|
الأدب العربي قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباء قديمًا وحديثًا |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
![]()
"قيمة العمر"[1]
• هذه طاقةُ أشعارٍ في التذكيرِ بقيمة العمر، وسرعةِ مروره، والحثِّ على اغتنامه، والتحذيرِ من تضييعه، والتسويفِ فيه. • قال الشاعر الأحوص؛ عبدالله بن محمد الأنصاري (ت: 105هـ): ياأيها الرجلُ الموكَّلُ بالصِّبا ![]() وصِبا الكبيرِ إذا صَبا تعليلُ ![]() قدِّمْ لنفسك قبل موتِك صالحًا ![]() واعملْ فليس إلى الخلود سبيلُ ![]() إنَّ الحِمامَ لنازلٌ بكَ لاحقٌ ![]() والموتُ ربعُ إقامةٍ مَحلولُ ![]() لا بدَّ مِنْ يومٍ لكل مُعَمَّر ![]() فيهِ لمدةِ عيشهِ تكميلُ ![]() والناسُ أرسالٌ إلى أمَدٍ لهم ![]() يَمضي لهم جيلٌ ويُخلَق جيلُ ![]() • وقال الشاعر أبو العتاهية (ت: 211هـ): يا أيها الحيُّ الذي هو ميِّتٌ ![]() أفنيتَ عُمْرَك في التعلُّل والمنى ![]() خالِفْ هواكَ إذا دعاكَ لريبةٍ ![]() فلرُبَّ خيرٍ في مُخالفةِ الهوى ![]() • وقال الشاعر الأديب ابن المعتز (ت: 296هـ): جدَّ الزمانُ وأنتَ تلعبْ ![]() والعمرُ في لا شيءَ يذهبْ ![]() كمْ قدْ تقولُ: غدًا أتو ![]() ب، غدًا غدًا، والموتُ أقربْ ![]() • وكان الإمام درَّاس بن إسماعيل (ت: 357هـ) كثيرًا ما يُنشدُهذه الأبيات - وهي للعالم الشاعر بكر بن حماد التاهرتي (ت: 296هـ): غفلتُ وحادي الموت في أثري يَحدو ![]() وإن لم أرحْ يومًا فلا بدَّ أنْ أَغدو ![]() أرى العُمْرَ قد ولَّى ولم أبلغ المنى ![]() وليس معي زادٌ وفي سفري بُعْدُ ![]() أُنعِّمُ جسمي باللباسِ ولينهِ ![]() وليس لجِسمي مِنْ لباس البِلى بدُّ ![]() كأني به قد مُدَّ في برزخ البِلى ![]() ومِنْ فوقه ردمٌ ومِنْ تحته لحدُ ![]() وقد ذهبتْ مني المحاسنُ وامتحَت ![]() ولم يبقَ فوق العظم لحمٌ ولا جلدُ ![]() فكيف إذا - يا ربِّ - بالنار قُرِّبت ![]() ونارُكَ لا يقوى لها الحجر الصلدُ ![]() عسى غافرُ الزلات يغفرُ زلَّتي ![]() فقد يغفرُ المولى إذا أذنبَ العبدُ ![]() • وقال أبو الفتح البستي (ت: 400هـ): يا عامرًا لخرابِ الدارِ مُجتهدًا ![]() بالله هل لخرابِ العُمْرِ عمرانُ؟ ![]() ويا حريصًا على الأموال يَجمعُها ![]() أُنْسِيتَ أنَّ سرورَ المال أحزانُ؟ ![]() • وقال: بقيةُ العُمْرِ عندي ما لها ثمنٌ ![]() وإنْ غدا خيرُ محبوبٍ بلا ثمنِ ![]() يَستدرك المرءُ فيها ما أفاتَ ويُح ![]() يي ما أماتَ ويَمحو السوءَ بالحسنِ ![]() • وقال أبو الأصبغ الأخفش: عبد العزيز بن أحمد اليَحصِبي القُرطبي (ت: نحو400هـ): أرى عُمْرَ الأنام كرأس مالٍ ![]() سعوا فيهِ لربحٍ أو خسارةْ ![]() فمِنهم مَنْ يروحُ بغير ربحٍ ![]() ومنهم مَنْ له فضلُ التجارةْ ![]() • وقال الأديب أبو الفتح العسقلاني قاضي دمياط (ت: 413هـ): عِلمي بعاقبة الأيامِ يَكفيني ![]() وما قضى اللهُ لي لا بُدَّ يأتيني ![]() • ومنها: إذ يُنفَقُ العُمْرُ في الدنيا مُجازفةً ![]() والمالُ يُنفَقُ فيها بالمَوازينِ ![]() • وقال الفقيه الزاهد القاسم بن فتح الأندلسي (ت: 451هـ): أيامُ عُمرِكَ تَذهبُ ![]() وجميعُ سعيكَ يُكتَبُ ![]() ثم الشهيدُ عليكَ من ![]() كَ فأينَ أينَ المهربُ؟ ![]() • وقد شطرتُهما فقلت: (أيامُ عُمْرِكَ تَذهبُ) ![]() وأراكَ فيها تلعبُ ![]() فأفقْ فأنتَ مُراقَبٌ ![]() (وجميعُ سعيك يُكتَبُ) ![]() (ثم الشهيدُ عليكَ مِن) ![]() كلِّ الذي تتكَسَّبُ ![]() تلك الجوارحُ وهي من ![]() (كَ فأينَ أينَ المهربُ؟) ![]() • وقال الإمام الحافظ الخطيب البغدادي (ت: 463هـ): لا تغبطنَّ أخا الدنيا لزخرفِها ![]() ولا للذةِ وقتٍ عجَّلتْ فرحا ![]() فالدهرُ أسرعُ شيءٍ في تقلُّبه ![]() وفعلُه بيِّن للخلقِ قد وضَحا ![]() كم شاربٍ عسلاً فيه منيتُهُ ![]() وكم تقلَّدَ سيفًا مَن به ذُبِحا ![]() • وقال الوزير طلائع بن رزيك (ت: 556هـ): مشيبُكَ قد محا صنعَالشبابِ ![]() وحلَّ البازُ في وَكْرِ الغرابِ ![]() تنامُ ومقلةُ الحِدْثان يَقظى ![]() وما نابُ النوائبِ عنكَ نابِ ![]() وكيف نفادُ عُمرِكَ وهْوَ كنزٌ ![]() وقد أنفقتَ منهُ بلا حِسابِ ![]() • وقال الوزير ابن هُبيرة الدُّوري (ت: 560هـ): والوقتُ أنفسُ ما عُنيِتَ بحفظهِ ![]() وأراهُ أسهلَ ما عليكَ يَضيعُ ![]() • وقال عمارة اليمني (ت: 569هـ) من قصيدة: إذا كان رأسُ المال عُمْرَك فاحترِزْ ![]() عليه منَ الإنفاقِ في غير واجبِ ![]() فبَين اختلافِ الليلِ والصبحِ معركٌ ![]() يكرُّ علينا جيشُهُ بالعجائبِ ![]() • وقال آخر: يا أيها المعدودُ أنفاسُه ![]() يوشِك يومًا أن يتمَّ العددْ ![]() لا بدَّ من يومٍ بلا ليلةٍ ![]() وليلةٍ تأتي بلا يومِ غدْ ![]() • وقال الإمام عبدالمغيث الحربي البغدادي (ت: 583هـ): أفقْ أخا اللبِّ من سُكْرِ الحياة فقد ![]() آنَ الرحيلُ وداعي الموت قد حضَرا ![]() هل أنتَ إلا كآحاد الذين مضَوا ![]() بحسرة الفوتِ لما استيقنَ الخبرا ![]() وأنتَ تحرصُ فيما أنتَ تاركُهُ ![]() إنْ كنتَ تعقلُ يومًا حقِّق النظرا ![]() أيامُ عُمْرِكَ كنزٌ لا نفادَ له ![]() وأنتَ تشري به الحصباءَ والمدرا ![]() • وقال الشاعر ابن التعاويذي (ت: 583هـ): يا واثقًا مِنْ عُمره بشبيبةٍ ![]() علقَت يداكَ بأضعفِ الأسبابِ ![]() ضيَّعتَ ما يُجدي عليكَ بقاؤُهُ ![]() وحفِظْتَ ما هو مُؤْذِنٌ بذهابِ ![]() المالُ يُضْبَطُ في يديكَ حسابُهُ ![]() والعُمْرُ تنفقهُ بغيرِ حسابِ ![]() • وأورَد الإمام ابن الجوزي (ت: 597هـ) في كتابه "المُدهش": يا مَن يَعُدُّ غدًا لتوبتهِ ![]() أعلى يقينٍ مِن بلوغ غدِ؟ ![]() المرءُ في زللٍ على أملٍ ![]() ومنيةُ الإنسانِ بالرَّصَدِ ![]() أيام عُمْرك كلُّها عددٌ ![]() ولعلَّ يومَك آخرُ العددِ ![]() • وأوردَ في كتابه "بستان الواعظين": الموتُ أفنى مَنْ مضى ![]() والموتُ يُفني مَنْ بقي ![]() والموتُ يجمعُ في الثرى ![]() بين المنعَّم والشقي ![]() • ورأيتُ لهما في "سلوة الأنفاس" بيتًا ثالثًا هو: يا مَنْ أسا فيما مضى ![]() كنْ مُحْسنًا فيما بقي ![]() • وأورد في كتابه "درياق الذنوب": إلامَ تُغَرُّ بالأملِ الطويلِ ![]() وليس إلى الإقامة مِنْ سبيلِ ![]() فدعْ عنكَ التعلُّل بالأماني ![]() فما بعدَ المشيبِ سوى الرحيلِ ![]() تؤمِّلُ أنْ تدومَ على الليالي ![]() وكم أفنينَ قبلَك مِنْ خليلِ ![]() وما زالتْ بناتُ الدهر تُفني ![]() بَني الأيامِ جيلاً بعدَ جيلِ ![]() • وأنشد ابن الجوزي كذلك في مجلس وعظه: سَتَنْقُلك المنايا عن ديارِكْ ![]() وَيُبْدِلُكَ الردى دارًا بدارِكْ ![]() وتترُك ما عُنِيتَ به زمانًا ![]() وتُنْقلُ مِنْ غناكَ إلى افتقارِكْ ![]() فدودُ القبر في عينيكَ يَرعى ![]() وتَرعى عينُ غيرِك في ديارِكْ ![]() • وقال الأمير أبو العباس أحمد بن برتكش العمادي (ت: 615هـ): تقولُ وقد ودَّعتُها ودموعُها ![]() على خدِّها مِنْ خشية البَينِ تلتقي ![]() مضى أكثرُ العُمْرِ الذي كان نافعًا ![]() رويدَك فاعملْ صالحًا في الذي بَقي ![]() • وقال أبو الفضل جبرائيل بن منصور المعروف بابن زُطينا البغدادي (ت: 626هـ): إن سهرَتْ عيناكَ في طاعةٍ ![]() فذاك خيرٌ لكَ مِنْ نومِ ![]() أمسُكَ قد فاتَ بعلاتهِ ![]() فاستدركِ الفائتَ في اليومِ ![]() • وقال الأديب نجم الدين الصوفي: ثابت بن تاوان التفليسي (ت: 631هـ): اغتنمْ يومَكَ هذا ![]() إنما يومُكَ ضَيفْ ![]() انتهزْ فرصةَ عُمْرٍ ![]() حاضرٍ فالوقتُ سَيفْ ![]() لا تُضيِّع هذه الأن ![]() فاسَ فالتضييعُ حَيفْ ![]() عدِّ عنْ سوفَ أو السا ![]() عةَ أو أينَ وكيفْ ![]() • وقال الشيخ الإمام القاضي أحمد بن محمد المعروف بابن الغمَّاز البَلَنْسِيِّ الأندلسي (ت: 693هـ): يا مُنْفِقَ العُمْرِ في حِرصٍ وفي طمعٍ ![]() إلى متى؟ قد تولَّى وانقضى العُمُرُ ![]() • ومنها: إلى متى ذا التمادي في الضلال؟ أما ![]() تَثنيكَ موعظةٌ لو يَنفعُ الذَّكَرُ ![]() بادرْ مَتابًا عسى ما كان مِنْ زللٍ ![]() وما اقترفتَ مِنَ الآثام يُغْتَفَرُ ![]() وجنِّبِ الحرصَ واتركْهُ فما أحدٌ ![]() يَنالُ بالحرص ما لم يُعْطِهِ القدَرُ ![]() ولا تؤمِّلْ لما تَرجو وتحذرُهُ ![]() مَنْ ليسَ في كفِّه نفعٌ ولا ضرَرُ ![]() وفوِّض الأمرَ للرحمنِ مُعتمِدًا ![]() عليه في كلِّ ما تأتي وما تذَرُ ![]() واحذرْ هجومَ المنايا واستعدَّ لها ![]() ما دامَ يُمكِنك الإِعدادُ والحذَرُ ![]() • وقال الشهاب محمود الحلبي رئيس دواوين الإنشاء بالشام (ت: 775هـ): لم يُفدْكَ الكثيرُ مِنْ مهلة ال ![]() عُمْر فماذا عسى يُفيدُ القَليلُ ![]() أنتَ فرَّطتَ فاعْوِلِ الآن إنْ كا ![]() ن يردُّ الماضي عليكَ العويلُ ![]() كم نذيرٍ أتاك؛ شيبٌ وضعفٌ ![]() وسُهادٌ لا عن هوىً، ونُحولُ ![]() ما بقي في الزمانِ فُسحةُ آما ![]() لٍ فعجِّلْ فقد مضى التأجيلُ ![]() قُمْ وبادرْ وتُبْ، وسارِعْ إلى الطا ![]() عة مِنْ قبلِ أنْ يفوتَ القبولُ ![]() • وقال المؤرخ محمد أمين المحبي الدمشقي (ت: 1111هـ) من قصيدة: والسفيهُ السفيهُ مَنْ صرَفَ العُمْ ![]() رَ بشربِ الطِّلا وقُرْبِ الغواني ![]() والذي يَشتري جهنَّم باللذْ ![]() ذَاتِ أولى التُجَّار بالخُسرانِ ![]() فاغتنمْ فرصةَ الحياة فما التَّس ![]() ويفُ إلا مطيَّةُ الحرمانِ ![]() • وقال أمير الشعراء أحمد شوقي (ت: 1351هـ): دَقَّاتُ قلبِ المرءِ قائلةٌ له: ![]() إنَّ الحياةَ دقائقٌ وثواني ![]() • وقد شطره الشاعر محمد العيد بن محمد علي خليفة (ت: 1399هـ) فقال: (دقات قلب المرء قائلة له ![]() ![]() عجِّل بما يَبقى فإنك فاني ![]() ما في حياتك للمَلاهي فسحة ![]() (إن الحياة دقائق وثواني) ![]() • وقال الشيخ مُحَنْض بابه بن مُحَمَّذن الديماني الموريتاني: فاعقلْ ولا تُضيِّع العُمْرَ القصير ![]() وراقبِ البصيرَ واذكرِ المصيرْ ![]() وضنَّ بالأنفاسِ إنَّ الأنفَسا ![]() ممَّا تراهُ لا يُساوي نَفَسا ![]() • وكان الشيخ محمد سالم ولد عدُّود يتمثل بهذا البيت: والعُمْر مدَّتُه كمثل دراهمٍ ![]() بيدِ الفَتى يَشري به حاجاتهِ ![]() • وللفقير: وجودُك ها هُنا آني ![]() فلا تَغترَّ بالفاني ![]() ولا تتبعْ هوى نفْسٍ ![]() ولا تَخضعْ لشيطانِ ![]() [1] نشر هذا المقال في مجلة الضياء الصادرة عن دائرة الشؤون الإسلامية بدبي، العدد (130) صفر 1435هـ.
__________________
![]() |
#2
|
||||
|
||||
![]()
العمر نعمه والله العظيم
وجزاكم الله خيرا علي الاشعار الحلوه ديه |
![]() |
العلامات المرجعية |
|
|