حشد الإسلاميين القادم .. إلى أين؟

[abomokhtar]

بقلم/ عبد الله عباس
بعد مرور ما يقرب من عامين على اندلاع ثورة الخامس والعشرين من يناير.. والتي تصدر المشهد السياسي عقبها الحركة الإسلامية بجميع طوائفها.. واستلزم هذا التصدر حشد الإسلاميين لطاقاتهم البشرية والفكرية والتنظيمية والمالية في اتجاه المشهد السياسي والخيار الديمقراطي .. ابتداءً من استفتاء مارس 2011م ، مرورًا بانتخابات مجلس الشعب ، ثم انتخابات مجلس الشورى ، ثم انتخابات الرئاسة .. انتهاءً بالاستفتاء الحالي على الدستور.. وما تخلل تلك المرحلة من أحداث عصيبة وتحديات جسام .
والآن وبعد إقرار الدستور وقرب انتهاء المرحلة الانتقالية.. هناك سؤال يطرح نفسه على كل العاملين للإسلام والمدافعين والمنافحين عنه:
حشدكم القادم .. إلى أين ؟!
أهو الإعداد لانتخابات مجلس الشعب ، ثم بعد الانتهاء منها بعد بضعة أشهر تبدأ الإعدادات لمجلس الشورى ، ثم المحليات بعد ذلك ، ثم النقابات ، ثم انتخابات الأحزاب الداخلية ، ثم لا نلبث قليلا ً وإذا بالفترة الرئاسية الأولى تكون على وشك الانتهاء فنبدأ في إعداد أنفسنا وجماهيرنا كي نقطع الطريق من أوله ونعيد الكرة مرة أخرى.
إذا كان هذا هو سيناريو المشهد السياسي في المرحلة المقبلة ، فإننا نتساءل مع كل مجموعة تعمل لدين الله ، وكل فرد مسلم يدافع عن الإسلام العظيم ويغار عليه وبحسن قصد وإخلاص نية.. كرس الجميع جهده وأعد حشوده لذلك اليوم الذي تقول فيه الصناديق كلمتها .
لكل هؤلاء ولنفسي أولاً أنادي وأتساءل :
أما تحتاج مساجدنا إلى بعض الحشد أيها السادة ؟
أما تحتاج دعوتنا إلى بعض وسائل الإقناع والجذب هذه .
لننظر إلى مساجدنا ولنتتبع ما هي نسبة الشباب تحت سن (30سنة) ، ولا أقل تحت العشرين بين المصلين ؟ كم عددهم ؟ بل كم نسبة من في المسجد جميعا ً ، بالإضافة إلى من يصلون في بيوتهم.. إلى عدد المسلمين الذين لا يصلون أصلاً ؟
لننظر ولنتأمل مساجدنا في صلاة الفجر وهي تكاد تكون خالية .. لندرك أين نقف الآن - ونحن الذين نريد أن نقيم مشروعًا إسلاميًا رائدًا وحكما ً رشيدا ً - من خطاب تربى عليه الصغير والكبير وسمعه العالم والجاهل من الحركة الإسلامية.
ان الأمة لا يتحقق لها النصر والتمكين حتى تكون صلاة الفجر كعدد صلاة الجمعة .
أليس هكذا كان خطاب الجماهير .. وعلى هذا كان يُحشد المجتمع .
ومن هنا فإنني أنادي كل مخلص لدينه محب له أن نعمل على أن يكون حشد الإسلاميين القادم هو حشد إلى المساجد .
فلمَ لا نطلق حملة لدعوة المسلمين إلى الصلاة كل حسب استطاعته وطاقته ؟
لمَ لا نستخدم شاشات العرض في مناطق التجمع لدعوة المسلمين وترغيبهم في صلتهم بربهم وقربهم منه ؟
لمَ لا تطبع الملصقات والمطويات تحث الناس على الصلاة ؟
وليعمل الذراع السياسي للحركة الإسلامية من الأحزاب الموجودة الآن أو من يجيد العمل السياسي كمستقل في مسارهم الذي لا ينتهي .. ولنطمئن جميعا ً فقد عرف المصريون طريق اللجان .. وألفوا وقوف الطوابير أمام اللجان .. وانحازوا إلى كلمة الصندوق .
أخي الكريم:
إذا لاقى هذا النداء قبولا ً عندك واستحسانًا منك – وأرجو من الله ذلك – فلا تكتفي بمصمصة الشفاه .. ولكن انهض من الآن وابدأ بنفسك واعلم أنه "رب همة أحيت أمة"
فكم من مسلم تارك للصلاة ينتظر ابتسامتك الرقيقة وكلماتك الصادقة ليتصل بربه ويقترب منه .
كم من مسلم تارك للصلاة بعيد عن سيده ومولاه قد ضاقت به الدنيا وتشتت همومه فيها .. وينتظر أن تمد إليه يدك الحانية وتفتح له قلبك الطاهر لتدله على من يسمع دعاءه ويجيب نداءه .
تُرى أنمد أيدينا إليهم ونفتح قلوبنا لهم؟!! أم ينتبه إليهم غيرنا ويستبدلنا ربنا بخير منا فإنهم لن ينتظرونا طويلًا؟!!.