|
قضايا سياسية وأخبار مصرية وعربية وعالمية منتدى يختص بعرض كافة الأخبار السياسية والإقتصادية والرياضية في جميع أنحاء العالم |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() لا انتقامية .. ولا انتقائية أكتب عن مانديللا، فيما سيعتبره البعض "خروجا عن شأن مصري أُغرقنا أو غٓرقنا فيه"، وفيما أعتبره أنا "كلامٌ في صلب الموضوع"، الذي أغفلناه، غفلة أو أنانية أوخوفا. ولكن بالضرورة "قصر نظر"، وتجاهل لأحكام التاريخ وتجاربه. عندما تفضل المسؤول الكبير فهاتفني ليسألني عن ما أكتبه في موضوع "العدالة الانتقالية"، كان نيلسون مانديللا الاسم الأشهر في تاريخ المفهوم ونحت المصطلح في طريقه الى السماء. ••• أمضى مانديلا زهرة شبابه (ما يقرب من ثلاثين عامًا في السجن) ولكنه خرج دون أن تثقل كاهليه ثأرات تقعده عن المضي، بل القفز بشعبه "كل شعبه" الى الأمام. رغم ثلاثة عقود من الكفاح "المسلح"، وآلاف الضحايا، وأنهار الدماء.ظل السود (الأغلبية الساحقة، وأصحاب البلد الأصليين) لعقود طويلة يعاملون، ليس فقط كمواطنين درجة ثانية، بل وأحيانا لا يحظون حتى بمعاملتهم "كمجرد بشر"، ليس فقط من الدولة، بل ومن مواطنيهم / مستعمريهم ذوي البشرة البيضاء القادمين من بعيد. في نظام وصف بأنه الأكثر عنصرية وربما قسوة في التاريخ الحديث، وصل حجم المظالم والانتهاكات الى درجة أن أصبحت أمرا طبيعيا لا يستوقف أحدًا. طالت المظالم الجميع، أو كادت. وأصبح الكل إما جانيًا؛ لا يعتبر نفسه كذلك، أو مجني عليه، ليس أمامه غير الاستسلام، او ال***، أو الجريمة... أو الثورة. في عام 1990، ووسط مشاعر جامحة ومتطرفة من العداء والكراهية بين الجانبين، قرر زعيم الأقلية البيضاء دوكليرك، الذي كان قد وصل الى السلطة إطلاق سراح نيلسون مانديلا "الزعيم الأسود". ثم أعد الرجلان "خارطة طريق" واقعية، وثورية في آن. واقعية الخطى، ثورية الحلم والهدف. اعترافا بانتقالية المرحلة، تم تبني دستور "انتقالي" 1993. وفي العام التالي 1994 نُظِّمت انتخابات متعددة الأعراق في بلد لديه تراث متجذر من عدم الاعتراف بالآخر. ليفوز المؤتمر الوطني الأفريقي "الأسود"، ويدخل مانديلا القصر؛ رئيسًا. لم تكن تلك نهاية المطاف، بل بالأحرى كانت بدايته. أدرك الإفريقي الطويل، صاحب الكاريزما والابتسامة الساحرة "والأغلبية" الساحقة، أنك لا يمكن أن تبني وطنا "منقسمًا". ورغم ثقافة قبَلية لها ظلالها، نفض الرجل عن كاهليه عبء ثأرات الماضي، وذكريات سجن قضى فيه كل عمره، ورائحة دماء المغدورين من رفاقه وأصحابه. عرف مانديلا أن الطريق الى المستقبل لا يكون بالارتكان الى كونه زعيم أغلبية. وأنه إن فشل في أن يكون رئيسا للجميع، سيحيد به الطريق. لم تغب عنه حقيقة أنها "مرحلة انتقالية"، وأنه، وإن كان زعيما، إلا أن مهمته الأولى، بل والوحيدة كما قال أن ينتقل بالبلاد من نظام حافل بالاستبداد والمظالم، الى دولة معاصرة تحكمها مبادئ المواطنة والديموقراطية الحقيقية. ثم أدرك الرجل أن هذا الانتقال لن يكون آمنا وسلميًا الا بانتهاج الآليات والتدابير التي تعارفت عليها التجارب المماثلة في التاريخ الحديث (لضمان عدم تكرار انتهاكات وخطايا الماضي). وهي التي أسماها علم السياسة بتدابير "العدالة الانتقالية" Transitional Justice؛ كشفا للحقيقة، ومحاسبة، ومساءلة، وإصلاحا مؤسسيا، فضلا عن تعويض الضحايا و جبر الضرر، وصولا الى مصالحة "حقيقية" تقوم على الرضا المجتمعي، وعلى إحساس عام بالعدالة والمساواة. وعلى مدى عامين دار في جنوب افريقيا نقاش واسع للمجتمع المدني، وعُقد مؤتمران دوليان كبيران حول سياسات العدالة الانتقالية في الدول الأخرى للاستفادة من تجاربها. وفي النهاية صادق البرلمان (1995) على قانون دعم الوحدة الوطنية والمصالحة الذي أسس للجنة الحقيقة والمصالحة، وقد عَيَّن الرئيس نلسون مانديلا أعضاء تلك اللجنة والبالغ عددهم 17عضوًا في ديسمبر 1995 واُختير القس ديزموند توتو رئيسًا لها. لتبدأ أعمالها في إبريل 1996. حجم الانتهاكات، والتاريخ الطويل لها، وتنوعها بين جرائم فردية وجرائم ممنهجة قام بها النظام أو الدولة، دفعت اللجنة بحثا عن الحقيقة الى ابتكار أسلوب يقوم على المكاشفة والإقرار بالخطأ كثمن وحيد للعفو عن الجرائم "ذات الخلفية السياسية". مع ملاحظة أن هذا لم يعني أبدا إقرارا لمبدأ الإفلات من العقاب. كما أنه لم يكن كذلك بديلا عن إصلاح "لابد منه" للمؤسسات الأمنية والقضائية والإعلام. إصلاحا "حقيقيًا' لا تغيير للولاءات. كانت اللجنة مستقلة تماما، واتسم عملها بالشفافية الكاملة. وكان واضحا منذ البداية أن لا شأن لها بالمحاكم الجنائية. ربما لا تصلح تجربة جنوب افريقيا للتطبيق "حرفيًا" في كل مكان. فالتجارب متعددة، والسياقات والثقافات حاكمة. ولكن الثابت أن لا دولة بعد ثورة نجحت في الانتقال "السلمي والآمن" الى واقع جديد إلا باستيفاء المتطلبات الخمس للعدالة الانتقالية، ••• وبعد ..فقد أدرك مانديلا، وهو في أوج قوته عقم "المعارك الصفرية". وعبقرية "الحلول الوسط" التي وإن كانت لا تنتقم، إلا أنها لا تهدر حقًا، ولا تظلم أحدًا. في محاولة لإعادة بناء وطن للمستقبل "يسع الجميع"، قوامه احترام حقوق الإنسان والديمقراطية وسيادة القانون. وطن تتوافر له ضمانات حقيقية لعدم تكرار ما جرى من انتهاكات في مستقبل مختلف نرجوه لأبنائنا. لم يعن ذلك أبدا الإفلات من العقاب، ولكن دائما كان تجريم الفعل أهم من تجريم الفاعل. ••• أعرف أن للانتقام شهوته، وأن للخطوات الأولى على أي طريق ملامح مراهقتها، ولكني أعرف أيضا أن المصريين "الحقيقيين" أرهقتهم مشاهد ال*** أيًا ما كان صاحبه، وأيًا ما كانت الضحية، وأن التراب شبع من الدماء.المصريون يريدون عدلا لا انتقاما. أو هكذا أعتقد. أعرف أن فاتنا ما فاتنا، وهو كثير. وأعرف أن هذا كلام "في لزوم ما كان يلزم"0 ولكنهم يقولون: أن تأتي متأخرا خير من أن لا تأتي أبدًا. آخر تعديل بواسطة aymaan noor ، 08-12-2013 الساعة 06:27 PM |
#2
|
|||
|
|||
![]() مشكورين على الاخبار والمقالات الاكثر من رائعه استاذى
العداله الخاصه بالانقلاب انتقاميه انتقائيه فسيبقى الوطن و الانقلاب الى زوال
__________________
أنا مصرى وهم مصريين وستبقى مصر حرة وطنا للمصريين الأحرار
|
#3
|
||||
|
||||
![]() جزيل شكرى وتقديرى لحضرتك أستاذى الفاضل العمدة وطنى و الذى يشرفنى دائما بتعليقاته الراقيةو القيمة - و كم أتمنى أستاذى الفاضل أن يخرج البعض من الاطار الفكرى الذى يسكن نفسه فيه ، و أن يحاول أن ينظر الى الأمور بطريقة أكثر شمولية و اكثر واقعية - فاذا كنا نطالب النظام الحالى بأن يكون اكثر رقيا مما هو عليه و أن يفتح زراعيه لكل التيارات والأقليات الموجودة فى مصر ، و ألا يعتبر أن أخطاء البعض سببا أو عذرا لاقصاء فصيل كامل أو تيار كامل . - فكم أتمنى على أنصار هذا الفصيل أن يحسنوا قراءة الواقع و يدركوا أن نزول الملايين الى الشوارع هو ما يسمى شرعية ثورية و هى فوق كل الشرعيات الأخرى بما فيها الشرعية الدستورية . - أقدر و أحترم حزب النور كواحد من فصائل تيار الاسلام السياسى و الذى أحسن قراءة الواقع و ادرك أن الحفاظ على الوطن أهم و أكبر من الحفاظ على أى مكتسبات أو مناصب ، مجرد وجهة نظر شخصية غير ملزمة لأحد جزاك الله خيرا وبارك الله فيك
آخر تعديل بواسطة aymaan noor ، 08-12-2013 الساعة 02:18 PM |
#4
|
|||
|
|||
![]() مشكور على سعه صدرك
لابد للانسان ان ينظر اكثر شموليه والتوجه الى الاسباب التى ادت للنتائج فليس الشعب المصرى فصيل ولكنه اكثر الشعب المصرى اختار رئيسا بانتخابات نزيهه فعند الاعتداد بالحشود والتفويض فاننا نلغى مؤسسات وونلغى صوت الوطن لابد من الانقلاب ان يرى الواقع انه فشل فى اداره الوطن ولابد انه يعترف لقد قرأت بالتأكيد مثلى الكتاب الاسود فى تونس وذكر اعلاميين وفسده من الصحفيين المصريين الخاصين بالانقلاب فلقد خربت مصر بصنائع هؤلاء شكرا لا تاحه الفرصه للفضفضه شكرا لك استاذى
__________________
أنا مصرى وهم مصريين وستبقى مصر حرة وطنا للمصريين الأحرار
|
#5
|
||||
|
||||
![]() شكرا لحضرتك على نقل المقال الرائع
وندعو من الله ان تتخطى مصر الانتقاليه سريعا وكلنا امل في شعب مصر انه قادر على تخطي المحن ويرجع الشعب المصري شعب واحد بدون تفرقه ويجمعهم حب الوطن واعلاء كلمته تحياتي |
#6
|
||||
|
||||
![]() شكرا للأستاذ المهذب / أيمن نور .. وبعيدا عن الموضوع
هناك في الحياة أمورا قد لا تكون إنتقائية فعلا لكن من الممكن أن تكون ... إنتقامية فتلك طبيعة بشرية .. جزيل شكري وإحترامي
__________________
|
![]() |
العلامات المرجعية |
|
|