اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > قصر الثقافة > إبداعات ونقاشات هادفة

إبداعات ونقاشات هادفة قسم يختص بما تخطه أيدي الأعضاء من شعر ونثر ورأي الخ...

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 06-03-2013, 02:54 AM
آسر الصمت آسر الصمت غير متواجد حالياً
عضو ممتاز /الفائز الأول بمسابقة القصة القصيرة 2013_2014
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
العمر: 35
المشاركات: 319
معدل تقييم المستوى: 0
آسر الصمت is an unknown quantity at this point
افتراضي " تلك الصغيرة التي خطفت قلبي .. ! "



( الجزء الأول )

لا زلت أتذكر تلك اللحظة جيدا .. أتذكرها كأنها اليوم .. أتذكر كل الأحداث والتفاصيل رغم مضى الأعوام الكثيرة عليها .. كانت قادمة نحوى .. مقبلة عليّ .. ظننت أنها ستحادثني أو تسألني عن شيء ما .. ولكن خاب ظني ..فكانت تقصد أحدا غيرى !

لا أعرف أية مشاعر سيطرت عليّ في حينها .. لكن ما من شك أنها مشاعر في غاية البراءة والروعة.. رحت أتذكرها دوما .. أفكر فيها دائما .. شغلتني وشغلت بالى كثيرا.. من هذه الفتاة ؟ وما هذا الشعور الغريب الذي أحسه تجاهها ؟ .. تملكتني عيناها ليال طوال .. وشردت فيها ساعات كثيرة .. لكنى لم أكن أبدا أجرؤ على النظر في عينيها مباشرة .. لا أعلم ماذا كنت أخشى حينها .. لكنى ظللت أتابعها من بعيد حتى أتت اللحظة المناسبة..

كنت صغيرا في الصف الأول الابتدائي .. وهى كانت تكبرني بعام .. وكما هي عادة الصغار .. كانت تلعب كثيرا .. أما أنا فقد تفرغت لمراقبتها .. وفى يوم ما ..و بينما أنا أتابعها في صمت من بعيد وهي تلعب ورفاقها في فناء المدرسة .. قذفت حجرا صغيرا .. فغير أدراجه وأصابني في غير رغبة منها .. قدمت نحوى مسرعة .. وفى رقة وبراءة أخذت تتحسس موضع الإصابة وتعتذر في لطف .. في واقع الأمر لم يصبني الحجر بأية سوء .. بل تلكم العيون التي سرقتني .. ولا أعلم كيف حدث هذا ؟ّ!

مر الموقف سريعا .. لكني فيما بعد اتخذت من تلك الحادثة مبررا لإمعان النظر وإطالته في عينيها .. ولما لا وهي قد أصابتني مصيبة كبرى .. المصيبة كانت لديها أن قذفتني بحجر .. والمصيبة كانت لدي أن قذفتني بسهام عينيها واغتالت قلبي الصغير ..!

لا أظن أن أحدا من أقراني قد عرف تلك المشاعر في هذه السن المبكرة .. كانت لديهم جميعا اهتمامات أخري .. وربما هذا هو السبب الذي دفع صديقي " منصور " للسخرية مني حينما حادثته قائلا ( منصور .. أنا أحب هذه الفتاة .. وأريد الزواج منها حينما أكبر ) .. ولكني سريعا أدركت أن هذا ليس هو السبب الحقيقي من وجهة نظر منصور .. فقد استطرد ضاحكا ( إنها طويلة جدا .. أطول منك بكثير يا رجل .. أتحبها لأنها طويلة ؟ ! ) ..


في هذا الوقت .. وفى هذه السن الصغيرة كنت أجيد القراءة والكتابة .. وكنت بارعا في حل مسائل الرياضيات .. وكانت ناظرة المدرسة تستدعيني دوما لحل مسائل رياضيات تعذر أقراني في الصفوف المتقدمة عن حلها .. حتى أولئك طلاب الصف الخامس .. لم أكن حينها ألمس غرابة في نفسي .. أو لا أستشعر تفردا بداخلي ولا فيما أقوم به .. كان الأمر اعتياديا جدا بالنسبة لي .. بل إني كنت في كل مرة أخشى أن أخطئ الحل .. فتعاقبني المعلمة بالضرب ( !! ) ..

ولاحقا أدركت السر في هذه المقدرة التي واتتني في سن صغيرة .. في قريتي الصغيرة .. كان هنا معلما يجاورنا في المنزل .. كان هذا المعلم يقوم بإعطاء الدروس لجميع أطفال المرحلة الابتدائية .. وكان هذا المدرس على علاقة جيدة بجدتي ( رحمها الله ) .. فكانت جدتي ترسلني إلى هذا المدرس بغرض اللعب مع الأطفال .. ونظرا لشدة حزم هذا الرجل وجبروته .. كنت أخشى أن يضربني .. فكنت أجلس هادئا ومتابعا له وهو يقوم بإعطاء الدروس المختلفة للصفوف المختلفة من المرحلة الابتدائية .. فأكسبتني هذا التجربة قدرة كبيرة على تحصيل الكثير من دروس تلك المرحلة..!

وفى يوم ما .. استدعتني كالعادة ناظرة المدرسة إلى الصف الثاني .. فوجدت عددا من المسائل مكتوبة على السبورة .. وجميع التلاميذ يصطفون صفا واحدا خارج المقاعد .. طلبت مني أن أقوم بحل تلك المسائل .. وبسرعة أنفذت المهمة .. فطلبت مني أن أقوم بصفع كل تلميذ وتلميذة على وجهه مرتين .. وفعلا فعلت .. وحينما قدمت من تلكم الصغيرة التي خطفت قلبي .. توقفت .. لم أستطع أن أصفعها .. ترددت كثيرا .. عجزت .. إلى أن أخبرتني المعلمة قائلة ( إن لم تصفعها أنت .. سأقوم أنا بمدها على رجليها ..! ) .. وتحت هذا التأثير صفعت " صغيرتي " وليتني ما فعلت ..!

وللحديث بقية ..!
__________________
سأكتم الدمع .. ولن أنوح
وسأقتل الأهات .. ولن أبوح


رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 05:27 PM.