في أدب الاختلاف

[مستر خالد غباشى]

عامر السلايمة
الاختلاف من طبيعة البشر وعلينا جميعاً أن ندرك حكمة الله تعالى في بقاء الاختلاف بين البشر قال سبحانه : "ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين"فما المتعيّن علينا نحن المسلمين حيال هذا الخلاف وكما أوصانا ديننا الحنيف ؟


لنتأمل النص التالي من كتاب الله العزيز يحكي جانباً من قصة نبي الله هود - عليه السلام – مع قومه :


"وإلى عاد أخاهم هودا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون * قال الملأ الذين كفروا من قومه إنا لنراك في سفاهة وإنا لنظنك من الكاذبين * قال يا قوم ليس بي سفاهة ولكني رسول من رب العالمين * أبلغكم رسالات ربي وأنا لكم ناصح أمين"


يتهمونه بالسفاهة والكذب وهو بالمقابل ينسبهم إلى نفسه " قال يا قوم " ويرد عليهم بأدب " ليس بي سفاهة ولكني رسول من رب العالمين ......"


رسول الله صلى الله عليه والسلام بعدما رأى من قومه صنوف الأذى جاءه ملك الجبال فقال له : بأنه ملَك الجبال وقد بعثني ربي إليك لتأمرني بأمرك , فما شئتَ ؟ إن شئت أطْبَقْتُ عليهم الأخشبينفقال النبي صلى الله عليه وسلم : بل أرجو أن يُخرِجَ الله من أصلابهم مَنْ يعبد الله وحده ( والأخشبان هم جبلا مكة )


وهذا الخليفة الراشدي الخامس عمر بن عبد العزيز - رحمه الله - دخل الخليفةعمر بن عبدالعزيزذات ليلة المسجد وكان مظلماً فأراد الوصول إلى السراج لإشعاله وإضاءة المكان واذا به يلمس بقدمه رجلاً نائما ً ، فاستيقظ مذعوراً صارخاً هل أنت حمار؟فأجابه عمر : لا أناعمر بن عبدالعزيز,فبهت الرجل ولم يستطعأن ينطق بكلمه فطمأنه عمر قائلاً : لا عليك ولا تخششيئاً وانصرف عنه .


اليوم في الاختلافات السياسية وسائر الاختلافات عندما تعوز أحدهم القدرة على رد الفكرة بالفكرة والمنهج بالمنهج يلجأ لضعفه إلى سلاحين أحدهما الشتم واللعن وثانيهما الكذب والتزوير !!!


الخلاصة منهجنا قوي وفكرنا سديد لأنه نابع من ديننا العظيم لا نحتاج إلى السب واللعن كما يفعل الآخر .


عندما نرى في مصرمثلاً د. محمد مرسي أو غيره ممن تربوا في المساجد وفي حلق القرآن والعلم صامتون باسمون إزاء الشتائم التي تكال لهم والأكاذيب التي يوصمون بها فلا نظن بأنهم ضعفاء لا يقوون على الرد فهم يتمتعون بتأييد ما يزيد على 70% من المصريين ويملكون القوة اللازمة للذود عن أنفسهم ودينهم ... إنما هم يمارسون حالة من أدب الاختلاف التي أوصاهم به دينهم ..... وإنهم لغالبون .