#1
|
|||
|
|||
![]() ليست الهمة المتعلقة بمعالي الأمور شعلة تضئ درب النجاح والتميز، بل هي همة لا تحدها الأرض باتساعها، ولا السماء بامتدادها، فهي ناطحة تزاحم السحاب في السماء بحثًا لها عن موضع قدم. تمامًا كما كان ذلك القائد الداهية أبو مسلم الخراساني، الذي أسقط دولة بني أمية ووطَّد أركان الدولة العباسية، كانت له طموحات عظيمة تدفعه إليها همته العالية، حتى أنه عندما كان صغيرًا كانت أمه تراه يتقلب على فراشه فتقول له: (أي بني ما بك؟)، فيقول: (همة يا أمي تناطح الجبال) [وننبه هنا أنه رغم كون أبي مسلم كان سفَّاكًا للدماء، إلا أنه ما يعنينا هنا من سيرته هو علو همته]. ومعالي الأمور لا يقدر عليها إلا من رزقه الله علو الهمة، تلك الهمة التي يصفها الصحابي الجليل علي بن أبي طالب رضي الله عنه فيقول: (علو الهمة من الإيمان) منارت الهمة العالية همة لا تبخل بالدارهم: إنها همة الصديق أبو بكر رضي الله عنه، يوم جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بماله كله يوم العسرة، فيسأله سيد الخلق صلى الله عليه وسلم: (يا أبا بكر، ما أبقيت لأهلك؟)، فأجابت همته قبل لسانه: (أبقيت لهم الله ورسوله) همة لا تعرف النوم: ولأن كان المرء على دين خليله، فها هي المنارة الثانية، بطلها خليل لبطل المنارة الأولى، إنه عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ذو الهمة التي تأبى أن تدع النوم يعرف طريقًا إليها، فكثيرًا ما كان يُرى عليه أثر التعب والتثاؤب من قلة النوم، حتى يقال له: ألا تنام؟ فيقول: (إن نمت بالنهار ضيعت رعيتي، وإن نمت بالليل ضيعت حظي من ربي، فكيف بالنوم بين هذين؟!) همة طِبَّية: إنه محمد بن زكريا الرازي، تلك المنارة التي سبقت العلم الحديث في إنارة العلم بكشوفه ومؤلفاته، فكان باحثًا علميًّا، فهو أول مبتكر لخيوط الجراحة الطبية، كما كان معلمًا يدرس الكتب الطبية، ويلقي المحاضرات ويعلم الطلبة فيما يشبه كليات الطب الآن هل من مشمر؟ 1. اقرأ في سير أصحاب الهمم العالية، والطموحات الكبير، واجعل بجوارك قلمًا وورقة، واكتب أهم الأمور التي تحب أن تقتدي بهم فيها. 2. ضع لنفسك أهدافًا طموحة في دراستك أو عملك، كأن تحصل على نسبة 95% في امتحانات العام الحالي أن كنت طالبًا، أو أن تنجز المهام الموكلة إليك في عملك خلال الأسبوع القادم كلها بكفاءة عالية. تمرين الهمة العالية: أ. سجِّل أربعة أفعال يجب عليك اتخاذها، وكنت تؤجلها دائمًا من قبل كإنقاص الوزن، أوالمحافظة على صلاة الفجر، أوترك معصية كنت مصرًا عليها كالتدخين مثلًا، أوفعل شيء إيجابي كتعلم لغة جديدة مثلًا. وأخيرًا تأمل في خالد بن الوليد رضي الله عنه، الذي كان صاحب الهمة العالية، وظل يقاتل في سبيل الله عز وجل ولكن الله قدر له أن يموت على فراشه، فانظر إليه وهو يرثي نفسي فيقول:
(لقد شهدت مئة زحف أو زهاءها، وما في بدني موضع شبر، إلا وفيه ضربة بسيف أو رمية بسهم أو طعنة برمح وها أنا ذا أموت على فراشي حتف أنفي، كما يموت البعير فلا نامت أعين الجبناء).
__________________
يافؤادى لاتسل أين الهوى..........كان صرحا من خيال فهوى |
العلامات المرجعية |
|
|