|
قضايا سياسية وأخبار مصرية وعربية وعالمية منتدى يختص بعرض كافة الأخبار السياسية والإقتصادية والرياضية في جميع أنحاء العالم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]()
السياسة تعصف بالقضاء لتداخل السياسى بالقانونى، والانتماء الفكرى والأيديولوجى وتأثيره على منصة القضاء
لست من المتابعين لقناة الحافظ الدينية ولا أشاهدها إلا لو نبهنى أحد لشيء مهم أو استثنائى، ولكنى توقفت بدهشة كبيرة أمام حكم محكمة القضاء الإدارى قبل أيام المتعلق بالقناة والذى قضى بغلقها لمدة ثلاثين يومًا، ومنع مذيع بها والداعية عبد الله بدر ثلاثين يومًا من الظهور فى أى وسيلة إعلامية أخرى، على خلفية انتقادهم العنيف للممثلة إلهام شاهين فى مساجلة شهيرة وقعت بين الطرفين وكانت مثار جدل فى الرأى العام، والحكم غريب جدًا، كما أن منع مواطن مصرى من الحديث فى أى وسيلة إعلامية لمدة شهر أو سنة أو أكثر أو أقل محير جدًا ويحتاج إلى نقاش واسع حول مساحة الاجتهاد فى العقوبات التى يملكها القضاء الإدارى والتى تتيح لقاضٍ تعطيل الحقوق الدستورية للمواطنين، غير أن أكثر ما حيرنى فى هذا الحكم هو الحيثيات التى قدمها القاضى، والتى شعرت فيها أننى أمام شخصية فكرية وأيديولوجية تنحاز لنمط فكرى وثقافى معين أكثر منها شخصية قضائية، قرأت أكثر من مرة الفقرات التى قال فيها إن قناة الحافظ "تحض على الرذيلة وتعصف بكيان الأسرة" بنقدها لإلهام شاهين، ووجدت أن "تأويل" القاضى المحترم للمعنى الذى دفعه لهذا الكلام العجيب يحتاج إلى "قفا عريض" لكى يستوعبه، قناة الحافظ تحض على الرذيلة وإلهام شاهين هى التى تحض على الفضيلة! الله ينور يا سيادة القاضى، خطبة القاضى "السياسية" العصماء وصلت إلى حد التنديد بعبد الله بدر بدعوى أنه "ادعى أنه يملك خزائن رحمة الله ويملك مفاتيح الجنة والنار"، وهذه العبارة تحديدًا تكشف أن القاضى يستمع كثيرًا لحوارات الدكتور محمد البرادعى ويتأثر بتنظير عمرو حمزاوى والداعية الشهيرة لميس الحديدى، لأن هذه العبارة هى جزء تقليدى من التراشق السياسى والأيديولوجى بين الأحزاب الإسلامية والأحزاب الليبرالية الذى نسمعه فى الفضائيات والصحف والندوات، فعندما تأتى من منصة يفترض أنها للقضاء، فإننا نكون أمام قضاء مسيس بامتياز، ولطالما حذرنا من خطورة الاستقطابات التى تحدث فى مؤسسة العدالة هذه الأيام، ولطالما حذرنا من اندفاع القضاة فى مواقف فكرية وسياسية تمزق الوطن هذه الأيام، أيضًا قال القاضى الهمام فى حيثياته إن ما قاله الداعية الإسلامى "يعد إيذاءً لمشاعر المشاهدين من خلال سماعهم تلك الألفاظ النابية ومشاهدتهم مشاهد قبيحة"، وأنا لا أعرف كيف استباح لنفسه أن يتحدث باسم المشاهدين، أنت مشاهد وحيد إن كان لا يعجبك كلام الرجل غير القناة، ولكن لا يجوز لك أن تغلقها بالكامل لأن جنابك لم يعجبك ما فيها، كما لا يجوز لك بأى منطق أو عقل أو عدالة أن تتحدث نيابة عن المشاهدين، فلم يوكلك الملايين أن تتحدث باسمهم أو أن تفرض نظرتك للقبيح والحسن عليهم، دع الناس تقرر وتحدد، كما كان من المفارقات العجائبية فى تلك الحيثيات اعتباره أن ما قام به عبد الله بدر هو من باب "التعرض للحياة الشخصية لأفراد الناس"، حسب نص كلامه، وأنا لا أفهم كيف يكون تعليق أحد على أفلام ممثل ومشاهد سينمائية هو من قبيل التعرض للحياة الخاصة أو الشخصية للأفراد، هل كان يتحدث عن بيتها وأبنائها، إن كان لها أبناء، أو علاقتها بزوجها مثلاً، إن كان لها زوج، يا حضرة القاضى الرجل يتكلم عن أفلام وسينما ولا يتحدث عن الحياة الخاصة، فهل يليق أن نذكرك ـ كقاضٍ ـ بالفارق بين الاثنين، وقد عاد القاضى المدهش لكى يندد بما قاله الداعية الإسلامى لأنه ـ حسب نص كلامه ـ "يمثل اعتداءً على السكينة العامة التى يتعين أن يتمتع بها المواطن وأسرته لدى مشاهدة البث التليفزيوني"، ومرة أخرى جعل من نفسه متحدثاً باسم ملايين المصريين وملايين الأسر، واعتبر أن الكلام يمثل اعتداءً عليهم، يا عمى أنت تتكلم فى خصومة مع الممثلة، تحدث عن الاعتداء على الممثلة ولكن ما دخلك بالاعتداء على الناس؟ أنت لست زعيمًا سياسيًا ولست نقيبًا للممثلين ولست عضوًا فى البرلمان، أنت قاضٍ أمامك خصومة يتوجب احترام محدوديتها ووقائعها وأطرافها، من جعلك وكيلاً عن المشاهدين، ومن فوضك للحديث عن مشاعرهم وتقديراتهم للأمور، .. الحقيقة أن هذا الحكم وحيثياته يمثلان نموذجًا صريحا لتداخل السياسى بالقانونى، والانتماء الفكرى والأيديولوجى وتأثيره على منصة القضاء، وهو حكم منذر بدخول البلاد فى حالة من التيه والضلال والتعسف فى استعمال أدوات السلطة ومنصات القضاء لتصفية خلافات فى جوهرها سياسية.
__________________
#الإشـاعة يؤلفها #الحاقد وينشرها #الأحمق ويصدقها #الغبي حاول أن لا تكون من هؤلاء الثلاثة.
بالفيديو.. توثق أحداث الذكرى الثانية للثورة |
العلامات المرجعية |
|
|