|
حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]()
قديمًا قبل غزو الفضائيات سماء بلادنا كان "السيد التليفزيون" هو المسيطر وقد غزانا في عقدين أو ثلاثة من الزمن بمسلسلات هابطة وأفلام تعرت من الخلق القويم والهدف النبيل، واستطاع بعض مرضى النفوس من مؤلفين ومخرجين ومنتجين لهذه الأفلام والمسلسلات أن يزرعوا فينا سفاسف الأخلاق وينتزعوا من تربيتنا كل خلق قويم..
تابعوا معي هذه القصة الواقعية.. الزوجة تشاهد مسلسلاً بالتليفزيون والمشهد يصور عشيقة مع عشيقها في وضع لا يرضاه الله ولا ملائكته ولا المطهرون من البشر، فجأة دق الباب عليهما فقالت:"أخبيك فين وهذا زوجي على الباب"؟ هذا هو المشهد التمثيلي، أما المشهد الحقيقي فقد صاحت بنت الزوجة- التي تشارك أمها الفرجة- وعلى البديهة:" خبيه بسرعة في الدولاب"! وانفجر أبو البنت غضبًا وفقد أعصابه- وقد كان يشاركهما الفرجة أيضًا- فقام برفع التليفزيون بكلتا يديه و"رزعه على الأرض "، فجعله أثرًا بعد عين، وهباء تذروه الرياح.. حدث ذلك منه وبدون وعي، بعد أن رأى أن ابنته الصغيرة -التي لم تتجاوز العاشرة- قد انطبع في ذهنها العشق المحرم فأصبح أمرًا مألوفًا وعاديًا، بل وأصبحت تتفاعل مع المشاهد المحرمة وتستنتج المخارج من العقدة المحرمة أيضًا. هذا منذ أربعة عقود مضت وأخلاق الناس لم تتلوث هذا التلوث الكلي الذي حدث الآن.. أما وقد غطت سماواتنا بفضائيات عهر وفجر وخنا -مما جعلها تستحق لقب "فضائحيات" وبجدارة- فإن مشهد تكسير التليفزيون لصاحب القصة السابقة لم يعد مجديًا بل المجدي أن نعمل "حائط صد" لهذا الفجور الذي لوث أخلاقنا وأضعف هيبة الدين في قلوبنا وأمات الحياء في نفوسنا. "حائط الصد" أو "الجدار العازل" لن يبنيه النائب العام، بعد أن نشرت الصحف والمواقع أن النائب العام قرر منع المواقع ال*****ة في الإنترنت في صورة تجميلية لصورته التي اهتزت مؤخرًا بسبب مواقف تحسب عليه ولاحظها الناس وسجلوها عليه والحق أن الرجل لم يقرر مثل هذا الأمر بل إنه وجه تساؤلات للجهات المعنية بكيفية تنفيذ هذا الأمر إثر دعوى قضائية من مواطنين لحجب المواقع ال*****ة. ولن يمنعه أيضًا رئيس الوزراء بمنصبه وسطوته أو حتى رئيس الدولة نفسه بهيبته وقرار سيادي منه.. إن حائط الصد يحتاج إلى تكاتف من ذكرتهم سابقًا جميعًا، كل فيما يخصه ومعهم علماء الدين والتربية والاجتماع والمدارس والجامعات والمساجد والكنائس والشوارع وكل من يحترم كرامة الإنسان وتقديره للخلق القويم. إن النفوس العفيفة تأبى المهازل الأخلاقية التي تضج بها بعض المواقع والفضائيات.. وهذا حق الناس واحترام لمعنى الحرية الحقيقية التي لا تجعلني أسيرًا لهوى الخاطئين وشياطين الإنس من المفسدين في الأرض والساعين في دنيا البشر فسادًا وإفسادًا. والإسفاف الذي يقتحم علينا غرف نومنا بدون حياء أو خجل يخجلنا أمام نفوسنا ويميت فينا حسن الخلق والحياء والخوف من الله قبل الخوف من الناس، وفي الوقت نفسه يخجلنا أمام شبابنا وفتياتنا، داخل بيوتنا، وإن لم نردعه بقوة وحكمة لخربت أخلاق الجيل الجديد خرابًا يفوق ما هي عليه الآن، ولصارت أجسادهم "خرعة" بعد أن أضحت أخلاقهم "خربة". يا أهل النهى ويا من يحتفظون ببقايا الأخلاق القويمة في مصر الكريمة تكاتفوا من أجل الحفاظ على ما تبقى من تلك الأخلاق حتى لا يلعنكم الجيل القادم وهو يرى أنكم قصرتم في حقه وتهاونتم في حقه عليكم وواجبكم نحوه فيلعنكم لعنًا كبيرًا قبل أن يوجه لعناته على شياطين الإنس الذين يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورًا ويزينون له العشق المحرم حبًا طاهرًا والزنا علاقات شخصية والخنا والفجور حرية شخصية وبقايا الأخلاق القويمة تحجرًا وتشنجًا وعودة للماضي السحيق. تكاتفوا جميعًا في صد تلك الحرب الشرسة المعلنة في كل فضاء وكل سماء على أخلاقنا فالله سائلكم جميعًا عن ذلك وليتحمل كل منكم مسؤولية الوقوف بين يدي الله وإعداد الإجابة المناسبة والملائمة للمسؤولية الملقاة على عاتقه وقد نبه رسول الإنسانية صلى الله عليه وسلم على ذلك وجعلها "جرس إنذار" في تحميل المسؤولية للإمام الحاكم وللرجل في بيته والمرأة في بيت زوجها والخادم في مال سيده ثم كرر التنبيه بما بدأه في تحميل كل راعٍ في أي شأن من الشؤون مسؤولية رعايته، حين قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: "كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته الإمام راع ومسؤول عن رعيته والرجل راع في بيت أهله ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته، وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته". *********************** ◄◄آخر كبسولة: ◄محدش عايز // شعب حنين راضي وطيب // وابن حلال وقت الرقة // تقولش مهند ووقت الشدة // يهد جبال = كلمات شعرية عامية أعجبتني جدًا عن الشعب المصري العريق أصالة وحضارة وقوة وعزيمة.. صح لسان من قالها. دمتم بحب محمد خضر الشريف
__________________
![]() |
![]() |
العلامات المرجعية |
|
|