طلاب يجمعون بين الثانوية الأزهرية والعامة.. ويوضحون: حيلة نلجأ إليها للتغلب على أزمة

[ابو انس1]

فى ظل أنظمة تعليمية لا تعرف عن البناء المؤسسى الناجح شئ, يلجأ بعض الطلاب إلى أساليب غير مشروعة لضمان دخول الكلية التى طالما حلموا أن يكونوا ضمن طلابها، ويغامرون بالالتحاق بثانويتين مختلفتين فى آن واحد، لتأمين مستقبلهم الذى بات يعتمد على حفنة من الدرجات إذا فقد واحدة منها حرم من حلمه طوال حياته.

وكشف "كايرو دار" عن ظاهرة الطلاب الذين يلجأون إلى الجمع بين الثانوية الأزهرية والثانوية العامة للتغلب على أزمة مجموع الثانوية والهروب من صعوبة المواد الأزهرية، بحيلة التوقيع على إقرار بعدم حصولهم على الثانوية من أى جهة أخري، تكاد تلقى بهم بين ثنايا القانون.

وكان من بينهم حسن، شاب من إحدى قرى الصعيد، يعشق الرياضيات منذ صغره، كانت إحدى أمنياته أن يُصبح مهندس بترول، تدرج فى مراحل التعليم الأساسية حتى وصل الى الصف الثالث الثانوى الأزهري، وكأقرانه من طلاب الثانوية العامة طمح فى الحصول على مجموع مُرتفع بالثانوية الأزهرية ليلتحق بالكلية التى طالما حلم أن يكون ضمن صفوف طلابها.

وبعد عامين قضاها فى الصفين الأول والثانى الثانوى انتقل الى الصف الثالث ليمكث به 4 سنوات بذل فيها مايستطيع من مجهود للحصول على مجموع 94% لتحقيق الحلم الذى بات يراوض تفكيره ليل نهار، ونظرا لصعوبة المواد الأزهرية وعدم قدرته على استيعاب كم المواد الشرعية والعربية التى يدرسها بالأزهر، والتى فى ظل وجودها لا يستطيع الحصول على الدرجة المطلوبة للالتحاق بالكلية التى حلم لها.

4 سنوات من المحاولة أوحت إليه بفكرة أخرى وجد فيها الحل الوحيد، للخروج من تلك الأزمة التى شغلت تفكيره ليل نهار، وهى الالتحاق بالثانوية العامة بجانب دراسته بالثانوية الأزهرية، وبعد 3 سنوات نجح حسن فى الحصول على الثانوية العامة وأصبح طالبا بكلية الهندسة جامعة المنيا وكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر بأسيوط.

ويروى حسن قصته قائلا :
" فى السنة الاولى من الثانوية الأزهرية حضرت جميع الامتحانات عدا مادتى الصرف والحديث الشريف، قدمت فيهما شهادة مرضية كحجة لعدم دخولى الامتحان حتى أتأكد أن مجموعى فى المواد الاخرى يُلحقنى بالكلية التى أريدها، وهى حيلة يلجأ اليها معظم طلاب الثانوية الازهرية لتحسين مجموعهم، حصلت على مجموع 90% بعد ظهور نتيجة الثانوية الأزهرية، ولكن كلية الهندسة تحتاج إلى 4 فى المائة آخرون، وقمت بإعادة الصف الثالث الثانوى 4 مرات ولكن دون جدوى فمجموعى لم يتخط 92 %، كانت أزمتى هى المواد الشرعية والعربية .

وتابع حسن:" عندما أخذت القلم للتوقيع على ورقة الإقرار بعدم حصولى على الثانوية من أى جهة أخرى فكرت فى العواقب التى يمكن أن أقع فيها لو تم كشف هذه الحيلة وانها تعد جريمة تزوير فى أوراق رسمية، هذه الاحتمالات لم تمنعنى من إكمال توقيعى على الاقرار الذى بات الضمان الوحيد لتحقيق حلمى".
ويضيف: "قدمت اوراقى بإحدى المدارس البعيدة عن مدينتنا حتى لا يتم كشف الحيلة خاصة أن أهل الصعيد يعرف كل منهم الآخر, ولم يفارقنى الخوف حتى انهيت الصف الاول الثانوي, ولكن بعد سماع نتيجة الفصل الدراسى الثانى وحصولى على 93 فى المائة شعرت وقتها بسعادة غامرة حيث لم يتبق إلا خطوة واحدة للوصول إلى هدفي, 3 سنوات اجتزت فيها المرحلة الثانوية بتميز ملحوظ حاصلا على مجموع 95 % فى السنة الأخيرة من الثانوية العامة" .

ويكمل:" طلاب التعليم الأزهرى دائما ما يعانون من أزمة الحفظ دون الفهم، متسائلين دائما منذ بدء دراستهم للمواد الشرعية والعربية أسئلة من النوع الاستنكارى، مثل هل ديننا يعتمد على الحفظ فقط كما يتم تدريس هذه المواد بين أروقة المعاهد الأزهرية؟.

ثم قال" لم يمنعنى حصولى على المجموع الذى اقتطعت سنوات من حياتى لتحقيقه من إكمال دراستى بالأزهر الشريف، بعد أن ضمنت دخولى كلية الهندسة، حيث أننى تخرجت من الثانوية الأزهرية بمجموع 92 % لالتحق بكلية اللغة العربية جامعة أسيوط.
فحالة حسن ليست حالة منفردة بل تحدث كثيرا خاصة فى القرى التابعة لمحافظات صعيد مصر، فهناك كثير من الطلاب يلجأون لتلك الحيل لمواجهة صعوبة بعض المواد الأزهرية والتغلب على أزمة المجموع .
http://www.cairodar.com/news/details/80968