اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > حي على الفلاح

حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 13-12-2012, 02:57 PM
أبو إسراء A أبو إسراء A غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
المشاركات: 6,315
معدل تقييم المستوى: 23
أبو إسراء A is a jewel in the rough
افتراضي معركة الإسلام والعلمانية في مصر

معركة الإسلام والعلمانية في مصر / إبراهيم بن عبد الرحمن التركي
2012-12-12 --- 28/1/1434


المختصر / كان الكفار من النصارى واليهود في داخل مصر وجوارها وفي الغرب والعلمانيون المصريون والعرب ومن خلفهم حكومات الاستبداد يحاولون إبعاد الإسلام وعقيدته عن الصراع في مصر ليقينهم بقوتها الفتاكة وكان هذا أمرا طبيعيا لصدوره من عدو للإسلام أو لجزء منه .
أما غير الطبيعي وفي ظل تصاعد حضور الإسلام ورغبة الشعوب فيه أن تجد محسوبين على الإسلاميين من دعاة ومفكرين يحاولون إبعاد الإسلام عن هذا الصراع مع الكفار والمنافقين وحصر الصراع في جانبه السياسي والوطني بعيدا عن الديني فيفقد بذلك الإسلاميون سلاحهم الأقوى ويعطلون كتاب ربهم .
ويشترك في هذا الإبعاد إسلاميون آخرون ضعفا ومراعاة للمنافقين والكفار والله يقول: " ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين" فلم الهوان في زمن العز ؟

وأينكم من " يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين"
وأيننا من منهج القرآن في جهاد الكفار والمنافقين والغلظة عليهم ” يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ” والتحذير من موالاتهم وكشف سبل المجرمين " ولتستبين سبيل المجرمين " ..والحذر من شرهم "الذين يتربصون بكم " ؟
وكيف لا يكونون منافقين وهم " يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا * وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا "
أليس " المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف" ؟
ولماذا نرفعهم في أعلى درجات الدنيا والسلطة والحكم وقد خفضهم الله في أسفل دركات جهنم ؟ "إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا"
وعندما يسافر عمرو موسى ليلتقي بالصهيونية ليفني ثم يعود لينسحب من التأسيسية ويعترض على فقرة الشريعة في الدستور ,
وعندما يصرح قرينه البردعي للغرب بحربه على شرع الله ويستنصر بهم ليتدخلوا كما شاركهم من قبل في تدمير العراق وقتل مليون من أهله فكان مرشدا للأمريكان إلى أسرار التقنية النووية في الدول المستضعفة كسلفه أبي رغال دليل أبرهة ومرشده وجيشه للبيت الحرام ليهدم الكعبة..
ويعترف باتحاده مع حزب حسني والفلول لمواجهة المشروع الإسلامي الذي يصفه في الدستور بالعودة لأظلم فترات العصور الوسطى, ويشيدا بالمحكمة الدستورية العليا لأنها قامت بحل مجلس الشعب الذي انتخبه أكثر من 30 مليون مواطن.ويتقوى بحشود الكنيسة من النصارى الأقباط ليتظاهروا ويحاصروا الرئيس في مقر رئاسته ويستعين البلطجي البردعي بالبلطجية وكأن هذا ما تعلمه من إدارته لمؤسسات دولية وعيشه في بلاد ديمقراطية .

أهذه ديمقراطيتكم التي تزعمون ؟ صنم تعبدونه وتقدسونه إذا شبعتم منه وإذا جعتم وخسرتم أكلتموه وجحدتموه وطلبتم الانقلاب العسكري والاحتلال الخارجي ولجأتم للعنف والبلطجة ؟
حل لبرلمان منتخب ورفض لاستفتاء الشعب لأن أغلبيته ضدكم وقتل لخصومكم وحرق مقراتهم وأنتم أقلية في المعارضة فماذا ستفعلون لو حكمتم ؟ وتفرضون رأي أقليتكم بالبلطجة المحلية والدولية وبحجة التوافق لا الأغلبية فأينكم من الديمقراطية ؟ "مالكم كيف تحكمون . أم لكم كتاب فيه تدرسون . إن لكم فيه لما تخيرون " ؟
وكيف تريدون أن نقدس الديموقراطية وأنتم تجحدونها حين لم تأت على هواكم ؟
على أننا نؤمن أن الديمقراطية قيمة وفلسفة غربية تقدس الإنسان وتجعله مشرعا من دون الله عز وجل ونرفض سيادتها على شرع الله ونؤمن أن البديل تطبيق حقيقي للشورى المنتخبة التي تخضع لشرع الله وتخضع الحاكم لشرع الله بعدالته الحقيقية لا المزعومة على نهج الإيمان بالكتاب كله لا الإيمان ببعض الكتاب والكفر بباقيه حسب الهوى.. وما دخول الإسلاميين في مجالس ودساتير ديمقراطية إلا من باب الضرورة للستفادة من آلياتها الانتخابية مع رفضهم لفلسفتها وعقيدتها في سيادة الشعب وتشريعه من دون الله وذلك الدخول والاستعمال من الإسلاميين للديموقراطية لدفع مفاسد أكبر ومحاولة للاقتراب من تطبيق شرع الله وإيجاد نظام إسلامي شوري منتخب بديل عن الديموقراطية كما كان في عهد الخلفاء الراشدين.
أليس هؤلاء الفلول في تآمرهم مع اليهود والنصارى كمن قال الله فيهم ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم في بعض الأمر والله يعلم إسرارهم ..." )
ولذا "بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميع"
لقد خدع بهم الكثير - بزخرف مناصبهم السابقة ومنطقهم "وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم" - حتى من قادة الإسلاميين ومفكريهم لكن سنة الله في كشف أحقادهم ماضية " أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم * ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول والله يعلم أعمالكم" فكشفتهم ألسنتهم كما فعلت تهاني - المحامية الناصرية التي عينتها زوجة حسني قاضية !! - وفعل البردعي وموسى وصباحي وشفيق وأذنابهم وفلولهم.
وإذا كان كل هذا قد انكشف من مؤامراتهم فكم بقي منها ما يخفونه ؟
هل ننتظر أن يفجروا الكنائس ويشعلوا حربا أهلية تستدعي تدخلا دوليا وفصلا لجنوب مصر دولة قبطية كما فعلوا من قبل في السودان ؟
كم بيننا وبين قياس الناس بميزان القرآن من مسافات ؟
ولماذا لا نستفيد من كنز القرآن في معالجة منافقي عصرنا ؟
أم أن المنافقين قد انقرضوا ؟
وكيف يكون المنافقون بهذا الحجم في مجتمع الرسول صلى الله عليه وسلم وهو أعظم مجتمع بشري ثم يغابون عن عصرنا ؟
بل هم موجودون لكنهم قد غابوا عنا لأننا لم نتدبر كتاب ربنا ونطبقه في شأن المنافقين على منافقي زماننا ومجتمعنا.
لقد نهانا رسولنا عن مجرد وصف المنافق بسيد " لا تقولوا للمنافق سيد فإنكم إن قلتم ذلك فقد أسخطتم ربكم..." فكيف بنا نسيدهم قولا وفعلا فنسخط الله علينا ؟
ولماذا نلمعهم بأوصاف تخدع الناس وتخفي حقيقتهم ؟
فوصفهم الشرعي هو المنافقون وقد يضاف له وصف جديد كاشف لهذه الحقيقة وواضح لعموم الناس كالعلمانيين أما وصفهم بوصف غير ظاهر انحرافه للناس كالليبراليين أو وصفهم بوصف فيه تزكية لهم كالمدنيين والمجتمع المدني فمن الخطأ الوقوع فيه.
وهم يستميتون حاليا في نشر وصفهم بقوى المجتمع المدني لتزكيتهم عند الجماهير بما يحمله معنى المدنية من التمدن أو ضد العسكرية وهم يستخدمونه الآن كمضاد للقوى الإسلامية التي يصفونها بالدينية
.
وعند النظر في قادة حزب النفاق المصري نجد أنهم مرشحين فشلوا في الوصول للرئاسة بالضبط كحال مرشدهم في النفاق عبدالله بن أبي بن سلول الذي كان يستعد لرئاسة المدينة لكن حرمه منها إسلام أهلها.فانقلب منافقا عدوا لدين الله.
لقد كان المنافقون زمن النبي صلى الله عليه وسلم يخفون نفاقهم ويظهرونه في لحن القول في مجالسهم الخاصة وينفونه إذا ما كشف ومع ذلك فضحهم الله في أعظم مصدر إعلامي في التاريخ وهو القرآن بعرض مقولاتهم وأفعالهم النفاقية.
أما منافقو زماننا فهم يجاهرون بنفاقهم وحربهم ومحادتهم لدين الله عبر وسائل الإعلام وبكل بجاحة ووضوح وهم لا يعبؤون بنا رغم أن رؤوسهم لا يعدون أن يكونوا تسعة رهط يفسدون , فلم نراعيهم ؟
وقد كان منافقوا عصر النبوة يظهرون حربهم للإسلام في قالب العداء للمسلمين لا للسلام نفسه فتراهم يقولون : " ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطوناً ولا أكذب ألسناً ولا أجبن عند اللقاء" لكن الله فضح هذا الأسلوب وحكم بأنه استهزاء بالله ورسوله وآياته وحكم بكفرهم مع أنهم لم يذكروا الله ولارسوله ولا آياته " قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون * لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم"
وهذا أكثر أساليب المنافقين استخداما في عصرنا فهم يحاربون ديننا من خلال زعم معاداتهم للإسلاميين وجماعاتهم وليس للإسلام . فمالنا لا نتدبر كتاب ربنا لئلا نخدع بأكاذيبهم ؟
والمقصود وضوح هذه الرؤية القرآنية عن المنافقين والعمل بها ولا يعارض ذلك رعاية السياسة الشرعية معهم كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم حيث جمع الوضوح في فضحهم بالقرآن ورعاية المصلحة والمفسدة في التعامل معهم فلم يقتلهم وتجاوز كثيرا عن تعزيرهم لكنه ركز على فضحهم بصفاتهم فعراهم لدرجة انفضاض الناس من حولهم وعدم نصرتهم.
وانظر كيف كان الناس ينخدعون برأس النفاق عبدالله بن أبي بن سلول ويتأثرون به ويدافعون عنه في بداية الإسلام لدرجة أن يسحب معه ثلث الجيش في غزوة أحد في العام الثالث للهجرة لكنه بعد فضح القرآن له لا يجد من يدافع عنه حتى من أصحابه المنافقين حين يمنعه ابنه بعد غزوة بني المصطلق في العام الخامس من دخول المدينة إلا بإذن النبي صلى الله عليه وسلم ليعلم من الأعز ومن الأذل .
ومن نعم الله علينا أن كشف منافقي زماننا وفضحهم بأقوالهم وأفعالهم فساعد ذلك على اختصار الزمن في كشف حقيقتهم وإخراج أضغانهم وتمييز صفوفهم والحذر منهم وإقناع المخدوعين بهم بخطرهم."هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون"
"ويقولون طاعة فإذا برزوا من عندك بيت طائفة منهم غير الذي تقول..."
بل وفَضَح اللهُ "..آخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم" من أفراد وكتّاب وحكومات وقنوات وصحف.
فعلم المخدوعون بعدها أنه لن ترضى عنهم اليهود ولا النصارى ولا المنافقين مهما تنازلوا حتى يتبعوا ملتهم وطريقتهم في الردة والنفاق وحرب الله وشرعه ورسوله صلى الله عليه وسلم.
وسنن الله في القرآن كثيرة نرآها الآن عيانا ومنها:
سنة فضح المنافقين " ولتعرفنهم في لحن القول", وسنة المداولة بين الناس التي يقاومها المنافقون فتدوسهم وتذلهم " وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين "
وسنة التمكين للمؤمنين ونصرهم رغم أنف المنافقين " ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون" ...
" يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون" ...
" هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون"
ومن نعم الله أن فرّق شملهم كما نرى حاليا من حال جبهتهم الوطنية لخراب مصر بشعار إنقاذها من الإسلام " تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى" وما تراه من انتفاضتهم الصوتية والبلطجية إنما هي زفرات المذبوح ورقصة موته الأخيرة.
التي من مظاهرها :فشلهم في حشد الحشود وحل الشورى والدستورية وتأليب الناس رغم استنفار شعب الكنيسة معهم.
إن هذا الوضوح في البيان القرآني للمنافقين لا يستلزم الصدام معهم على كل حال وإنما يكون منطلقا وأساسا للتعامل معهم بناء على حقيقتهم ثم ينطلق من هذا التصور عنهم في التعامل معهم حسب السياسة الشرعية بما فيها مراعاة لوازم العيش المشترك معهم وتخفيف شرهم مع الحذر وعدم الانخداع بهم لأن الشريعة جاءت لتحصيل المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد وتقليلها ومن ذلك التعامل مع الخصوم بحسب درجة خصومتهم وهدفها وهذا منهج القرآن " لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون
" .
وبناء على ذلك تجد في المعارضة : الفلول والعلمانيين واليساريين والليبراليين والنصارى والوطنيين وحتى الإسلاميين ولكل منهم دوافعه التي قد تكون عداء للإسلام وبشكل صريح كالبردعي والكنيسة مثلا ومن دافعه المنافسة على منصب الرئاسة والحسد ومنهم من يكون دافعه الاعتراض البيروقراطي الشكلي على الإجراءات أو مخاوف مستقبلية من الاستبداد وهذا ملاحظ عند بعض الوطنيين كحسن نافعه والإسلاميين كطارق البشري
ومن فوائد هذه الأزمة أن كشفت كل هؤلاء فليس الليبرالي أيمن نور كبقية العلمانيين في عداوتهم وسعيهم لإسقاط الرئيس بل هو أعقل.

وليس الوطني والإسلامي المعترض لأجل إجراءات تنظيمية كالساعين لحرب المشروع الإسلامي جملة وتفصيلا. وهكذا ..
بل وقد تجد من قصده المنصب وينقلب لدعم المشروع الاسلامي لمصلحته الشخصية وهكذا.
وقد أجدت هذه النظرة في التعامل مع الخصوم في تمييز صفهم بفرز الفلول والمعادين لشرع الله عن الوطنيين مثلا في اجتماع الحوار الذي جرى في الرئاسة ونتج عنه انحياز أولئك عن الفلول والمعادين ومن ثم إضعاف صف الأكبر عداوة لأنهم كانوا يحتجون بقوة موقفهم من خلال وجود رموز وطنية وإسلامية معهم فاستطاع الرئيس بحواره أن يعري الفلول من هؤلاء ويسحب البساط من تحت أقدامهم فيضعفهم, وكانت قمة نجاحه وروعتها في التزامه بما يقرره المجتمعون قبل بدء الحوار ووقوفه مع رأي الأغلبية ضد رأي حزبه المخالف لهم في مسألة من مسائل الحوار ثم إصدار قرار ثانٍ يعدل الأول ويستبدله ولا يلغيه كليا كما طلب المعارضون سابقا مع المحافظة على آثار القرار الأول وعلى رأسها عزل النائب العام الفلولي - الذي حمى قادة الفلول في المحاكمات وساعدهم على البراءة وكذا حمايته للبلطجية وحيتان النهب العام - , حتى سرت مقولة للمعارضين أن الرئيس لم يعطنا شيئا باستبداله لقراره الأول بثان , فقد استبدل العشرين بأربع خمسات.
إن المشكلة في مراعاة المقاصد وتواؤمها مع الإجراءات فعندما أصدر الرئيس قراراته بتحصين مجلسي الشورى والتأسيسية كان يراعي المقاصد بتوجيه ضربة استباقية لفلول المحكمة الدستورية الذين عينهم حسني وزوجته , تلك المحكمة الساعية لحل المجلسين ثم عزل الرئيس بحجة تزوير انتخابات الرئاسة وإلغاء قرار الرئيس بعزل طنطاوي وسحب صلاحية التشريع من المجلس العسكري وإلغاء إعلان المجلس العسكري الدستوري, وببجاحة شبه معلنة بعدما حلت تلك المحكمة البرلمان الذي انتخبه 30 مليون مصري, فجن جنون الفلول ومن ورائهم ضد قرار الرئيس المحبط لقرار المحكمة الدستورية المنتظر واستغلوا مشكلة الإجراءات المصاحبة للقرار فجذبوا لنصرتهم من ليس منهم وهذا ماتداركه الرئيس بقراره الثاني التصحيحي فأرضى بعض المعارضين, بعدما حقق القرار الأول هدفه بفضح المحكمة الدستورية وحشرها في الزاوية وتكبيلها من حيث فوات الوقت في حل التأسيسية لانتهاء عملها ومن حيث إثباتها لصحة قرار الرئيس ومخاوفه منها لو أصدرت حل الشورى مع ضيق الوقت عن ذلك.
ومن نماذج مراعاة الإسلاميين للسياسة الشرعية توافقهم على مواد الدستور مع علمانيين ونصارى ووطنيين قبل الانسحاب الكيدي نتيجة غيظهم مما حواه الدستور من منع للفلول من العمل السياسي وتمديد مدة رئاسة مرسي إلى نهاية مدته وعدم إجراء انتخابات رئاسية جديدة حاليا .
وقد جاء الانسحاب من التأسيسية بعدما توافقوا على 90% من الدستور فلقد حقق الإسلاميون نتائج جيدة في التقدم خطوات نحو الشريعة وإن لم يحققوا الكمال وبقيت مواد غير شرعية من الناحية الغسلامية لكنهم اقتربوا من الشريعة وقللوا من الشر في تطبيق عملي ل "سددوا وقاربوا" وتقليل للمفسدة وتحقيق أكبر قدر ممكن من المصلحة"
ومن أمثلة مراعاة السياسة الشرعية ابتعاد الإسلاميين عن مواطن تظاهر العلمانيين رغم احتلالهم المستمر لأهم الميادين وهو التحرير ثم احتلالهم لميدان الإسلاميين أمام الاتحادية إلا أن هذه السياسة في تجنب الصدام مع العلمانيين -والتي أظهرت الإسلاميين كعقلاء حريصين على البعد عن الصدام ومظلومين تحرق مقراتهم ويقتل أفرادهم وتحتل ساحة تظاهراتهم ومع ذلك يصبرون ويتسامحون - فرغم تجنب الإسلاميين للصدام إلا أن تلك السياسة لم تمنع الإسلاميين من الهجوم الصاعق على معارضة الكنيسة والفلول قبل أسبوع وطردهم من الاتحادية بعدما علم الإسلاميون بمخطط لاقتحام قصر الرئاسة وتشكيل مجلس رئاسي من الفلول, فأحبطوه وبعثوا رسالة بإمكانية استخدامهم للقوة في الدفاع عن الشرعية تبعتها رسائل مماثلة من حازم أبو اسماعيل وغيره بالتهديد بتحويل الثورة إلى ثورة إسلامية إن تم التعرض لمرسي وقيام حازم بحصار المدينة الإعلامية - مأوى قنوات الفلول - باعتصام والتهديد باقتحامها في حال اقتحام المعارضة لقصر الرئاسة , وقبل ذلك اعتصام الإخوان عند المحكمة الدستورية ومن ثم منع القضاة من تنفيذ خطتهم بعزل الرئيس ردا على قراره بتحصين التأسيسية والشورى.

وعندما تشاهد عدد المعتصمين من الفلول في التحرير والاتحادية وتقارنه باعتصام الإسلاميين عند المدينة الإعلامية تلحظ قوة الإسلاميين مما يشكل عنصر توازن ومغالبة ضد المعارضة في هذا النوع الاحتجاجي وهو الاعتصامات.
فهذا المبادرات الاستباقية وغيرها للإسلاميين تبين مدى فقههم للسياسة الشرعية ومتى تطبق المبادرة والهجوم ومتى يكون الصبر والتحمل.. .
و أكد على خطورة الضغط على الإسلاميين وما قد ينتجه من ثورة إسلامية حسنين هيكل , مع ضعف الفلول عن القدرة على حشد الجماهير وهو ما عاتبتهم عليه السفيرة الأمريكية رغم حشد الكنيسة بكل قوتها من النصارى في المظاهرات وهو ما اعترف به محامي الكنيسة والنيويورك تايمز وأكده خيرت الشاطر وصحيفة المصريون وشهود عيان للمختصر أن نسبة النصارى في مظاهرات المعارضة ما بين 70 و80 % فهي مظاهرات صليبية مع مشاركة من بلطجية وعلمانيين ومخدوعين قدرت أعدادهم عبر مصادر عديدة بحدود الأربعين ألفا, فكيف يقارنون بمظاهرات الإسلاميين البالغة 4 ملايين أي مئة ضعف مظاهرة العلمانيين من النصارى والمنافقين والفلول والمخدوعين ؟

لتؤكد هذه الملايين صحة الاستبيانات التي تشير إلى أن 70 % من شعب مصر يؤيد الإسلاميين
وهنا ملاحظة حول ضعف الإسلاميين في إبراز حجم مظاهراتهم من حيث اختيار المكان ومن حيث التصوير وخاصة الجوي مما يحتاج إلى حل لإبراز قوتهم كما هي فلا تهدر جموعهم المليونية في شوارع فرعية وأماكن مختفية.
وهنا أيضا نلاحظ اشكالية الكنيسة ودورها في الحشد لحرب الإسلاميين رغم أن الإسلاميين قدموا للنصارى في الدستور مالم يحلموا به من قبل وهو تشريع تحاكمهم لشريعتهم والحرية في بناء دور العبادة لهم وقد استجيب لجميع طلباتهم من مواد الدستور, لكنهم لم يحفظوا الجميل فوصفوا المادة المفسرة لمبادئ الشريعة بالكارثية رغم أنها لن تطبق عليهم وانسحبوا من التأسيسية وزعموا أن الدستور لايمثل المصريين , فحشدو حشودهم لانتخاب شفيق للرئاسة ثم حشدو في المظاهرات الحالية ويستعدون للحشد للا في استفتاء الدستور باتفاق مع جبهة إنقاذ الفلول والعلمانيين , وهذا السلوك للكنيسة يحتاج لعلاج فوري وتكتيكي متوسط واستراتيجي بعيد المدى , وقد أحسنت الحكومة بالتحقيق في سرقة البابا لأراضي والتوجه لفرض رقامة مالية على الكنائس كغيرها, ولا بد من محاسبة رمز الكنيسة الثاني المحاد لدين الله وهو رجل الأعمال القبطي الحاقد نجيب أنسي ساويرس الذي يضخ أمواله في حرب الإسلام والمسلمين, فلابد من تأديبهم وتهديدهم وإغرائهم وإزالة مظالمهم فورا وتطبيق النظام عليهم وإشغالهم بمشكلات تؤدبهم كمشكلة المسلمات والطلاق والعمل على وضع خطة استراتيجية تنهي مشكلتهم جذريا بدعوتهم للإسلام وتكثيفها لئلا يكونوا حربة في خاصرة مصر تطعنها بانفصال الجنوب كما في السودان.
لقد كانت السياسة الشرعية التي نفذها الإسلاميون منذ بداية الثورة وحتى الآن جيدة جدا كانت ثمارها الفوز بالرئاسة والبرلمان وتجاوز عقبات الأعداء.

فلقد هادن الإسلاميون الجيش بعد الثورة مع التلويح له أحيانا بطرف السكين بالمظاهرات المليونية حتى تمت انتخابات البرلمان والرئاسة وفاز بها الإسلاميون رغم جهود الجيش والفلول مع شفيق ثم لما كشر الجيش عن أنيابه بحل البرلمان المنتخب والاستيلاء على سلطة البرلمان التشريعية والحد من صلاحيات الرئيس بعدها انتهز الرئيس مشكلة الهجوم على جنود وقتلهم في سيناء فعزل مدير المخابرات ثم وزير الدفاع ورئيس أركانه ليستعيد السلطة التشريعية من الجيش وينهي تدخله في السياسة لدرجة إشادة صحيفة «وورلد تريبيون» بهذا المنجز فقالت: مرسي حقق في شهرين ما أنجزه أردوغان في 10 " " سنوات
بل قالت الصحف الصهيونية: مرسي حقق في أيام ما فعله أردوغان في سنوات
وبعد تطهير الجيش من الفلول حاول البدء بتطهير القضاء بعزل النائب العام وديا وتعيينه سفير لكن النائب غدر بالاتفاق وصعد الاحتجاج فتراجع الرئيس لكنه انتهز فرصة منجزه الكبير في معركة غزة فوجه ضربة كبرى للفلول في المحكمة الدستورية بعزل النائب العام ومنع المحكمة من تنفيذ مخططها بحل مجلس الشورى وتأسيسية الدستور وذلك بتحصينهما من أي أحكام قضائية فجن جنون الفلول وحشدو المظاهرلت لاقتحام قصر الرئيس فوجه لهم ضربة فرقتهم بدعوتهم للحوال فحضر العقلاء منهم ومن غيرهم ونفذ بعض مطالبهم شكليا واستمر في الاستفتاء على الدستور.
ونجاح الإجراءات السابقة للرئيس والإسلاميين تبشر بتجاوز العقبات الحالية والمستقبلية بإذن الله لأن ماسبق من عقبات منذ موقعة الجمل والاستفتاء الأول والبرلمان السابق وإقالة النائب العام وتأسيسية الدستور والمظاهرات الحالية والاستفتاء القادم كل تلك العقبات تم بحمد الله تجاوزها وما بقي أقل شأنا وخطرا منها والفضل لله الذي صنع هذه الثورة ثم تولاها بعنايته وحفظه مصداقا لقوله عز وجل : "والله معكم".." وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ".." إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا.."
" هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون"
إن من أعظم أسباب ما تحقق للإسلاميين من منجزات في مصر هو وحدتهم على اختلاف أحزابهم وتوجهاتهم وتلك نعمة عظمى رأوا نتائجها رأي العين فكان تنسيقهم الرائع في الاستفتاء الأول وتنسيقهم الحالي - رغم اعتراض بعضهم على بعض مواد الدستور - ومن قبله تنسيقهم في انتخابات الرئاسة وفي أعمال تأسيسية الدستور وفي المظاهرات التي كانت أبرزها مظاهرة جامعة القاهرة وقمة الروعة فيها أن ينظمها الإخوان ويخطب فيها بشكل رئيس علماء الدعوة السلفية وغير ذلك من النماذج.
لقد كان من فوائد تلك الابتلاءات والصراعات والمدافعات ظهور الحق وأهله وتمييزهم وفضح الباطل وحزبه وتعريتهم.
" ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين"
فظهر الكفار من النصارى على حقيقة عداوتهم وكذلك المنافقون والعلمانيون ودرجات عداوتهم والفلول وعظيم خطرهم وتمكنهم في القضاء والإعلام , وظهر من يمكن التعامل معه ومداراته من الخصوم كأيمن نور , ومن لا ينفع معه إلا الحزم كصباحي الذي صنع الإخوان له الفوز بثمان مقاعد في البرلمان ثم يقلب لهم ظهر المجن مع تمويل إيران له ليكون مخلبها, كما كشف المبتدعة من صوفية ورافضة ودورهم في حرب الإسلام بنصرة العلمانيين والاصطفاف مع الكفار النصارى في هذا الأمر
.
كما ظهرت حقيقة غلاة الطاعة الذي اصطفوا مع كل هؤلاء المحادين لدين الله نكاية في الإسلاميين وعلى رأسهم الإخوان رغم أن هذا يناقض فكرتهم التي قاموا عليها وهي الغلو في طاعة السلطان فإذا بهم ينقلبون على ولي أمرهم لأنه من الإخوان وقد جعلوا أعظم عدو لهم منذ عشرين عاما جماعة الإخوان وكل من عادوه صنفوه على أنه منهم ليفاجؤوا بالإخوان يصبحون ولي أمرهم فتورطوا بعاقبة غلوهم وليزدادوا انحرافا بموالاةٍ للكفار والمرتدين والمنافقين والرافضة والمبتدعة والعياذ بالله من سوء المصير.
كما أن هذا الابتلاء قد فضح حكومات استبداد خليجية سارعت في نصرة أعداء الله ماديا ومعنويا وإعلاميا حتى لا يحكم مصر أنصار شرع الله لتنكشف أكثر حقيقة حالهم وعداوتهم للإسلام "... ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون..."
على أن ما تحقق من نجاحات باهرة لا يعني ترك علاج الإخفاقات والأخطاء والحذر من الوقوع في غيرها والحذر من العداء الدولي القادم بفصل الجنوب وحصار مصر الذي بدأ يدعو له أعضاء في الكونجرس حيث إن سفير إسرائيل في واشنطن اقترح مبادرة لفرض مقاطعة دولية على مرسي بسبب الدستور، ونواب في الكونغرس تبنوا المقترح .

وقد حذر النبي من حدوث مثل ذلك " عن أبي هريرة، قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم منعت العراق درهمها وقفيزها. ومنعت الشام مديها ودينارها. ومنعت مصر إردبها ودينارها. وعدتم من حيث بدأتم. وعدتم من حيث بدأتم. وعدتم من حيث بدأتم)) رواه مسلم "
وقد يكون هذا المقصود بالحديث أو غيره لكن المقصود الحذر والاستعداد لهذا الاحتمال.

كما يلاحظ تراخي الحكومة المصرية في معالجة مشكلة تدخل دول خارجية وخاصة الخليجية - وعلى رأسها الإمارات حيث غرفة عمليات الفلول لإطاحة مرسي - وسفارات غربية في دعم الفلول ماديا وإداريا وإعلاميا فلا بد من قطع هذا الحبل السري بين الفلول وتلك الدول والتلويح لها بالمعاملة بالمثل إعلاميا وجماهيريا بالمظاهرات أمام تلك السفارات لترعوي وتكف نباح كلابها وأموال سحتها. وإيوائها للمُحْدِثِين والمفسدين في الأرض وقد توعد النبي صلى الله عليه وسلم من فعل ذلك بقوله:"لعن اللهُ من آوى مُحدِثًا "رواه مسلم
والعمل على محاسبة المجرمين لردع غيرهم بدء بالبلطجية ومن يمولهم حتى ينكشف البقية بشهادة بعضهم على بعض..
ومن المهم استكمال تطهير القضاء من الفلول وإصلاحه ليقترب من تطبيق شرع الله وما إعراض معظم القضاة عن المشاركة في الإشراف على الدستور إلا نموذج لما وصل إليه قضاة مصر من بعد عن شرع الله ورفض له وقد يكون سببه ما غرقوا فيه وألفوه من قوانين وضعية.
كما أن من المهم العمل على تطهير الإعلام بمحاسبة المتعدين على الرئيس وغيره من الإسلاميين والتي وصلت لحد تحريض رئيس تحرير للبلطجية على التوجه لمنزل مرشد الإخوان ونائبه في تحريض صريح على القتل. ويمكن الاستفادة من اعتصام الشيخ حازم أبوصلاح ومن معه في تحقيق هذا الهدف
ومن المخاطر مضي الوقت والانشغال بهذه المشكلات اليومية مع الفلول عن تحقيق المنجزات التي تقنع الناس بأهلية الإسلاميين للحكم.ولا بد من منجزات عاجلة ومستمرة ومتوالية وكبيرة ومبهرة "ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب"
كما أن أكبر خطر على الإسلاميين هو الفرقة والتي قد تأتي بعد هزيمة العلمانيين وبعد الدخول في التفاصيل وتوزيع الغنائم من المناصب فتحتاج تلك المشاكل المتوقعة إلى آليات لعلاجها قبل استفحالها. والاتعاظ بما جرى للإسلاميين في السودان فحين كانوا متحدين هزموا الصليبيين وأقصوهم من الجنوب حتى لم يبق لهم سوى مدينة حدودية مع أثيوبيا وبعد الفرقة عاد الصليبيون ففصلوا الجنوب

وأفضل علاج يقي من الفرقة هو تشكيل مجلس شورى للإسلاميين والالتزام فيه برأي الأغلبة "وأمرهم شورى بينهم"..."وشاورهم في الأمر" وفوق وقاية الشورى من الفرقة فإنها تفيد في الوصول لأفض الآراء المحققة للنجاح المضاعف..
وهنا أخص الإخوة في جماعة الإخوان بالحذر من أعظم مشكلة يعانون منها وهي مستوى التحزب العالي عند أفرادهم لجماعتهم والذي يقدم الولاء للجماعة على الأخوة في الله مع المسلمين وقد عانيت منه شخصيا عدة مرات فإن لم تعالج هذه المشكلة فقد تصل باصطفاف إسلاميين مع المعارضة ضد الإخوان كما حدث في السودان .
والآن هناك شكاوى في مصر من استئثار الجماعة بالمناصب وأبرز مثال نواب المحافظين. والقصد علاج هذه المشكلة قبل أن يضيع المنجز العظيم الذي حققه الإخوان كقيادة سياسية رائعة للإسلاميين.
" الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور"
ومن المهم إخلاص النية بإعلاء كلمة الله والحذر من الركون للدنيا وزخرفها.
" والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون"
اللهم احفظ مصر وشعبها وأسعدهم في ظل شرعك العظيم

أبو سلمان
إبراهيم بن عبد الرحمن التركي
__________________
المستمع للقرآن كالقارئ ، فلا تحرم نفسك أخى المسلم من سماع القرآن .

رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 06:55 PM.