزنا الله بالإسلام ، ولن نرضى إلا بالجنة إذا رضي الناس بالدنيا فنحن لا نرضى إلا بالجنة ، وإذا تقربّوا إلى أهل الملك و السلطان فنحن لا نتزلف و لا نتقرب إلا إلى الله تعالى .. فهذا التميز الذي يسبغ الإسلام به أصحابه من أول جملة ينطقونها و هي الشهادتين . والتميز الذي نراه هنا هو تميز بكل المقاييس .. التميز العقدي . نحن لا نعبد إلا الله تعالى و لا نرضي إلا الله تعالى { ومن يبتغي غير الإسلام دينا فلن يقبل منه } و بدلا من أن يفتخر بقيس و تميم يقول : أبي الإسلام لا أب لي سواه *** إذا افتخروا بقيس أو تميم إنه التميز العبادي التام الذي إذا سجد الآخرون لغير الله تعالى سجد هو لله ، ونكرعليهم و دعاهم إلى الله { يا أبت لما تعبد من دون الله ما لا يسمع و لا يبصر و لا يغني عنك شيئا } ثم يردد: و رب يبول الثعلبان برأسه *** تبا لمن بالت عليه الثعالب فلا يصرف جزءا من عبادته لغير الله تعالى و لا يسبح بحمد غير الله تعالى فهو كما قال الجنيد : " إن تكلم فلله و إن سكت فمع الله و إن مشى فإلى الله و إن عمل فبالله فهو مع الله في سكناته و إلى الله في حركاته و بالله في شغله و في الله صبره و شكره " . و حين ترى سبب إخراج الكفار لقوم لوط من قريتهم قالوا : { أخرجوا لآل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون } لقد تميزوا بعفتهم و أخلاقهم الكريمة بأنهم يتطهرون مما لا يتعفف غيرهم من إتيانه. و أخيرا أقول لكم وصية و هي قول الشاعر: و كن في الطريق عفيف الخطى *** كريم السماع عفيف النظر و كن رجلا إن أتوا بعده *** يقولون مر و هذا الأثر و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين أخوكم درش لكم في ذات الله تعالى م نقول
__________________
قالوا سكتُّ وقد خوصمتُ قلتُ لهم إنَّ الجوابَ لبابِ الشرِّ مفتاحُ والصمَّتُ عن جاهلٍ أو أحمقٍ شرفُ وفيه أيضاً لصونِ العرضِ إصلاحُ أما تَرَى الأُسْدَ تُخْشى وهْي صَامِتة والكلبُ يخسى لعمري وهو نباحُ ![]() |
#2
|
||||
|
||||
![]()
نحن لا نعبد إلا الله تعالى و لا نرضي إلا الله تعالى { ومن يبتغي غير الإسلام دينا فلن يقبل منه }
جزاك الله كل خير اخ مصطفي موضوع رائع وجعله الله في ميزان حسناتك
__________________
![]() |
#3
|
||||
|
||||
![]()
جزاك الله خيرآ يا مصطفى
وجعل لك بكل حرف فى الموضوع حسنة
__________________
الفرقة الرابعة-كلية الحاسبات والمعلومات-جامعة المنصورة |
#4
|
||||
|
||||
![]()
شكرا يا ابراهيم على مرورك الجميل
__________________
قالوا سكتُّ وقد خوصمتُ قلتُ لهم إنَّ الجوابَ لبابِ الشرِّ مفتاحُ والصمَّتُ عن جاهلٍ أو أحمقٍ شرفُ وفيه أيضاً لصونِ العرضِ إصلاحُ أما تَرَى الأُسْدَ تُخْشى وهْي صَامِتة والكلبُ يخسى لعمري وهو نباحُ ![]() |
#5
|
||||
|
||||
![]()
اللهم امين شكرا يا حودا على مرورك
__________________
قالوا سكتُّ وقد خوصمتُ قلتُ لهم إنَّ الجوابَ لبابِ الشرِّ مفتاحُ والصمَّتُ عن جاهلٍ أو أحمقٍ شرفُ وفيه أيضاً لصونِ العرضِ إصلاحُ أما تَرَى الأُسْدَ تُخْشى وهْي صَامِتة والكلبُ يخسى لعمري وهو نباحُ ![]() |
#6
|
||||
|
||||
![]() جزاك الله خيرا
وجعله الله لك فى ميزان حسناتك
__________________
![]() Always remember two things Don’t' take any decision when you are Angry Don’t' make any promises when you are Happy |
#7
|
||||
|
||||
![]()
اللهم امين تشكر يا مان على مرورك
__________________
قالوا سكتُّ وقد خوصمتُ قلتُ لهم إنَّ الجوابَ لبابِ الشرِّ مفتاحُ والصمَّتُ عن جاهلٍ أو أحمقٍ شرفُ وفيه أيضاً لصونِ العرضِ إصلاحُ أما تَرَى الأُسْدَ تُخْشى وهْي صَامِتة والكلبُ يخسى لعمري وهو نباحُ ![]() |
![]() |
العلامات المرجعية |
|
|