عفوا .. سيدي الرئيس !

[حمدى حسام]

الخبير الاقتصادي ايهاب سمرة يكشف أسرار كارثة الخميس المظلم في رسالة الى الرئيس







0 0




ايهاب سمرة


حين أنتخبتك لم أكن أحب أبدا أن اراك فى موقف دفاعى كما رأيتك اليوم خلال خطابك للأمه بخصوص كارثة الكهرباء .. لكنى مستمر فى أبكائك و البكاء عليك .. و لن أضحكك و أضحك عليك .. تلك مسؤوليتى كمصرى أنتخبك ولا برى بديلا عن نجاحك و تفوقك فى أدارة البلاد ..

سيدى الرئيس ..
اتمنى ان يتسع صدركم لقراءة ما سأضع أمامكم من تفاصيل بخصوص كارثة الكهرباء .. فانا استشارى اقتصادى ممثل لبعض الشركات و بيوت الخبرة الأوروبية .. بينى و بين بعضهم صداقه و أن كانت طبيعة العمل لا تسمح بصداقه بالمعنى الأنسانى لكنها المصالح المشتركه و صالح العمل فى الأساس .
بعيد 25 يناير .. و أزاحة فساد مبارك و ابنه و عصابته .. و لعلمى بمشاكل القطاع العام و جرائم الخصخصه .. و ابان تولى الدكتور حازم الببلاوى لوزارة الأقتصاد.. قمت بالأتصال بزملاء فى كل من أنجلترا و أيطاليا و بدأنا الترويج لمشروع جذب صناعات كثيفة العماله ألى مصر .. بغرض نقل مصانع و عمليات أنتاجيه كبيره من فيتنام و الصين و غيرهم ألى مصر للأستفاده من مناخ التفاؤل الذى عشناه وقتها .. و لأفادة المستثمر الأوروبى من موقع مصر الأقرب بكثير من شرق آسيا .. و بالفعل .. و بمباركه شفويه من وزير الأقتصاد وقتها شرعت و زملائى بتمويل و مجهود ذاتى فى التواصل مع الشركات الأوروبيه المالكه لحقوق أنتاج فى جنوب شرق آسيا ..
و وقتها لم تأت الرياح بما تشتهى السفن .. و سقطت بلادنا الحبيبه فى فوضى مرعبة انتهت بسقوطها فى حكم الأخوان .. فتم أرجاء الفكره كلها و اعتبار ما أنفق فيها ( من جيوبنا الخاصه أنا و الأصدقاء الأوروبيين ) مصروفا بحثيا نحتفظ بنتائجه الى ان يقضى الله أمرا كان مفعولا
و بدأت المقاومه مع أغلبية المصريين .. و بفضل الله أولا ثم بفضل الشعب المصرى الواعى و جيشه العظيم بقيادتكم .. نجونا من مصير حكم الأرهاب البشع .. و بانتخابكم رئيسا .. تجدد الأمل فى مجموعتى من الأستشاريين فشرعنا بأعادة الأتصال بالشركات الأوروبيه .. و يعلم أصدقائى المقربين أنى كنت بصدد رحله خلال الشهر القادم لزيارة ثلاثة بلاد أوروبيه لتنشيط مشروع نقل الصناعات الى مصر .

و هنا استقطع دقيقة من وقت سيادتكم .. فمشروعات كالتى أتحدث عنها و بطبيعة مجتمع الأستثمار الدولى و لطول فترة الدراسه و تأخرها .. فتلك المشروعات صارت معروفة و شبه معلن عنها .. حتى أن بعضها تم تنفيذه فى عهد مرسى الأرهابى لكن بطريقة أهداء شركات القطاع العام لصناعيين أتراك ( مثال كفر الدوار للغزل الرفيع ) .. و بتمويل هزيل من الجانب القطرى .. و بالتالى .. فحين شرعت و أصدقائى فى فتح موضوع مشروعنا مره أخرى .. صارت الأطراف المتداخلة اكثر بكثير من ثلاث سنوات مضت .. و صارت مصادر الأخبار أوسع و أشمل .. و يمكن القول أن الاستثمار الصناعى فى مصر صار موضوع رأى عام فى أوساط الأستثمار الأوروبيه .. و صارت مهمتى نقل مناخ التفاؤل المشجع على الاستثمار فى مصر لزملائى لينقلوه الى مستثمريهم و جهات تمويلهم .. و فى نفس الوقت يقوم زملائى بنقل مخاوف المستثمرين الي لأرد عليها و نستمر فى مشروعنا لخدمة بلدى و طبعا لتحقيق أرباح لى كمصرى و لزملائى كاستشاريين أوروبيين متخصصين .

و فى غمرة العمل و النشاط و التفاؤل بمشروع قناة السويس الجديده .. نتلقى ضربه قاصمة لجهدنا .. بما حدث يوم الخميس المظلم فى مصر .. و تتواتر الأخبار سريعا .. طبعا مناخ التفاؤل تلاشى تماما .. بل صرت أخجل من التواصل مع الصناعيين الأوروبيين حول نقل أعمالهم ألى مصر .. لكن أهم ما أبلغك به يا سيادة الرئيس و أيضا ابلغ به جهات الأمن القومى المصرى أن رجال أعمال محسوبين على التنظيم العالمى للأخوان المسلمين .. بدؤوا منذ يوم الخميس ليلا يروجون لفكرة مرعبة .. مرعبه حقا .. مفادها التالى :تم ابلاغ رجال الأعمال الأوروبيين بأن بامكانهم نقل استثماراتهم لمصر طبعا لكن .. بعد الأتفاق معنا نحن الأخوان المسلمين .. نحن الحكومه الحقيقيه لمصر .. نحن من نتحكم فى مصادر الطاقه فى مصر ... فأن اتفقتم معنا نحن و دفعتم مقابل فروق الطاقه .. فلن تنقطع الكهرباء عن مصانعكم أبدا ... أما أن اتفقتم مع ( حكومة الأنقلاب ) فقط .. فسنقطع الطاقه عن استثماراتكم و نفلسكم تماما .. فنحن الأخوان نشكل الحكومه الحقيقيه لمصر .. و الأنقلابيون - هكذا يصفون النظام في مصر - لا يملكون من أمر مصر شيئا .
و استشهد المروجون لتلك ( الجريمه ) برجال أعمال مصريين ممن لهم اتصالات وثيقة بكل من تركيا و قطر افادو جميعهم بأن مصانعهم لا تنقطع عنها الكهرباء .. فهم من الأخوان المسلمون الحاكمين لمصر .. بينما مصانع الأنقلابيين يتم تخريبها و أفلاسها بقطع الطاقه عنها حتى يدفعوا للأخوان ( ثمن الكهرباء ) و هم صاغرون .

وصلنى هذا من زملاء من ايطاليا و أنجلترا تحديدا ... و طبعا مع اخفاء مصادرهم وفقا لطبيعة العمل فى مجال التمويل الدولى ..
اصدقك القول يا سيدى الرئيس .. لقد ارتعبت .. لم أحزن على جهدى الذى أنفقته خلال اربع سنوات .. لكنى ارتعبت على بلدى .. و من تلك الفكره التى يتم ترويجها أن فى مصر حكومتين .. حكومة ( أنقلاب ) برئاستكم يتم التلاعب بها .. و حكومة ( أخوان ) تسيطر على مصادر الطاقه فى مصر .

سيدى الرئيس .. ما سردته أعلاه كان ( و مازال ) سبب غضبى البالغ و حزنى الشديد على بلادى .. و طبعا خوفى من خسارة رهانى على سيادتكم ..

سيدى الرئيس .. أتوسل اليك .. اعطنى شيئا اقوله لزملائى فى أوروبا ردا على ما يروجه رجال أعمال التنظيم الدولى للأخوان ..
سيدى الرئيس .. أتوسل اليك .. افعل شيئا استطيع أن أنقله للمستثمرين الأجانب بحيث نوقف تلك الهجمه التخريبيه المرعبه علي بلدنا الحبيبه

سيدى الرئيس .. بانتظار أجراء حاسم .. لا مجرد خطاب دفاعى .. لأتمكن من مشاركتكم فى الدفاع عن بلادىhttp://www.almydan.com/ar/content/13...!#.VA-MeKOqChp