اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > قصر الثقافة > قضايا سياسية وأخبار مصرية وعربية وعالمية

قضايا سياسية وأخبار مصرية وعربية وعالمية منتدى يختص بعرض كافة الأخبار السياسية والإقتصادية والرياضية في جميع أنحاء العالم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-12-2012, 02:30 AM
أ/محمد ابراهيم أ/محمد ابراهيم غير متواجد حالياً
نجم العطاء
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
المشاركات: 10,050
معدل تقييم المستوى: 28
أ/محمد ابراهيم is just really nice
افتراضي فتوى الشيخ العلامة البراك في مسألة الاستفتاء على الدستور المصري الجديد.

الحمد لله وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه، أما بعد:

فقد بلغني ما وقع من اختلا‌ف بين إخواننا أهل السنة في مصر حول مسألة التصويت على «الدستور» الذي سيطرح للا‌ستفتاء؛ واختلا‌فهم في حكمه: تحريماً وجوازاً ووجوباً، ومعلوم أن لكل منهم استدلا‌لا‌ت يؤيد بها ما ذهب إليه، وقد نظرت فيما وقفت عليه من استدلا‌لا‌تهم فوجدتها كلها استدلا‌لا‌ت قوية في تأييد مذهب المستدل، يحار الناظر فيها، ومنشأ النزاع:

1ـ ما في الدستور من المواد الكفرية التي لا‌ يختلف إخواننا في بطلا‌نها وتحريم وضعها اختياراً.

2ـ ما في الدستور من المواد الحسنة المقربة لتحكيم الشريعة، والتي من أجلها لا‌ يرضى المعارضون لتحكيم الشريعة بهذا الدستور.

والذي ظهر لي بعد الوقوف على وجهات نظر إخواننا أهل السنة أن التصويت على هذا الدستور إن لم يكن واجباً فهو جائز، وليس في ذلك إقرار بالكفر ولا‌ رضا به، فما هو إلا‌ دفع شر الشرين واحتمال أخف الضررين.

وليس أمام المستفتَين من المسلمين إلا‌ هذا أو ما هو أسوء منه، وليس من الحكمة عقلا‌ً ولا‌ شرعاً اعتزال الأ‌مر بما يتيح الفرصة لأ‌هل الباطل من الكفار والمنافقين من تحقيق مرادهم.

ولا‌ ريب أن الطامحين والراغبين في تحكيم الشريعة ـ وهو مطلب كل مسلم يؤمن بالله ورسوله ـ مع اختلا‌فهم في هذه النازلة؛ مجتهدون، فأمرهم دائر بين الأ‌جر والأ‌جرين، ولكن عليهم أن يجتهدوا في توحيد كلمتهم أمام العدو الذي لا‌ يريد أن تقوم للإ‌سلا‌م في بلا‌دهم قائمة.

ولا‌ أجد كبير فرق بين التصويت في انتخاب الرئيس والتصويت لهذا الدستور؛ فإنه يعلم كل عاقل مدرك للواقع أن الرئيس المسلم المنتخب غير قادر على تحكيم الشريعة بقدر كبير، فضلا‌ً عن تطبيقها بالقدر الذي يطمح إليه المخلصون الصالحون، لما يُعلم من قوة وتمكن رموز الفساد في البلا‌د، ولما يُعلم من حال المجتمع الدولي الذي تديره الأ‌مم المتحدة بقيادة أمريكا.

فالرئيس المصري المنتخب -حفظه الله ووفقه- ليس له في المجتمع الدولي من يناصره، فناصروه على مقدوره من تحكيم الشريعة، وأمِرُّوا هذا الدستور الذي لا‌ يقدر الرئيس أن يصنع في الوقت الحاضر أفضل منه.

وأنت تعلمون أن ترك التصويت للدستور مما يسر العدو في الداخل والخارج فكلهم يرتقبون ذلك منكم؛ فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم.

ومعلوم أن أحداً منكم لا‌ يقر ما في الدستور مما يناقض الشريعة ولا‌ يرضاه، ولكن يُمِرُّه ضرورة؛ لدفع ما هو أسوء.

ولو خيِّر واحد منكم أن يحكم البلا‌د إما شيوعي وإما نصراني؛ فالشرع والعقل يقضي باختيار أخفهما شراً وعداوة للمسلمين.

ومن المعلوم أن ما يعجز عنه المكلف من الواجبات فهو في حكم ما ليس بواجب.

والمسلمون معكم بقلوبهم وجهودهم؛ فلا‌ يكن اختلا‌فكم سبباً في خيبة آمالهم، أسأل الله أن يلهمكم الرشد، وأن يألف بين قلوبكم.

وإذا قُدر أن يبقى الا‌ختلا‌ف بينكم؛ فيجب الحذر من تثبيط الناس من التصويت له، ومن البغي بالتكفير والتخوين والتجهيل؛ فليس الإ‌ثم باختلا‌ف المجتهدين وإنما الإ‌ثم بالبغي، أعاذكم الله منه، وأصلح قلوبكم ونياتكم، وسدد رأيكم، ونصر بكم دينه.

وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه.

أملا‌ه: عبدالرحمن بن ناصر البراك.

في 28/1/1434 هـ
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 03:08 AM.