|
قضايا سياسية وأخبار مصرية وعربية وعالمية منتدى يختص بعرض كافة الأخبار السياسية والإقتصادية والرياضية في جميع أنحاء العالم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]()
مجدى الجلاد
«هى دى مصر يا تميم»..! السبت 28-03-2015 22:01 من مواطن مصرى.. إلى تميم بن حمد بن خليفة بن حمد آل ثانى أمير قطر: أكتب لك هذه الرسالة وأنت تستقل طائرتك المرصَّعة بالذهب، متوجهاً إلى شرم الشيخ لحضور القمة العربية.. أراك الآن تحلِّق فوق مصر.. قطعاً ستغلق نافذة الطائرة، وربما تُغمض عينيك حتى لا يقع نظرك على أرضها.. أعرف أن صراعاً عنيفاً يدور بداخلك.. وسؤالاً موجعاً يضغط على ذهنك: لماذا لا تسقط مصر؟!.. كيف تعاقبت عليها المخاطر والغزاة والملمَّات ولا تزال شامخة؟! هوِّن عليك يا رجل.. افتح نافذة طائرتك الفخيمة.. وانظر مليَّاً إلى الأرض والبيوت.. ثم تمعَّن تضاريس البشر..! سوف تنظر بدهشة وخوف إلى الأهرامات الشامخة.. ثم تطلب من قائد الطائرة أن يقترب بحرص.. ثم يهتز جسدك برعشة السؤال: كيف بناها المصرى قديماً؟!.. غير أن السؤال الذى سيمزقك: هل ينهزم ذاك الشعب؟!.. ستهز رأسك حتماً، وتقول: هذا تاريخ وماضٍ سحيق..! حسناً دعنا من التاريخ، رغم أن الجذور والأوتاد الضاربة فى أعماق الأرض هى سلعة لا تُباع ولا تُشترى.. ثمة شعوب يا تميم تشعر أنها تمشى على قشرة الأرض، دون عمق أو حضارة.. المال والذهب والغاز لا تشترى تاريخاً، ولا تغرس جذوراً فى الأرض.. ومع ذلك دعنا من الأهرامات والمعابد والمتاحف..! يمكنك الآن أن تأمر بالانحراف شرقاً.. لا تطلب من الطيار الأمريكى أن ينخفض.. فالرؤية هنا واضحة.. سترى سواعد قوية تحفر قناة جديدة.. رجالاً يحملون حلماً وفى جيوبهم جنيهات معدودة، ولكنهم يحملون فى الجيب الآخر هويَّة مصرية.. يحفرون أرضهم، ويشيّدون البنيان دون أن تجد بينهم خبيراً بعيون زرقاء وشعر أصفر، ولن تلمح هندياً أو إندونيسياً يموت بالسخرة، فندفنه فى الرمال الحارقة..! لا تغلق النافذة، ولا تبتئس.. فالسلطان لا ينبغى أن يغضب.. سيقول لك أحدهم: هيا نلقى نظرة على العشوائيات.. على أولئك الذين يعيشون فى المقابر وعشش الصفيح.. ستنخفض الطائرة إلى أقصى حد.. وستعلو وجهك ابتسامة شامتة.. غير أننى أراك تتألم من جديد.. وجهك الأملس يتجهم وينكمش.. أنت ترى الآن مصر الصعبة.. مصر التى لا تخاف ولا تنهزم.. فى المقابر يرقد جحافل الغزاة الذين كسرهم المصريون الفقراء.. ستتذكر رغماً عنك معركة «عين جالوت» التى قضت على أسطورة التتار.. سوف ترتعد فرائصك وأنت تسأل نفسك: ماذا لو لم يهزم جند مصر التتار بعد أن دانت لهم الأمة كلها؟!.. هل كنت الآن أميراً على قطر..؟! وهل كانت قطر ستولد أصلاً؟!.. فى المقابر أيضاً عظام أكلتها أرض مصر.. صليبيون.. وإسرائيليون.. هنا فى مصر.. ومصر وحدها.. يمكنك أن تقرأ تاريخ أجدادك وتاريخك أنت.. فمن المقابر ستلمح بسهولة نوراً نافذاً إلى السماء.. لا تتعجب.. فهنا يرقد آلاف الشهداء الذين صدوا عن أمتك وأهلك وأجدادك أطماع الغزاة فى الأرض والعرض..! هنا فى مصر.. وفى مصر وحدها يرقد الشهداء إلى جوار الغزاة.. غير أنك تلمح الآن طفلاً صغيراً يلهو فى المقابر.. لا تمصمص شفاهك.. نعم هو فقير يرتدى ثياباً رثة.. غير أنه سيصبح رجلاً يقف على الحدود حاملاً كفنه.. سيأتى يوم يحمى فيه بلاده وبلادك.. هو يتعلم هذا الدرس فى أولى ابتدائى.. يقولون له فى طابور الصباح: سوف تكبر جندياً عربياً مسلماً.. ستحارب وتموت فى بقعة ما من المحيط للخليج.. هذا قدرك.. وذلك ما فعله أجدادك.. الولد يفهم الدرس من المرة الأولى.. فيهتف: تحيا جمهورية مصر العربية.. فكيف لمثله أن ينهزم أو يترك وطنه يسقط مهما تكالب عليه الأعداء؟! تمهَّل ولا تغادر العشوائيات والمقابر.. انظر جيداً.. سترى «البنت أم المريلة كُحلى».. ضفائرها تطير فى الهواء فتكاد تلتف حول طائرتك العملاقة.. فقيرة؟! نعم.. غير أنها ورثت عن أرضها خصوبة الدنيا.. سوف تلد «كف القمر».. خمسة صبيان فى عين العدو.. أكبرهم سيموت شهيداً فى سيناء.. وأصغرهم سيقدم حياته ثمناً للدفاع عن شقيقه العربى.. والثلاثة الباقون سيكدُّون ليل نهار ليوفروا لأمهم المكافحة رحلة عمرة وزيارة لقبر الرسول الكريم.. لا تتعجب ففى مصر يدخرون «القرش» على «القرش» للفوز بالحج والعمرة.. هنا الإسلام.. وهنا أحباب محمد، صلى الله عليه وسلم.. فكيف يخشون الموت دفاعاً عن وطنهم وأمتهم وكرامتهم وكرامتك؟ أراك الآن تطلب من قائد الطائرة أن يجوب بك مصر كلها.. شارع شارع.. حارة حارة.. أنت تبحث عن سر لن تكتشفه، ولغز لن تقوى على فك طلاسمه: كيف تخصص هذا الشعب فى إعادة كتابة التاريخ؟!.. ولماذا احترف تغيير العالم؟!.. أنصحك الآن أن تتجرع شربة ماء.. سيأتون لك بمياه معدنية، لا تشربها.. اطلب كوب ماء من النيل.. ستعرف السر.. وما وراء السر..! فى الشوارع والحوارى والميادين لن تجد صوراً عملاقة للرئيس السيسى.. ستلمح صوره فى القلوب.. هكذا الحب عندنا.. دفقة ربانية لا تُباع ولا تُشترى.. نحبه لأنه يحمل أحلامنا وملامحنا.. نحبه لأنه مشروع «شهيد» مثلنا جميعاً.. فكيف ينهزم الرجل وهو يقود جيشاً من 90 مليون جندى..؟! افتح نافذتك يا تميم أكثر.. وافتح عينيك أكثر وأكثر.. سوف ترى مصر التى لا تعرفها.. سترى 90 مليون حكاية.. لكل وجه عندنا حكاية.. ولكن الحكاية التى تجمعهم فى «سر واحد» هى مصر.. «هى دى مصر يا تميم».. وأهلاً وسهلاً بك ضيفاً عليها..! http://www.elwatannews.com/news/details/696856
__________________
الحمد لله |
العلامات المرجعية |
|
|