|
الأدب العربي قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباء قديمًا وحديثًا |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]()
تقديم / هشام النجار
ماذا يضيرني أن أقدم قصيدة كهذه؟! أتحدث هنا عن نفسي كإنسان قبل أن أكون مشروع ناقد أو فنان إنسان من لحم ودم ومشاعر ورأس عنيدة.. وعقل مُسيطر.. ووقت تحتكره الأشغال ولا يترك فسحة للعواطف .. ونادرا ً ما يُرطب القلب بجولة أحاسيس تنعشه وتبقيه على قيد الحياة .. وحتى الأولاد يشتكون وليس الزوجة فقط فأين وقتنا يا أبى وحظنا منك ومن لعبك وأحاديثك الدافئة وحكاياتك وحنانك؟. هو الوقت .. وبدون تلك الوردة في عروته هو جاف بارد ممل وكئيب.. بدون نجوى حانية وتنشيط للمشاعر واتصال بحبيب . من يُكابر مهزوم لا محالة .. ومن يُغامر بالوحدة ولا يُلبى نداء الفطرة ويحترمُ شغفه ويوفر لقلبه سائرَ احتياجاته.. فأرض بور وبيت خرب وصحراء تصفر فيها الريح ودنيا تعيسة.. أيامها بلا أمل ولا إثارة ولا سعادة ولا خيال . أفادتني القصيدة بلا شك كإنسان .. وأفادتني كأديب وناقد – أو هكذا أزعم وأدعى - . فيا أخي ما هذا الجمال والدلال ؟.. قصيدة ولا أروع .. حبكةً وحكيا ً ونسجا ً ونحتا ً وتصويرا ً . هذا شاعر جاوز البدايات بأميال.. وسافر واضطُهد وعُذبَ ولُوحقَ واختفى وسُجن وهرب ومكث طويلاً وباعَ واشترى ونامَ وصحا وخالطَ أقواماً وتنقل بين البيوت وجابَ الأزقة والطرقات وجاع وشبع وعطش وارتوى في دنيا الجمال والتصوير والخيال . هي صنعة الشعر العصية يعرف جيدا ً من أين يبدأ مشوار القصيدة .. وكيف يُنهيه ومتى ؟ وما بين فعلى الأمر " ضعْ " .. و " بُحْ " مباريات من الحكى واللعب والمناورات اللفظية والتصويرية والإنسانية .. ومحاولات جادة واحترافية لإخراج المخبوء من جماليات القصيدة ومن أسرار النفس البشرية . أرفعُ هنا القبعة للشاعر الرائع الذي أمتعنا بهذا الإيقاع المحبب وتلك الجمل المدهشة التي أدت بانسيابية وتلقائية دورها في صناعة هذه اللوحة المعبرة المتكاملة .. التي لا زلتُ أقف أمامها مُعجباً . وردة في عروة الوقت للشاعر/ سامح محجوب ضعْ وردةً في عروة القلب المكابرْ وتأبط اللحظاتِ وارتجل المشاعرْ ولموعدٍ سرقته من عينيك طر قبلاً تطير إلى مخادعها المقادرْ ******* مستك باللحظ المريض سهامها فابسطْ رداءَكَ إِنْ دَخَلْتَ وأنتَ صاغِر العشق دَينُ العاشقينِ ودِينُهُمْ فبأي آلاء المفاتن أنت كافرْ ولأي هاوية ستصعد يا فتى؟ ******* وبأي خائنة ستنكشف السرائرْ السهد فاتحةُ القصيد وبيتُه فاغفر لقلبك حين تصرعه الجآذِرْ هي لحظة الحزن الجليل فلبِّهَا ما أجمل الأحزانفي ليل الضفائرْ! ما أنت؟ لحظةَ تلتقي العينان قُلْ ******* ما أنت؟ والكفَّانِ فِي شَرَكِ المصائر ما أنت؟ والأنفاس مرهقةُ الخطى ما أنت والأهداب مشرعة الخناجرْ؟ لا أنت .. أنت ولاالمكانُ هو المكان أتعرف الطرقات أشواق المسافرْ؟ غسلتك بالوعد الجميل يمامةٌ حوراء ظالمة تتيه بكل فاترْ ماذا سيحدث لو مررت بدارها وعلى المساء صعدت كالوهج المغامرْ؟ ونفضت كالطير الغريب مسافةً ****** وهتكت كالضوء الجسورِ مدى الستائرْ؟ وهناك فوق مخدة من عطرها نامت قلوعك بين أهداب البواخرْ يا أيها المفتون بالأشواق،... بُحْ أسررتَ .. أم أعلنتَ فالمخبوءُ ظاهرْ
__________________
![]() |
![]() |
العلامات المرجعية |
|
|