الاستثمار ...واللصوصية.....

[simsim elmasry]

لاستثمار واللصوصية المصدر: الأهرام اليومى
http://digital.ahram.org.eg/Economy.aspx?******=1242348
او
http://www.google.com.eg/url?sa=t&rc...44990110,d.d2k
بقلم: حلمى القاعود



كان محمد طلعت حرب رائد الاستثمار الحقيقى فى مصر، وبأموال المصريين ومن خلال إسهاماتهم البسيطة استطاع أن يؤسس بنك مصر وأكبر صناعة غزل ونسيج فى الشرق كله، وبنى كثيرا من الصناعات الأخرى بما فيها صناعة السينما المصرية التى أهدرها آخرون!.
مفهوم الاستثمار فى عهد الفساد يعنى البحث عن الأنشطة التى تحقق ربحا عاليا سريعا تفيد منه قلة لا تعرف الحلال أو الحرام، وذلك باستغلال أراضى الدولة وبنوكها وقوانينها للاستحواذ على أكبر كمية من النقود وتحويلها إلى الخارج لتكون فى أمان من المساءلة والحساب ودفع مستحقات الوطن.
قال أحدهم وسمعته بأذنى فى أحد البرامج التليفزيونية بإحدى قنواته إن أكبر مستثمر (؟) يملك مليونا! وفتحت لهم السلطة المستبدة الفاسدة خزائن البنوك ليستدينوا مئات الملايين، ومنحتهم الأراضى الشاسعة بتراب الفلوس ليستصلحوها، ولكنهم سقعوها وحولوها إلى أراض للبناء تباع بأسعار خيالية، وكل ما أنشأوه كان مشروعات هامشية وترفيهية واستهلاكية وتوكيلات سيارات لا تؤسس لاقتصاد حقيقى راسخ، ولا تستوعب عمالة حقيقية مثلما فعل محمد طلعت حرب فى المحلة الكبرى وكفر الدوار والبيضا!
الفزاعة التى يرفعها التقدميون المستنيرون من أصحاب نظرية الحتمية التاريخية، إذا حوسب لص من اللصوص الذين يسرقون البنوك والدولة والضرائب: إياكم والمستثمرين! الاستثمار سيهرب! الاستثمار سيتوقف!
نريد استثمارا حقيقيا يؤسس لاقتصاد قوي، ويغرس النواة الصلبة للزراعة والصناعة والتكنولوجيا فى أرض مصر، ومن يفعل ذلك يمكن أن نشبهه بمحمد طلعت حرب، أما اللصوص الذين يتحركون وفق نظرية اخطف واجر أو الاستيلاء على مصانع الدولة بثمن بخس وتحويلها للإنتاج الهامشي، فهؤلاء لا يمكن تشبيههم بالرجل العظيم، لأنهم يمارسون ما يسمى النصب والاحتيال.
إن المستثمرين الذين يتهربون من دفع سبعين مليارا مستحقة للضرائب لا يستحقون وصف مستثمرين، ورجال الأعمال الذين لا يسجلون 40% من الاقتصاد القومى فى الضرائب لا يستحقون وصف مستثمرين. نحن بحاجة إلى مستثمرين يعرفون الحلال والحرام ليكسبوا حلالا ويدفعوا ما عليهم من ضرائب، ويخدموا وطنهم خدمة حقيقية، ولا يحتاجون إلى أقلام غير متوضئة تدافع عنهم.