لَكَمْ أَحْتَاجُ يا وَطَنِى

[سناء مصطفى]

لَكَمْ أَحْتَاجُ يا وَطَنِى

لَكَمْ أَحْتَاجُ يا وَطَنِى
إلَى بَعْض ٍ مِنَ الْأحْلامِ والْأفْكارِ وَالحِبْرِ
وبعض ٍ من حِكَاياتٍ تَلَتْهَا جَدَّتِى يوما
عَلى أَعْتابِ ذاكِرَتى
عن الفلاّحِ والْإِصْرار والصَّبْرِ
عن الفلاح ذاك الكادحِ المعطاءِ فى صُبح ٍ وفى سَـــحـَـرِ
وعن زَوجٍ تُساعدُه
وعن أبناءَ قد شكروا
ولَبّـُـوا دعوةَ الفجرِ
لَكَمْ أَحْتَاجُ يا وَطَنِى
إلى إِصْرارِ تلك النَّمْلةِ العرجاءِ كَىْ تَحْصُلْ
على الرزقِ
وَتَمْضِى تَعْبُرُ الأخطارَ لا تَأْبَهْ
لِكَفٍّ راح يُبْعِدُها
فَتَنْزَلِقِ
تُعِيدُ الْكرّةَ المَرَّة
وتَتَلوها بلا زَهَقِ
تعود برزقها حَمْلاً على الظَّهر ِ
وتنسى كل ّ أخطارٍ وأهوالٍ وتحمد ربها المنانَ أن قَوِيَتْ على الصبر ِ.
لَكَمْ نَحْتَاجُ ياوطنى إلى حبٍّ نُتَرْجِمُه لأفعالِ
إلى صبرٍ وإصرارٍ يُحِيلُ القولَ للحالِ
كفانا قَمْحُنا يَأْتى من الغرْبِ
وهم يُلْقُونَهَ صَلَفا ً كمثل العظم للكلب ِ
كفانا نرتدى ذُلاًّ بأيدينا صنعناه
ونُرْسِلُ قُطْنَنا عِزًّا لأهل الذلِّ حِكْنَاهُ
وكُنَّا سادةَ العالم وَأَهْلَ العِلْمِ والطِّبِّ
فهل غرسوا جذورَ الدَّاءِ والإِغْوَاءِ والْجَدْبِ
لكى نطلب دواءَ سِقامِنا منهم؟
نَتِيهُ بَأَمْسِنا أنّا حضاراتٌ وأهرامٌ / معابدُ لسْتُ أُحْصِيها
حَبَسْنا فِكْرَنا فيها تماثيلا وأعمدة ً / رموزا غاب قَارِيها
لَكَمْ أَحْتَاجُ يا وَطَنِى
إلى ألوانىَ البيضاءَ كىْ أَنْقُشْ
على أشْلاءِ ضِحْكَتِنا أغانينا
إلى ألوانىَ الخضراءَ كى أرسُم
على جدْب ٍ صنعناه – بكل بَلاهةِ الدُّنيا – سنابلَ أَرْضِنا الحُرَّة
لَكَمْ أحْتَاجُ أنْ أَقْطِفْ
شُعاعا من ضياءِ الصُّبْحِ أَجْدِلُهُ
بِبَسْمَلَةٍ / بسَوْسَنَةٍ / بريحانٍ من الفردَوْسِ ذِى ألَقٍ لأُلْقِيه
بِعَتْمَةِ عُمْرِكَ الْمَقْهُورِ يا وَطَنى

بقلم : سناء مصطفى