المماطلة في الخطبة

[abomokhtar]

السؤال

♦ ملخص السؤال:
شابٌّ تقدم لعائلة للزواج من ابنتهم، فرحبوا به في البداية، لكن لم يتم الموضوع بسبب تأجيلهم له وسفر والد المخطوبة، ولم يردوا عليه إلى الآن، ويستشير هل أنهي الموضوع أو أنتظر؟

♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شابٌّ في الثلاثين، أبحث عن إنسانةٍ تُشاركني الحياة، أعطاني زميل لي أرقام بعض العائلات من بلدي، وتم التواصُل معهم، ولم يحصلْ نصيبٌ!

ثم تواصلتُ مع عائلةٍ ورحَّبوا بي، ولكنهم اعتذروا بسبب انشغالهم هذه المدة، وسفر والدهم!

أرسلتُ للأم رسائل على الهاتف، لكنها لم تردّ، وقد انزعج والداي من هذا الأسلوب، فهم يماطلون، وقد مر على الموضوع أسبوعان.

ولا أعرف هل أنهي الموضوع أو لا؟

الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.


نُرَحِّب بك أخي الكريم في شبكة الألوكة، ونسأل الله لك التوفيق لما يُحِبُّ ويرضى، ونسأله أن يرزقك الزوجة الصالحة التي تُعينك على أمور دينك ودنياك.


ونُبارك لك مشروع الزواج الذي بدأتَ فيه بالبحث عن الزوجة، وعليك أن تسألَ وتتأكَّد عن دينها؛ فالرسولُ صلى الله عليه وسلم قال: ((فاظفرْ بذات الدين ترِبَتْ يداك)).


وبالنسبة لاستشارتك، فلا نرى داعيًا للحيرة، فالأمر عادي وطبيعي، والفترةُ الزمنيةُ قصيرةٌ وليست بالطويلة حتى تنزعجَ من عدم الرد، وربما يريدون التشاوُر في الأمر، ويحتاجون بعض الوقت، ثم إنهم أخبروك أن والد الفتاة مسافر ولم يرجعْ، فمن الطبيعي أن ينتظروه، وربما هو أخبرهم بتأجيل كل الأمور حتى عودته، فلا داعي للقلق.


صحيح أن مسألة الخطوبة تشغل تفكير الشاب، ويريد أن يُنهي الموضوع، ولكن عليك أن تلتمسَ للآخرين أكثر مِن عُذرٍ، فلا تأخذ الأمور بحساسية زائدة.


والذي نوصيك به أخي الحبيب، وخاصة في مِثْل هذه الظروف هو التالي:
• الصلة بالله عز وجل الرؤوف بعباده، وكثرة ذكره سبحانه؛ حتى يُجَنِّبَك الله وساوس الشيطان، والله نادى عباده المؤمنين بكثرة ذكره: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا * هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ﴾ [الأحزاب: 41 - 43].


• الاستعانة بالصبر والصلاة؛ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: 153]، فالصلاةُ سبيلٌ إلى السعادة والراحة والاطمئنان.


• صحبة الأخيار الطيبين، حتى يُذكروك بالله، وتشغل وقتك معهم بالأعمال الطيبة.


• الاعتناء بالمسجد وصلاة الجماعة، فالمساجدُ أفضل البقاع، وفيها العابدون الذين تحفُّهم الملائكة الكرام، وفيها تبتعد عن الحيرة والقلَق.


• الزواجُ رزقٌ، وسوف يأتيك بإذن الله، وحتى يرزقك الله بالزوجة الطيبة كن أنت مِن الطيبين الصالحين الطائعين؛ ﴿ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ ﴾ [النور: 26]، وهذا أمرٌ يسيرٌ على مَنْ يسَّرَ الله عليه.


• لك أن تبحثَ عن الزوجة الصالحة في أكثرَ مِن مكانٍ، وذلك مِن خلال التعرُّف على الطيبين والصالحين، وخاصَّة في بيوت الله، فقد يكون عند بعضهم بناتٌ أو أخوات صالحات تُرْزَق بواحدة تكون أفضل مِن غيرها.


• عليك بالدعاء وطلَب الله أن يرزقك الزوجة الصالحة؛ سواء كانتْ تلك الفتاة أو غيرها، والله قريبٌ مِن عباده يُجيب دعوة الداعي، وهو سبحانه أعلمُ بعباده مِن الجميع.

وفي الختام ندعو الله لك بالعونِ والتأييدِ والرِّزْق الحلالِ