عيدك يا أمي للشاعر/ عثمان بحور

[abomokhtar]

تقديم/ هشام النجار
هناك من الشعراء من لم يكتب قصيدة لأمه !!
تقريباً هذا لم يحدث في القديم والحديث .. فالقصائد البِكْر الأولى تذهب تلقائياً إلى الحبيبة الأولى وإلى الإنسان الأول وإلى تجربة الحب الأولى .
تلك التجربة النقية الصافية الخالصة الطاهرة التي من المستحيل أن يتكرر مثلها في حياة أحدنا في صدقها وبراءتها وتجردها.. فلا خداع ولا مصلحة ولا شيء غير شغف الأمومة وحنانها وعطفها الفطري .
وتأتى القصيدة بيضاء ضاحكة منسابة بلا رتوش.. ترى فيها ملامح الأمهات وطيبة قلوبهن.. وتقرأ فيها بساطة تعبيراتهن عن الحب واللهفة والجزع والارتباط.. فلا تعقيد ولا مزيد صور وتشبيهات وتعبيرات بلاغية.
فتلك هي البلاغة أن نشاهد في المعاني والكلمات وجوه الأمهات.. ومن وراء ذلك عظيم التضحيات التي لا تحتاج لجهد كبير وقصائد مرصعة منمقة لوصفها وتعدادها .. فالتاريخ واضح والسجل مقروء .
وما تحتاجه فقط لأن تشير إلى عظيم البذل وذروة الطاقة ومنتهى التفاني الإنساني هو أن تقول أو ترسم أو تسطر: كلمة "أمي" .
وهذا باختصار شديد هو أهم ملمح يميز هذه القصيدة .
عيدك يا أمي

عيدك يا أمي مش بس يوم دا ف كل ساعة وف كل يوم

ياللى عينيك ما شافتش نوم ودايماً يا أمي شايلة الهموم

وف عز ضعفك ما ارتحتى يوم وياما في حضنك شبعت نوم

مين اللي حدد مين اللي آيس وقال نعيد في شهر مارس

مين اللي خلى حقك يضيع وقال دا عيدك جاى في الربيع

ياللى فنيت زهرة صباك لأجل تشوفينى نجم في سماك

وتعبت ياما وطال مساك ولا انتظرت رد لعطاك

دنا لو هاقدم روحي فداك وأبوس أيديك وتراب خطاك

مش ممكن أوفى يا أمه جزاك يا غالية ياللى ماليش سواك

ياللى نبينا محمد وصى عليك وعيسى في مهده دعا ربه ليك

يا رب يا امه يبارك لي فيك والجنة تفتح أبوابها ليك

عيدك يا أمي مش بس يوم دا ف كل ساعة وف كل يوم

عثمان بحور

مدير عام بالتربية والتعليم