|
قضايا سياسية وأخبار مصرية وعربية وعالمية منتدى يختص بعرض كافة الأخبار السياسية والإقتصادية والرياضية في جميع أنحاء العالم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]()
يا من زرعتم الإرهاب .. نرفض أن نحصده نحن
http://www.masralarabia.com/%D8%A7%D...86%D8%AD%D9%86 ![]() ريهام حماد ليلة أخرى بكت فيها سيناء وبكى فيها كل مقهور على هذا الوطن، لم يكن فيها ثمة جديد سوى تجدد أنهار ترتوي بدموع ودماء مصريين أبرياء، وفيما عدا ذلك فكل ما فيها مكرر. طلقات رصاص، دوي انفجارات، اتهامات من الجميع للجميع، تعازي بعضها غارق في الشماتة وبعضها الآخر غارق في الوعيد، بيانات رسمية تبشرنا بمتابعة الموقف عن قرب وتتعهد بمواصلة الحرب على الإرهاب حتى القضاء عليه أياً كان الثمن، يلي هذا كله هدوء نسبي قبل أن يطل علينا المشهد ذاته من جديد وربما بشكل أكثر قسوة وبشاعة. مشكلة الإرهاب ليست وليدة اليوم أو البارحة، هي مشكلة قديمة تتجدد في ظل غياب من يحاول حلها بشكل جدي مسؤول، تجددت منذ فترة ليست ببعيدة إبان حكم الرئيس السابق محمد مرسي، وحينها وصل الضغط الإعلامي المطالب بالثورة على من لم يستطع القبض على ***ة جنودنا في رفح إلى ذروته، بالتوازي مع تصاعد المطالبة بأن يحكم مصر رئيساً ذو خلفية عسكرية بدعوى أنه (هو الأقدر على مكافحة الإرهاب الذي تسلل إلى بلادنا بمعاونة خفية من الرئيس المدني الخائن). بالعودة إلى تسريبات السيد عبد الفتاح السيسي وقت أن كان وزيراً للدفاع نجد أنه كان مؤمناً تماماً بحتمية فشل الحل الأمني في مواجهة الإرهاب في سيناء مهما كانت قوة الجيش المصري وقسوة رده على الإرهابيين، وأوضح أن تطبيق هذا الحل لن يفلح سوى في خلق الخصومة والثأر بين المصريين وجيش بلدهم، فقال لضباط الجيش أنه يعلم كما يعلمون جميعاً بأنه يستطيع محاصرة رفح والشيخ زويد وإخلائهما من سكانهما تماماً ونسف البيوت هناك، ولكن هذا كله لن يحقق الأمن، فقال بالنص: "ممكن نعمل كده .. حد ضرب نار؟ طلع قدام النار دي ميت نار، مات اتنين تلاته أبرياء .. إنت في الآخر بتشكل عدو ضدك وضد بلدك لإن بقى في تار بينك وبينه .. إنت تشكل أمن بالتواجد مش بالقتال". كانت هذه هي رؤية السيد عبد الفتاح السيسي قبل أن يصبح رئيساً للجمهورية وسبحان مغير الأحوال، فبعد أن أصبح رئيساً لم يتوانى عن تبني حل أمني بحت متمثلا فيما أطلق عليه إعلامياً الحرب على الإرهاب، وكان الهدف من هذه الحرب كما قال السيسي بوضوح تام في أحد لقاءاته التليفزيونية: "فرض سيادة الدولة وعدم السماح بأن تشكل أحد أراضي مصر تهديداً لأمن إسرائيل". مضى السيسي إذاً حتى النهاية في حربه ضد الإرهاب، فأغلق المعابر ودمر الأنفاق وشن الغارات البرية والجوية وهجر سكان سيناء ودمر منازلهم ووسع الشريط الحدودي، باختصار طبق كل ما أعلن أنه سيحقق أمن إسرائيل، ولكن فاته شيء واحد فقط، هو أن يفرض سيادة الدولة وأن يحقق أمنها! لقد أعلن السيسي منذ أكثر من سنة أنه سيعيد إلينا سيناء متوضئة، وكان المانشيت الرئيسي لجريدة الأهرام القومية في 23 سبتمبر 2013 أن السيسي سيعلن عن مصر خالية من الإرهاب في غضون أيام "لتبدأ معركة جديدة مع ما يسمي بـ الطابور الخامس, الذي يضم سياسيين وصحفيين وأعضاء بمنظمات مجتمع مدني, خاصة ما يتعلق منها بحقوق الإنسان" وفقاً للتعبير الحرفي للجريدة، فماذا حدث؟ لقد قفز النظام مباشرة إلى حربه الوهمية الخاسرة مع من يسميهم بالطابور الخامس، وفشل في دحر الإرهاب الذي ازداد شراسة وقوة من ناحية أخرى، وسط ما يقارب التأييد من بعض أهالي سيناء الذين نجح في استثارة خصومتهم وخلق ثأر بينه وبينهم كما تنبأ هو بنفسه في تسريبه، وبعد أن ارتكب في حقهم مجازر لم تكشف للجميع بعد. على مسار آخر ظهرت مؤخراً بعض الحركات التي تتوعد ضباطاً بعينهم وتعد بالرد عليهم جزاء ما اقترفوه من فظائع في حق ذويهم الذين اعتُقلوا أو ***وا ظلماً أو تم ******هم في أقسام الشرطة في إطار الحرب على الإرهاب. من أنشأ وتبنى هذه الحركات لم يولد إرهابياً ولم يلجأ إلى هذا الحل إلا نتيجة ما رآه من غياب لعقاب أي من *** أو عذب أو اغتصب. وربما لم يكن نشر مقال موقع باسم (فارس الثورة) على الموقع الإلكتروني الرسمي للإخوان المسلمين مؤخراً إلا انعكاساً ليأس تيار من داخل الإخوان من جدوى أي عمل سلمي وتلميح باللجوء إلى القوة في مواجهة نظام لا يستعمل سواها. أما الشعب، مدفوعاً بآلة الكراهية والتحريض التي لا تهدأ والمسماة بالآلة الإعلامية، فقد لجأ إلى حرق بيوت عدد من الإخوان في كفر الشيخ والشرقية والمحلة وسط مباركة غير رسمية من النظام الذي "يثمن جهود الشعب الهادفة إلى حماية مصر". فهل تأزم الوضع فجأة أم كان له مقدماته؟ لقد أوضح "الطابور الخامس"، الذي يحاربه السيسي كما يحارب الإرهاب، مراراً أن الإرهابي لا يلجأ إلى السير في مظاهرات يطالب فيها بحقه ولا يشترك في مسيرات يعرض من خلال هتافاتها قضيته على العامة، وحذر هذا الطابور من أن سد جميع منافذ العمل السياسي السلمي المعلن سيدفع الإخوان إلى العودة إلى العمل السري أو اللجوء إلى القوة وال***، كما حذر من أن المناخ العام الحالي للبلاد يشكل بيئة حاضنة مثالية لتوغل الإرهاب وتقوية شوكته، لكن جميع هذه التحذيرات ذهبت أدراج الرياح وتم اتهام أصحابها بأنهم يحاولون نشر الفتنة والفزع في المجتمع، فهل هناك فتنة وفزع أكبر مما نعيشه الآن؟ وهل هناك حاكم أكثر فشلاً من حاكم حول السلمي إلى إرهابي وحول الإرهابي العادي إلى إرهابي أكثر احترافاً ووحشية وشراسة وحول المجتمع المسالم إلى مجتمع على شفا حرب أهلية؟ لم يقصر أحداً في معاونة السيسي في حربه المزعومة، لقد تم منحه كل ما يلزم وما لا يلزم من تفويض وتصفيق ودعم، ولكن المعضلة الكبرى تكمن في أن الطريق الذي يسلكه السيسي خاطئٌ أصلاً، ولن تُحل الأزمة بتفويضه من جديد أو بحثه على المضي في طريقه إلى آخره أو حتى باللجوء إلى الإنكار وادعاء أن العمليات الإرهابية جاءت رداً على نجاح الجيش في مواجهة الإرهاب. لن يفيدنا كثيراً الآن الاستغراق في شجب الحادث ووصف منفذيه بالإرهابيين، فالمجرم لا يُلام على خطؤه والإرهابي لا يُنتقد على ممارسة ما يراه طبيعياً، كما لن يفيدنا أيضاً الآذان في مالطا والمطالبة بمحاسبة المسؤولين المقصرين، فالتجربة أثبتت أن لا مسؤول يحاسب مادامت البلد في حالة حرب، ومادام المقصر الأكبر مازال في موقعه وقد تمت "بروزته" في صورة البطل محارب الإرهاب. مازلنا نؤمن أن هناك فرصة أخيرة إن أحسنا التصرف، بوقف التحريض الإعلامي وتغليب العقل وتعمير سيناء وتحقيق المصالحة المجتمعية والسماح لجميع من لم يقترف جرائم بالعمل السياسي السلمي، والأهم من هذا كله الإطاحة بالنظام الذي لا يسمح بهذا كله ولا يضع نصب عينيه سوى كرسي السلطة ولو كانت سلطة وطن يحترق! تنقسم الغالبية الآن بين مواطن خائف على وطنه يحاول جاهداً ترميم شروخه، وبين مواطن مذعور يصدق أكاذيب النظام أو يبتلعها رغماً عنه خوفاً على وطنه مما هو أسوأ فيعمق شروخ هذا الوطن دون أن يدري، وفي النهاية لا يستحق أي منهما دفع ثمن فشل النظام وأنانيته، كما لا تستحق مصر هذه الانتكاسة بعد ثورتها العظيمة. يا من تجلسون على كرسي السلطة، زرعتم الإرهاب ببطشكم وسوء إدارتكم وسدكم لجميع منافذ العمل السياسي السلمي وفشلكم رغم كل المعاونة الممنوحة لكم، لا يوجد أي نجاح حققتموه في أي مجال يشفع لكم إخفاقاتكم ولن نسمح لكم بدفع وطننا نحو مصير أسود لا يبدو أنك ترونه أصلاً. يا من زرعتم الإرهاب نرفض أن نحصده نحن .. فارحلوا.
__________________
![]() ![]() |
العلامات المرجعية |
|
|