اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > قصر الثقافة > المواضيع و المعلومات العامة

المواضيع و المعلومات العامة قسم يختص بعرض المقالات والمعلومات المتنوعة في شتّى المجالات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 30-05-2013, 03:47 PM
الصورة الرمزية الأستاذة ام فيصل
الأستاذة ام فيصل الأستاذة ام فيصل غير متواجد حالياً
مدير الأقسام العامة
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 16,529
معدل تقييم المستوى: 10
الأستاذة ام فيصل is just really nice
افتراضي عندما يمتزج حب الحبيبه مع حب الوطن

عندما يمتزج حب الحبيبه مع حب الوطن







عندما تكون ولدت في ارض يحتلها المغتصب ، فان هذا سيترك


في نفسيتك شغفا لروح العدالة والحق ، فتخوص نفسك في عمق مفاهيم الظلم والاضطهاد


والجبروت والاحتلال ، ستغوص للأسفل لتعود وتخرج كالمارد حاملا معه العدل


والحق والقوه التي تحمي الحق ، فالحق بلا قوه كالروح بلا جسد .


منذ ان كنت صغيرا ومنذ ان ولدت وأنا أسمع عن حيفا ويافا والناصره وبيسان وصفد واللد


والرمله وكل المدن الفلسطينيه التي احتلتها اسرائيل بحماية من مجتمع دولي


ظالم ، ويقترن باسم تلك المدن تحذير من دخول أي عربي لها ، فممنوع دخولها


الا باذن صعب من الاحتلال الاسرائيلي ، أو اذا كنت من العرب الذين بقو فيها


وتم منحهم الهويه الاسرائيليه ، فاسرائيل بعد أن طردت مئات الآلاف من


الفلسطينيين ، بقي من بقي منهم في مدنهم ولم تتمكن اسرائيل من طردهم لكي لا


تظهر بمظهر المطهّر العرقي ، ولكن اسرائيل تمهد منذ عام 1948 للآن لطردهم .



حين


أصبحت في فترة المراهقه ، كنت كالعديد من أقراني ، أحلم بأن أرى حيفا


ويافا والناصره وشقيقاتهما ، لكن كان ذلك صعب جدا ، بسبب الاجرائات المشدده


التي يفرضها الجيش الاسرائيلي ، ومن كوني ولدت في منتصف الثمانينات ، على


أبواب الانتفاضه الأولى وشببت في الانتفاضه الثانيه ، فقد كانت فرصتي لأرى


حيفا وشقيقاتها فرصه ضئيله .


في فتره المراهقه يكون الانسان متخبطا


ويبحث عن صقل شخصيته ، وكما أن هناك مراهقه عاطفيه فهناك أيضا مراهقه


سياسيه ، كانت مراهقتي العاطفيه مع فتاة لم أكن قادرا على تفسير مشاعري


تجاهها ، هل هو حب أم اعجاب أم صداقه واخوه ، لكني حسمت الموضوع في سنتي


المدرسيه الأخيره واعتبرته حب أخوي وطويت صفحته ، ولم أعد أفكر في تلك


الفتاه كحبيبه .


أما بخصوص مراهقتي السياسيه فاستمرت ولم أتمكن من حسمها


مثلما حسمت مراهقتي العاطفيه ، فكنت مؤمن بأن الثوره والسلاح هو عامل مهم


في قضيتي الوطنيه ، وكنت متأكد بأن السلاح يجب أن يبقى بالصداره ولكن ليس


وحده ، بل بجانب الفكر والمنطق ، وكنت ضد الانطلاق بالثوره أو النضال من


منطلق ديني ، لأن قضيتي وطنيه ويجب أن نناضل باسم الوطن ولأجل الوطن ، ولكن


لم أعرف أي حزب سأحمل أفكاره ، هل هو حزب علماني أم علماني اشتراكي ؟؟


دخلت


الجامعه ، وهناك تعرفت على طالبين قدما من منطقة 48 ( عرب 48 / هو اسم


نطلقه على الفلسطينيين الذين يعيشون داخل المدن الفلسطينيه التي احتلتها


اسرائيل عام 1948 ) ، ولم يمكثا بالجامعه سوى شهر لأنهما سافرا الى أوروبا


للالتحاق بجامعات هناك ، ولكن كنت من خلالهم تعرفت على مجموعة شباب من عرب


48 خارج الجامعه .



وجاءت اللحظه الذهبيه ، حيث تمكنت برفقة أحد "


شباب 48 " من التوجه لمشارف حيفا ، ورأيت حيفا عن بعد ، ورأيت الجدار الذي


تبنيه اسرائيل لفصل المدن المحتله عن المدن الأخرى ، كان منظرا مأساويا ،


أنظر لوطني ولمدينة أهلي ولكن ممنوع عليّ الاقتراب ، أرى سهل حيفا وشاطئ


حيفا من بعيد ، أرى البيوت العربيه القديمه المحاطه بمنازل اليهود المحتلين


، أرى علم اسرائيل يرفرف في سماء وطني ، أرى جدارا يفصل الأخ عن أخيه ،


والأم عن ولدها ، وأحيانا الزوجه عن زوجها الذي يعمل بمدينه أخرى ، أرى


الوطن المسلوب في زمان الظلم والغطرسه ، في عالم كاذب يرفع شعار الحريه


والانسانيه في العلن ليدوس الحريه والانسانيه في الخفاء ، أرى أطفالا من


أطفال وطني يلعبون خلسة كي لا تراهم أعين العدو وهم يلهون بأماكن ممنوع


عليهم الاقتراب منها لأنها حكر على أطفال اليهود ، أرى الطيور فقط ، هي


الوحيده التي يمكنها أن تمر من فوق سياج الحدود دون أن يسقطها رصاص


الاحتلال ، أرى كيف يتحول وطن لمنفى ... أشمّ رائحة حيفا الممزوجة برائحة


البحر وبحنية اللاجئين المشردين الحالمين بالعوده ... أسمع الأجداد .. هناك


.. في مخيمات اللاجئين ، يحدّثون أحفادهم عن حيفا ويافا والناصره وعن


فلسطين .. كل فلسطين .


كنت لم أحسم أمري بعد .. أي حزب سياسي سأتبع ؟؟


كانت فتح هي الخيار الأول والأرجح ، لعدة أسباب ، من ضمنها : أن فتح تعتبر


حجر الأساس لكل الفصائل الفلسطينيه ، وفتح حركه واقعيه وتقدر على حمل


السلاح وقلم التفاوض معا ، وفتح تتبع مبدأ التدرج فهي تقبل بقيام دوله


فلسطينيه على حدود عام 1967دون أن تمحى خريطة فلسطين التاريخيه ، وهناك سبب


شخصي وهو أن عمي كان من الفدائيين الفتحاويين الذي شارك بجانب القائد خليل


الوزير أبو جهاد في معركة بيروت ضد الجيش الاسرائيلي ، وعمي الآخر تم أسره


لمدة خمس سنوات لأنه كان يخطط وينفذ عمليات مسلحه ضد الجيش الاسرائيلي مع


رفاقه الفتحاويين ، وعم آخر لي كان مع مجموعة الفهد الأسود الجناح العسكري


لحركة فتح في الانتفاضه الأولى ونفذ عدة عمليات مسلحه ضد الجيش الاسرائيلي


قبل أن يقع أسيرا في قبضتهم ، أما والدي فلقد كان مستقلا ولكنه غرس حب فتح


في قلبي كحركة نضال وأحرار ، " بالمناسبه ، لقد كان والدي من حفظة القرآن


ولكنه لم يكن متزمت بالدين ، بل كان رجلا حضاريا ومثقفا في كل المجالات


لدرجة أني لا أذكر أن أحدا سأله سؤال ولم يجب الا ما ندر " .


لذلك كانت


فتح هي الخيار الأرجح عندي ولكني لم أحسم أمري .


في السنه الأولى لمعظم


طلاب الجامعه ، يكون الطلبه قليلي التواجد في كلياتهم نظرا للمواد الحره


التي يأخذوها ، ومع بداية السنه الجامعيه الثانيه يكون الطلاب دائمي


التواجد في كلياتهم ، وقد كنت أنا طالبا في كلية القانون ، وكان مبنى كلية


القانون وكلية العلوم والآداب مبنى واحد .



وجاء اللقاء الرائع ..


فلقد كنت داخلا من باب الكليه ، فالتقت عيناي بعيون شابه .. تمسمرت في


مكاني عندما رأيتها ، كأني كنت أبحث عن شئ ضائع فوجدته ، كأنها ضوء أضاء لي


في الظلمه ، أحيانا كثيره تعبر العيون عن كلمات عديده وتختصر عبارات


وعبارات ، فكأن العين تعكس أحاسيس باطنة فينا ، حوالي دقيقه وأنا أتبادل


النظرات معها ، لا أدري ما السحر الرائع الذي وجدته فيها ، انتهت النظره مع


صوت زميلي يناديني للدخول للمحاضره ، دخلت المحاضره ولم أسمع كلمه واحده


من الدكتور ، فلقد كان عقلي وذهني وتفكيري بتلك الشابه التي لم أعرف عنها


سوى أنها طالبه "عرفت ذلك من شنطة الكتب التي كانت تحملها " ، عرفت لا حقا


أنها طالبه في كلية العلوم والآداب سنه ثانيه في أحد التخصصات ، واسمها (


لا أريد ذكره ) ، أسرتها من عرب 48 ويسكنون في احدى مدن الضفه .


استمرينا


في تبادل النظرات اليوميه ، حتى كلمتها لأول مره واستمر بعدها حديثنا على


الموبايل أو في مكان نائي بالجامعه لكي لا تشاهدها احدى صديقاتها معي ، فقد


كانت من أسره محافظه ، اكتشفت أنه تجمعنا أفكار متشابهة وتقارب عجيب ،


فالحب مثل السحر .. تشعر وكأنك وجدت نصفك الضائع ، كانت شابه محافظه محترمه


.. مسلمه لا ترتدي الحجاب ، استمر لقائنا وحديثنا ولم نكن نشطح بالأحلام


ولكنا كنا على يقين بأننا سنكون معا ، كان الاسم الذي اسميها به على


موبايلي هو" ليلى " ، فأنا لم أكن أخبر أحدا بأموري العاطفيه ، لأني


أعتبرها أمر شخصي وجدّي للغايه ، ولم يكن أحدا يعلم بعلاقتي مع " ليلى "


سوى صديقي المقرّب والذي كانت شقيقته من صديقات " ليلى " ، وفي احدى


الأيام سرق أو ضاع موبايل شقيقتي ولم أهتم بموبايل شقيقتي بقدر ما اهتممت


بالبحث عن موبايلي خشية أن يكون قد سرق ( الخوف على الأرقام وبالذات رقم


ليلى ) عل فكره ، لقد أصبح اسم ليلى هو الاسم الذي أطلقه عليها أكثر من


اسمها الحقيقي .


كنت أنا من أسرة متوسطة الحاله الماديه ، ولم أتمكن من


أن أكون طالبا منتظما بل كنت أعمل على تأجيل بعض الفصول ، أما " ليلى " فقد


استمرت بالدراسه حتى تخرجت ، وكانت علاقتنا على أفضل ما يكون .


مضت


الأيام ، وفي احدى الليالي كنت سهرانا في منزل أحد الأصدقاء مع " شلّة


الصحاب " ، كنا نلعب الشده ، ونتسامر ودخان الأرجيله يملأ المكان ، وصوت


ضحكتنا يصل لبعيد ، لدرجة أن صديقي قال لي : " الله يسترك من هالليله ..


لأنك ضحكت كثير " .


انتهت السهره وعدنا لأدراجنا ، وأثناء عودتي للبيت


كنت أتصل على موبايل ليلى ولكن لا أحد يجيب ، وبعد دقائق اتصل بي صديقي


المقرّب ، ولأنه يعرف مالي من قدره هائله على التحمل / حقيقة بدون أي


مبالغه ، قال لي مباشرة : " ليلى صار معها حادث وماتت " ... انه الموت


مجددا ، وهذا المره سرق مني أغلى ما لديّ .



كان للموت معي تجارب ،


بدأت بوفاة عمي في حادث سير ، كان عمري حينها 12 عاما ، وكان ذاك اليوم


الذي رحل فيه عمي ورقد جثمانه في القبر ، كان آخر يوم أبكي فيه ، لأني قررت


بعدها أن لا تنزل دمعتي وأن أكون عصي الدمع ، فلقد كان لدي قرار بأن الرجل


يجب أن لا يبكي سوى في سرّه ، وهو قرار خاطئ بالمناسبه ، الا أنه بقي في


أعماقي حتى أصبحت عصي الدمع بالعلن والخفاء ، وبدون أي مبالغه فقد ودّعت


البكاء بقلب جسور تختلج المشاعر بداخله ، وفي سنتي الجامعيه الأولى توفي


أحد أصدقائي الذي توجه للدراسه في أوروبا ، وبعد ثلاث سنوات توفي والدي ،


ولم أبكي عليه طبعا لأني صرت عصي الدمع ، ولكن والدي ترك جرحا كبيرا بقلبي


لا تداويه الأيام ، فلقد كان رجلا حرّا بكل ما للكلمة من معنى ، ثم جاء موت


" ليلى " وأطفأ شعلة الفرح بحياتي .



سياسيا وحزبيا كنت قد التحقت


بالجبهة الشعبيه لتحرير فلسطين لمدة أشهر ثم تركتهم لأنهم " مع احترامي "


يعيشون في أحلام الاشتراكيه ، واخترت طريقي ، انه طريق الفتح .. فاخترت


حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح وحملت أفكارها .


كان ايجادي لخيار


فتح مثل لقائي بحب ليلى ، وكما أن حب ليلى لن يموت في قلبي ، فان خيار حركة


فتح لن يزول من رؤيتي الثوريه والسياسيه .


استجمعت قواي ولملمت جراحي ،


وصممت أن يبقى حب ليلى في قلبي أملا لحياتي ، فلن أمنح روحي لسواها حتى لو


منحت جسدي لأنثى غيرها .



وكما سيبقى عشقها بقلبي ، فسيبقى عشق كل


فلسطين بقلبي


وكما ستبقى روحها معي ، فسيبقى أمل عودة كل لاجئ لفلسطين


.. حتى لو عاد أحفاده


وكما سيبقى اسمها عنواني ، قستبقى حيفا ويافا


والناصره وكل فلسطين عنوان كل عربي


وكما سيبقى اخلاصي لها ، فسيبقى


مفتاح بيت كل لاجئ معه حتى يعود هو أو أحفاده لأرضه


واذا كنت لا أنسى


ذكراها ، فلن تكون فلسطين ذكرى .. بل الماضي والحاضر والمستقبل


واذا


كان الأحرار منقسمين بين مؤمنين وغير مؤمنيين بوجود لقاء بعد الموت ، فكل


الأحرار مؤمنين بوجود لقاء في فلسطين

رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 09:55 PM.